العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

آلية صناعة الإنسان من قبل الله.

محمد متولي داود

:: متابع ::
إنضم
1 أغسطس 2018
المشاركات
23
الكنية
د/محمدداود
التخصص
القانون العام
المدينة
القاهرة
المذهب الفقهي
الحنفي
مراحل خلق الإنسان في القرآن الكريم

١ خلق الإنسان
٢ عناصر خلق الإنسان الأول
١- الماء
٢- التراب
* مراحل خلق الإنسان في القرآن
١- مرحلة الطين
٢- مرحلة الحمأ المسنون
٣- مرحلة كونه صلصالا
٤- مرحلة نفخ الروح خلق الإنسان يعتبر خلق الإنسان من العلامات الدالة على عظيم قدرة الله سبحانه وتعالى، وورود كيفية هذا الخلق، ومراحله، وأطواره يعد من الإعجاز العلمي للقرآن الكريم، خاصةً أنّ الإنسان لم يتوصّل لهذا المراحل إلا منذ فترات قليلة، علماً أن الكثير من الناس يجهلون هذه المراحل، الأمر الذي يدفعهم لمحاولة التعرّف عليها، وعلى هذا فإن. عناصر خلق الإنسان الأول.
*الماء يعتبر الماء العنصر الأول الذي خلق الله منه جميع مخلوقاته ما عدا الجن خلقهم من نار، والملائكة من نور، حيث قال سبحانه وتعالى:
(وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيرًا) [الفرقان: 54].
*التراب يعتبر العنصر الثاني من عناصر خلق آدم عليه السلام أبو البشر، حيث قال سبحانه وتعالى:
(إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آَدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ)
[آلِ عمران: 59]، وهو عنصرٌ أساسي يعد من عناصر تكوين كل إنسان بعد آدم عليه السلام، حيث إنّ النبات يخرج من التراب، ومن النبات نحصل على الغذاء، ومن الغذاء يتكوّن الدم، ومن الدم تتكوّن النطفة، ومن النطفة يخلق الجنين، ولا بد من الإشارة إلى أنّ الفروع تتبع الأصل، فالله خلق آدم من تراب، ثمّ خلق منه زوجته، ثمّ خلق الناس عن طريق التناسل، فإن كان الأصل تراب فإن الفرع يتبعه.
*مراحل خلق الإنسان في القرآن مرحلة الطين يعتبر الطين ناتجاً من امتزاج عنصري التراب والماء، حيث قال سبحانه وتعالى:
(الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسَانِ مِنْ طِينٍ) . [السجدة:7]
علماً أنّ الله سبحانه وتعالى قد وصف الطين بأنه طينٌ لازب، أي طين لزج متماسك لاصق يشد بعضه بعضاً، حيث قال:
(فَاسْتَفْتِهِمْ أَهُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمْ مَنْ خَلَقْنَا إِنَّا خَلَقْنَاهُمْ مِنْ طِينٍ لَازِبٍ). [الصافات:11]
ولا بدّ من الإشارة إلى سبب اختلاف البشر في أشكالهم، وصفاتهم، وأخلاقهم يعود إلى المادة التي خلق الله منها آدم، حيث جمعها من جميع الأرض، فجاء من بني آدم من هو الأبيض، أو الأسود، أو الأحمر. مرحلة الحمأ المسنون ترك الله سبحانه وتعالى الطين بعد أن مزجه من عنصريه إلى أن صار حمأً مسنوناً، أي أنه بعد مزج عنصري التراب والماء صار المزيج طيناً لازباً صادقاً، ثمّ بعد ذلك صار هذا الطين حمأ أسوداً مسنوناً مصوراً، حيث قال: (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ) [الحجر: 26]
علماً أنّ الحمأ هو الطين الأسود المتغيّر، أما المسنون فإن المفسرين اختلفوا في تعريفه، فقيل أنه هو المصوّر من سنة الوجه وهي صورته، وقيل إنّه المصبوب المفرّغ، أي أن الله أفرغ صورة الإنسان كما تفرغ الصور من الجوهر في أمثلتها، وقيل إنّه المنتن، أو المسنون الأملس. مرحلة كونه صلصالاً صار الطين حمأً مسنوناً في صورة آدم، ثمّ صار صلصالاً كالفخار، حيث قال سبحانه وتعالى: (خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ كَالْفَخَّارِ) [الرحمن:14]
والصلصال هو الطين اليابس الذي يظلُ يابساً إن لم تمسسه النّار، ويتحوّل إلى فخار إن مسته نار، ولا بد من الإشارة إلى أن هذا الصلصال يشبه الفخار إلا أنه ليس فخاراً، أي أن الله سبحانه وتعالى لما مزج عنصري الماء والتراب صار طيناً، ولما أنتن الطين صار حمأً مسنوناً مصوّراً على هيئته، ولما يبس صار صلصالاً، إلا أن الإنسان لم تبدأ فيه الحياة عند هذه المرحلة، علماً أنّ الله سبحانه وتعالى لم يحدد في القرآن الكريم المدة الزمنية الممتدة بين مرحلة الطين، والحمأ المسنون، والصلصال. مرحلة نفخ الروح سوّى الله سبحانه وتعالى الإنسان، وصوّره، ثمّ صار صلصالاً أي أنه أيبس الطين بعد تصويره، ثمّ دبّ الروح في جسده، حيث قال: (إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ طِينٍ، فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ) [ص: 1-72]
