- إنضم
- 14 سبتمبر 2008
- المشاركات
- 73
- التخصص
- تشغيل على ماكينات
- المدينة
- القاهرة
- المذهب الفقهي
- الحديث والاثر
لِمَاذَا عِلْمُ الْجَرْحِ وَالتَّعْدِيلِ ؟ ... لِأَنَّ بِهِ صِيِانَةُ الدِّينِ !!
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين - صلى الله عليه وسلم - وأشهد أن لا إله إلا الله واحده لا شريك له هو يتولى الصالحين وأشهد أن محمدا عبده ورسوله وخاتم النبين
أم بعد :
فإن الله رب العالمين خلق الإنسان خلقةً متفردة ، قبضةٌ من طينٍ ونفخةٌ من روحٍ ، وجعل الله رب العالمين لكلٍ غذاءً لا يقوم غيره قيامه في موضوعه ولا يغني سواه غائنه في محله ، وإنما يقوته ما جعله الله رب العالمين له غذاءً ، وإنما يشفيه ما جعله الله رب العالمين له شفاء الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين - صلى الله عليه وسلم - وأشهد أن لا إله إلا الله واحده لا شريك له هو يتولى الصالحين وأشهد أن محمدا عبده ورسوله وخاتم النبين
أم بعد :
فجعل الله رب العالمين للجسد الحبوب والثمار واللحوم فلا يغني مكان هذه الأشياء الحطب والحجارة وما أشبه
وجعل الله رب العالمين في الوقت ذاته وفي الزمان عينه لروح غذاءً ، لا يقوم غيره قيامه في موضوعه ولا يغني سواه غانه في محله وإنما لابد من الإتيان به على الوجه وإلا ماتت الروح ! ، وصار الجسد قبرا متحركا لقلب ميتٍ ، وكم من حيٍ ميتٍ في آن وكم من حين يتحرك في دنيا الله رب العالمين يروح ويجيء وليست له حياة حقيقة في ميزان الله رب العالمين !
فأما غذاء الروح فكتاب الله رب العالمين وما يدور في فلك ذلك مما أنزله الله رب العالمين وحيا ، من سنةٍ مبينةٍ ومقيدة ومفسرة لكتاب الله رب العالمين وفي المنتهى فإن غذاء الروح هو ذاك الشرع الأغر هو دين الإسلام العظيم فبه تكون حياة المسلمين فهو لها ذاك النهر العظيم الذي منه ترتوي وعليه تعتمد وإليه تستند وتقوم حياتها
وإذا كان ذلك كذلك فإن هذا النهر لابد ان يصان من عبث العابثين وإفساد المفسدين وتخريب المخربين فلا نسمح لسفيهٍ أن يعبث فيه بإلقاء القذرات والنتن بل إننا لا نسمح لطفل صغير أن يلقي فيه بورقة فإننا إن نسكت اليوم فيوشك غدا ان يصبح مستنقعا للقذرات والأوبئة والأمراض المستعصية التي يشق على المرء علاجها وكما يقال : ( الوقاية خير من العلاج ) لذلك فلابد من التصدي لكل من سولت له نفسه وفكر مجرد تفكيرٍ أن يقدم على هذا النهر بفساد فكيف إذا فعل من بعد عتاد ؟ !!
فإننا نحذر منهم ونشنع عليهم ونحاربهم وندفعهم دفع الصائل المعتدي ، وقد كان هذا حال أئمتنا المهتدين وعلماءنا الراشيدن بالدفع عن حديث أشرف المرسلين وخاتم النبين فكانوا يبينون خطأ المخطئ وتعدي المعتدي على حديث النبي الهاشمي بمنهج وضعوه
هو علم شريف القدر عظيم المنزلة ألا وهو علم الجرح والتعديل الذي حفظ الله به هذا الدين من ان يكون نصرنية او يهودية جديدة ، ولم ينتهي هذا الأمر فهو قائم إلى قيام الساعة وإن ولى زمن الرواة وانقضى إلا ان هذا العلم قائم لأنه لم ينتهى زمن العابثين ولم ينقضي عهد المعتدين ولكن أصبح أشد وأفظع مما كان عليه سابقا فاتجه إلى المنهج وإلى العقيدة ولذا نهض أهل هذا العلم مشمرين معلنين حربا على البدعة والمبتدعين وكل من سولت له نفسه إفساد هذا الدين
ولكن إناسا من حدثاء الأسنان سفهاء الأحلام أبوا ذلك ورفضوه واتهمونا ببث الشقاق والنزاع والفرقة بين المسلمين وافتروه
أردوا تكتيلا وتجميعا على الباطل وانحرافات المنهج وشذوذ الفكر وهذا إن دل فإنما يدل على ان الفطر قد انتكست والعقول قد اعتلت وَيْحَكُم لا يصح إلا الصحيح فما ينفعكم ائتلاف الظاهر واختلاف الباطن ؟ فإنه لا يمكن أن تجتمع الصفوف وقد اختلفت القلوب ! ألا عودوا إلى رشدكم والزموا نهج سلفكم
ثم أقول ضبطا لهذا المقال وحتى لا يعترض اصحاب الداء العضال ولا يلتبس الأمر على الجهال
فإنه لابد ان يرد هذا الأمر إلى أهله وان تترك القوس لباريها وإلا صوبت على مدعيها فإنه لا تقوم الساعة حتى تُضيع الأمانةُ وضياعها إذا وسد الأمر إلى غير أهله
كما أنه لابد من اتزان وضبط الباب وإلا صيرنا إلى خراب ! فنحن وسط لا إفراط الحدادية ولا تفريط المييعة وإنما هي الوسطية والاعتدال وبهذا يحفظ الدين بمرور الزمان واختلاف الأجيال
والله المستعان على كل حال
وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم
وكتبه : أبو زياد النعماني
وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم
وكتبه : أبو زياد النعماني