العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

مدخل في دراسة التراث السياسي الإسلامي .

أبو الحارث البقمي

:: مطـًـلع ::
إنضم
16 أبريل 2009
المشاركات
102
التخصص
السياسة الشرعية والقضاء
المدينة
الرياض
المذهب الفقهي
تبع الدليل
الكتاب
«مدخل في دراسة التراث السياسي الإسلامي»



المؤلف
د/ حامد ربيع

تحرير وتعليق
د/ سيف الدين عبد الفتاح

الناشر
مكتبة الشرق الدولية– القاهرة– 2007 م






صدر حديثًا كتاب «مدخل في دراسة التراث السياسي الإسلامي» للدكتور حامد عبد الله ربيع، وقام بتحريره والتعليق عليه الدكتور سيف الدين عبد الفتاح أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة.
وقبل استعراض الكتاب نودّ أن نعرّف القارئ بالدكتور حامد ربيع؛ حيث إنه أحد الأعلام في الفكر السياسي الإسلامي، وهو من روّاد الدراسات الإسرائيلية والصهيونية، ومن أوائل من أدخلوا دراسة الصهيونية في الجامعات العربية حيث كان مهتمًا بدراسة إسرائيل وجذور ارتباطها بالصهيونية وبالفكر الصهيوني والعلاقة بين الديمقراطية البرلمانية داخل إسرائيل وعنصرية الدولة من حيث التميز بين العرب واليهود، وبين اليهود الشرقيين والغربيين، والقدرة التي تتميز بها إسرائيل في تصدير مشكلاتها الداخلية إلى محيطها الإقليمي، كذلك المزج الإسرائيلي بين الاشتراكية والرأسمالية والمزج بين القومية والدينية وبين العلمانية واليهودية.
وترك تراثًا ضخمًا يحاول قسم العلوم السياسية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة بعثه للجيل الجديد تحت مشروع إحياء تراث الرواد، ومن مؤلفاته:
«الثقافة العربية بين الغزو الصهيوني وإرادة التكامل القومي»، «نحو ثورة القرن الواحد والعشرين»، «الإسلام والقوى الدولية» ، «التجديد الفكري للتراث الإسلامي وعملية إحياء الوعي القومي» ، «نظرية الأمن القومي العربي» ، «اتفاقية كامب ديفيد قصة حوار بين الثعلب والذئب».
تخرج حامد ربيع في كلية الحقوق جامعة القاهرة 1364هـ / 1945م، وحصل على خمس دكتوراه، اثنين من باريس وثلاث من روما. لم ينبهر بالحضارة الغربية انبهارا يمنعه من اكتشاف جوهر الإسلام وحضارته.
وقد توفى حامد ربيع في القاهرة في 8 صفر 1410هـ -10 سبتمبر 1989، وهو يهم بكتابة مقاله الحادي عشر في سلسلة مقالاته "مصر والحرب القادمة" حيث جاءت وفاته في ظروف غامضة، وقد تحدث البعض عن وجود شبهة في وفاته نظرًا للظروف الغامضة التي صاحبت الوفاة..
أما الكتاب «مدخل في دراسة التراث السياسي الإسلامي» فقد جاء في مجلدين بلغت عدد صفحاتها ثمانمائة صفحة...
في المجلد الأول قدّم المحرر الدكتور سيف الدين عبد الفتاح الكتاب بفصل قيّم عن إسهامات حامد ربيع في تحليل التراث السياسي الإسلامي ويصفه بأنه عالم الأمة ويرى أنه لا بدّ أن يتحول حامد ربيع إلى مؤسسة بأعماله وأفكاره وإنتاجه الفكري والبحثي، وما أحوج أمتنا إلى نفس حامد ربيع في صاغية النصوص وكتابتها وإلى قلمه وأجندته المكتملة والمتنوعة. وكان ربيع يقول: "سوف أظلّ عربيًّا".
ويرى الدكتور سيف أنه تعلم من الدكتور ربيع أن يقوم بتجديد المفاهيم ولا يستهين بذلك ولا يهوِّن منه، وكذلك تعلم منه المنهج أيضًا، فقد علّمه كيف يصوغ نصًا حرًّا، ويرى أن النص الحرّ انتماء للأمة وولاء لأصولها.. الأمة مقصد وقبلة.. إنها أمتي التي تتسم بخصائص وتختص بدور ويرى أن النصّ الحرّ دافع ورافع، دافع للفعل ورافع للفاعلية، والفاعلية مقاومة وتحدٍ وكفاح وعزة.. تجديد وإحياء..
