أبو أيمن أمين الجزائري.
:: متابع ::
- انضم
- 31 مايو 2024
- المشاركات
- 21
- الإقامة
- الجزائر العاصمة
- الجنس
- ذكر
- الكنية
- أبو أيمن
- التخصص
- أصول الفقه - فقه
- الدولة
- الجزائر
- المدينة
- الجزائر العاصمة
الحمد لله وبعد:
■ لقد توفي رسول اللهِﷺ، وترك أمته على المحجة البيضاء، ليلها كنهارها، لا يزيغ عنها إلا هالك خاسر، وبين قبل ذلك كل ما تحتاجه أمته في دينها وعبادتها لربها جل وعلا، وحفظ صحابته الكرام كل ذلك وبلغوه للأمة، عملا بوصيتهﷺ حيث قال: [بلغوا عني ولو آية](1).
■ ثم إنهﷺ كان قد نهى عن تدوين السنن، ففي صحيح مسلم أنهﷺ قال: [ لا تَكْتُبُوا عَنِّي، ومَن كَتَبَ عَنِّي غيرَ القُرْآنِ فَلْيَمْحُهُ ] الحديث(2)، لكن هذا كان في أول الأمر لئلا يختلط الحديث بالقرآن -على أحد الأقوال-، ثم نسخ فصار حكمه الجواز، وذلك لأحاديث كثيرة تدل على ذلك.
■هذا، وقد قام أئمة الإسلام والسنة بعد ذلك بتدوين السنن وجمعها في كتب و مصنفات بغية الحفاظ عليها ولئلا تنسى، و جاء من بعدهم فساروا على دربهم ونهجهم في ذلك، إلا أنه في ذلك الوقت كان أعداء للسنة من أهل الباطل وغيرهم يعملون على محاربة
السنة، ورأوا أن من أسهل السبل الموصلة إلى ذلك هو وضع أحاديث مكذوبة عن النبيﷺ ونشرها بين الناس، لكن -بحمد الله- تفطن لذلك الأئمة فعمدوا على تمحيص الأحاديث، وذلك بالنظر إلى الأسانيد ومعرفة الرجال، حتى يتميز الطيب من الخبيث، ولهذا قال الإمام ابن سيرين رحمه الله: (ﻟﻢ ﻳﻜﻮﻧﻮا يسألون ﻋﻦ اﻹﺳﻨﺎﺩ، فلما ﻭﻗﻌﺖ اﻟﻔﺘﻨﺔ، ﻗﺎﻟﻮا: ﺳﻤﻮا ﻟﻨﺎ ﺭﺟﺎﻟﻜﻢ، ﻓﻴﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﺃﻫﻞ اﻟﺴﻨﺔ ﻓﻴﺆﺧﺬ ﺣﺪﻳﺜﻬﻢ، ﻭﻳﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﺃﻫﻞ اﻟﺒﺪﻉ ﻓﻼ ﻳﺆﺧﺬ ﺣﺪﻳﺜﻬﻢ)(3)، فبهذا المعيار وغيره كان الأئمة يميزون صحيح الحديث من سقيمه، وساروا على هذا النهج وصاروا حراسا لأحاديث النبيﷺ، فكان كل من روى حديثا مكذوبا لا يصبح إلا والناس يقولون: فلان كذاب، وهذا بفضل الذين سخرهم الله عزّ وجل لحراسة الأحاديث النبوية وهم جهابذة الحديث ونقاد الأثر رحمهم الله جميعاً، وعن ﻋﺒﺪﺓ ﺑﻦ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ اﻟﻤﺮﻭﺯﻱ ﻗﺎﻝ: ﻗﻴﻞ ﻻﺑﻦ اﻟﻤﺒﺎﺭﻙ: "ﻫﺬﻩ اﻷﺣﺎﺩﻳﺚ اﻟﻤﺼﻨﻮﻋﺔ؟، ﻗﺎﻝ: ﻳﻌﻴﺶ ﻟﻬﺎ اﻟﺠﻬﺎﺑﺬﺓ"(4)، فدين الله محفوظ، وسنة رسولهﷺ مصونة، والحمد لله رب العالمين.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
وكتب:
أبو أيمن أمين الجزائري.
_____________________
1)- رواه البخاري(٣٤٦١).
2)- رواه مسلم(٣٠٠٤).
