العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

في تاريخ المذهب المالكي 1 : دور النشأة.

إنضم
25 يونيو 2008
المشاركات
1,762
الإقامة
ألمانيا
الجنس
ذكر
التخصص
أصول الفقه
الدولة
ألمانيا
المدينة
مونستر
المذهب الفقهي
لا مذهب بعينه




[FONT=خط مسعد المغربي]بسم الله الرحمن الرحيم[/FONT].
المبحث الأول : تعريف المذهب .
-المذهب في اللغة(1) :
من ذهب يذهب ذهابا , أصل يدل على :
  1. المُضي .
  2. المعتقد.
-المذهب في الإصطلاح:
لما كان المذهب في اللغة مصدرا ميميا على وزن مفعل , يطلق على الذهاب ومكانه وزمانه , فقد نقل في عرف الإستعمال الفقهي إلى الأحكام التي ذهب إليها إمام من الأئمة , فجعل بذلك اسما للمسائل التي يقولها المجتهد والتي يستخرجها أتباعه من قواعده(2) .
قال العدوي : المراد بمذهبه : ما قاله هو وأصحابه على طريقته ونسب إليه مذهبا , لكونه يجري على قواعده وأصله الذي بنى عليه مذهبه"(3) , فمن المسلم أن أصحاب مالك قيدوا ما أطلق وخصصوا ما عمم من الآثار(4) , وحينما سئل أحد علماء المالكية المتأخرين "عن اختيارات المتأخرين من الفقهاء كاللخمي(478) وابن بشير (526) وغيرهما هل تحكى أقوالا في المذهب ؟..فقال : نعم يحكى قول اللخمي وغيره قولا في المذهب , كما يحكى قول من تقدم من الفقهاء قولا في المذهب"(5) , وهذا التعريف يجعل منه خضما من الآراء ..
إلا أن بعض المتأخرين حصر المذهب على ما به الفتوى من باب إطلاق الشئ على جزئه الأهم (6)..
ومن مصطلح ابن الحاجب في مختصره أنه يذكر لفظ المذهب لبيان مذهب مالك في تلك المسألة , وقد يصرح بذكر الخلاف مع قوله والمذهب , ومن قاعدته أن يأتي بلفظ المذهب إذا كانت حجة المذهب على ذلك الحكم فيها ضعف : فبذكر المسألة وينسبها للمذهب كالمتبرئ من قوة الدليل , ومن قاعدته أنه يطلق المذهب حيث يكون الحكمو منصوصا لمالك , أو يكون هو مشهور المذهب , وقد يطلقه على التخريج , وانتقد عليه إطلاق المذهب على التخريج(7).


