هل من فتوى تمنع الخلاف بين هاتين الاسرتين ؟

[محمد عبد الله غراب]

السلام عليكم

طلب منى رجلان ان احكم بينهما (بإعتبارى اماما للمسجد ) واحب ان يشاركنى الفضلاء من الفقهاء وطلاب العلم حتى نوقف الخلاف بينهما

قال الاول انه يسكن فى الطابق الاخير والحرارة فى الصيف لاتطاق فهى ساطعة فوق الشقة والحر لايطاق بداخل المسكن فاشترى تكييفا مما ساعد على تهوين الامر

قال الثانى وهو جار الاول ان الهواء الساخن الخارج من التكييف يؤذيه ويزيد من حرارة الجو عنده

قلت لهما انتظرانى حتى اراجع مشايخى

بارك الله فيكم

 

[د. رأفت محمد رائف المصري]

الحكم بين الناس ليس بالأمر السهل، والقضاة ثلاثة - كما تعلمون - : اثنان في النار وواحد في الجنة .

وكلامي هنا من باب المدارسة وليس أبعد من ذلك، فأقول :

إن الراحة التي طلبها الأوّل قد ترتّب عليها مشقّة على الثاني، وكيف يَحُلّ الرجل مشكلته بصنع مثيلتها لغيره .

هذا لو ثبت أن الضرر يلحق بالجار الثاني، أما إن لم يلحق به فلا حقّ له في منعه، وقد ورد مثل ذلك في فتاوى أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه .
ولعلّي أستخرجه قريبا إن شاء الله .

 

[د. عبدالحميد بن صالح الكراني]

إن الراحة التي طلبها الأوّل قد ترتّب عليها مشقّة على الثاني، وكيف يَحُلّ الرجل مشكلته بصنع مثيلتها لغيره .
هذا لو ثبت أن الضرر يلحق بالجار الثاني

ولا يبعد أن يحصل الضرر له؛ خاصة إذا كان ظهر المكيف جهة بابه أو شباكه ...

الحكم بين الناس ليس بالأمر السهل، والقضاة ثلاثة - كما تعلمون - : اثنان في النار وواحد في الجنة .
إن الراحة التي طلبها الأوّل قد ترتّب عليها مشقّة على الثاني، وكيف يَحُلّ الرجل مشكلته بصنع مثيلتها لغيره .

وجزاك الله خيراً على هذا التعقيب.
ولعل الأولى للإمام أن يتحقق من المشكلة بنفسه؛ وذلك بالوقوف على الضرر وتحققه.
ثم بعدها ليسعى في الإصلاح بين الجارين؛ وتذكيرهما بحقوقهما، بما يطيب به نفسيهما؛ دون اللجوء إلى الفصل الذي لا يأمن معه القطيعة أو حمل القلوب للضغائن، والصلح خير.
وثمة لطيفة:
الخصمان إذا اصطلحا رجع كل واحد منهما راضياً محباً.
والقضاء والفصل؛ على الضد من ذلك؛ فقد تجد الرضى من طرف دون آخر.
ولذا قال الله: { وَالصُّلْحُ خَيْرٌ وَأُحْضِرَتِ الأَنفُسُ الشُّحَّ } [النساء:128].