العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

درس غزوة أحد .. وقائع الامتحان الإلهي للقلوب 3هـ

الراجية رضا ربها

:: متفاعل ::
انضم
29 سبتمبر 2019
المشاركات
384
التخصص
العقيدة الاسلامية
المدينة
القاهرة
المذهب الفقهي
سنة
غزوة أُحُد هي معركة وقعت بين المسلمين وقبيلة قريش في يوم السبت السابع من شهر شوال في العام الثالث للهجرة. وكان جيش المسلمين بقيادة رسول الإسلام محمد، أما قبيلة قريش فكانت بقيادة أبي سفيان بن حرب. وغزوة أحد هي ثاني غزوة كبيرة يخوضها المسلمون، حيث حصلت بعد عام واحد من غزوة بدر. وسميت الغزوة بهذا الاسم نسبة إلى جبل أحد بالقرب من المدينة المنورة، الذي وقعت الغزوة في أحد السفوح الجنوبية له.


وكان السبب الرئيسي للغزوة هو رغبة قريش في الانتقام من المسلمين بعد أن ألحقوا بها الهزيمة في غزوة بدر، ومن أجل استعادة مكانتها بين القبائل العربية التي تضررت بعد غزوة بدر، فقامت بجمع حلفائها لمهاجمة المسلمين في المدينة المنورة. وكان عدد المقاتلين من قريش وحلفائها حوالي ثلاثة آلاف، في حين كان عدد المقاتلين المسلمين حوالي ألف، وانسحب منهم حوالي ثلاثمئة، ليصبح عددهم سبعمئة مقاتل. وقُتل سبعون من المسلمين في الغزوة، في حين قُتل اثنان وعشرون من قريش وحلفائها. ويعتقد المسلمون أن نتيجة غزوة أحد هي تعلم وجوب طاعة النبي محمد، واليقظة والاستعداد، وأن الله أراد أن يمتحن قلوب المؤمنين ويكشف المنافقين كي يحذر الرسول محمد منهم.
التحضير للمعركة بعد عودة أبي سفيان سالماً بالعير إلى مكة، ذهب إليه بعض من قُتل آباؤهم وإخوانهم وأقاربهم في معركة بدر، وطلبوا منه المعونة بتلك الأموال في حرب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وغزو المسلمين للأخذ بالثأر منهم، فوافق على طلبهم، وبدأ كفّار قريش بالاستعداد للغزو، وفي السابع من شوال من العام الثالث للهجرة، خرج أبو سفيان بن حرب على رأس جيش تعداده ثلاثة آلاف مقاتلٍ من قريش، وممّن أطاعهم من أهل تهامة وكنانة، وفي الطرف المقابل عقد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مجلساً لمشاورة الصحابة -رضي الله عنهم- في لقاء العدو، فكان رأي بعضهم الخروج لقتال العدو خارج المدينة المنورة، وكان الرأي الآخر التحصّن والقتال داخل أسوار المدينة، وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يرى ذلك، ولكن الغالبية كانوا متحمّسين للقتال ويريدون الخروج للقاء الكفار، فأذن النبي -عليه الصلاة والسلام- لأمّته وخرج بألف مقاتلٍ للقاء العدو في أحد.[٥] وفي الطريق غدر رأس المنافقين عبد الله بن أبي بن سلول بالمسلمين ورجع بثلاثمئة مقاتلٍ، ولما وصل المسلمون إلى موقع أحد، أخذ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ينظّم الصفوف، فجعل ظهر الجيش لجبل أحد، ثمّ كلّف فرقةً من الرماة تعدادها خمسون مقاتلاً على رأسهم عبد الله بن جبير -رضي الله عنه- بحماية ظهر الجيش، وأمرهم بعدم ترك مواقعهم مهما كانت النتيجة، حيث قال لهم: (انضحوا الخيل عنَّا بالنبل، لا يأتونا من خلفنا، إن كانت الدَّائرةُ لنا أو علينا فالزموا أماكنكم، لا تُؤتينَّ من قبلكم).[٦][٥]
إشاعة موت النبي في غزوة أحد ذاع وانتشر في غزوة أحد خيرًا مفاده أن رسول الله -صلّى الله عليه وسلَّم- قُتلَ بعد أن التفَّ خالد بت الوليد وعكرمة بن أبي جهل على جيش المسلمين وأصيب رسول الله إصابات بالغة، فكادت أن تنهار جيوش المسلمين وتوقف منهم عدد عن القتال، فمرَّ بالمتوقفين عن القتال أنس بن النضر فصاح فيهم: قوموا فموتوا على مات عليه رسول الله -صلّى الله عليه وسلَّم- وتقد أنس بن النَّضر فقاتل المشركين حتّى استشهد، فقام المسلمون وقاتلوا أشد القتال حتّى بلغهم كذب خبر مقتل النَّبيِّ -عليه الصلاة والسلام- فازدادوا إيمانًا وقوّة وشراسة في القتال، وفي هذه الحادثة نزل قول الله تعالى: {مَّا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَىٰ مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ حَتَّىٰ يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ ۗ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يَجْتَبِي مِن رُّسُلِهِ مَن يَشَاءُ ۖ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ۚ وَإِن تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ} [٧]، والله أعلم. [٨]
للمزيد
https://www.withprophet.com/ar/غزوة-أحـد-3-هـ
 
أعلى