العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

أسباب انتشار المذهب المالكي

وفاء الراشيدي

:: متابع ::
إنضم
28 يوليو 2022
المشاركات
2
الإقامة
شفشاون.المغرب
الجنس
أنثى
الكنية
الراشيدي
التخصص
الدراسات الاسلامية
الدولة
المغرب
المدينة
شفشاون
المذهب الفقهي
المالكي
إن أكثر أصحاب رسول الله ، صلى الله عليه وسلم الذين لازموه كانوا فقهاء ؛ لأن طرائق الفقه عند الصحابة رضي الله عنهم هو کتاب الله تعالى وحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وما نقل منهما ،وأفعال الرسول صلى الله عليه وسلم وما نقل منها، فقد نزل القرآن الكريم بلغة العرب و على أسباب عرفوها وخطاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بلغتهم يعرفون معناه ويفهمون منطوقه وفحواه وأفعاله التي فعلها من العبادات والمعاملات والسير والسياسات، وقد شاهدوا ذلك كله وعرفوه وتكرر عليهم مرات وتبحروه؛ غير أن الذي اشتهر منهم بالفتوى وتكلم في الحلال والحرام جماعة مخصوصة منهم : الخلفاء الراشدون الأربعة وعبدالله بن مسعود وأبو موسى الأشعري وأبي بن كعب ومعاذ بن جبل وزيد بن ثابت وأبو الدرداء ،كما حصل علم هؤلاء الصحابة في طبقة أخرى من أحداث الصحابة من أمثال : عبدالله بن عباس وعبدالله بن عمر وعبدالله بن عمرو بن العاص ثم انتقل الفقه إلى التابعين ويأتي في مقدمتهم الفقهاء السبعة المشهورون في المدينة المنورة ،وكان العلم في صدر الإسلام يعني معرفة الأحكام والمعايير الشرعية التي نزل بها القرآن الكريم ، أو نص عليها الحديث والسنة النبوية الشريفة فلما انتشر الإسلام ودانت لحكمه البلدان شرقا وغربا لم يعد العلم بما جاء في الكتاب والسنة كافيا لسد الحاجات العارضة للمسلمين ، ومن دخل في أمانهم والفضاء في كل ما يعن ويجد من المسائل والمشكلات المتعلقة بحقوق الناس ومصالحهم ؛ ولذلك كان على أهل العلم أن يجتهدوا ويستخدموا الرأي لحل المشكلات العارضة ، ومن هنا كانت بدايات ظهور علم الفقه الذي : هو معرفة أحكام الله تعالى في أفعال المكلفين بالوجوب والحظر والندب والكراهة والإباحة و هي متلقاة من الكتاب السنة وما نصبه الشارع لمعرفتها من الأدلة فإذا استخرجت الأحكام من تلك الأدلة قيل لها فقه ، ويعد زيد بن ثابت من أوائل الفقهاء الذين جمعوا كتابا في الفرائض وروي عنه ونال اهتمام التابعين ، ومن بعدهم وكان مصدرا من أهم المصادر في موضوع المواريث وكان البيهقي يرفع كثيرا من مكانة زيد بن ثابت وعلمه وقد ضمن سننه الكثير من المرويات عنه في الباب الخاص بالمواريث ،ويبدو أن بدء تأليف كتب الفقه المصنفة في الأبواب كانت في أواخر القرن الأول ، و أوائل القرن الثاني للهجرة ، وهناك نص لابن قيم الجوزي يقول : إن فتاوى ابن شهاب الزهري كانت في ثلاثة أجزاء ، وإن فتاوى الحسن البصري كانت في سبعة أجزاء ، مرتبة على أبواب الفقه وبادر الفقهاء مبكرين إلى تنظيم الأحكام التشريعية المطبقة على الإسلام وأحكام بنائها على أصول وقواعد وترتيبها على أبواب وفنون.

قد ارتأيت تقسيم المقال إلى:

المبحث الأول : انتشار المذهب المالكي في البلدان والأمصار

المطلب الأول: انطلاق المذهب المالكي من المدينة

المطلب الثاني : انتشار المذهب المالكي في مصر

المطلب الثالث: انتشار المذهب المالكي في العراق

المطلب الرابع : انتشار المذهب المالكي في الغرب الاسلامي ( القيروان،فاس،الأندلس)