3)- رواه مسلم في"المقدمة"(١٥/١).
4)- أخرجه ابن أبي حاتم في"الجرح والتعديل"(٣/١)، وابن عدي في"الكامل(١٩٢/١).
■ لقد توفي رسول اللهِﷺ، وترك أمته على المحجة البيضاء، ليلها كنهارها، لا يزيغ عنها إلا هالك خاسر، وبين قبل ذلك كل ما تحتاجه أمته في دينها وعبادتها لربها جل وعلا، وحفظ صحابته الكرام كل ذلك وبلغوه للأمة، عملا بوصيتهﷺ حيث قال: [بلغوا عني ولو آية](1).
■ ثم إنهﷺ كان قد نهى عن تدوين السنن، ففي صحيح مسلم أنهﷺ قال: [ لا تَكْتُبُوا عَنِّي، ومَن كَتَبَ عَنِّي غيرَ القُرْآنِ فَلْيَمْحُهُ ] الحديث(2)، لكن هذا كان في أول الأمر لئلا يختلط الحديث بالقرآن -على أحد الأقوال-، ثم نسخ فصار حكمه الجواز، وذلك لأحاديث كثيرة تدل على ذلك.
■هذا، وقد قام أئمة الإسلام والسنة بعد ذلك بتدوين السنن وجمعها في كتب و مصنفات بغية الحفاظ عليها ولئلا تنسى، و جاء من بعدهم فساروا على دربهم ونهجهم في ذلك، إلا أنه في ذلك الوقت كان أعداء للسنة من أهل الباطل وغيرهم يعملون على محاربة
السنة، ورأوا أن من أسهل السبل الموصلة إلى ذلك هو وضع أحاديث مكذوبة عن النبيﷺ ونشرها بين الناس، لكن -بحمد الله- تفطن لذلك الأئمة فعمدوا على تمحيص الأحاديث، وذلك بالنظر إلى الأسانيد ومعرفة الرجال، حتى يتميز الطيب من الخبيث، ولهذا قال الإمام ابن سيرين رحمه الله: (ﻟﻢ ﻳﻜﻮﻧﻮا يسألون ﻋﻦ اﻹﺳﻨﺎﺩ، فلما ﻭﻗﻌﺖ اﻟﻔﺘﻨﺔ، ﻗﺎﻟﻮا: ﺳﻤﻮا ﻟﻨﺎ ﺭﺟﺎﻟﻜﻢ، ﻓﻴﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﺃﻫﻞ اﻟﺴﻨﺔ ﻓﻴﺆﺧﺬ ﺣﺪﻳﺜﻬﻢ، ﻭﻳﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﺃﻫﻞ اﻟﺒﺪﻉ ﻓﻼ ﻳﺆﺧﺬ ﺣﺪﻳﺜﻬﻢ)(3)، فبهذا المعيار وغيره كان الأئمة يميزون صحيح الحديث من سقيمه، وساروا على هذا النهج وصاروا حراسا لأحاديث النبيﷺ، فكان كل من روى حديثا مكذوبا لا يصبح إلا والناس يقولون: فلان كذاب، وهذا بفضل الذين سخرهم الله عزّ وجل لحراسة الأحاديث النبوية وهم جهابذة الحديث ونقاد الأثر رحمهم الله جميعاً، وعن ﻋﺒﺪﺓ ﺑﻦ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ اﻟﻤﺮﻭﺯﻱ ﻗﺎﻝ: ﻗﻴﻞ ﻻﺑﻦ اﻟﻤﺒﺎﺭﻙ: "ﻫﺬﻩ اﻷﺣﺎﺩﻳﺚ اﻟﻤﺼﻨﻮﻋﺔ؟، ﻗﺎﻝ: ﻳﻌﻴﺶ ﻟﻬﺎ اﻟﺠﻬﺎﺑﺬﺓ"(4)، فدين الله محفوظ، وسنة رسولهﷺ مصونة، والحمد لله رب العالمين.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
وكتب:
أبو أيمن أمين الجزائري.
_____________________
1)- رواه البخاري(٣٤٦١).
2)- رواه مسلم(٣٠٠٤).
3)- رواه مسلم في"المقدمة"(١٥/١).
4)- أخرجه ابن أبي حاتم في"الجرح والتعديل"(٣/١)، وابن عدي في"الكامل(١٩٢/١).