يتناول المجلد الأول التعريفات والمصادر والمناهج؛ ففي مقدمة الدكتور ربيع يقارن بين التراث الإسلامي السياسي والتراث الإنساني..
ويبين أن التراث الإنساني قد عرف خمسة نماذج حضارية من حيث دلالتها السياسية وهى:
النموذج الأول ينبع من الخبرة اليونانية (المدينة الدولة) والنموذج الروماني (السلطة والسيادة) والمفهوم الفارسي (يقدم إطارًا أكثر اتساعًا للنماذج السياسية يدور حول عدم قدرة الحركة النظامية على اكتشاف متغير العنصر الدين بالمعنى الضيق بوصفة أحد مقومات تنظيم العلاقة بين الحاكم والمحكوم).
ثم يأتي النموذج الكاثوليكي في قلب العصور الوسطى وبصفة خاصة خلال القرنين الحادي عشر والثاني عشر، ثم يبرز النموذج الخامس كردّ فعل طبيعي للنموذج الكاثوليكي الدولة القومية...
بعد ذلك يبين الدكتور ربيع خصائص العلاقة السياسية في التراث الإسلامي ويوضح أنها علاقة مباشرة بين الحاكم والمحكوم لا تعرف الوسيط، وهى علاقة تابعة تنبع من مفهوم العلاقة الدينية وتتحدد بها:
علاقة المسلم بالكتاب وتعاليمه هي التي تحدّد خصائص العلاقة السياسية، كما أنها علاقة كفاحية أي أن مفهوم الدعوة ونشر تعاليم الإسلام الذي ينبع من طبيعة العلاقة الدينية يفرض على المسلم الدفاع المثالية الحركية ويجمع الأدوات والوسائل, أيضًا هي علاقة مطلقة لا تعرف التمييز ولا التنوع الطبقي...
ويلخص الدكتور ربيع خصائص العلاقة السياسية في التراث الإسلامي حول مفهوم واحد وهو البساطة.
كما خصّص الفصل الأول للتعريفات فعرّف التراث والفكر والفلسفة والنداء الحركي والنظرية السياسية.
أما الفصل الثاني فتناول التراث السياسي الإسلامي مصادره ونماذجه الحضارية فتحدث عن مصادر الفكر السياسي الإسلامي والعلاقة بين الظاهرة الدينية والظاهرة السياسية، وكذلك استراتيجية التعامل الدولي في تقاليد الممارسة الإسلامية..
أما الفصل الثالث فخصّصه للتميز بين الوظائف الثلاث للتراث الفكري السياسي الإسلامي وهي التاريخية والتنظيرية والحركية، كما بحث الوظيفة التنظيرية للتراث السياسي الإسلامي وعلاقتها بالنظرية السياسية، وهي نظرية القيم كذلك بيّن الأبعاد المنهجية للتراث السياسي الإسلامي وتحليل الظاهرة السياسية الإسلامية، وأيضًا الصعوبات المنهجية والتحديات الثقافية للباحث في مصادر الفكر السياسي الإسلامي.
المجلد الثاني جاء في ثلاثة فصول تحدث في الفصل الأول عن إسهام التراث السياسي الإسلامي في بناء المفاهيم فتحدّث عن مفاهيم التأسيس واتخذ مفهوم السياسة نموذجًا ومفاهيم العلاقات واتّخذ مفهوم الأمة والعلاقة السياسية نموذجًا ومفاهيم القيمة واتخذ مفهوم العدالة نموذجًا.
أما الفصل الثاني فقدم نماذج فكرية في التراث السياسي الإسلامي فتحدث عن فقه السياسية في فلسفة ابن خلدون الاجتماعية وكذلك الفكر السياسي عند أبي حنيفة كما قدّم كتاب الحكمة السياسية متمثلاً في كتاب «سلوك المالك في تدبير الممالك» لشهاب الدين ابن أبي الربيع، وتحدث الفصل الثالث عن إحياء التراث السياسي الإسلامي وعملية التجديد.
ويعدّ الكتاب مرجعًا هامًا صالحًا للتدريس على طلاب العلوم السياسية في جامعاتنا العربية والإسلامية..
http://www.islamtoday.net/nawafeth/artshow-100-11173.htm
 