المبحث الثاني: أسباب انتشار المذهب المالكي

المطلب الأول: شخصية الامام مالك

المطلب الثاني: ملائمة مذهبه لطبقة المغاربة

المطلب الثالث: العامل الجغرافي

المطلب الرابع : العامل السياسي

خاتمة

لائحة المصادر والمراجع



المبحث الأول : انتشار المذهب المالكي في البلدان والأمصار

المطلب الأول: انطلاق المذهب المالكي من المدينة

تعتبر المدينة المنورة نقطة الانطلاق والبداية للمذهب المالكي ، وقاعدة التأسيس له ، باعتبارها البيئة والمكان الذي نشأ فيه المذهب ، وانتظم ، وتكون ، ومنها انتشر في مناطق متعددة من بلاد الحجاز[1]، وكان من الطبيعي أن ينتشر المذهب المالكي في الحجاز في بداية أمره ، لأنه من الحجاز نبع وفيه تفجر ، ومنه انطلق نحو الآفاق يحمله تلامذة الإمام الذين وفدوا عليه من المشرق والمغرب ، غير أن هذا المذهب سرعان ما تقلص في الحجاز موطن نشأته ، بينما ازداد انتشاره في المغرب حيث توطدت أركانه ، وقويت دعائمه حتى غدا المذهب السائد في رفعة تمتد من برقة شرقا ، إلى جبال البرانس غربا.[2]

و المدينة المنورة في قلوب المسلمين جميعا ، وهي إحدى البقع الثلاث التي لا تشد الرحال إلا إليها ، وذلك لما خصها الله به من مزايا ، ولما ورد في فضلها وفضل عالمها من نصوص وأحاديث ، وهذا ما جعلها قبلة القصاد من جميع ديار الإسلام ، خصوصا طلبة العلم منهم[3]

وكانت المدينة ، كما تعلمون . موطن الشرع ، ومبعث النور ، ومعقد الحكم الإسلامي ، منذ عصر الخلفاء الراشدين . كما استمرت في العهد الأموي موئل الشريعة ومرجع العلماء ، فكان عبد الله بـن عـمـر يستشار من طرف عبد الله بن الزبير، و عبد الملك بن مروان ، فكتب إليهما عبد الله : « إن كنتما تريدان المشورة ، فعليكما بدار الهجرة والسنة » وقد كان عمر بن عبد العزيز يكتب إلى الأمصار يعلمهم السنن ، ويكتب إلى أهل المدينة يسألهم عن ما مضى ، ويعمل بما عندهم ، عملا بما ورد في الحديث القائل : « يوشك أن يضرب الناس أكباد الإبل في طلب العلم . أو يلتمسون العلم فلا يجدون أعلم من عالم المدينة » وقد كاد أن يجمع أهل العلم على أن المعني بهذا الحديث هو مالك بن أنس إمام دار الهجرة ، وحتى أنهم قالوا : مهما ذكر إطلاق التسمية بعالم المدينة ، إلا كانت به رضي الله عنه مختصة وعليه موقوفة ، ولم تتضمن إلا إياه إجماعا. وقال القاضي عياض: فلو قدح قادح ، أو مدح مادح في عالم المدينة ، لم ينصرف ذلك إلا إليه .[4]

المطلب الثاني : انتشار المذهب المالكي في مصر

تعتبر مصر هي أول أرض انتشر بها مذهب مالك بعد المدينة ، وغلب عليها ، واتفق أهلها على الاقتداء به[5]. وقد ظهر المذهب في مصر في حياة الإمام مالك ، أدخله فيها تلاميذه النبغاء ، أمثال : عثمان بن الحكم الجذامي ، وابن القاسم ، وأشهب ، وابن عبد الحكم ، وثوبان بن إبراهيم المصري ، وغيرهم وقد اختلف العلماء في أول من أدخل المذهب المالكي إلى مصر ، فيرى ابن شعبان وابن فرحون : أن أول من أدخله هو عثمان بن الحكم الجذامي ، ويرى أبو يعلى القزويني : أن أول من أدخله عبد الرحمن بن القاسم ونقل ابن حجر عن ابن وهب : أن أول من قدم مصر بمسائل مالك : عثمان بن الحكم ، وعبد الرحيم بن خالد بن يزيد شيخ ابن القاسم الأول[6] .

و في رواية أخرى أن أول من جاء به إلى مصر على ما رواه المقريزي هو عبد الرحيم ابن خالد بن يزيد بن يحيى مولى جمح ، المتوفى قبل مالك بـ 18 سنة . ثم نشره بها أبو عبد الله عبـد الـرحـمـن بـن الـقـاسـم العتـقـي الـمصـري ، تلميـذ مـالـك نـفـسـه ، وأعلمهم بأقواله المتوفى سنة 191 هـ / 806 م. وعند ابن فرحون أن أول من أدخل علم مالك إلى مصر هو عثمان ابن عبد الحكم الجذامي المتوفى سنة 163 هـ / 780 م. ومهما يكـن مـن الأمـر مـن اخـتلاف التاريخين فوجـود الـرجلين مقطوع به في مصر في زمان متقارب[7].

