خالد بن سالم باوزير
:: غفر الله له ولوالديه ::
- انضم
- 13 أغسطس 2008
- المشاركات
- 642
- الجنس
- ذكر
- الكنية
- أبـو مـعـاذ
- التخصص
- الفقه
- الدولة
- المملكة العربية السعودية
- المدينة
- الدمام
- المذهب الفقهي
- الحنبلي
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا مزيدا إلى يوم الدين، أما بعد: فهذه دروس سهلة ميسرة بعون الله تعالى في فقه الدليل، بدأتها بمقدمة في الفقه، ثم شرعت في كتاب المعاملات وما بعده، ولم أهمل ربع العبادات إذ هو الأصل، لكن لما كانت العبادات مما نمارسه بحمد الله تعالى كثيرا في حياتنا كان تصوره سهلا يسيرا في الجملة على طلبة العلم، بخلاف الأرباع الثلاثة الأخيرة، لا سيما المعاملات، إذ يصعب تصور كثير من مسائلها لا سيما المعاصرة، نتيجة لقلة ممارستها أو انعدام ذلك عند بعضنا، فأحببت أن أساهم في نفع نفسي وإخوتي، إذ لا يضبط العلم إلا بمذاكرته وكتابته، كما سار على ذلك أسلافنا.
وهذا أوان الشروع في المقصود:
الفقه لغةً: الفهم.
والفقه في اصطلاح الفقهاء: معرفة الأحكام الشرعية العملية المكتسبة من أدلتها التفصيلية، أو التي طريقها الاجتهاد.
والأحكام العمليَّة مثل: أحكام الصلاة، والحج، والبيع، والميراث، والزواج.
والأدلة التفصيليَّة مثل: آيات الأحكام، وأحاديث التبي صلى الله عليه وسلَّم.
*نشأة الفقه:
1 - في حياة النبي صلى الله عليه وسلم: كان الصحابة رضي الله تعالى عنهم يتلقون الأحكام من النبي صلى الله عليه وسلم مباشرة، إما من القرآن الكريم أو من ما يذكره لهم النبي صلى الله عليه وسلم من الأحاديث، وكانوا إذا لم يعرفوا حكم مسألة معينة سألوا عنها النبي صلى الله عليه وسلم فيخبرهم النبي صلى الله عليه وسلم بحكمها.
2 - وأما بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم: فكان الصحابة رضي الله تعالى عنهم إذا وردت عليهم مسألة:
أ - ينظرون في القرآن الكريم والسنة النبوية، فإن وجدوا حكم المسألة فيهما أو في أحدهما حكموا به، ولم يلتفتوا إلى غيره.
ب - وكان بعضهم يسأل بعضا فيما خفي عليهم من سنة النبي صلى الله عليه وسلم.
ت - فإن لم يجدوا عندهم نصًّا من السنة تشاوروا في حكم المسألة، واجتهدوا فيها بحسب ما لديهم من الأصول الشرعية، وقد يلجؤون إلى القياس على النصوص الشرعية.
ث - وقد يُجمِعون على حكم المسألة، كإجماعهم على قتال مانعي الزكاة، وقد يختلفون في حكم المسألة، كاختلافهم في الوضوء من مسِّ الفرج.[ 1 ]
ومن ما سبق يمكن أن نستخرج المصادر التي كان يعتمدها الصحابة رضي الله تعالى عنهم في معرفة الأحكام الشرعية:
فأولها: القرآن الكريم.
وثانيها: السنة النبوية المطهرة.
وثالثها: القياس.
ورابعها: الإجماع.
*ظهور المدارس الفقهيَّة:
1 - اجتهد الصحابة رضي الله تعالى عنهم في نشر العلم وتفقيه الناس، وانتشروا في أنحاء الأرض يبلغون دينَ الله تعالى، فانتشر العلم في الأمصار الإسلاميَّة، فكان للعلم حواضر[ 2 ] كثيرة ينهل منها المتعلمون، من أهمِّها:
أ - المدينة النبوية: وفيها الخلفاء الأربعة، وعائشة وعبد الله بن عمر وزيد بن ثابت رضي الله تعالى عنهم.
ب - مكة المكرمة: وفيها عبد الله بن عباس رضي الله تعالى عنهما.
ت - الكوفة: وفيها عبد الله بن مسعود وأبو موسى الأشعري وسلمان الفارسي رضي الله تعالى عنهم، ثم انتقل إليها علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه.
ث - البصرة: وفيها أنس وجابر رضي الله تعالى عنهما.
ج - الشام: وفيها معاذ وأبو الدرداء ومعاوية رضي الله تعالى عنهم.
ح - مصر: وفيها عمرو بن العاص وابنه عبد الله رضي الله تعالى عنهما.
2 - وفي أواخر القرن الأول الهجري وبداية القرن الثاني بدأت الآراء الفقهيَّة تتجه نحو تكوين مدرستين كبيرتين، لكل منهما منهج تختص به عن الأخرى، وهاتان المدرستان:
المدرسة الأولى: مدرسة الحجاز:
وتسمَّى: ( مدرسة المدينة ) أو ( مدرسة الأثر )، وسبب هذه التسمية:
1 - اعتماد مدرسة الحجاز على الأحاديث والآثار غالبًا، لكثرتها عندهم.