أبو الحارث البقمي

:: مطـًـلع ::
إنضم
16 أبريل 2009
المشاركات
102
التخصص
السياسة الشرعية والقضاء
المدينة
الرياض
المذهب الفقهي
تبع الدليل
حامد ربيع ... من أعلام الفكر السياسي الإسلامي
محمد سيد بركة
6 - 9 - 2008



يُعَدُّ الدكتور حامد ربيع أحد الأعلام في الفكر السياسي الإسلامي، وهو من روَّاد الدراسات الاستراتيجية في عالمنا الإسلامي، كما يُعدُّ أيضًا من رواد الدراسات الإسرائيلية والصهيونية، فهو من أوائل من أدخلوا دراسة الصهيونية في الجامعات العربية، حيث كان مهتمًّا بدراسة إسرائيل وجذور ارتباطها بالصهيونية وبالفكر الصهيوني، والعلاقة بين الديمقراطية البرلمانية داخل إسرائيل وعنصرية الدولة من حيث التميز بين العرب واليهود، وبين اليهود الشرقيين والغربيين، والقدرة التي تتميز بها إسرائيل في تصدير مشكلاتها الداخلية إلى محيطها الإقليمي، كذلك المزج الإسرائيلي بين الاشتراكية والرأسمالية، والمزج بين القومية والدينية، وبين العلمانية واليهودية.


ولد حامد عبد الله ربيع بالقاهرة في (ذي القعدة 1343هـ / إبريل 1925م)، وبعد أن أنهى تعليمه الثانوي التحق بكلية الحقوق جامعة القاهرة وتخرج منها سنة (1364هـ /1945م)، ثم التحق بسلك النيابة، لكنه لم يستمر فيه طويلًا؛ حيث كان مغرمًا بالعلم، ويحكي عن نفسه أنه التقى في شبابه الباكر بالشيخ حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان المسلمين، وأن الشيخ رأى علامات النبوغ والنجابة ترتسم على وجهه فقال له: (اذهب يا بني، وأكمل ثقافتك، وانهل من مصادر العلم، فنحن في حاجة إلى أمثالك).


التحق بالعمل الأكاديمي في جامعة الإسكندرية، التي ابتعثته إلى الخارج للدراسة، فذهب إلى إيطاليا في (جمادى الآخرة 1367هـ / إبريل 1948م)، وظل معتكفًا في "دير سان فرانسيسكو" عشر سنوات، حيث عايش الرهبان، وتأثر بهم في الانقطاع الكامل والمجرد للعلم، وتكريس الحياة لهدف معين، وكفلت له السنوات العشر التي قضاها في ذلك الدير وفي هذا المناخ أن يتقن اللغة اللاتينية، وأن يقترب بدرجة كبيرة من الحضارة الغربية المسيحية، وأن يعقد مقارنات بين حضارته وحضارة الآخر، وأن يميز نقاط الضعف والقوة في كلتا الحضارتين، وأدرك حقيقة مهمة العالم الكفاحية المتمثلة في إرشاد أمته، وترقيتها من حالات التخلف إلى الرقي والحضارة والتمدن.


ولم ينبهر الرجل بالحضارة الغربية انبهارًا يمنعه من أن يكتشف جوهر الإسلام وحضارته، وأن يضع يده على الإطار القيمي المحدد للحركة السياسية في الحضارة الإسلامية فكرًا وممارسة، حيث لم ينكفئ على ذاته ويرفض أي انفتاح على الآخر، كما أنه لم يستلب ثقافيًّا وحضاريًّا كما حدث للكثيرين ممن ذهبوا للخارج في تلك الفترة للدراسة، بل قوَّت معايشة حامد ربيع الطويلة للحضارة الغربية حنينه لحضارته الإسلامية في عصر إشراقها وقوتها.