ودخل المذهب المالكي مصر على يد قطب المذهب : أبوعبد الله ، عبد الرحمن بن القاسم العتقى المصرى – والذي لازم مالكا وتفقه على يديه نحوا من عشريـن سنة – وأشهب بن عبد العزيز بن داود القيسي ، وغيرهما من شيوخ المذهب في مصـ وقد استمر المذهب في مصر الى أن جاء الامام الشافعي اليها ، وأخذ يستقط طلبة العلم الى حلقته ، وتشارك المذهبان في مصر[8]

المطلب الثالث: انتشار المذهب المالكي في العراق

دخل المذهب المالكي العراق مع أبي عبد الرحمن عبد الله بن مسملة القعنبي ، الذي لازم مالكا عشرين سنة ، وأبي سعيد عبد الرحمن بن مهدي ، وأبي حذافة السهمي ، وأبي أيوب سليمان بن بلال ، وأبي عبد الرحمن عبد الله بن المبارك ، وابن السائب ، وغيرهم . وانتشر المذهب في العراق عن طريق القاضي إسماعيل ، والأبهري .[9]

المطلب الرابع : انتشار المذهب في المغرب ( القيروان-فاس -الأندلس)

كان المذهب السائد في إفريقية ، تونس ، القيروان وما وراءها من المغرب " مذهب الكوفيين " إلى أن جاء علي بن زياد ، ابن أشرس ، البهلول بن راشد وبعدهم أسد بن الفرات وغيرهم لنشر مذهب الإمام مالك ، فأخذ به الكثير من الناس ، ولم يزل يفشو إلى أن جاء سحنون فغلب في أيامه ، كان علي بن زياد في الحقيقة مؤسس المدرسة التونسية لأجل مظاهرها التي لا تزال إلى اليوم ممتدة الفروع ثابتة الأصول إذ هو الذي بث في المغرب المالكية فعمت جميع أقطاره بدون استثناء وهو وإن شاركته المدرسة المصرية فهو الذي دل عليها ولولاه ما قصد سحنون ابن القاسم فالتكوين الأول للمالكية بإفريقيا إنما هو لابن زياد . وتدخل ضمنها المدرسة الأندلسية والتي تأسست على يد جماعة من الفقهاء الأعلام ، أبرزهم يحيى بن يحيى الليثي المصمودي ، حتى جاء هم مؤسس المدرسة المالكية بها زياد بن عبد الرحمن الملقب بشبطون[10]، فهو أول من أدخل إلى الأندلس موطأ مالك ، متفقها بالسماع منه ، ثم تلاه يحيى بن يحيى الذي يقول في أستاذه : زياد أول من أدخل الأندلس علم السنن ، ومسائل الحلال والحرام ووجوه الفقه ، والأحكام"[11] ، فقد كان أهل الأندلس منذ فتحت على رأي الأوزاعي إلى أن رحل إلى مالك زياد بن عبد الرحمن ... فجاءوا بعلمه ، وأبانوا للناس فضله ، واقتداء الأمة به"[12] ، ويرجع الفضل إلى تثبيت مذهب مالك في الأندلس إلى يحيى بن يحيى تلميذ زياد[13] ، وتعد مدرسة الأندلس في آرائها الفقهية امتدادا علميا لمدرسة تونس ، والقيروان ، لقوة الاتصال بين مدرسة الأندلس وإفريقية ، وتداخل نشاطهما العلمي ، لذا لا نجد عند المتأخرين فصلا بين المدرستين ، بل يعدون علماء المدرسة الأندلسية من المدرسة المغربية ، خاصة وأن الكثير من هؤلاء العلماء هجروا الأندلس بعد محنتها والتجأوا إلى المغرب[14]

يرجع الشرف في التأسيس للمذهب المالكي في تونس والمغرب لابن زياد وغيره ، قال القاضي عياض : وأما إفريقيا وما وراءها من المغرب ، فقد كان الغالب عليها في القديم مذهب الكوفيين ، إلى أن دخل علي بن زياد ، وابن أشرس ، والبهلول بن راشد وبعدهم أسد بن الفرات ، وغيرهم ، بمذهب مالك ، وأخذ به كثير من الناس ، ولم يزل يفشو إلى أن جاء سحنون ، فغلب في أيامه ، ورفض حلق المخالفين ، واستقر المذهب بعده في أصحابه ، فشاع في تلك الأقطار إلى وقتنا هذا[15].

