العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

حسب القوافي وحسبي حين أُلقيها ...... أني إلى ساحةِ الفاروقِ أُهْديها

أبو عبيدة الغامدي

:: مخالف لميثاق التسجيل ::
إنضم
6 فبراير 2009
المشاركات
46
التخصص
إسلامية
المدينة
بيشة
المذهب الفقهي
حنبلي
بـســـــــم الله الـرحـمــــــــــن الـرحـيــــــــــــم
الـحـمــــد لله عـظـيـــــم الـمـنــــة ونــاصــــر الـديـــــن بـاهـــــل الـسـنــــة والـصـــــلاة والـســـــلام عـلـــى سـيـــدنــــا مـحـمـــــد وعـلـــــى آلــــه وصـحـبــــــه اجـمـعـيـــــــن
الســــــــــــلام علـيكــــم ورحـمــــــة الله وبـركـاتـــــــــــه
مـقـتـطـــافـــــات مــــن حـيـــــاة الـفــــاروق عـمــــــــــــر..... نـرويـهــــا
لادري ماذا يسطر قلمي .. إن الفكر يطوف بالرأس فلا يستقر على قرار ولا يثبت عند كلمات معينة ... والقلب على اتساعهوعظم مافيه من أحاسيس ليحار ... لا عجب في هذا ...فالانسان الذي هو محور الحديث .. ليس كغيرة من البشر العاديين .. إنه نسيج مستقل ... عقلـيــة جبــــــارة جمـعـــــت لصاحـبهــــــا كـــل أركــــان القـــــوة ســـــــواء :
لحاكم يسوس أمة ، أو قائد يقود جيشا نحو النصر ، أو لرجل اقتصادي يرفع غوائل الفقر عن رعيته ، أو قاضٍ يتحرى العدل في كل ما ينطق من أحكام ، وغيرها وغيرها وغيرها
حـسـبـــت الـقـوافـي وحـسـبـي حـيــــن أُلـقـيـهــــا ...... أنــــــي إلــــى ســاحــةِ الفــــاروقِ أُهْـديهـــــــــــا
لاهُــــــم هــــــــب لــــي بيــــانــا أستـعـــــين بــــه ..... عـلــــى قضـــــــاءِ حقــــوق نــام قـــاضيهــــــــــــا
قــــــد نــــــــازَعَـتـْنــــيَ نـفســــــي أنْ أُوفَّـيهــــــا ...... وليــس َ فـــي طَــوْقِ مثلـــــي أن يـــــوفَّيهـــــــــــا
فـمـــــــُرْ سَـــــريّ المـعـــــانـــي أن يـُواتِيـَنــــــي ...... فيـهــــــا فـإنـــــّي ضَعـيـــــفُ الحـالِ وَهيـهـــــــــــا
لقــد جمــــع الفـــــاروق عمـــــر رضـــــــي الله عنـــــــه كــل الخصــــــال الحـمـــــــيده ... حتــــى جعـــــل الله الحـــــق علـــــى لسـانـــــه وقـلـــبه .. فـفـــــي مـــرة كــــان الـرســــول صلـــى الله عليـــــه وسلــــــم يتـلـــو على مسامع عمر فرآنا نزل لتوه من الوحي ، وفيه يصف مراحل خلق الانسان وإبداع البارئُ جل شأنه في صنعته ، فإذا بأحاسيس عمر تتعلق كلها بهذا التنزيل وإذا به يقول من فوره ( فتبارك الله أحسن الخالقين ) فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال ( هكذا أُنزلت يا عمر ) وأكمل الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم الآية كما قال عمر رضي الله عنه حرفا بحرف . وقد أورد هذا الأمر ابن كثير في تفسير سورة ( المؤمنون ) .
وهــاهــــــــــــو حكــــــــم المـــــــولـى عــــــــز وجــــــــل يـنــــــزل مــــــوافــقـــــا لــــــرأي ( عمـر رضـــي الله عنــــه ) ..وقــــد حـــــدث بعــــــد غــــزوة بـــــدر أن اخــــــذ المسـلمـــــون أســــــرى مــــن قـريــــــش ، وهذه أول غزوة لهم ولم ينزل بشأنها حكم من السماء ...... وان ( الرسول صلى الله عليه وسلم ) قد استشار ( علياً رضي الله عنه ) و ( أبا بكر رضي الله عنه ) فقال أبا بكر : يارسول الله هؤلاء بنو العم والعشيرة والاخوان ، وإني أرى أن نأخذ منهم الفدية ، فيكون ما أخذناه قوة لنا على الكفار ، وعسى ان يهديهم الله فيكونوا لنا عذدا ، فقــــــــال ( رسول الله صلى الله عليه وسلم ) ما ترى ( يا ابن الخطاب ؟ ) ، قــــــــــــال : قلت والله ما أرى ما رأى ( ابو بكر ) ، ولكن أرى أن تمكنني من فلان ــ قريب عمر ــ فأضرب عنقه ، وتمكن علياً من عقيل فيضرب عنقه ، وتمكن حمزة من فلان ــ أخيه ــ فيضرب عنقه ، حتى يعلم الله أنه ليست في قلوبنا هوادة للمشركين ، وهؤلاء صناديدهم وأئمتهم وقادتهم ، فأخذ ( رسول الله صلى الله عليه وسلم ) رأي ( أبو بكر رضي الله عنه ) وأخذ منهم الفداء .
