العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

خبر الواحد ليس له حجة تقوم

إنضم
28 نوفمبر 2008
المشاركات
62
الإقامة
مكة المكرمة
الجنس
ذكر
التخصص
كيمياء
الدولة
السعودية
المدينة
مكة
المذهب الفقهي
شافعي
خبر الواحد
يحتج كل محتج بقبول خبر الاحاد بما يلي


الأدلة على وجوب الأخذ بحديث الآحاد
الدليل الأول : قوله تعالى : { وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ} [التوبة: 122]
فقد حض الله تبارك وتعالى المؤمنين على أن ينفر طائفة منهم إلى النبي صلى الله عليه وسلم ليتعلموا منه دينهم ويتفقهوا فيه . و ( الطائفة ) في لغة العرب تقع على الواحد فما فوق . فلولا أن الحجة تقوم بحديث الآحاد لما حض الله تعالى الطائفة على التبليغ حضاً عاماً معللاً ذلك بقوله : { لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ } الصريح في أن العلم يحصل بإنذار الطائفة فالآية نص في أن خبر الآحاد حجة في التبليغ عقيدة وأحكاماً.
الدليل الثاني : قوله تعالى : {وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ} [الإسراء: 36] [وقَفَوْتُه قَفْواً وقُفُوًّا: تَبِعْتُه:القاموس المحيط]،أي لا تتبعه ولا تعمل به ومن المعلوم أن المسلمين لم يزالوا من عهد الصحابة يقفون أخبار الآحاد ويعملون بها ويثبتون بها الأمور الغيبية والحقائق الإعتقادية مثل بدء الخلق وأشراط الساعة بل ويثبتون بها لله تعالى الصفات فلو كانت لا تفيد علماً ولا تثبت عقيدة لكان الصحابة والتابعون وتابعوهم وأئمة الإسلام كلهم قد قفوا ما ليس لهم به علم.
الدليل الثالث : قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ }[الحجرات: 6]وفي القراءة الأخرى { فتثبتوا } فإنها تدل على أن العدل إذا جاء بخبر ما فالحجة قائمة به وأنه لا يجب التثبت بل يؤخذ به حالاً وهذا يدل على الجزم بقبول خبر الواحد وأنه لا يحتاج إلى التثبت ولو كان خبره لا يفيد العلم لأمر بالتثبت حتى يحصل العلم . ومما يدل عليه أيضا أن السلف الصالح وأئمة الإسلام لم يزالوا يقولون : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كذا وفعل كذا وأمر بكذا ونهى عن كذا وهذا معلوم في كلامهم بالضرورة.
سنة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه تدل على الأخذ بخبر الآحاد
قال الإمام البخاري رحمه الله تعالى في " صحيحه " باب ما جاء في إجازة خبر الواحد الصدوق في الأذان والصلاة والصوم والفرائض والأحكام وقول الله تعالى : { فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون } ويسمى الرجل طائفة لقوله تعالى : { وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا } فلو اقتتل رجلان دخلا في معنى الآية وقوله تعالى : { إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا } وكيف بعث النبي صلى الله عليه وسلم أمراءه واحدا بعد واحد فإن سها أحد منهم رد إلى السنة. عَنْ أَبِي قِلَابَةَ قَالَ حَدَّثَنَا مَالِكٌ قال :أَتَيْنَا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنَحْنُ شَبَبَةٌ مُتَقَارِبُونَ فَأَقَمْنَا عِنْدَهُ عِشْرِينَ يَوْمًا وَلَيْلَةً وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَحِيمًا رَفِيقًا فَلَمَّا ظَنَّ أَنَّا قَدْ اشْتَهَيْنَا أَهْلَنَا أَوْ قَدْ اشْتَقْنَا سَأَلَنَا عَمَّنْ تَرَكْنَا بَعْدَنَا فَأَخْبَرْنَاهُ قَالَ ارْجِعُوا إِلَى أَهْلِيكُمْ فَأَقِيمُوا فِيهِمْ وَعَلِّمُوهُمْ وَمُرُوهُمْ وَذَكَرَ أَشْيَاءَ أَحْفَظُهَا أَوْ لَا أَحْفَظُهَا وَصَلُّوا كَمَا رَأَيْتُمُونِي أُصَلِّي فَإِذَا حَضَرَتْ الصَّلَاةُ فَلْيُؤَذِّنْ لَكُمْ أَحَدُكُمْ وَلْيَؤُمَّكُمْ أَكْبَرُكُمْ [البخاري: كِتَاب الْأَذَانِ بَاب الْأَذَانِ لِلْمُسَافِرِ]
فقد أمر صلى الله عليه وسلم كل واحد من هؤلاء الشببة أن يعلم كل واحد منهم أهله.
عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: جَاءَ الْعَاقِبُ وَالسَّيِّدُ صَاحِبَا نَجْرَانَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُرِيدَانِ أَنْ يُلَاعِنَاهُ قَالَ فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ لَا تَفْعَلْ فَوَاللَّهِ لَئِنْ كَانَ نَبِيًّا فَلَاعَنَّا لَا نُفْلِحُ نَحْنُ وَلَا عَقِبُنَا مِنْ بَعْدِنَا قَالَا إِنَّا نُعْطِيكَ مَا سَأَلْتَنَا وَابْعَثْ مَعَنَا رَجُلًا أَمِينًا وَلَا تَبْعَثْ مَعَنَا إِلَّا أَمِينًا فَقَالَ لَأَبْعَثَنَّ مَعَكُمْ رَجُلًا أَمِينًا حَقَّ أَمِينٍ فَاسْتَشْرَفَ لَهُ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ قُمْ يَا أَبَا عُبَيْدَةَ بْنَ الْجَرَّاحِ فَلَمَّا قَامَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَذَا أَمِينُ هَذِهِ الْأُمَّةِ [البخاري :كِتَاب الْمَغَازِي بَاب قِصَّةِ أَهْلِ نَجْرَانَ]
فلو لم تقم الحجة بخبر الواحد لم يبعث إليهم أبا عبيدة وحده وهذا معنى قول الإمام الشافعي رحمه الله تعالى في " الرسالة " ( ص 412 ) :وهو صلى الله عليه وسلم لا يبعث بأمره إلا والحجة للمبعوث إليهم وعليهم قائمة بقبول خبره عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد كان قادراً على أن يبعث إليهم عدداً فبعث واحداً يعرفونه بالصدق.
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ"بَيْنَا النَّاسُ بِقُبَاءٍ فِي صَلَاةِ الصُّبْحِ إِذْ جَاءَهُمْ آتٍ فَقَالَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ أُنْزِلَ عَلَيْهِ اللَّيْلَةَ قُرْآنٌ وَقَدْ أُمِرَ أَنْ يَسْتَقْبِلَ الْكَعْبَةَ فَاسْتَقْبِلُوهَا وَكَانَتْ وُجُوهُهُمْ إِلَى الشَّأْمِ فَاسْتَدَارُوا إِلَى الْكَعْبَةِ" [البخاري: كِتَاب الصَّلَاةِ بَاب مَا جَاءَ فِي الْقِبْلَةِ]
فهذا نص على أن الصحابة رضي الله عنهم قبلوا خبر الواحد في نسخ ما كان مقطوعا عندهم من وجوب استقبال بيت المقدس فتركوا ذلك واستقبلوا الكعبة لخبره فلولا أنه حجة عندهم ما خالفوا به المقطوع عندهم من القبلة الأولى. وبالجملة فأدلة الكتاب والسنة وعمل الصحابة وأقوال العلماء تدل دلالة قاطعة من وجوب الأخذ بحديث الآحاد في كل أبواب الشريعة سواء كان في الإعتقاديات أو العمليات.