انتشر المذهب المالكي في الأندلس ، واستقر ، بسبب قوة رجالاته ، وتأييد الحكام لهم عن اقتناع ، فأثبتوه مذهبا رسميا للدولة. واختلف الباحثون في أول من أدخل المذهب المالكي الأندلس ، فالمقرى يرى : أن المذهب دخل في عهد عبد الرحمن الداخل أول أمراء بني أمية في الأندلس على يد نخبة من العلماء في مقدمتهم الغازي بن قيس ، فهو أول من عرف الأندلس موطأ الإمام مالك ، وزياد بن عبد الرحمن المعروف « بشبطون » الذي يعتبر من أدخل موطأ مالك متقنا متفقها بالسماع – منه ، ثم تلاه يحي بن يحي ، الذي يعد أول من أدخله مهذبا مثفقها بالسماع منه[16]

وبما أننا ذكرنا مصر ، وإقليم مصر من إفريقية ، ومغربنا العربي ، أو نقول : الشمال الإفريقي هو بالقمة من هذه القارة ، كان من أوكد الأكيد وأوجب الواجب علينا أن نحط رحلنا بهذا الشمال الإفريقي ، المعبر عنه بالمغرب ، لتعلم كيف ومتى نشأ ورسخ به المذهب المالكي ، وكيف دخل إلى أرض الأندلس ، باعتبار أنها من المغرب أيضا ، ومن جاء به إلى هذه الأوطان ؟ كان الناس في صدر الإسلام هنا عندنا بأرض المغرب يدينون في عقائدهم وعبادتهم ومعاملاتهم حسب ما أرشدهم إليه الفاتحون الأولون ، مما حملوه معهم من كتاب الله ، وسنة رسوله ، وما تواتر عليه عمل السلف الصالح ، إلى أن عن ، بين أظهرهم المولى إدريس بن عبد الله الكامل بن الحسن المثنى سنة 172 هـ / 788 م ، فأسس دولة الأدارسة بالمغرب ، وذكر لهم فضل مالك ومزيته على العلم ، وأنه ممن روى عـن والـده عبد الله وحضر بيعـة أخيه بالخلافة ، وأنه كان يراه أحق بها وأجدر من أبي جعفر المنصور العباسي ، وجاءهم أيضا بالموطأ ، وقال لهم : نحن أحق باتباع مذهب مالك ، فقلده الناس واتبعوه وخالف في هـذا صـاحب رياض النفوس 438 هـ / 1046 م ، فقال فيما يرويه عن أبي سعيد بن يونس ، أن أول من أدخل موطأ مالك إلى المغرب هو أبو الحسن علي بن زياد العبسي التونسي ، تلميذ مالك ، المتوفى سنة 183 هـ / 800 م ، أي بعد وفاة إدريس بست سنوات فقط .وعلـى كـل فـكـلا الرجلين كـان مـوجـودا بـأرض المغرب في عـصر واحد ، غير أن أحدهما كان شرقا ، والآخر غربا ، وهذا مما يزيدنا تأكيدا على توحيد المغرب من أقصاه إلى أقصاه ، ثقافيا ودينيا منذ – عصور وأجيال ...واستمر العمل على هذا المذهب إلى أن قدم عليهم فريـق مـن المشرق ممن تشبع بآراء أهل العراق ، فنشر بينهم رأي الإمام أبي حنيفة وما ذهب إليه أصحابه معه . وكان من بين هؤلاء الواردين من المشرق : . عبد الله بن عمر بن فروخ الفارسي المتوفى سنة 176 هـ / 792 م . . وأسد بن الفرات ، قاضي إفـريـقـيـة وفاتح صقلية ، والمستشهد بسرقوسة . إيطاليا . سنة 213 هـ / 828 م ، وهو صاحب الأسدية المشهورة في المذهب المالكي .وقد كان أن سمع الموطأ من مالك نفسه.[17]

المبحث الثاني: أسباب انتشار المذهب المالكي

المطلب الأول: شخصية الامام مالك

وأمـا الكـلام عـن شخصية الإمام وترجمته الذاتية ، فهي معلومة لديكم معشر السادة الفضلاء.

''عرف عن مالك بتمسكه بالسنة ومحاربة البدعة ، وتشبثه التام بآثار الصحابة والتابعين ، واستجماع أدوات الإمامة وهذا ما دفع المغاربة إلى أن يقدروا علمه ، وينقادوا لفكره ، ويقتنعوا بسلامة مذهبه ، إذ كان مذهبه أقرب إلى روح الشريعة إضافة إلى ثناء الناس عليه ، وإعجابهم بحسن سيرته ، واستقامة سلوكه ، وجديته وإخلاصه في بذل العلم ، والتزامه الصارم باتباع نصوص الكتاب والسنة والقياس الواضح ، وبعد فكره عن الإغراب والافتراض في ميدان الاجتهاد ، وللأثر الوارد في شأن عالم المدينة الذي حمله بعض العلماء عليه ، وهو قوله ﷺ : « يوشك أن يضرب الناس أكباد الإبل في طلب العلم ، فلا يجدون عالما أعلم من عالم المدينة » ، قال سفيان بن عيينة : كنا نسمع أهل المدينة يقولون إنه مالك بن أنس . فمالك كان عند العلماء ثقة مأمونا فقيها ثبتا ورعا حجة ... وهذه الصفات هي التي حببته إلى قلوب المغاربة ، وأكسبته ثقتهم لما رجع طلابه يصفون فضله وسعة علمه، واستقامة سريرته وجلال قدره ، ولذلك كان طلبة العلم يقطعون إليه آلاف الأميال يسألونه ويأخذون عنه ، فاتفقت آراؤهم مع آرائه ، وأصبح عندهم الإمام الحق الذي لا يدانيه فيه غيره ، بل إنهم به وبأفكاره وسلوكه حتى اتخذوه قدوة لهم في كل شيء حتى في سلوكهم الخاص''[18].