فلما كان الغد قــــال ( عمر رضي الله عنه ) فغدوت إلى ( النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر رضي الله عنه ) وهما يبكيان فقلت يارسول الله أخبرني ماذا يبكيك أنت وصاحبك فإن وجدت بكاء بكيت وإن لم أجد تباكيت لبكائكما ، فقــــــال ( رسول الله صلى الله عليه وسلم ) للذي عرض علي أصحابك من أخذهم الفداء قد عُرض علي عذابكم أدني من هذه الشجرة .
( مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللَّهُ يُرِيدُ الآخِرَةَ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ * لَّوْلاَ كِتَابٌ مِّنَ اللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ) .
رأيـــتَ فـــــــي الــديـــــــــن آراءً مــوفقـــــــــــــــةً ...... فــأنــــــــــزلَ الله قـــــرآنـــــــاً يــُزكَـّـيهــــــــــــــا
وكـنــــــت أول مــن قــــــرَّتْ بـصـُحْـبـَـتـــــــــــِــــــهِ ...... عـيــــنُ الـحـنـيـفــــةِ واجـتـازتْ أمـانـيـهـــــــــــا
قـــد كـنـــتَ أعــــــدى أعـاديـهـا فصـــرتَ لهـــــــــا ...... بـنـعـمـــةِ الله حـصـنـــــاً مــن أعـاديـهـــــــــــــــا
هـكـــــذا كـــــان مـوفــــــــق فسـبـحـــــــان مــــــــن ارشــــــــــــده ................
أمـــــا اســـــلامـــــه فــــــي السنــــــة الســادســـــة مــــن النبــــــوة بعـــــــد إســـــــلام حمــــزة رضــــي الله عنــــــه بثـــــــلاث أيـــــام فــــــي ذي الحجـــــــة ، وقـــــد ذكــــــــر هـــــــذا أبــــــــن الجــــــــــــوزي رحمــــــــه الله تعــــــالــــــــــى .
وقــــد أعـــــــز الله الاســـــــلام بعـمــــــر ورفــــــع مـــــن شـــــأن المسـلمــــــين وأذهـــــب بـــــه خــوفهــــــم مـــــن صــــــدورهـــــم فـبــاتـــــــوا سـعـــــــداء بــأســـــــلامـــه ، كيـــف لا يسعـــــدون والطـمـأنيـنـــــــة قــد أضــلتـهـــــــم بعــــــد خـــوف لاحـقـتـهــــــم سنـيـــــن ، روى البخاري عن( أبن مسعود رضي الله عنه ) أنه قال ... ( مازلنا أعزة منذ أسلم عمر ) مجلد 4/242 .
وقد جاء في التاريخ ابن سعد .. مجلد 1/193 ... وذكر ذلك السيوطي في تاريخ الخلفاء عن ( بن مسعود رضي الله عنه ) أيضاً أنه قال ( كان إسلام عمر فتحا، وكانت هجرته نصرا ، وكانت امارته رحمة ، لقد رأينا وما نستطيع أن نصلي بالبيت حتى أسلم عمر ، فلما أسلم قاتلهم حتى تركونا فصلينا ) .
وهـاهـــــــو ( ابن الخطاب رضي الله عنه ) لـــــم يقنــــــع بـدخـــــولــه فــــي زمـــــرة المـؤمـنــــين القــانـتـــــين لله ، بـــل أراد أن يصـفــــــي نـفـســــــه ، كـمـــا يـصـفــــى الـذهــــب مـن الـشـوائــــــب .
فهـــاهـــو عمـــــر ينـصـــــرف إلــــى ( النبي صلى الله عليه وسلم ) بعد إسلامه وهو ظاهر على المشركين فيقول له ( ما يحبسك بأبي انت وأمي ، فوالله ما بقي مجلس كنت أجلس فيه بالكفر إلا أظهرت فيه الايمان ، غير هائب ولاخائف ، لانعبد الله سرا بعد اليوم ) فأنزل الله سبحانه وتعالى ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللَّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ) وذلك أول ما نزل من تسمية الصحابة ( مـؤمنــــين ) فصار عمر يتعمد الجلوس في مجالس الكفار ويعلن الاسلام غير هياب ولا وجل ، بل كان يفعل أكثر من هذا ، ويذهب الى بيوت رؤوس الكفر ويخبرهم أنه أسلم ، ومن هول المفاجأة يغلقون الأبواب دونه .