المبحث الثاني : مراحل تطور المذهب.
وفيه ثلاث فصول :
  1. دور النشوء , 2) دور التطور , 3) دور الإستقرار.
لا يجد الباحث في كتب المؤرخين للمذهب وتطوره خطوطا واضحة المعالم لمراحل التطور في المذهب , إلا ما كان من القول بأن "أول طبقة المتأخرين في اصطلاح المذهب ابن أبي زيد(382) وأما من قبله فمتقدمون"(8) , إلا الفاحص لتاريخ تطور المذهب يجد إيجازا شديدا في هذا التقسيم..
وممن غاص في تاريخ المذهب العلامة محمد الفاضل بن عاشور في كتابه أعلام الفكر الإسلامي ص70..
ويمكن أن نقسم تاريخ المذهب إلى ثلاثة أدوار رئيسية :
الفصل الأول : دور النشوء .
وفيه مسائل :
1) المؤسس .
2) تشكل المدارس في المذهب , وفيه :
أ- البند الأول : سبب ظهور المدارس
ب-البند الثاني : مدارس المذهب .
ج-البند الثالث : أثر تعاون هذه المدارس في إثراء المذهب.
3) أهم مصنفات هذا الدور وخصائصها.
***
1) المسألة الأولى: المؤسس .
وهو مرحلة التأصيل والتأسيس , على يد المؤسس , فالإنطلاقة كانت من المدينة النبوية حيث لا صراعات عقدية ولا نزعات خارجية.."فلم يكن الوضاعون والمدلسون بالذين تنفق خزعبلاتهم بالمدينة , ولا تروج ترهاتهم , إذ كانت المدينة مكتظة بأهل العلم والأثر, هجيراهم الرواية والتحديث"(9)
وكان مالك من (مزدوجي التخصص) انعقد له لواء الحديث ولواء الفقه , وقد نقل ر حمه الله هذه الخاصية العظيمة إلى تلاميذه , فهذا الإمام محمد بن الحسن الحنفي(189) يروي الموطأ عن مالك وهو رأس ماله في كتابه (المبسوط)(10) , وهذا الإمام الشافعي رضي الله عنه "مادة اجتهاده هو الموطأ وإنما تعقبه في بعض المواضع وخالفه في بعض ترجيح الروايات"(11) . ولم تكن طريقة أهل الرأي محبذة عند مالك فهذا أسد بن الفرات (154) وهو تلميذ علي بن زياد (183) –المتأثر بمنهج الحنفية- يأتي يسأله على طريقة أهل الرأي , فيقول مالك : سلسلة بنت سليسلة : إذا كان كذا وكذا كان كذا وكذا , إن أردت هذا فعليك بالعراق(12), وقد دون تلامذته آراؤه وحفظوها كابن وهب الذي ألف في سماعه من مالك ثلاثين كتابا(13), ويقول القرافي أن ما أملاه مالك في مذهبه نحوا من مائة وخمسين مجلدا في الأحكام الشرعية , فلا يكاد يقع فرع إلا وله فتيا (14).
ومالك ينطلق في اجتهاداته من أصول , وقد أحصاها أهل العلم فاختلفوا في عددها وهي عند أكثر أهل العلم ستة عشر أصلا (15) , إلا أن أدق إحصاء لها –كما قال العلامة أبو زهرة-هو ما ذكره القرافي رحمه الله : الكتاب والسنة والإجماع وإجماع أهل المدينة والقياس وقول الصحابي والمصلحة المرسلة والعرف والعادات وسد الذرائع والإستصحاب والإستحسان.(16)
ويعتبر اعتبار عمل أهل المدينة من أهم مميزات المذهب , واضطرب الناس في تحديد مفهومه , وذهبوا فيه مذاهب شتى , وقد حقق المراد منه الشيح حسن المشاط رحمه الله(1399هـ) إذ يقول : "فتحصل من هذا أن عمل أهل المدينة حجة عند مالك رحمه الله فيما طريقه التوقيف ولا مجال للرأي فيه" (17).


2) المسألة الثانية : تشكل المدارس في المذهب .
البند الأول : سبب ظهور المدارس :
وفي هذا الدور بدأ تتشكل مدارس المذهب –بعد وفاة الإمام- ولعل ظهورها يعود إلى ثلاثة عوامل رئيسية :
العامل الأول :
منهج الإمام الإستنباطي وأصوله فقد احتج بنوعين من السنة: الأحاديث المرفوعة. وآثار الصحابة وفتاويهم وعمل أهل المدينة وأعرافهم.
العامل الثاني :
التخصص المزدوج لإمام المذهب (حديث,فقه) جعل تلاميذه يتأثرون به فبعضهم يغلب عليه الجانب الفقهي والبعض يغلب عليه الجانب الحديثي.
وكان لهذين العاملين أثر واضح في ظهور منهجين في المذهب :
الأول : يقدم الأحاديث على العمل , وعلى رأسهم ابن الماجشون(212هـ) وابن وهب من المصريين وعبد الملك بن حبيب السلمي من الأندلسيين (338هـ).
الثاني : يرى اعتماد الأحاديث التي أيدها العمل وتقديمها , وعلى رأسهم عبد الرحمن بن القاسم وأكثر تلاميذ الإمام المصريين.
ويصور يحيى بن يحيى الليثي هذين المنهجين بقوله :" كنت آتي عبد الرحمن بن القاسم , فيقول لي : من أين يا أبا محمد؟ فأقول : من عند عبد الله بن وهب , فيقول لي : اتق الله فإن أكثر هذه الأحاديث ليس عليها العمل. ثم آتي عبد الله بن وهب , فيقول لي : من أين ؟ من عند ابن القاسم , فيقول لي : اتق الله فإن أكثر هذه المسائل رأي"(18).
أما العامل الثالث : فعامل البيئة , إذ كان في العراق منهج أهل الرأي غالبا فتأثر بهم مالكية العراق .