الإمام مستغن بشهرته عن التعريف به ، وبمكانته العلمية ، وبمآثره الخالدة ، وما كان عليـه مـن صـلاح وتقوى ، « وإذا ذكر العلماء ، كما يقول الشافعي . فمالك النجم »[19] ، وهل يخفى النجم ؟ .. وفضله رحمة الله عليه على العلم والعلماء وخدمة السنة المباركة مشرق وهاج كتوهج الشمس في رابعة النهار . اختار الله مجلسه في نشر العلم وخدمة الفقه والحديث مسجد رسول الله ﷺ ، ومقعده منه كان هو مقعد عمر بن الخطاب ﷺ الذي كان يجلس فيه للفصل في قضايا المسلمين[20].

من العناصر التي جعلت تأثير الإمام مالك واسعا منتشرا :

العنصر الأول:طول عمره ، حيث أتاح له هذا الامتداد في العمر أن يستمر في أداء رسالته العلمية مدة ثلاثين سنة بعد وفاة الإمام أبي حنيفة 150ه وثلاث وعشرين بعد وفاة الإمام الأوزاعي 157ه وبعد حوالي عشرين سنة من وفاة الإمام سفيان الثوري 161ه وهذه الميزة أتاحت له مزيدا من الفرص لاشتهار مكانته العلمية ، وانتشار أتباع مدرسته ، وذيوع خبره في جميع البلاد الاسلامية ، فقصده العلماء والطلاب من كل مكان، وشدت إليه أكباد الابل من كل فج عميق ، قال الحافظ الذهبي : وقد اتفقت لمالك مناقب ، ما علمتها اجتمعت لغيره ، أحدهما طول عمره، العنصر الثاني : ابتكاراته وأولياته : امتاز الإمام مالك بميزات متعددة ، لفتت الانتباه إليه ، وشدت الأنظار إلى شخصيته الفذة ، منها ابتكاراته وأولياته ، فهو : أول من ألف للناس كتابا في الحديث الصحيح ، قال العلامة الشيخ محمد الطاهر بن عاشور : لم يختلف أهل النظر إلى معاني الأمور وغاياتها في أن الموطأ أول كتاب قصد منه إثبات الصحيح من سنة رسول الله - ، فلذلك قال الشافعي – رحمه الله تعالى ـ ما على ظهر الأرض كتاب بعد كتاب الله أصح من کتاب مالك . وقال الحافظ أبو عمر بن عبد البر في كتابه التقصى لأحاديث الموطأ : إن الموطأ لا مثيل له ، ولا كتاب فوقه بعد كتاب الله عز وجل . وأطلقوا عليه وصف الصحيح .

العنصر الثالث : طول نفسه ، وشدة جلده ، في خدمة العلم وبروز ظاهرة التحرى والتأني عنده في التعامل مع القضايا العلمية . وقد عبر عن طول نفسه ، وشدة جلده في نشر العلم ، الإمام القرافي في كتابه الذخيرة حيث قال : إن الإمام مالكا أملى في مذهبه نحو من مائة وخمسين مجلدا في الأحكام الشرعية ، فلا يكاد فرع فقهى إلا ويوجد له فيه فتيا ، بخلاف غيره من الأئمة ، لا يجد له أصحابه القليل من المجلدات ، كالأم للشافعي ، وفتاوى مفرقة في مذهب أبي حنيفة وابن حنبل في كتب أصحابهم ، الذين قاموا بالتخريج لبقية مسائل المذهب ، ومعلوم أن التخريج ممن قد يوافق إرادة صاحب الأصل ، وقد يخالفها ، وميل النفس إلى القدوة أكثر من ميلها إلى أتباعه[21].