وقد حصل في مسيرته العلمية الطويلة على خمس رسائل دكتوراة اثنتين من باريس، وثلاث من روما، وست دبلومات في تخصصات مختلفة، حيث حصل على الدكتوراة في علم الاجتماع التاريخي مع التخصص في مجتمعات البحر المتوسط، من جامعة روما في (صفر 1370هـ/ نوفمبر 1950م)، ونال الدرجة نفسها في فلسفة القانون مع التخصص في النظرية الاجتماعية بعد عدة أشهر في (ربيع الآخر 1370هـ/ يناير 1951م).


وحصل على درجة الدكتوراة في العلوم النقابية مع التخصص في اقتصاديات العمل في (شوال 1373هـ / يونيو 1954م)، كما حصل على درجة الأستاذية في القانون الروماني في (رجب 1375هـ / فبراير 1956م)، ثم نال درجة دكتوراة الدولة في العلوم القانونية من جامعة باريس في (جمادى الآخرة 1379هـ/ ديسمبر 1959م)، ثم درجة الدكتوراة في العلوم السياسية من جامعة باريس أيضًا في (1383هـ /1963م)، ودرجة "الأجريجاسيون" من الجامعات الفرنسية.


ونظرًا لهذا الكم الكبير من رسائل الدكتوراة التي حصل عليها حامد ربيع، فقد كانت الجامعات المصرية والعربية والعالمية تطمح في أن يقوم بالتدريس فيها؛ ولذا قام بالتدريس في عدة جامعات منها: جامعة القاهرة حيث كان أستاذ كرسي النظرية السياسية بها، وكذلك جامعة باريس، وجامعات دمشق والجزائر وبغداد والكويت والإمام محمد بن سعود الإسلامية، وجامعة ميتشيجان الأمريكية.


وقد قام بإنشاء مركز الدراسات الإنمائية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، وأشرف على إنشاء المعهد الدبلوماسي التابع لوزارة الخارجية المصرية، ثم انتقل إلى العمل بمركز البحوث العربية ببغداد، حيث أقام بالعراق ما يقرب من ثماني سنوات، قبل أن يعود إلى القاهرة.


كان حامد ربيع يؤكد أن الحضارة لا تنشأ من العدم، وكان الذي يشغله موقع الفكر الإسلامي من التراكمات الحضارية في العالم، حيث إن الخبرة الحضارية الإسلامية لم تكن مغلقة على نفسها، ولكنها ملكت قدرًا من الانفتاح على الآخرين سواء في الشرق أو الغرب، وتعاملت مع كافة الحضارات في العالم، ولم تقف أمامها موقف السلبية وإنما أوجدت قنوات من الاتصال معها، ومنطق الوجود يفرض أنه لا تعامل بدون تأثير وتأثر.


وقد عرض حامد ربيع في مقدمة تحقيقه لكتاب "سلوك المالك في تدبير الممالك" لعدد من النماذج من الحضارات المختلفة من حيث دلالتها السياسية، ومن ذلك:
النموذج اليوناني: في خبرة الدولة المدنية التي ظهرت في القرن السابع حتى القرن الخامس قبل الميلاد، والصفة الرئيسة في هذه الخبرة هي الفكر المثالي المجرد على حساب الحركة السياسية، حيث قدمت نماذج فكرية في نطاق الأخلاقيات السياسية على حساب النموذج الصالح لحل مشكلات المجتمع اليوناني، وصناعة الدولة المعبرة عن حقيقة العصر وآمال الجماعة السياسية.


النموذج الروماني: وقد تعامل هذا النموذج مع السلطة والسيادة، ونلحظ فيه طغيان الحركة، والمقصود بالحركة في هذا النموذج: القوة، وتمكين مجتمع معين من فرض نفوذه وسطوته على بقية المجتمعات الأخرى، وهو تعبير عن دولة القوة في التاريخ الغربي.


