محمد بن رضا السعيد
:: مشرف ::
- انضم
- 23 يناير 2013
- المشاركات
- 2,594
- الإقامة
- ميت غمر
- الجنس
- ذكر
- الكنية
- أبو عبدالرحمن
- التخصص
- عقيدة
- الدولة
- مصر
- المدينة
- ميتغمر
- المذهب الفقهي
- شافعي
[h=5]هشام صدقي الابراشي[/h]
أبو العباس ابن تيمية.
من أعظم الظلم ترك طلب العلم وتبليغه، وأن من شرع فيه لا ينبغي له التراجع...
وَلِهَذَا مَضَتْ السُّنَّةُ بِأَنَّ الشُّرُوعَ فِي الْعِلْمِ وَالْجِهَادِ يَلْزَمُ كَالشُّرُوعِ فِي الْحَجِّ يَعْنِي أَنَّ مَا حَفِظَهُ مِنْ عِلْمِ الدِّينِ وَعِلْمِ الْجِهَادِ لَيْسَ لَهُ إضاعته لقول النبي صلى الله عليه وسلم "من قرأ القرآن ثم نسيه لقي الله وهو أجذم" . وقال : { من تعلم الرمي ثم نسيه فليس منا } رواه مسلم .
وكذلك الشروع في عمل الجهاد . فإن المسلمين إذا صافوا عدوا أو حاصروا حصنا ليس لهم الانصراف عنه حتى يفتحوه . ولذا قال النبي صلى الله عليه وسلم { ما ينبغي لنبي إذا لبس لأمته أن ينزعها حتى يحكم الله بينه وبين عدوه } . فالمرصدون للعلم عليهم للأمة حفظ علم الدين وتبليغه ؛ فإذا لم يبلغوهم علم الدين أو ضيعوا حفظه كان ذلك من أعظم الظلم للمسلمين ؛ ولهذا قال تعالى : { إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون }
فإن ضرر كتمانهم تعدى إلى البهائم وغيرها فلعنهم اللاعنون حتى البهائم . كما أن معلم الخير يصلي عليه الله وملائكته ويستغفر له كل شيء حتى الحيتان في جوف البحر والطير في جو السماء .
وكذلك كذبهم في العلم من أعظم الظلم . وكذلك إظهارهم للمعاصي والبدع التي تمنع الثقة بأقوالهم . وتصرف القلوب عن اتباعهم وتقتضي متابعة الناس لهم فيها ؛ هي من أعظم الظلم ويستحقون من الذم والعقوبة عليها ما لا يستحقه من أظهر الكذب والمعاصي والبدع من غيرهم ؛
لأن إظهار غير العالم - وإن كان فيه نوع ضرر - فليس هو مثل العالم في الضرر الذي يمنع ظهور الحق ويوجب ظهور الباطل ؛ فإن إظهار هؤلاء للفجور والبدع بمنزلة إعراض المقاتلة عن الجهاد ودفع العدو ؛ ليس هو مثل إعراض آحاد المقاتلة ؛ لما في ذلك من الضرر العظيم على المسلمين .
فترك أهل العلم لتبليغ الدين كترك أهل القتال للجهاد وترك أهل القتال للقتال الواجب عليهم كترك أهل العلم للتبليغ الواجب عليهم كلاهما ذنب عظيم ؛ وليس هو مثل ترك ما تحتاج الأمة إليه مما هو مفوض إليهم ؛ فإن ترك هذا أعظم من ترك أداء المال الواجب إلى مستحقه .
وما يظهرونه من البدع والمعاصي التي تمنع قبول قولهم وتدعو النفوس إلى موافقتهم وتمنعهم وغيرهم من إظهار الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر : أشد ضررا للأمة وضررا عليهم من إظهار غيرهم لذلك .
ولهذا جبل الله قلوب الأمة على أنها تستعظم جبن الجندي وفشله وتركه للجهاد ومعاونته للعدو : أكثر مما تستعظمه من غيره . وتستعظم إظهار العالم الفسوق والبدع : أكثر مما تستعظم ذلك من غيره ؛ بخلاف فسوق الجندي وظلمه وفاحشته ؛ وبخلاف قعود العالم عن الجهاد بالبدن . ومثل ذلك ولاة الأمور كل بحسبه من الوالي والقاضي ؛ فإن تفريط أحدهم فيما عليه رعايته من مصالح الأمة أو فعل ضد ذلك من العدوان عليهم : يستعظم أعظم مما يستعظم ذنب يخص أحدهم .
أبو العباس ابن تيمية.
			