المطلب الثاني: ملائمة مذهبه لطبقة المغاربة

ذلك بأن المذهب المالكي كما هو معروف عنه ، مذهب عملي يعتد بالواقع ، ويأخذ بأعراف الناس وعاداتهم ، ففقهه عملي أكثر من نظري ، يتمشى مع الفطرة في بساطتها ووضوحها دون تكلف أو تعقيد ، وأهل المغرب بطبعهم يميلون إلى البساطة والوضوح ، ويفرون من النظريات المتطرفة ، والتاويلات البعيدة المتكلفة ، فمذهبه خلا من تداخل الآراء ، وظل بعيدا عن الشوائب التي تسربت إلى الدين من الأمصار الأخرى نتيجة اختلاف الناس باختلاف مذاهبهم وأنظمتهم السياسية والفكرية والعقدية ، فتربى في نفوسهم نفور من كل تخريج أو تاويل ، ومن ثم ابتعدوا عن أصحاب الرأي خوفاً من الانزلاق في مهاوي الضلالات. فاختيار المغاربة لمذهب مالك ، هو اختيار لمذهب أهل السنة وفقه الصحابة والتابعين ، ولاشك أن هذه الاعتبارات التي ذكرناها ، كان لها تأثير خاص في نفوس المغاربة ، ومن ثم كان فقهاؤهم يبايعون الأمراء على كتاب الله وسنة رسول اللہ ﷺ ، ومذهب مالك كما اشترط ذلك صراحة الفقيه الورع أبو إسحاق السبائي ، وإلى هذا ، فإن المدينة المنورة التي نشأ فيها مالك وحدث بها ، كانت مصدر العلوم الإسلامية كلها ، فيها نشأت ، وعنها تفرعت إلى بقية الأقطار الإسلامية الأخرى ، والمدينة – كما نعلم – لها في نفوس المغاربة مكانة خاصة[22]

وعلاقة مالك بتلاميذه المغاربة ، لا تتوقف بتوقف طلبهم عنه ، بل إنها تتواصل أحيانا عن طريق المراسلات ، من ذلك أن ابن فروخ كتب إلى مالك يسأله حول إمكانية الرد على أهل البدع . أما ابن غانم القاضي ( ت 805/190 ) ، فيظهر أنه جعل رسولا خاصا بينه ومالك ، ولم يكتف بذلك ، بل إنه كان يكتب إلى ابن كنانة فيسأل له مالكا عن أحكامه . وأحيانا يكون الاتصال مباشرا بين مالك وبعض أهالي المغرب ، من ذلك أنه أتاه سائل من أهل المغرب بمسائل في الجنايات ، فقرئت عليه وعبد الله بن فروخ في مجلسه .وخاصية أخرى في المذهب المالكي ربما جعلت أهل المغرب يعبدونه على غيره ، تتعلق بأصوله , فهو يتميز بكثرة الأصول ؛ وكثرتها بين أيدي المفتي تسمح له باختيار أصلحها وأقربها للعدل ، وأكثرها تماشيا مع الواقع الإفريقي . ومن ناحية أخرى ، يتميز المذهب المالكي بكثرة مراعاته للمرف ، ويدخل العرف مثلا في تقدير القاضي لقيمة النفقة للزوجة ، إذ أن مالكا لم يحدد ذلك . وقد ذكر ابن ناجي مثالا طريفا عن ذلك ، رغم تأخره ، حضر عليه بنفسه . فقد شکت حضرية إلى قاضي الأنكحة بتونس وجع يدها من الطحن ، فأمر زوجها باشتراء خادم لها ، بينما أنته بدوية في نفس القضية ، فأمرها بالبقاء مع زوجها قائلا : « إن نساء البادية دخلن على ذلك ، بخلاف هذه الحضرية » . " وليس من الغريب أن أهل المغرب قد وجدوا في هذا الأصل معينا لهم على حل بعض المسائل التي لم يطرح لها مثيل بالمدينة ، على الأقل لمعالجة ما كنا أشرنا إليه من اختلاف في البيئة الحضارية والجغرافية بين المدينة والمغرب . وفي هذا إمكانية لتلاؤمه مع الواقع المغربي ، على أن المبالغة في مراعاة العرف ، وهو أمر تميز به علماء المالكية بشمال إفريقيا ، يؤدي حتما إلى تضخيم الفقه ، وكذلك إلى خلق خلافات في إطار المذهب بين فقهاء الأمصار ، وبالعرف ترتبط عبارة العمل ، وعنه ترتبت نظرية العمل الإقليمي ، فأصبح لكل مدينة تقريبا عمل خاص بها يعتمد أيضا على عدد من الفتاوى التي أخذ بها فقهاء موضع من المواضع ، وبذلك ظهر عمل أهل قرطبة والعمل الفاسي وغيرهما . ولئن رأي أبو بكر بن العربي في ظهور هذه الأعمال التقليدية علامة على جمود الفقه ، فإن آخرين مثل عبد السلام العسري رأوا فيه محاولة لبعث « الحيوية والشباب في الفقه .. " فانتشار المذهب المالكي بالمغرب يتعلق إذن ، كما رأينا ، بكياسة مالك مع تلاميذه المغاربة وطول عمره وكثرة تلاميذه ، كما يهم بعض مزايا مذهبه التي ربما مكنته من التلاؤم مع الواقع المغربي[23]