النموذج الفارسي: ويقوم على اختفاء حقوق المحكوم إزاء الحاكم؛ فالمحكوم لا وجود له، والحاكم هو الإله السياسي، وبالتالي فقد كان هذا النموذج منغلقًا على نفسه، ولم يستطع أن يبني نموذج الدولة المسيطرة، ويختلف النموذج الفارسي عن النموذج الروماني في أن الفارسي أطلق سيادة الحاكم الإله، ولم يسمح للفرد بأي وجود سياسي، ولو حتى من خلال الممارسة الطبقية، أما الروماني فقد قيد من طغيان الفرد باسم القيادة الحاكمة، كما منح حقوقًا للفرد من خلال مسالك الطبقة المختارة أو أرستقراطية الدم.


النموذج الكاثوليكي: في قلب القرون الوسطى وخاصة خلال القرنين الحادي عشر والثاني عشر الميلاديين، ووصف هذا النموذج بالتعصب الديني المطلق، بما يترتب عليه من نتائج أساسها رفض التصورات المخالفة، والالتجاء إلى الطرد من الكنيسة في كل مناسبة تشعر فيها الكنيسة بالخوف أو الفشل من المواجهة.


وكان رد الفعل الطبعي على النموذج الكاثوليكي هو بروز الدولة القومية، التي تقوم على أساس سيادة الفرد، وجعل حقوق المواطن تحتل المحور الأول والأخير للوجود السياسي.


وأكد أن كلًّا من النماذج السابقة لها مميزاتها وعيوبها، وأن كلًّا من الخبرات السابقة لها وظيفتها في التراث الإنساني، وقد تساءل الرجل: أين النموذج الإسلامي من هذه التصورات الأربعة للوجود السياسي؟


وأجاب حامد ربيع نفسه عن هذا السؤال مؤكدًا على أن هناك خصائص معينة للعلاقة السياسية في النموذج الإسلامي تجعله نموذجًا مستقلًّا في التطبيق، ومن خصائص العلاقة السياسية في التراث الإسلامي:


- أنها علاقة مباشرة لا تعرف الوسيط، أي أن العلاقة بين الحاكم والمحكوم هي علاقة بين اثنين يقف كل منهما من الآخر موقف المساواة، لا تفصل أيًّا منهما عن الآخر أي عقبة اجتماعية أو نظامية.


- أنها علاقة تابعة تنبع من مفهوم العلاقة الدينية وتتحدد بها، حيث إن علاقة الإنسان المسلم بالكتاب الكريم هي التي تحدد خصائص العلاقة السياسية.


- أنها علاقة كفاحية حيث أن مفهوم الدعوة ونشر تعاليم الإسلام الذي ينبع من طبيعة العلاقة الدينية يفرض على المواطن المسلم الدفاع عن المثالية الحركية، وبجميع الأدوات والوسائل.


- أنها علاقة مطلقة لا تعرف التمييز والتنوع، والمقصود بالتنوع هنا التنوع الطبقي، أي التدرج التصاعدي، وبالتالي فالتمييز بين الحاكم والمحكوم هو تمييز وظيفي لا ينبع من متغير الانتماء، ولا من متغير الاستمرارية الوراثية.


- أنها علاقة تتسم بالبساطة فهي لم تعرف التجريد المثالي الذي عرفته الحضارة اليونانية، والتركيب النظامي الذي عرفته الحضارتان الرومانية والكاثوليكية، ولا الاستيعاب المطلق الذي عرفه نموذج الدولة القومية.


وبالتالي كان النموذج الإسلامي يعبر عن مذاق خاص يجمع بين الفكر والحركة، ويخلق توازنًا معينًا بين الحاكم والمحكوم، ولا ينسى أن السيادة هي وليدة القوة، وأن القوة هي وحدها التي تحمي الشرعية.


ويذكر حامد ربيع في مقدمة تحقيقه ودراسته لكتاب "سلوك الممالك"، التي تعد من أطول المقدمات في تحقيق الكتب ويشبهها البعض بمقدمة ابن خلدون، من أنه عقب عودته بعد رحلته العلمية الكبيرة في الخارج؛ واجه عقبات كئودًا من أجل إدخال الفكر الإسلامي إلى كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، التي يتألق فيها ـ على حد تعبيره ـ "الفكر الكنسي الكهنوتي".


