العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

صيانة البخاري لعدالته .

إنضم
2 يناير 2015
المشاركات
1,457
الجنس
ذكر
التخصص
حاسب آلي
الدولة
مصر
المدينة
القاهرة
المذهب الفقهي
شافعي
صيانة البخاري لعدالته .

من قصص البخاري العجيبة ومن اروع ما قرأت

ذكر الإمام عبد السلام المباركفوري -رحمه الله- في كتابه سيرة البخاري :

أن الإمام البخاري ركب البحر مرة في أيام طلبه وكان معه ألف دينار*
(وكانت الألف دينار مبلغ طائل في ذاك الزمان ) ، *فجاءه رجل من أصحاب السفينة، وأظهر له حبه ومودته وأصبح يقاربه ويجالسه فلما رأى الإمام حبه وولاءه مال اليه وبلغ الأمر أنه بعد المجالسات أخبره عن الدنانير الموجودة عنده .
وذات يوم قام صاحبه من النوم فأصبح يبكي* ويعول ويمزق ثيابه ويلطم وجهه ورأسه ، فلما رأى الناس حالته تلك أخذتهم الدهشة والحيرة وأخذو يسألونه عن السبب ، وألحوا عليه في السؤال ، فقال لهم :

عندي صرة فيها ألف دينار وقد ضاعت !.

فأصبح الناس يفتشون ركاب السفينة واحدا واحدا ،وحينئذ أخرج* البخاري صرة دنانيره خفية وألقاها في البحر ، ووصل المفتشون إليه وفتشوه أيضا حتى انتهوا من جميع ركاب *السفينة ، ولم يجدوا شيئا فرجعوا إليه ولاموه ووبخوه توبيخا شديدا .
ولما نزل الناس من* السفينة جاء الرجل الى الإمام البخاري وسأله ماذا فعلت بصرة الدنانير ؟ .

فقال: ألقيتها في البحر !.

قال : كيف صبرت على ضياع هذا المال العظيم ؟.

فقال له الإمام : ياجاهل ...أتدري أنني أفنيت حياتي كلها في جمع حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وعرف العالم ثقتي ، فكيف كان ينبغي لي أن أجعل نفسي عرضة لتهمة السرقة ؟..
وهل الدرة الثمينة (الثقة والعدالة) التي حصلت عليها في حياتي أضيعها من أجل دراهم معدودة ..

📚 {(سيرة الإمام البخاري [ج 1 ،ص 122-12)}

منقول من مجموعة العلامة ابن القيم على الواتساب.
 
إنضم
2 يناير 2015
المشاركات
1,457
الجنس
ذكر
التخصص
حاسب آلي
الدولة
مصر
المدينة
القاهرة
المذهب الفقهي
شافعي
تنبيه بخصوص منشور "صيانة البخاري لعدالته"

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله،

فقد سبق نشر منشور تحت عنوان "صيانة البخاري لعدالته" نقلاً عن كتاب ترجمة البخاري للمباركفوري، فعقب الأخوان يوسف بن سلامة والسليماني في بعض المنتديات بما يأتي، وننقل تعقيبها للتنبيه وبراءة للذمة -جزاهما الله خيراً-.

===

قال الأخ السليماني -ناقلاً-:

حكم القصة: منكرة لا أصل لها

نقل المباركفوري هذه القصة عن الإمام العجلوني والعجلوني ذكرها في كتابه الفوائد الدراري في ترجمة الإمام البخاري (ص51)

ولفظها وحُكِي عنه أنه ركبَ في سفينةٍ لطلب الحديث، ومعه كيس فيه ألف دينار، فجعلَ بعض من في السفينة يخدمُ الشيخ ويتلطَّف به حتى ركنَ الشيخُ إليه، وأطلعَه على ما معه، فتناومَ الرجل، ثمَّ استيقظَ، فصاحَ وشقَّ ثيابَه، فقال له النَّاس: ويحكَ مالك؟ قال: كان معِي كيسٌ فيه ألف دينارٍ، وقد سُرِق مني، فجعَلوا يفتِّشون السَّفينة، ويفتِّش بعضُهم بعضاً، فألقَى الشيخ الكيسَ في البحر من غيرِ أن يشعرَ به أحد، فلمَّا فتَّشوا البخاري، ولم يجدوا معه الكيسَ، سبُّوا ذلك الرجل وضرَبُوه، ثم لما خرجوا، خلا الرجلُ بالشيخ، وقال له: ما فعلتَ بالكيسِ؟ قال: ألقيتُهُ في البحر، قال: هل سمحَتْ نفسُك بذهابِ ألفِ دينارٍ؟ فقال له الشيخ: يا قليلَ العقل! أنا أذهبتُ عمْري ومالي في طلبِ الحديث، وقد ثبتَ عند الناس أني ثقةٌ، أفلا أنفِي عني اسم السَّرقةِ.)

بين وفاة البخاري والعجلوني 9 قرون أي 900 سنة فالبخاري توفي سنة 256 هجري والعجلوني توفي سنة 1162 هجري

ومما قال الأخ يوسف:

الكتاب أكثر من أربعمائة صفحة في صيغة ب . دي . إف .
وهو من مشايخ الهند ولد في عام 1289 ه
نقله الى العربية الدكتور عبد العليم بن عبد العظيم اليستوي
الناشر دار عالم الفوائد مكة المكرمة
الطبعة الأولى 1422هـ
فأصل الكتاب كما نرى كتب بغير العربية .
وكيف يرمي بألف دينار في البحر يعني أنت تتكلم عن أكثر من مائة ألف ريال .
وإثبات أن الصرة للإمام يسير جداً . ثم تراه يرمي الصرة في البحر تحت هذا الدعوى.
وليس من اليسر إيجاد هذه القصة لنرى إن كان لهذه القصة سند .
لأن صوت القصة ممجوج ولا توافق عقل وعلم وحكمة وفراسة الإمام البخاري رحمه الله وهو من أولياء الله .
وتصور الإمام وكأنه مغفل ليطلع الناس على مقدار ما يحمل من المال .
فإذا كان من روى القصة عن البخاري سمع الرواية منه فأي بحر هذا الذي كان فيه .
والتثبت دين والنقل الحق صيانة لعرض المؤمن وديانة يدين الله بها .
وجزاكم الله خيراً علي نية طيبة حملتموها في نقل هذا ،،،

===

وقد كان في القلب من القصة شئ لغرابتها وركاكة أسلوبها، فجزى الله الأخوين الكريمين خيراً على حرصهما وتنبيههما.
 
أعلى