وكلهم ينقل من بعض وليس هناك جديد ولكن ننتقد هذه الاقوال ثم نورد قول المخالف
1- في تفسير الاية { فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون }
ورد ان عددهم ستة اشخاص والستة ليست واحدا وخبر الاحاد يرويه احاد وليس ستة


انظر الشاهد
عَنْ أَبِي قِلَابَةَ قَالَ حَدَّثَنَا مَالِكٌ قال :أَتَيْنَا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنَحْنُ شَبَبَةٌ مُتَقَارِبُونَ فَأَقَمْنَا عِنْدَهُ عِشْرِينَ يَوْمًا وَلَيْلَةً وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَحِيمًا رَفِيقًا فَلَمَّا ظَنَّ أَنَّا قَدْ اشْتَهَيْنَا أَهْلَنَا أَوْ قَدْ اشْتَقْنَا سَأَلَنَا عَمَّنْ تَرَكْنَا بَعْدَنَا فَأَخْبَرْنَاهُ قَالَ ارْجِعُوا إِلَى أَهْلِيكُمْ فَأَقِيمُوا فِيهِمْ وَعَلِّمُوهُمْ وَمُرُوهُمْ وَذَكَرَ أَشْيَاءَ أَحْفَظُهَا أَوْ لَا أَحْفَظُهَا وَصَلُّوا كَمَا رَأَيْتُمُونِي أُصَلِّي فَإِذَا حَضَرَتْ الصَّلَاةُ فَلْيُؤَذِّنْ لَكُمْ أَحَدُكُمْ وَلْيَؤُمَّكُمْ أَكْبَرُكُمْ [البخاري: كِتَاب الْأَذَانِ بَاب الْأَذَانِ لِلْمُسَافِرِ]
فقد أمر صلى الله عليه وسلم كل واحد من هؤلاء الشببة أن يعلم كل واحد منهم أهله.