حيث انتقد البعض الذي يرفض العودة إلى جذورنا في الانتماء بقوله: (إن جهالة القرن العشرين التي يتصدرها ويحمل لواءها مدَّعو الثقافة العلمية تأبى علينا أن نعود إلى تقاليدنا وتراثنا)، ثم يقول: (ولكنني أشعلها حربًا بلا هوادة ... لأنني واثق أن أمتنا لن تقف على قدميها إن لم تعد إلى تعاليم آبائنا تنهل منها رحيق القيم، وقصة البطولة، وعظمة الإنسانية المسلمة)، ثم يقول: (فهل يستطيع أولئك الذين على عاتقهم هذا الواجب أن يخرجوا سيوفهم، وأن ينضموا إلى جيش التحرير الفكري؟).


وترك تراثًا ضخمًا يحاول قسم العلوم السياسية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة بعثه للجيل الجديد تحت مشروع إحياء تراث الرواد، صدر منه كتاب «مدخل في دراسة التراث السياسي الإسلامي» للدكتور حامد عبد الله ربيع، وقام بتحريره والتعليق عليه الدكتور سيف الدين عبد الفتاح أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، وكتاب «خطابات إلى الأمة والقيادة - دور المفكر السياسي ومسئوليته المجتمعية»، وقام بتحريره وتقديمه الدكتور حامد عبد الماجد أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة.


ومن مؤلفاته أيضًا : «الثقافة العربية بين الغزو الصهيوني وإرادة التكامل القومي»، «نحو ثورة القرن الواحد والعشرين»، «الإسلام والقوى الدولية»، «التجديد الفكري للتراث الإسلامي وعملية إحياء الوعي القومي»، «نظرية الأمن القومي العربي»، «اتفاقية كامب ديفيد قصة حوار بين الثعلب والذئب».


يقول الكاتب الصحفي عصام رفعت رحمه الله: (أستاذنا العظيم الدكتور حامد ربيع‏ ...‏ هذا العالِم الجليل في السياسة والاستراتيجية، والذي هاجر من مصر وعمره‏ 14 عامًا إلى إيطاليا ليدرس ويتعلم، وحصل على ‏عدد من رسائل‏ الدكتوراة .‏..‏ وعاد إلى مصر مدرسًا للعلوم السياسية في كلية الاقتصاد عند إنشائها، ليكون واحدًا من أبرز أساتذة العلوم السياسية في مصر.


كانت للدكتور حامد ربيع مصطلحاته وتعبيراته، وأسلوبه الخاص القوي وجمله المتكاملة المركبة، وكان يسحرنا نحن طلاب السنة الأولي في كلية الاقتصاد عندما كان يُدرِّس لنا مبادئ السياسة، وكلنا ـ طلابه ـ تأثرنا به، واقتربنا منه، وتعلمنا منه الكثير،‏ وكان عطاؤه الفكري بغير حدود، ما يقوله اليوم يضيف إليه الكثير في الغد،‏كان قارئًا نهمًا، مقتنيًا مئات بل آلاف الكتب في العلوم السياسية والاستراتيجية العالمية‏.


وأذكر مرة عند عودته من زيارة للجزائر أن طلب أحد مأموري جمارك القاهرة فتح حقائبه التي كانت بصحبته،‏ وكانت المفاجأة لموظفي الجمارك أن كل ما يحمله د‏.‏ حامد ربيع هو كتب، ولا شيء آخر غير الكتب‏).


وقد توفى حامد ربيع في القاهرة في (8 صفر 1410هـ /10 سبتمبر 1989م)، وهو يهم بكتابة مقاله الحادي عشر في سلسلة مقالاته "مصر والحرب القادمة" حيث جاءت وفاته في ظروف غامضة، وقد تحدث البعض عن وجود شبهة في وفاته نظرًا للظروف الغامضة التي
صاحبت الوفاة.

http://www.shareah.com/index.php?/records/view/action/view/id/1487/
 

أبو الحارث البقمي

:: مطـًـلع ::
إنضم
16 أبريل 2009
المشاركات
102
التخصص
السياسة الشرعية والقضاء
المدينة
الرياض
المذهب الفقهي
تبع الدليل
تعريف بالمؤلف

