العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

تواليف مالكية مهمة 32: التنبيه على مبادئ التوجيه

شهاب الدين الإدريسي

:: عضو مؤسس ::
إنضم
20 سبتمبر 2008
المشاركات
376
التخصص
التفسير وعلوم القرآن
المدينة
مكناس
المذهب الفقهي
مالكي
يعد كتاب التنبيه على مبادئ التوجيه من أهم مصنفات فقه المالكية وأنفسها وأجودها، كما يعتبر وعاء من أوعية الفقه المالكي، ويؤكد هذا ما احتوى عليه الكتاب من مواضع فقهية مرتبطة بأدلتها مع بيان عللها وأصولها.

أما سبب تأليف هذا الكتاب فيفصح عنه مؤلفه الإمام ابن بشير بقوله: «... وبعد، فإنه لما انتهض إلى الطلب من لم يمارس قراءة الكتاب، ابتدأنا لهم موعداً بقصد الإيجاز والاختصار دون التطويل والتكرار، وفيه من تحرير الدلائل وتقرير المسائل ما تشوقوا إلى نقله، وضعفوا عن حمله، فرأيت أن أملي عليهم من خلاف أهل المذهب ما يحصل به للجمهور الاستقلال، منبها على أوائل التوجيه والاستدلال...»، وفي كلام ابن بشير ما يشير إلى أهمية الكتاب التي تتجلى في كونه يتضمن المسائل الخلافية في المذهب وجمعه لأقواله، سواء منها الضعيفة أو الشاذة أو الراجحة أو المشهورة، وربطه المسائل الفقهية بأدلتها وبيانه طريقة استثمار الأحكام منها.

وبالنظر إلى عنوان الكتاب نجده يُحيل على موضوعه، فهو يشتمل على قسم العبادات، يبتدئ بكتاب الطهارة، وينتهي بكتاب الزكاة، وقد سلك فيه ابن بشير مسلك الاختصار المبني على قواعد الأصول، وضمّنه ما تحتويه الدواوين المبسوطة من العلم، بعد أن نقح ولخص فصولها، وحذف حشوها، مع الإيجاز في العبارة والأسلوب الواضح، الذي لا يحتاج إلى شرح أو تبيين.

وإذا ألقينا نظرة على منهج ابن بشير في كتابه نراه يسلك طريقة الإملاء؛ سائراً في ذلك على نمط علماء إفريقية في ذلك الوقت، خصوصاً في التعليق على المدونة، بالإضافة إلى حرصه على محاذاة المدونة التي صيغت على شكل أسئلة وأجوبة، فكثيراً ما يُدارس المسائل الفقهية على شكل أجوبة يضع لها أسئلة، ويكون أسلوبه في تناول المسائل الفقهية سلساً فصيحاً، وعبارته واضحة لا غموض فيها ولا التباس، وعلى هذا المنوال سار المؤلف في معظم كتابه.

واعتمد ابن بشير على عدد من المصادر، منها التي صرح بها أو بمؤلفيها؛ كالمدونة والموطأ، وكُتب عبد الله بن وهب، وكُتب عبد الملك بن الماجشون، وكتب أصبغ بن الفرج، والواضحة لعبد الملك بن حبيب وغيرها، ومنها مصادر أبهمها ولم يصرح بها، وإنما عبر عنها بمصطلح: الأشياخ أو الشيوخ، وربما يقصد بذلك شيوخه وأساتذته والفقهاء المعاصرين له.

وتتأكد القيمة الكبرى لهذا الكتاب حينما نرى كبار علماء المالكية يعتمدون في كتبهم ويكثرون من النقل عنه، مثل القرافي (ت684هـ) في «الدخيرة»، والشيخ خليل (ت767هـ) في «التوضيح» والونشريسي (ت914هـ) في «المعيار المعرب»، والحطاب (ت954هـ) في «مواهب الجليل» في غير ما موضع... وغيرهم.
صدر كتاب التنبيه عن مركز الإمام الثعالبي للدراسات ونشر التراث، بتحقيق الدكتور محمد بلحسان، طَبْع وَنَشْر دار ابن حزم، الطبعة الأولى: 1428هـ/2007م.

-------------------------------------------

الديباج المذهب (1/233-234)،
شجرة النور الزكية (1/186)،
كتاب العمر (1/2/694-695)
 
إنضم
25 يونيو 2008
المشاركات
1,762
الإقامة
ألمانيا
الجنس
ذكر
التخصص
أصول الفقه
الدولة
ألمانيا
المدينة
مونستر
المذهب الفقهي
لا مذهب بعينه
صدر كتاب التنبيه عن مركز الإمام الثعالبي للدراسات ونشر التراث، بتحقيق الدكتور محمد بلحسان، طَبْع وَنَشْر دار ابن حزم، الطبعة الأولى: 1428هـ/2007م.
محمد بلحسان شيخنا , وهو يدرس مادة الفقه بجامعة ابن طفيل ...
 

عبدالحكيم بلمهدي

:: مخالف لميثاق التسجيل ::
إنضم
24 سبتمبر 2009
المشاركات
3
التخصص
فقه
المدينة
الرياض
المذهب الفقهي
مالكي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أشكر الأخ الإدريسي على المقالات التي خصصها لدواوين المالكية، ولي ملحوظة بسيطة على مقالته التي خص بها تنبيه ابن بشير، حيث قال: (وبالنظر إلى عنوان الكتاب نجده يُحيل على موضوعه، فهو يشتمل على قسم العبادات، يبتدئ بكتاب الطهارة، وينتهي بكتاب الزكاة) فهذه الجملة توحي لقارئها أن كتاب التنبيه اقتصر فيه مؤلفه على قسم العبادات دون غيرها من الأبواب، بل على جزء من قسم العبادات على اعتبار إسقاط كتاب الحج والأيمان والنذور والأطعمة الملحقة عادة بكتاب العبادات في تصانيف المالكية، والواقع خلاف ذلك، فكتاب التنبيه شمل جميع أبواب الفقه ومن طالع نسخ الكتاب المخطوطة علم ذلك، ومثله النقول عنه وخاصة في التاج والإكليل وفي مواهب الجليل، ولعل الأخ الإدريسي اعتمد ما سطره ناشر الكتاب ـ بتحقيق الشيخ بلحسان ـ على غلافه حيث ذكر قسم العبادات، وأخونا الدكتور الخلوق محمد بلحسان حقق جزءا من الكتاب في أطروحته للدكتوراه وصل فيه إلى كتاب الزكاة وكنت قد سالته قبل مدة عن إكمال تحقيق الكتاب فوعد خيرا، أسأل الله تعالى أن يعينه على ذلك.
ومثله قوله: (وقد سلك فيه ابن بشير مسلك الاختصار المبني على قواعد الأصول، وضمّنه ما تحتويه الدواوين المبسوطة من العلم، بعد أن نقح ولخص فصولها، وحذف حشوها، مع الإيجاز في العبارة والأسلوب الواضح، الذي لا يحتاج إلى شرح أو تبيين)، حبذا فقط لو تمت الإشارة إلى أن لابن بشير كتابا كبيرا في شرح المدونة، اختصر منه كتاب التنبيه. والله أعلم.
 
أعلى