هذا من جهة ومن جهة اخرى اقوامهم يعلمون انهم سيذهبون للرسول صلى الله عليه وسلم او سيتجهون للمدينة ليتعلموا ويتفقهوا


2- قصة نصارى نجران ايضا هنا النصارى يعلمون ان الذي سيرسله الرسول امين ونص الحديث يفهم منه انه تم الاتفاق على شخص ما وذهب معهم او عرفوه على الاقل بعينه فتعيين الرسول لشخص ما لا يعتبر هنا بان ما سيقوله ابو عبيدة خبر احاد يمكن رده بل هو خبر احاد نعلم يقينا ان ما سيقوله صدر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم


انظر الشاهد
عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: جَاءَ الْعَاقِبُ وَالسَّيِّدُ صَاحِبَا نَجْرَانَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُرِيدَانِ أَنْ يُلَاعِنَاهُ قَالَ فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ لَا تَفْعَلْ فَوَاللَّهِ لَئِنْ كَانَ نَبِيًّا فَلَاعَنَّا لَا نُفْلِحُ نَحْنُ وَلَا عَقِبُنَا مِنْ بَعْدِنَا قَالَا إِنَّا نُعْطِيكَ مَا سَأَلْتَنَا وَابْعَثْ مَعَنَا رَجُلًا أَمِينًا وَلَا تَبْعَثْ مَعَنَا إِلَّا أَمِينًا فَقَالَ لَأَبْعَثَنَّ مَعَكُمْ رَجُلًا أَمِينًا حَقَّ أَمِينٍ فَاسْتَشْرَفَ لَهُ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ قُمْ يَا أَبَا عُبَيْدَةَ بْنَ الْجَرَّاحِ فَلَمَّا قَامَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَذَا أَمِينُ هَذِهِ الْأُمَّةِ [البخاري :كِتَاب الْمَغَازِي بَاب قِصَّةِ أَهْلِ نَجْرَانَ]


3- قصة تحويل القبلة للكعبة
اصلا هذه الحادثة نزلت فيها اية تخبر ان الرسول صلى الله عليه وسلم كان يريد قبلة ابراهيم ولا يريد بيت المقدس وهذه الارادة او الرغبة شاعت بين المسلمين في المدينة وكانوا متوقعيين هذا الامر وان الله سيعطي نبيه هذه الرغبة


الشاهد
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ"بَيْنَا النَّاسُ بِقُبَاءٍ فِي صَلَاةِ الصُّبْحِ إِذْ جَاءَهُمْ آتٍ فَقَالَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ أُنْزِلَ عَلَيْهِ اللَّيْلَةَ قُرْآنٌ وَقَدْ أُمِرَ أَنْ يَسْتَقْبِلَ الْكَعْبَةَ فَاسْتَقْبِلُوهَا وَكَانَتْ وُجُوهُهُمْ إِلَى الشَّأْمِ فَاسْتَدَارُوا إِلَى الْكَعْبَةِ" [البخاري: كِتَاب الصَّلَاةِ بَاب مَا جَاءَ فِي الْقِبْلَةِ]
هم لم يسالوا عن الاية ومن اخبر ومن يكون ومتى نزلت الاية واين بل غيروا اتجاههم لكون هذا الامر متوقع منهم لما سبق وشاهدوه من احوال الرسول صلى الله عليه وسلم و الاية : ( قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيثما كنتم فولوا وجوهكم شطره وإن الذين أوتوا الكتاب ليعلمون أنه الحق من ربهم وما الله بغافل عما يعملون ( 144 ) )