الأستاذ الدكتور حامد عبد الله ربيع

* أستاذ ورئيس قسم العلوم السياسية، كلية الاقتصاد، جامعة القاهرة‏.‏

* أستاذ ورئيس قسم الدراسات القومية بمعهد الدراسات العربية‏.‏

* أستاذ خارجي ‏"‏بجامعات الخرطوم ـ بغداد ـ روما ـ باريس ‏"‏

له مؤلفات كثيرة نذكر منها على سبيل المثال‏:‏

1 ـ إطار الحركة السياسية في المجتمع الإسرائيلي دار الفكر العربي 1978‏.‏

2 ـ مصر تدخل عصر النفايات الذرية ـ دار الفكر العربي 1979‏.‏

3 ـ الثقافة العربية بين الغزو الصهيوني وإرادة التكامل القومي ـ دار الموقف العربي القاهرة ـ طبعة عام 1983‏.‏

4 ـ اتفاقيات كامب ديفيد ـ قصة حوار بين الثعلب والذئب ـ عمان دار الشعب عام 1980 ‏.‏ له مقالات كثيرة جدًا نذكر منها على سبيل المثال‏:‏

أ ـ سبع مقالات على التوالي نشرتها الأهرام الاقتصادي في الأعداد 733ـ 739 اعتبارًا من 31/1/1983 تحت العناوين التالية‏:‏

1 ـ احتواء العقل المصري ‏.‏

2 ـ دور المعلومات في الاستراتيجية الأمريكية ‏.‏

3 ـ تحركات السياسة الأمريكية على أرض مصر‏.‏

4 ـ ولم يتعلم الأمريكيون من أخطائهم ‏.‏

5 ـ سياسة جمع المعلومات في منطقة الشرق الأوسط‏.‏

6 ـ التوافق الإسرائيلي الأمريكي‏.‏

7 ـ الأمن المطلوب في سياسة جمع المعلومات ‏.‏

وقد نشرت في الكتاب الرابع من سلسلة كـتب نحـو وعي سياسي واستراتيجي وتاريخي تحت عنوان ‏"‏الاستعمار والصهيونية وجمع المعلومات عن مصر‏"‏، دار الوفاء للطباعة والنشر‏.‏

ب ـ مصر والحرب القادمة ـ عشر مقالات نشرتها جريدة الوفد ـ أسبوعيًا ـ تباعًا اعتبارًا من 7/6/1989 وتحت العناوين التالية‏‏:‏

1 ـ مصر والحرب القادمة‏.‏

2 ـ فلسفة إسرائيل وموقفها في منطقة الشرق الأوسط‏.‏

3 ـ هل تنجح إسرائيل في وراثة دور مصر القيادي‏.‏

4 ـ قنبلة تكتيكية ذات إشعاع محدود، يدمر الدول المحيطة بإسرائيل‏.‏

5 ـ الترسانة العسكرية الإسرائيلية الجديدة ‏.‏

6 ـ حرب توسعية لتحقيق الهيمنة الصهيونية الكاملة للمنطقة‏.‏

7 ـ السلوك العدواني الإسرائيلي‏.‏

8 ـ السلاح النووي وتطور العقيدة القتالية الإسرائيلية‏.‏

9 ـ الدول العربية تستخدم السلاح التقليدي في تدمير السلاح النووي الإسرائيلي ‏.‏


10 ـ السلاح النووي الإسرائيلي واستراتيجية المواجهة‏.‏

وقد تم نشر هذه المقالات في الكتاب الثاني ضمن سلسلة نحو وعي سياسي وتاريخي واستراتيجي، تحت عنوان ‏"‏مصر والحرب القادمة‏"‏، دار الوفاء المنصورة، جمهورية مصر العربية، 1418هـ/ 1998م‏.‏

وقد ذكر أن أ‏.‏ د‏.‏ حامد ربيع ـ رحمه الله ـ قد اغتيل على يد الصهيونية العالمية في بيته‏.‏
http://www.al-eman.com/Islamlib/viewchp.asp?BID=294&CID=3
 

محمد علي المصري

:: متابع ::
إنضم
2 فبراير 2010
المشاركات
1
التخصص
محاسبة
المدينة
القاهرة
المذهب الفقهي
بلا
رد: مدخل في دراسة التراث السياسي الإسلامي .

مشكور الاخ الكريم لكن كيف احصل على كتب د. حامد ربيع
امل الرد مح خالص الدعاء
 
أعلى