			أبو العباس ابن تيمية.
من أعظم الظلم ترك طلب العلم وتبليغه، وأن من شرع فيه لا ينبغي له التراجع...
وَلِهَذَا مَضَتْ السُّنَّةُ بِأَنَّ الشُّرُوعَ فِي الْعِلْمِ وَالْجِهَادِ يَلْزَمُ كَالشُّرُوعِ فِي الْحَجِّ يَعْنِي أَنَّ مَا حَفِظَهُ مِنْ عِلْمِ الدِّينِ وَعِلْمِ الْجِهَادِ لَيْسَ لَهُ إضاعته لقول النبي صلى الله عليه وسلم "من قرأ القرآن ثم نسيه لقي الله وهو أجذم" . وقال : { من تعلم الرمي ثم نسيه فليس منا } رواه مسلم .
وكذلك الشروع في عمل الجهاد . فإن المسلمين إذا صافوا عدوا أو حاصروا حصنا ليس لهم الانصراف عنه حتى يفتحوه . ولذا قال النبي صلى الله عليه وسلم { ما ينبغي لنبي إذا لبس لأمته أن ينزعها حتى يحكم الله بينه وبين عدوه } . فالمرصدون للعلم عليهم للأمة حفظ علم الدين وتبليغه ؛ فإذا لم يبلغوهم علم الدين أو ضيعوا حفظه كان ذلك من أعظم الظلم للمسلمين ؛ ولهذا قال تعالى : { إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون }
فإن ضرر كتمانهم تعدى إلى البهائم وغيرها فلعنهم اللاعنون حتى البهائم . كما أن معلم الخير يصلي عليه الله وملائكته ويستغفر له كل شيء حتى الحيتان في جوف البحر والطير في جو السماء .
وكذلك كذبهم في العلم من أعظم الظلم . وكذلك إظهارهم للمعاصي والبدع التي تمنع الثقة بأقوالهم . وتصرف القلوب عن اتباعهم وتقتضي متابعة الناس لهم فيها ؛ هي من أعظم الظلم ويستحقون من الذم والعقوبة عليها ما لا يستحقه من أظهر الكذب والمعاصي والبدع من غيرهم ؛
لأن إظهار غير العالم - وإن كان فيه نوع ضرر - فليس هو مثل العالم في الضرر الذي يمنع ظهور الحق ويوجب ظهور الباطل ؛ فإن إظهار هؤلاء للفجور والبدع بمنزلة إعراض المقاتلة عن الجهاد ودفع العدو ؛ ليس هو مثل إعراض آحاد المقاتلة ؛ لما في ذلك من الضرر العظيم على المسلمين .
فترك أهل العلم لتبليغ الدين كترك أهل القتال للجهاد وترك أهل القتال للقتال الواجب عليهم كترك أهل العلم للتبليغ الواجب عليهم كلاهما ذنب عظيم ؛ وليس هو مثل ترك ما تحتاج الأمة إليه مما هو مفوض إليهم ؛ فإن ترك هذا أعظم من ترك أداء المال الواجب إلى مستحقه .
وما يظهرونه من البدع والمعاصي التي تمنع قبول قولهم وتدعو النفوس إلى موافقتهم وتمنعهم وغيرهم من إظهار الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر : أشد ضررا للأمة وضررا عليهم من إظهار غيرهم لذلك .
ولهذا جبل الله قلوب الأمة على أنها تستعظم جبن الجندي وفشله وتركه للجهاد ومعاونته للعدو : أكثر مما تستعظمه من غيره . وتستعظم إظهار العالم الفسوق والبدع : أكثر مما تستعظم ذلك من غيره ؛ بخلاف فسوق الجندي وظلمه وفاحشته ؛ وبخلاف قعود العالم عن الجهاد بالبدن . ومثل ذلك ولاة الأمور كل بحسبه من الوالي والقاضي ؛ فإن تفريط أحدهم فيما عليه رعايته من مصالح الأمة أو فعل ضد ذلك من العدوان عليهم : يستعظم أعظم مما يستعظم ذنب يخص أحدهم .
أبو العباس ابن تيمية.
 
				
 
		