ووجه التوقع هو رؤية الصحابة للرسول وهو يقلب وجهه في السماء وعرفوا انه يرغب في تحويل القبلة للكعبة فلما اتاهم الخبر لم يسالوا لما سبق معرفته
------
هذه ادلة المحتج بخبر الواحد و كما ترى انها ليس فيها دلالة قوية ولا تحوي في حقيقتها شيء من الدلالة والا اين وجه الدلالة في قوم ياتون الرسول ويأخذون شخصا ما ثم نقول انظر كل ما سيخبرهم به هذا الرجل هو خبر احاد وهو صادق فيه وقبله الصحابة


ثم كيف يكون خبر احاد وهؤلاء يمكنهم ان يتأكدوا من قول هذا الشخص الذي ذهب معهم بان يرسلوا رسول منهم ويسأل رسول الله عن ما قاله هذا الشخص المرسل معهم


اسلوب التأكد من قوله امر بسيط جدا وايضا في الذين يتفقهون في الدين يمكن لاقوامهم ان يكذبوهم ويرسلوا غيرهم للرسول ليسألوه
وهذا اشكال اخر وهو انه يمكن التحقق منه صلى الله عليه وسلم عن صدق المخبر عنه لكونه موجود في زمنه لكن بعد وفاته صلى الله عليه وسلم لما مات فكيف يمكن ان نتأكد من صدق المخبر عنه وهذا المخبر عنه هو في الاصل شاهد فهو حين يقول قال رسول يعني اشهد على رسول الله انه قال كذا


من ادلة المعترض وهي قوية :
1- قصة بعث معاذ بن جبل لليمن هو لم يبعثه لوحده بل رافقه ابو موسى الاشعري وهو من اهل اليمن فقصته تشبه قصة وفد نجران و ابو عبيدة لكن هنا زيادة وهو وجود اشخاص مسلمين وهم الاشاعرة الذين رافقوا معاذ بن جبل وهذه الحادثة وردت فيها احاديث متعددة ننقل منها


قال البخاري (باب بعث أبي موسى، ومعاذ إلى اليمن قبل حجة الوداع): حدثنا موسى، ثنا أبو عوانة، ثنا عبد الملك، عن أبي بردة قال: بعث النبي ﷺ أبا موسى، ومعاذ بن جبل إلى اليمن قال: وبعث كل واحد منهما على مخلاف قال: واليمن مخلافان ثم قال: «يسرا ولا تعسرا، وبشرا ولا تنفرا».


وفي رواية «وتطاوعا ولا تختلفا».


وانطلق كل واحد منهما إلى عمله قال: وكان كل واحد منهما إذا سار في أرضه وكان قريبا من صاحبه أحدث به عهدا فسلم عليه، فسار معاذ في أرضه قريبا من صاحبه أبي موسى فجاء يسير على بغلته حتى انتهى إليه فإذا هو جالس وقد اجتمع الناس إليه، وإذا رجل عنده قد جمعت يداه إلى عنقه فقال له معاذ: يا عبد الله بن قيس أيم هذا؟


قال: هذا رجل كفر بعد إسلامه.


قال: لا أنزل حتى يقتل.


قال: إنما جيء به لذلك فانزل.


قال: ما أنزل حتى يقتل، فأمر به فقتل ثم نزل.


فقال: يا عبد الله كيف تقرأ القرآن؟


قال: أتفوقه تفوقا.


قال: فكيف تقرأ أنت يا معاذ؟


قال: أنام أول الليل فأقوم، وقد قضيت جزئي من النوم فأقرأ ما كتب الله لي، فأحتسب نومتي كما أحتسب قومتي.


انفرد به البخاري دون مسلم من هذا الوجه.


ثم قال البخاري: ثنا إسحاق، ثنا خالد عن الشيباني، عن سعيد ابن أبي بردة، عن أبيه، عن أبي موسى الأشعري، أن رسول الله ﷺ بعثه إلى اليمن فسأله عن أشربة تصنع بها، فقال: ما هي؟


قال: البتع، والمزر.


فقلت لأبي بردة: ما التبع؟


قال: نبيذ العسل، والمزر نبيذ الشعير.


فقال: «كل مسكر حرام».


رواه جرير، وعبد الواحد عن الشيباني، عن أبي بردة.


ورواه مسلم من حديث سعيد ابن أبي بردة.


