العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

سلسلة العلماء [0109]: حول مكانة الرسول - صلى الله عليه وسلم - وعلمه بالغيب - ابن باز

إنضم
2 يناير 2015
المشاركات
1,457
الجنس
ذكر
التخصص
حاسب آلي
الدولة
مصر
المدينة
القاهرة
المذهب الفقهي
شافعي
سلسلة العلماء [0109]: حول مكانة الرسول - صلى الله عليه وسلم - وعلمه بالغيب - ابن باز

الإخوة الكرام .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ننقل فيما يلي فتوى العلامة عبد العزيز بن باز رئيس هيئة كبار العلماء بالسعودية رحمه الله حول مكانة الرسول - صلى الله عليه وسلم - وعلمه بالغيب :

إجابة عن سؤال حول مكانة الرسول - صلى الله عليه وسلم - وعلمه بالغيب
السؤال: هل يوجد الرسول - عليه الصلاة والسلام - في كل مكان، وهل كان يعلم الغيب؟
الجواب: قد علم من الدين بالضرورة وبالأدلة الشرعية أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا يوجد في كل مكان إنما يوجد جسمه في قبره فقط في المدينة المنورة، أما روحه ففي الرفيق الأعلى في الجنة، وقد دل على ذلك ما ثبت عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه «قال عند الموت: اللهم في الرفيق الأعلى ثلاثا ثم توفي » .
وقد أجمع علماء الإسلام من الصحابة ومن بعدهم أنه - عليه الصلاة والسلام - دفن في بيت عائشة - رضي الله عنها - المجاور لمسجده الشريف ولم يزل جسمه فيه إلى حين التاريخ، أما روحه وأرواح بقية الأنبياء والمرسلين وأرواح المؤمنين فكلها في الجنة، لكنها على منازل في نعيمها ودرجاتها حسب ما خص الله به الجميع من العلم والإيمان، والصبر على حمل المشاق في سبيل الدعوة إلى الحق.
أما الغيب فلا يعلمه إلا الله وحده، وإنما يعلم الرسول - صلى الله عليه وسلم - وغيره من الخلف من الغيب ما أطلعهم الله عليه مما ورد في القرآن الكريم والسنة المطهرة بيانه من أمور الجنة والنار وأحوال القيامة وغير ذلك مما دل عليه القرآن الكريم والأحاديث الصحيحة، كأخبار الدجال وطلوع الشمس من مغربها وخروج الدابة ونزول المسيح عيسى ابن مريم في آخر الزمان وأشباه ذلك، لقول الله عز وجل في سورة النمل: {قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ} وقوله سبحانه: {قُلْ لَا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ} الآية من سورة الأنعام، وقوله سبحانه في سورة الأعراف: {قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} والآيات في هذا المعنى كثيرة.
وقد صح عن رسول الله في أحاديث ما يدل على أنه لا يعلم الغيب، منها ما ثبت في جوابه لجبريل لما سأله عن الساعة قال: «ما المسئول عنها بأعلم من السائل » . ثم قال في خمس لا يعلمهن إلا الله وتلا قوله سبحانه: {إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ} الآية من سورة لقمان، ومنها: أنه - عليه الصلاة والسلام - لما رمى أهل الإفك عائشة - رضي الله عنها - بالفاحشة لم يعلم براءتها إلا بنزول الوحي كما في سورة النور، ومنها: أنه لما ضاع عقد عائشة في بعض الغزوات لم يعلم - صلى الله عليه وسلم - مكانه وبعث جماعة في طلبه فلم يجدوه، فلما قام بعيرها وجدوه تحته. وهذا قليل من كثير من الأحاديث الواردة في هذا المعنى.
أما ما يظنه بعض الصوفية من علمه بالغيب وحضوره - صلى الله عليه وسلم - لديهم في أوقات احتفالهم بالمولد وغيره فهو شيء باطل لا أساس له، وإنما قادهم إليه جهلهم بالقرآن والسنة وما كان عليه السلف الصالح. فنسأل الله لنا ولجميع المسلمين العافية مما ابتلاهم به، كما نسأله سبحانه أن يهدينا وإياهم جميعا صراطه المستقيم إنه سميع مجيب.

(1) نشرت بمجلة الجامعة الإسلامية العدد الثالث، محرم 1390 هـ.

المصدر: مجموع فتاوى العلامة عبد العزيز بن باز رئيس هيئة كبار العلماء بالسعودية رحمه الله (المتوفى: 1420هـ) - أشرف على جمعه وطبعه: محمد بن سعد الشويعر (ج 2 - ص 383).

والله ولي التوفيق.

موقع روح الإسلام

 
أعلى