المطلب الثالث: العامل الجغرافي

حيث كانت بلاد الحجاز قبلة المسلمين ، يفدون إلى البيت الحرام في مكة للحج ، وإلى المدينة المنورة للزيارة ، وقد أشار العلامة ابن خلدون في مقدمته إلى أهمية الموقع الجغرافي في نشر المذهب المالكي ، حيث قال : إن رحلة هؤلاء كانت غالبا إلى الحجاز ، وهو منتهى سفرهم ، والمدينة يومئذ دار العلم ولم يكن العراق في طريقهم ، فاقتصروا على الأخذ من علماء المدينة[24].

في ـ ومـا ذكـروه مـن الأسباب في انتشار المذهب المالكي في المغرب عامل الحج إلى بيت الله الحرام ، فقد كان علماء المغرب الذين يقصدون الديار المقدسة لأداء فريضة الحج والعمرة يلتقون في المدينة المنورة بالإمام مالك أو بتلامذته ، وينقلون إلى بلادهم ما سمعوه من علماء المدينة من أحكام ، وخاصة فيما يتعلق بالعمل . أي أعمال أهل المدينة التطبيقية . وهي التي كان عليها الإمام نفسه ، بل جعلها أصلاً أصيلاً يعتمد عليه في تشريع الأحكام ، ويدافع عنه ويقدمه على خبر الواحد وعلى القياس ، و « ألف عن ألف خير من واحد عن واحد » ، كما قال ربيعة الرأي[25]

المطلب الرابع : العامل السياسي

ومن الأسباب التي أدت إلى انتشار مذهب الإمام مالك الموقف السياسي ، إذ جاء في بعض الروايات: أن الامام مالك سأل بعض الأندلسيين عن سيرة ملك الأندلس ، فوصف له سيرته ، وقال: إنه يأكل الشعير ، ويلبس الصوف ، ويجاهد في سبيل الله ، فقال مالك : ليت الله زين حرمنا بمثله ، فوصل الخبر إلى ملك الأندلس فحمل الناس على مذهبه ، وترك مذهب الأوزاعي . ويرى المقرى : أن هذا السبب ضعيف ، وأن الصحيح أن سبب الإنتشار هو رحلة علماء الأندلس إلى المدينة ، ونشرهم لعلم مالك وفضله[26]

خاتمة :

يمكن من خلال ما تقدم أن أوجز البحث في عناصر :

1 ـ أن المذهب المالكي موجود في بلاد كثيرة ، وأصقاع متعددة ، تشمل قارات ثلاثة : آسيا ، وأوربا وأفريقيا .

2 ـ أن هناك وراء الانتشار للمذهب أسبابا ودوافع متعددة ، من أهمها الدافع الديني .

3 ـ أن المذهب المالكي تمتع بالاستقرار في بلاد أفريقيا والأندلس ، وفي بلاد المغرب العربي ، وبعض الدول في الخليج العربي .

4 ـ أن المذهب المالكي لعب دورا مهما في الاستقرار الاجتماعي في كل بلد حل فيه ، ومدينة استقر فيها .

5 ـ كان للمذهب المالكي دور عظيم في مقاومة الاستعمار ، وأثر كبير في مقاومة الإحتلال



















لائحة المصادر والمراجع

محمد عزز الدين الغرياني المذهب المالكي النشأة والموطن واثره في الاستقرار الاجتماعي

عمر الجيدي مباحث في المذهب المالكي بالمغرب

الناجي لمين أضواء علة نشأة المذهب المالكي وانتشاره

عبد الرحمن بن محمد بن بوعلام الجيلالي متى وكيف كان رسوخ المذهب المالكي بالمغرب العربي وما جاء ؟

عبد المجيد محمود صلاحين مفردات المذهب المالكي في العبادات -دراية مقارنة- رسالة مقدمة لنيل درجة الدكتوراه في الشريعة الإسلامية

محمد إبراهيم علي اصطلاح المذهب عند المالكية

القاضي عياض ترتيب المدارك وتقريب المسالك

نجم الدين الهنتاتي المذهب المالكي بالغرب الإسلامي إلى منتصف القرن الخامس الهجري-الحادي عشر الميلادي