وقال البخاري: حدثنا حبان، أنبأنا عبد الله عن زكريا ابن أبي إسحاق، عن يحيى بن عبد الله ابن صيفي، عن أبي معبد مولى ابن عباس، عن ابن عباس قال: قال رسول الله ﷺ لمعاذ بن جبل حين بعثه إلى اليمن: «إنك ستأتي قوما أهل كتاب، فإذا جئتهم فادعهم إلى أن يشهدوا أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، فإن هم أطاعوا لك بذلك فأخبرهم أن الله فرض عليهم خمس صلوات كل يوم وليلة، فإن هم أطاعوا لك بذلك، فأخبرهم أن الله فرض عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم فترد على فقرائهم، فإن هم أطاعوا لك بذلك فإياك وكرائم أموالهم، واتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب».


وقد أخرجه بقية الجماعة من طرق متعددة.


وقال الإمام أحمد: ثنا أبو المغيرة، ثنا صفوان، حدثني راشد بن سعد عن عاصم بن حميد الكسوني، عن معاذ بن جبل قال: لما بعثه رسول الله ﷺ إلى اليمن خرج معه يوصيه، ومعاذ راكب ورسول الله ﷺ يمشي تحت راحلته، فلما فرغ قال: «يا معاذ إنك عسى أن لا تلقاني بعد عامي هذا، ولعلك أن تمر مسجدي هذا وقبري».


فبكى معاذ خشعا لفراق رسول الله ﷺ، ثم التفت بوجهه نحو المدينة فقال: «إن أولى الناس بي المتقون من كانوا وحيث كانوا».


ثم رواه: عن أبي اليمان، عن صفوان بن عمرو، عن راشد بن سعد، عن عاصم بن حميد السكوني، أن معاذ لما بعثه رسول الله ﷺ إلى اليمن، خرج معه يوصيه، ومعاذ راكب ورسول الله يمشي تحت راحلته، فلما فرغ قال: «يا معاذ إنك عسى أن لا تلقاني بعد عامي هذا، ولعلك أن تمر بمسجدي هذا وقبري».


فبكى معاذ خشعا لفراق رسول الله ﷺ.


فقال: «لا تبك يا معاذ للبكاء أوان، البكاء من الشيطان».


النقل من كتاب البدايةو النهاية والشاهد ان الرسول بعث شاهدان رسوله معاذ وشاهد من اهل القرية او المدينة التي سيتجه اليها معاذ مثلما فعل مع اهل نجران لكن هنا ان ابو موسى اسلم قبل ان يرتحل ومعه معاذ


2- قصة سهو الرسول صلى الله عليه وسلم تكلم معه ذو اليدين
انظر للرواية وهي ايضا عند البخاري
بَابٌ: هَلْ يَأْخُذُ الإِمَامُ إِذَا شَكَّ بِقَوْلِ النَّاسِ؟
714 - حَدَّثَنَا عبداللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ أَبِي تَمِيمَةَ السَّخْتِيَانِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ انْصَرَفَ مِنَ اثْنَتَيْنِ، فَقَالَ لَهُ ذُو اليَدَيْنِ: أَقَصُرَتِ الصَّلاَةُ، أَمْ نَسِيتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: أَصَدَقَ ذُو اليَدَيْنِ؟ فَقَالَ النَّاسُ: نَعَمْ، فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ، فَصَلَّى اثْنَتَيْنِ أُخْرَيَيْنِ، ثُمَّ سَلَّمَ، ثُمَّ كَبَّرَ، فَسَجَدَ مِثْلَ سُجُودِهِ أَوْ أَطْوَلَ.
715 - حَدَّثَنَا أَبُو الوَلِيدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: صَلَّى النَّبِيُّ ﷺ الظُّهْرَ رَكْعَتَيْنِ، فَقِيلَ: صَلَّيْتَ رَكْعَتَيْنِ، فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ سَلَّمَ، ثُمَّ سَجَدَ سَجْدَتَيْنِ.


ذو اليدين رجل واحد اخبر الرسول صلى الله عليه وسلم خبر احاد ومع هذا نرى الرسول صلى الله عليه وسلم يسأل الناس اصدق ذو اليدين وهذا اقوى دليل


3- الرسل ايضا احاد ويأتون باخبار احاد لكن هؤلاء عليهم الصلاة والسلام قدموا ادلة فموسى عليه السلام دعى فرعون بخبر احاد الى عبادة الله وقدم ايات متعددة وابراهيم عليه السلام مثله ومحمد عليه الصلاة والسلام مثله عيسى عليه السلام قدم معجزته وهو في المهد يعني قبل ان يقول لهم انا نبي يأتيني خبر السماء قدم دليل نبوته وهو رضيع
فاذا كان هذا حال الرسل فما هو حال اتباع الرسل وليس الامر طعنا فيهم بل في من اتى بعدهم
 
أعلى