2 - قلَّة المسائل الحادثة في المجتمع الحجازي ذلك الوقت.
3 - اجتنابهم المسائل الفقهيَّة المفروضة غير الواقعة.
وليس معنى ذلك أنهم لا ينظرون في الرأي، ولكن غلب عليهم النظر في الآثار.
ومن أشهر علماء هذه المدرسة: فقهاء المدينة السبعة، وهم:
سعيد بن المسيب، وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، والقاسم بن محمد بن أبي بكر، وخارجة ابن زيد، وأبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، وسليمان بن يسار، وعروة بن الزبير رحمهم الله تعالى.
المدرسة الثانية: مدرسة العراق:
وتسمَّى: ( مدرسة الكوفة ) أو ( مدرسة الرأي )، وسبب هذه التسمية:
1 - أن أهل العراق كثر عندهم الأخذ بالرأي، نتيجة لكثرة المسائل الحادثة عندهم.
2 - قلَّة الأحاديث بالنسبة لما عند أهل الحجاز، فلذلك احتاجوا لاستنباط الأحكام من النصوص القرآنية، والأحاديث النبوية التي كانت عندهم بالنظر والتأمل، حتى كثر ذلك عندهم، فسمُّوا: أهل الرأي.
ومن أشهر علماء هذه المدرسة:
علقمة النخعي، ومسروقٌ الهمداني، وشريحٌ القاضي، وإبراهيمُ النَّخعيُّ رحمهم الله تعالى.
*ظهور المذاهب الفقهية الأربعة:
في القرن الثاني الهجري إلى منتصف القرن الثالث برز في الفقه عدد من العلماء الذين استفادوا مِن مَّن قبلهم، فاجتمع حولهم الطلاب، ورجع الناس إليهم في الفتوى، وجمعوا أقوالهم ودوَّنوا مذاهبهم.
فمنهم: سفيان الثوري، وسفيان بن عيينة، والأوزاعي، والليث بن سعد، وإسحاق بن راهويه، وداود الظاهري رحمهم الله تعالى.
ومن أشهرهم: الأئمة الأربعة الذين تنسب إليهم المذاهب المشهورة، وهم: أبو حنيفة، ومالك، والشافعي، وأحمد بن حنبل رحمهم الله تعالى.
وفي الملف المرفق نبذة مختصرة عن الأئمة الأربعة رحمهم الله تعالى:
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[ 1 ] فروي عن عمر وأبي هريرة وابن عمر رضي الله تعالى عنهم: أنه ينقض الوضوء، وروي عن علي وعمار وابن مسعود وحذيفة وعمران بن الحصين وأبي الدرداء رضي الله تعالى عنهم: أنه لا ينقض الوضوء. ( ينظر: المغني 1 / 116 ).
[ 2 ] حواضر: جمع حاضرة، والمراد: المدن والمناطق الكبرى.
وهذا أوان الشروع في المقصود:
(( تأريخ الفقه ))
*تعريف الفقه:
الفقه لغةً: الفهم.
والفقه في اصطلاح الفقهاء: معرفة الأحكام الشرعية العملية المكتسبة من أدلتها التفصيلية، أو التي طريقها الاجتهاد.
والأحكام العمليَّة مثل: أحكام الصلاة، والحج، والبيع، والميراث، والزواج.
والأدلة التفصيليَّة مثل: آيات الأحكام، وأحاديث التبي صلى الله عليه وسلَّم.
*نشأة الفقه:
1 - في حياة النبي صلى الله عليه وسلم: كان الصحابة رضي الله تعالى عنهم يتلقون الأحكام من النبي صلى الله عليه وسلم مباشرة، إما من القرآن الكريم أو من ما يذكره لهم النبي صلى الله عليه وسلم من الأحاديث، وكانوا إذا لم يعرفوا حكم مسألة معينة سألوا عنها النبي صلى الله عليه وسلم فيخبرهم النبي صلى الله عليه وسلم بحكمها.
2 - وأما بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم: فكان الصحابة رضي الله تعالى عنهم إذا وردت عليهم مسألة:
أ - ينظرون في القرآن الكريم والسنة النبوية، فإن وجدوا حكم المسألة فيهما أو في أحدهما حكموا به، ولم يلتفتوا إلى غيره.
ب - وكان بعضهم يسأل بعضا فيما خفي عليهم من سنة النبي صلى الله عليه وسلم.
ت - فإن لم يجدوا عندهم نصًّا من السنة تشاوروا في حكم المسألة، واجتهدوا فيها بحسب ما لديهم من الأصول الشرعية، وقد يلجؤون إلى القياس على النصوص الشرعية.
