العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

دع الشكوى!د. عبدالسميع الأنيس

إنضم
23 يناير 2013
المشاركات
2,609
الإقامة
ميت غمر
الجنس
ذكر
الكنية
أبو عبدالرحمن
التخصص
عقيدة
الدولة
مصر
المدينة
ميتغمر
المذهب الفقهي
شافعي
[h=2]دع الشكوى![/h] الشكوى وعدم الرضا داءٌ خطيرٌ أصاب كثيرًا من الناس في هذا العصر! والغريب أنني سمعت عددًا ممن كنت ألتقيهم يشْكون من عهدٍ أو حال كانوا يَرَوْنه مُظلمًا، فلما انتقلوا إلى عهد آخر أو حال آخر، تمنَّوا عهدَهم الأول وحالهم القديم، وهكذا دوالَيْك! وفات هؤلاء أن الله سبحانه هو مالك الملك، المتصرِّف في مُلكه وعبيده بما يشاء! ومن يُوقِنُ بأن الله تعالى هو المالك اطمأنَّ قلبُه، وهدَأَتْ نفسُه، وانصبغ بأنوار الرضا أيَّما انصباغ! ومن يَطَّلع على دعاء النبي صلى الله عليه وسلم وأذكاره في الصباح والمساء، يَجِد تأكيدًا واضحًا لهذا المعنى في قلب المسلم! ومن الأمثلة على ذلك: 1- قراءة آخر سورة البقرة، وفيها قوله تعالى: ﴿ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ﴾ [البقرة: 284]. 2- قراءة آيتين من سورة آل عمران، وهي قوله تعالى: ﴿ قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاء ﴾ [آل عمران: 26] إلى آخر الآيتين. 3- قراءة قوله تعالى: ﴿ هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ ﴾ [الحشر: 23] إلى آخر اﻵيات، وفيها اسم الله تعالى الملك. 4- قراءة سورة تبارك بعد صلاة العشاء من كل ليلة، وتسمَّى سورة المُلك، وأولُها: ﴿ تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ ﴾ [الملك: 1، 2]. 5- قراءة سورة الناس، وفيها: ﴿ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ * مَلِكِ النَّاسِ ﴾ [الناس: 1، 2]. ومن الأدعية النبوية في الصباح والمساء: 1- ((أصبحنا وأصبح الملك لله رب العالمين...))، وفي المساء: ((أمسينا وأمسى الملك لله رب العالمين...)). 2- ومنها: ((أصبحنا وأصبح الملك لله، والحمد لله، أعوذ بالله الذي يُمسِكُ السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه من شرِّ ما خلَق وذرَأ وبرَأ)). فهذه سبع وظائف، لو داوم المسلم على قراءتها بتمعُّن وتفكُّر وتدبُّر، لكانت دواء له من داء الشكوى، والقلق، وعدم الرضا. ورحم الله اﻷستاذ بديع الزمان عندما قال: "دَعِ الشكوى واغنم الشكر كالبلابل؛ فاﻷزهار تبتسم من لهجة عاشقها البلبل!". بل بلغ ببعض رجال سلفنا - وهو الشيخ أحمد الرفاعي رحمه الله تعالى - أن يقول: العاقل لا يشكو إلى قاضٍ، ولا إلى سلطان! وما على المسلم سوى الانضباط بشرع الله تعالى، ثم التمثل باﻷدب النبوي، واضعًا بين عينَيْه قولَ النبي صلى الله عليه وسلم: ((مِن حُسنِ إسلام المرء تركُه ما لا يَعنيه)).





 
أعلى