إن مفـــــاخــــــر الفــــــاروق لـيــــــس لـهــــــا حــــــد تـقـــف عنــــده فـحـيــــاتـــــه كـلـهـــــــا درة فـــــي جـبـــــين الانـســـــــانـيــــــة ، فـقـــــــد رُوي عــــــن عـلـــــي مـخـبــــــرا عــن هـجـــــرة عـمــــــــر .....
فقــــــــال ( ماعلمت أن أحدا من المهاجرين هاجر إلا مختفيا إلا عمر بن الخطاب ، فإن لما هم بالهجرة ، تقلد سيفه وتنكب قويه ، وانتضى في يده أسهما ، واختصر عنزته ( عصاة ) ومضى قِبَلَ الكعبة ، والملأ من قريش بفنائها ، فطاف في البيت سبعا متمكنا ، ثم أتى المقام فصلى ، ثم وقف على الخلق واحدة واحدة فقـــــال لهــــم : شاهدت الوجوه ، لايرغم الله إلا هذا المعاطيس ، من أراد أن يُثكل أمه ، أو يوتم ولده ، أو يرمل زوجته ، فليلقني وراء هذا الوالدي .
قــــــال عـلــــــــي : فما اتبعه إلا قوم من المستضعفين علمهم ما أرشدهم ثم مضي لوجهه ) .
خـــرجـــتَ تـبــغـــــي أذاهـــا فـــي محُمـّدِهـــــــــا ....... ولـلحنيــــفـــــةِ جبـَّــــــــــارٌ يــــوالـيـهـــــــــــــــــا
فـلــــــم تـكــــــد تـسـمــــع الآيــــاتِ بالـغــــــــــــةً ...... حـتــــى انـكفــــــأتَ تـُنـــــادي مــــن ينـاديـهـــــــــا
سـمـعــــتَ ســـــــــورةَ طـــــه مــــن مرتـّلهــــــــا ...... فــزلـــــزلـــتْ نيّــــــــــةً قــــد كنـــتَ تنــويهــــــــــا
وقـلــــتَ فـيهـــــا مـقــــالاً لايـــُطـــاوِلـــــــــــــــــُهُ ...... قـــــولُ الـمُحـــــبُ الـذي قـــد بـــاتَ يطــريـهــــــــا
ويـــــومَ أسْلـمــتَ عــــــزَّ الحــقُّ وارتـفـعـــــــــتُ ..... عــن كــاهــــــل الــديـــن أثـْقـــــالٌ يـُعــانـيهــــــــــا
وصـــاحَ فـيــــهَ بــــلالٌ صـيـحــــةً خـشـعــــــــــتْ ...... لـهـــا القـلــــــوبُ ولـَـبــــَّتْ أمـــْرَ بـــاريـهَــــــــــــا
فـــأنــــتَ فـــي زمـــنِ المُخْـتــــارِ منجــدُهـــــــــا ...... وأنـتَ فـــــي زمـــــــنِ الصـدَّيــــــــــقِ مـُنْجـيهــــــا
كــــم اســــتـراكَ رســـــــــول الله مغـتـبطـــــــــــاً ...... بحـكـمـــةٍ لــك عِـــنْـدَ الــــــــرأي يـلغيـهــــــــــــــــا
فقـــــــــد روى ابــــــن هشـــــــام فـــــــي ســــــيـرتــــــه (مجلد 2/289) والطــــــبري فــــي تـاريخــــــه (مجلد3/128)لما باغت المشركون جيس المسلمين في غزوة حنين وانشمر الناس راجعين لا يلوي أحد على أحد ، وانحاز ( رسول الله صلى الله عليه وسلم ) ذات اليمين ثم قـــــــال ( أين أيها الناس ، هلموا إلي أنا رسول الله ! أنا محمد بن عبدالله ! فلم يسمع أحد ، وحملت الابل بعضها على بعض ، فانطلق الناس ، إلا أنه قد بقي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم نفر من المهاجرين والأنصار وأهل بيته ، وكان فيمن ثبت معه من المهاجرين أبو بكر وعمر ومن أهل بيته علي بن ابي طالب والعباس بن عبدالمطلب ، وابنه الفضل ، وابو سفيان بن الحارث ، وابنه ربيعة بن الحارث وغيرهم ) .
لله دره مــــن شجـــــــاع مقــــــــدام فــــــإذا تقـــــدم الشجعـــــــان كــــــان أولهـــــم ... وإن تـأخـــــــر الشجعــــــان خـوفـــــا تــــراه يثـبــــــت ثبـــــــات الجـبــــــال الـراسـيـــــــات ... بعـزيـمـــــة لاتـلــــين ، وقـــــوة لا تعــــــرف الضـعــــــــف والعـجــــــــــز .
نقلاً من شبكة أنا المسلم للحوار الإسلامي مشاركة الأخ ( محب الصحابه ) وفقه الله تعالى ووفق الجميع
 
أعلى