ث - وقد يُجمِعون على حكم المسألة، كإجماعهم على قتال مانعي الزكاة، وقد يختلفون في حكم المسألة، كاختلافهم في الوضوء من مسِّ الفرج.[ 1 ]
ومن ما سبق يمكن أن نستخرج المصادر التي كان يعتمدها الصحابة رضي الله تعالى عنهم في معرفة الأحكام الشرعية:
فأولها: القرآن الكريم.
وثانيها: السنة النبوية المطهرة.
وثالثها: القياس.
ورابعها: الإجماع.
*ظهور المدارس الفقهيَّة:
1 - اجتهد الصحابة رضي الله تعالى عنهم في نشر العلم وتفقيه الناس، وانتشروا في أنحاء الأرض يبلغون دينَ الله تعالى، فانتشر العلم في الأمصار الإسلاميَّة، فكان للعلم حواضر[ 2 ] كثيرة ينهل منها المتعلمون، من أهمِّها:
أ - المدينة النبوية: وفيها الخلفاء الأربعة، وعائشة وعبد الله بن عمر وزيد بن ثابت رضي الله تعالى عنهم.
ب - مكة المكرمة: وفيها عبد الله بن عباس رضي الله تعالى عنهما.
ت - الكوفة: وفيها عبد الله بن مسعود وأبو موسى الأشعري وسلمان الفارسي رضي الله تعالى عنهم، ثم انتقل إليها علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه.
ث - البصرة: وفيها أنس وجابر رضي الله تعالى عنهما.
ج - الشام: وفيها معاذ وأبو الدرداء ومعاوية رضي الله تعالى عنهم.
ح - مصر: وفيها عمرو بن العاص وابنه عبد الله رضي الله تعالى عنهما.
2 - وفي أواخر القرن الأول الهجري وبداية القرن الثاني بدأت الآراء الفقهيَّة تتجه نحو تكوين مدرستين كبيرتين، لكل منهما منهج تختص به عن الأخرى، وهاتان المدرستان:
المدرسة الأولى: مدرسة الحجاز:
وتسمَّى: ( مدرسة المدينة ) أو ( مدرسة الأثر )، وسبب هذه التسمية:
1 - اعتماد مدرسة الحجاز على الأحاديث والآثار غالبًا، لكثرتها عندهم.
2 - قلَّة المسائل الحادثة في المجتمع الحجازي ذلك الوقت.
3 - اجتنابهم المسائل الفقهيَّة المفروضة غير الواقعة.
وليس معنى ذلك أنهم لا ينظرون في الرأي، ولكن غلب عليهم النظر في الآثار.
ومن أشهر علماء هذه المدرسة: فقهاء المدينة السبعة، وهم:
سعيد بن المسيب، وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، والقاسم بن محمد بن أبي بكر، وخارجة ابن زيد، وأبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، وسليمان بن يسار، وعروة بن الزبير رحمهم الله تعالى.
المدرسة الثانية: مدرسة العراق:
وتسمَّى: ( مدرسة الكوفة ) أو ( مدرسة الرأي )، وسبب هذه التسمية:
1 - أن أهل العراق كثر عندهم الأخذ بالرأي، نتيجة لكثرة المسائل الحادثة عندهم.
2 - قلَّة الأحاديث بالنسبة لما عند أهل الحجاز، فلذلك احتاجوا لاستنباط الأحكام من النصوص القرآنية، والأحاديث النبوية التي كانت عندهم بالنظر والتأمل، حتى كثر ذلك عندهم، فسمُّوا: أهل الرأي.
ومن أشهر علماء هذه المدرسة:
علقمة النخعي، ومسروقٌ الهمداني، وشريحٌ القاضي، وإبراهيمُ النَّخعيُّ رحمهم الله تعالى.
*ظهور المذاهب الفقهية الأربعة:
في القرن الثاني الهجري إلى منتصف القرن الثالث برز في الفقه عدد من العلماء الذين استفادوا مِن مَّن قبلهم، فاجتمع حولهم الطلاب، ورجع الناس إليهم في الفتوى، وجمعوا أقوالهم ودوَّنوا مذاهبهم.
فمنهم: سفيان الثوري، وسفيان بن عيينة، والأوزاعي، والليث بن سعد، وإسحاق بن راهويه، وداود الظاهري رحمهم الله تعالى.
ومن أشهرهم: الأئمة الأربعة الذين تنسب إليهم المذاهب المشهورة، وهم: أبو حنيفة، ومالك، والشافعي، وأحمد بن حنبل رحمهم الله تعالى.
وفي الملف المرفق نبذة مختصرة عن الأئمة الأربعة رحمهم الله تعالى:
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[ 1 ] فروي عن عمر وأبي هريرة وابن عمر رضي الله تعالى عنهم: أنه ينقض الوضوء، وروي عن علي وعمار وابن مسعود وحذيفة وعمران بن الحصين وأبي الدرداء رضي الله تعالى عنهم: أنه لا ينقض الوضوء. ( ينظر: المغني 1 / 116 ).
[ 2 ] حواضر: جمع حاضرة، والمراد: المدن والمناطق الكبرى.
المرفقات
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