[1] محمد عزز الدين الغرياني المذهب المالكي النشأة والموطن واثره في الاستقرار الاجتماعي منشورات جمعية الدعوة الإسلامية العالمية طرابلس الطبعة 2010 ص 19
[2] عمر الجيدي مباحث في المذهب المالكي بالمغرب الطبعة الأولى 1993 ص 35
[3] الناجي لمين أضواء علة نشأة المذهب المالكي وانتشاره بحوث ودراسات العدد الثاني ربيع الأول 1433ه/فبراير 2012م ص 24
[4] عبد الرحمن بن محمد بن بوعلام الجيلالي متى وكيف كان رسوخ المذهب المالكي بالمغرب العربي وما جاء ؟ عني به محند أو إديرمشنان الطبعة الأولى ص 36/37/38
[5] الناجي لمين أضواء علة نشأة المذهب المالكي وانتشاره بحوث ودراسات العدد الثاني ربيع الأول 1433ه/فبراير 2012م ص 23
[6] محمد عزز الدين الغرياني المذهب المالكي النشأة والموطن واثره في الاستقرار الاجتماعي منشورات جمعية الدعوة الإسلامية العالمية طرابلس الطبعة 2010 ص 19/20
[7] عبد الرحمن بن محمد بن بوعلام الجيلالي متى وكيف كان رسوخ المذهب المالكي بالمغرب العربي وما جاء ؟ عني به محند أو إديرمشنان الطبعة الأولى ص 43/44
[8] عبد المجيد محمود صلاحين مفردات المذهب المالكي في العبادات -دراية مقارنة- رسالة مقدمة لنيل درجة الدكتوراه في الشريعة الإسلامية بالسعودية سنة 1990 م ص 8
[9] عبد الرحمن بن محمد بن بوعلام الجيلالي متى وكيف كان رسوخ المذهب المالكي بالمغرب العربي وما جاء ؟ عني به محند أو إديرمشنان الطبعة الأولى ص 21
[10] محمد إبراهيم علي اصطلاح المذهب عند المالكية الطبعة الأولى 1421ه 2000م الطبعة الثانية 1423ه 2002 م دار البوث للدراسات الإسلامية واحياء الثراث الامارات العربية المتحدة دبي ص 79
[11] لاقاضي عياض ترتيب المدارك وتقريب المسالك الجزء 3 ص 117
[12] القاضي عياض ترتيب المدارك وتقريب المسالك الجزء 1 ص 26
[13] محمد إبراهيم علي اصطلاح المذهب عند المالكية الطبعة الأولى 1421ه 2000م الطبعة الثانية 1423ه 2002 م دار البوث للدراسات الإسلامية واحياء الثراث الامارات العربية المتحدة دبي ص 80
[14] نفس المصدر ص 81
[15] القاضي عياض ترتيب المدارك ص 398
[16] القاضي عياض ترتيب المدارك الجزء 3 ص 347/349
[17] عبد الرحمن بن محمد بن بوعلام الجيلالي متى وكيف كان رسوخ المذهب المالكي بالمغرب العربي وما جاء ؟ عني به محند أو إديرمشنان الطبعة الأولى ص 45/46/47/48/49
[18] عمر الجيدي مباحث في المذهب المالكي بالمغرب الطبعة الأولى 1993 ص35
[19] القاضي عياض ترتيب المدارك (1/76.149.179)
[20] عبد الرحمن بن محمد بن بوعلام الجيلالي متى وكيف كان رسوخ المذهب المالكي بالمغرب العربي وما جاء ؟ عني به محند أو إديرمشنان الطبعة الأولى ص 34
[21] محمد عزز الدين الغرياني المذهب المالكي النشأة والموطن واثره في الاستقرار الاجتماعي منشورات جمعية الدعوة الإسلامية العالمية طرابلس الطبعة 2010 ص 37/38
[22] عمر الجيدي مباحث في المذهب المالكي بالمغرب الطبعة الأولى 1993 ص 36
[23] نجم الدين الهنتاتي المذهب المالكي بالغرب الإسلامي إلى منتصف القرن الخامس الهجري-الحادي عشر الميلادي تونس 2004 منشورات تبر الزمان ص63/64/65
[24] محمد عزز الدين الغرياني المذهب المالكي النشأة والموطن واثره في الاستقرار الاجتماعي منشورات جمعية الدعوة الإسلامية العالمية طرابلس الطبعة 2010 ص52
[25] عبد الرحمن بن محمد بن بوعلام الجيلالي متى وكيف كان رسوخ المذهب المالكي بالمغرب العربي وما جاء ؟ عني به محند أو إديرمشنان الطبعة الأولى ص 64
[26] محمد عزز الدين الغرياني المذهب المالكي النشأة والموطن واثره في الاستقرار الاجتماعي منشورات جمعية الدعوة الإسلامية العالمية طرابلس الطبعة 2010 ص60
 
أعلى