وأمر الله سبحانه وتعالى الملائكة قبل خلق آدم أن يسجدوا له بعد أن تدب الروح في جسده.
مكونات الماء - من ماذا يتكون الماء الماء مركّبٌ كيميائيٌّ يتّكون من ذرّتي هيدروجين، وذرّة أكسجين، يتميّز بأنّه سائلٌ لا لون له، ولا طعم له، ولا رائحة، يتواجد في الجداول، والأنهار والبحار، والمحيطات، والبحيرات، ومياه الأمطار، يشّكل 70% من سطح الكرة الأرضيّة، وهو عصب الحياة على سطح الأرض، حيث يعدّ المكوّن الأساسيّ للسّوائل في جميع الكائنات الحيّة، ومن أهمّ استخداماته الشّرب، ويوجد الماء بحالاته الثلّاث السّائلة، والصّلبة، والغازيّة. يحتاج النّبات للماء في عمليّة البناء الضوئيّ الضروريّة لنّموه، وكذلك الحيوان يسدّ فيه عطشه، أمّا الإنسان فيشغل الماء نسبةً عاليةً من مكونات جسمه الأساسيّة، حيث إنّ ثلثي جسم الإنسان ماء، فالإنسان يحتاج الماء للشّرب، وتجديد حيويتّه ونشاطه، وكذلك يخلّص الجسم من الأملاح والميكروبات والجراثيم، ويحتاج الإنسان لتناول لترين ونصف من الماء يوميّاً، يحصل عليها من شربه له مباشرة، ومن الأطعمة التّي تحتوي على الماء، والعمليّات الداخليّة لجسمه، وإذا قلّ منسوب المياه في الجسم فإنّه يؤدّي إلى الجفاف وتزايد نسبة الأملاح في الجسم، بالتّالي الإصابة بالتّعب والإرهاق. مكوّنات الماء يتكّون الماء من الهيدروجين والأكسجين، وهما غازان قابلان للاشتعال، إلاّ أنّ اندماجهما مع بعضهما يُكوّن مركبّاً سائلاً يساعد على إطفاء الحريق، ويحتوي الماء على مكوّناتٍ ذائبة ومكوّناتٍ غير ذائبة كالأملاح، والغازات، والكائنات الحيّة الدّقيقة، وتعدّ هذه المكوّنات شوائب في الماء، وهي مفيدةٌ للكائنات الحيّة، إلا إذا زادت عن الحدّ المسموح به، تصبح سامّةً وضارّة، وغير صالحةٍ للشّرب. أتت هذه الشّوائب من عوامل مختلفة كالهواء، حيث تذوب الغازات في مياه الأمطار أثناء سقوطها مثل: الأكسجين وثاني أكسيد الكربون، أو من الموادّ التّي تذوب في الماء خلال جريانها على سطح اليابسة، فهي عوامل طبيعيّة لا يمكن التّحكم بها، بالإضافة إلى مخلّفات الإنسان الصّناعية والزّراعية، نذكر بعض المكوّنات الكيميائيّة للمياه القادمة من المصادر الطبيعيّة، ومدى تأثيرها على الإنسان: أيونات الكالسيوم والمغنيسيوم: من المكوّنات الرّئيسية للمياه الطبيعيّة، مصدرها الحجر الجيري والجبس، وصخور الدولوميت، إذا زاد تركيزها في الماء تسّبب عسر الماء. أيونات الحديد: تتواجد في الصّخور الطينيّة والغرانيت، ومن تآكل الأنابيب المصنوعة من الحديد النّاقلة للمياه، يؤدّي تركيزها الزّائد في الماء، إلى انتشار البكتيريا، وتكوّن الصّدأ السّام في جسم الإنسان. أيونات الصّوديوم والبوتاسيوم: تصل هذه الأملاح إلى المياه عن طريق الصّخور الطّينية، ونسبتها قليلةً جداً في الماء، ويراعى عدم تناول المياه التّي تحتوي على هذه الأيونات لمرضى القلب والكلى وضغط الدّم. البيكربونات: من المكونّات الرّئيسية في المياه، تتكّون نتيجة تفاعل ثاني أكسيد الكربون المذاب مع كربونات الكالسيوم الموجودة في الصّخور الجيريّة. الكبريتات: يتكوّن نتيجة ذوبان المعادن مثل كبريتات الكالسيوم، واختلاطه بمياه الأمطار والثّلوج، ويمنح المياه طعماً مرّاً إذا زاد تركيزه. الكلورايد: تعطي المياه طعماً مالحاً، إذا زادت عن الحدّ المسموح، تصبح المياه غير صالحة للشّرب، وتصل إلى المياه من الصّخور الرّسوبية. السّيليكات: لا تذوب في الماء، ونسبتها قليلةً جدّاً. النترات والنتريت: يوجد في بقايا النّباتات والحيوانات المتسرّبة إلى المياه الجوفيّة، تسببّ زيادةُ نسبتها في الماء الاختناقَ. الفلورايد: قليلة التّواجد في المياه، وتكمن أهميّتها في منعها لتسّوس الأسنان. الغازات الذّائبة: من أهمّها الأكسجين، وكبريتيد الهيدروجين، والنتروجين، وثاني أكسيد الكربون، والكبريت.
 
أعلى