البند الثاني : مدارس المذهب :
1- مدرسة الحجاز:
وهي المدرسة الأم , ومثلت الإتجاه الأثري في المذهب ومثلها تلامذة مالك المدنيين .
والمدنيون مصطلح يقصد به كبار تلامذة مالك في المدينة من أمثال :عثمان بن عيسى بن كنانة(185هـ) , والأخوين : ابن الماجشون(212هـ)ومطرف بن عبد الله بن مطرف(220هـ) , عبد الله بن نافع بن الصائغ (186هـ) , محمد بن سلمة(216هـ) , ونظرائهم (19).
وقد تميز هذا التيار بتقديم الأحاديث النبوية على العمل وآثار الصحابة والتابعين.. وقد أيد هذا التيار من المصريين ابن وهب ومن الأندلسيين ابن حبيب.
2-مدرسة العراق:
كانت البصرة مسحرا لبداية ظهور مذهب مالك في أرض السواد على يد بعض تلامذته كعبد الرحمن بن مهدي بن حسان العنبري (198هـ) وعبد الله بن مسلمة بن قعنب (221/222هـ) وأحمد بن المعذل الملقب بالراهب, لكن المذهب لم يظهر بقوة إلا في الطبقة التالية أيام قضاء آل حماد بن زيد : وكان منهم القاضي إسماعيل أحد الذين شُهد لهم بالإجتهاد بعد مالك, قال الباجي :(ولم تحصل هذه الدرجة بعد مالك إلا لإسماعيل القاضي) (20).
وهذه المدرسة تميل إلى التحليل المنطقي للصور الفقهية , والإستدلال الأصولي. ومن أبرز رجالات هذه المدرسة –والذين كان لهم تأثير واضح- : القاضي إسماعيل , والقاضي أبو الحسن بن القصار (398هـ) , والقاضي عبد الوهاب (422هـ) وعبد الله بن الحسين (ابن الجلاب) (378هـ) والشيخ أبو بكر الأبهري (375هـ)..
وقد انقطعت هذه المدرسة بحدود 452هـ وهي سنة وفاة الإمام أبو الفضل بن عمروس , آخر فقهاء المالكية ببغداد.
3- المدرسة المصرية:
احتلت مركز القيادة بين المدارس المالكية بزعامة ابن القاسم , واعتمدها مدرسة إفريقية والأندلس اعتمادا كليا , كما كانت سماعات ابن عبد الحكم ومروياته عن مالك واشهب وابن القاسم ذات حظوة عند المدرسة العراقية شاركتها فيها مدونة ابن القاسم / سحنون.
وتعتبرهذه المدرسة رائدة منهج اعتماد العمل إلى جانب الحديث , خلافا للمنهج الحجازي , وهذا المنهج المصري هو الذي ساد المذهب المالكي وتبنته أكثرية مدارس المذهب.
4-المدرسة المغربية :
كان المذهب السائد في المغرب وتونس , مذهب الإمام النعمان , إلى أن دخل علي بن زياد وابن اشرس..وبعدهما أسد بن الفرات وغيره فبدا المذهب في الإنتشار إلى أن جاء سحنون فغلب المذهب في أيامه..
وما المدونة إلا نتيجة تعاون المدرسة المصرية والقيروانية , فقد أملاها ابن القاسم بمبادرة اسد وتدقيق سحنون وتولت المدرسة التونسية ضمان الحياة لها بنشرها وتدريسها... وأهم مميزات هذه المدرسة –التونسية/ القيروانية- الحرص على تصحيح الروايات وبيان وجوه الإحتمالات وضبط الحروف على حسب ما يقع في السماع وتتبع الآثار ..21
ورغم تأخر ظهور هذا الفرع إلا انه سيصبح فيما بعد : الممثل للمذهب المالكي في المغرب العربي عامة والأندلس خاصة. وقد تعرض هذا الجناح لهزات كبيرة وعديدة , لكنه صمد أمامها , وهي في غالبها هزات سياسية..
والعلماء المغاربة في اصطلاح المتأخرين : ابن أبي زيد القيرواني , وابو الحسن علي بن محمد بن خلف المعافري (ابن القابسي) (403هـ) , وابو بكر محمد بن محمد بن وشاح (ابن اللباد) (333هـ) , والباجي , واللخمي , وأبو القاسم عبد الرحمن بن محرز (450هـ), وابن عبد البر (463هـ) وأبوالوليد بن رشد الجد (520هـ) , وأبو بكر بن العربي (543هـ) , والقاضي سند بن عنان بن إبراهيم (أبو علي) (541هـ)
5- مدرسة الأندلس:
مؤسسها زياد بن عبد الرحمن الملقب بشبطون (193هـ وقيل غيرها) وأول من أدخل المطأ إلى الأندلس , وكان له تلميذ كان له الفضل في تثبيت المذهب بالأنلس وهو يحيى بن يخيى الليثي مستشار الأمير عبد الرحمن بن الحكم. ولا فرق بين هذه المدرسة والمدرسة المغربية بل هي امتداد لها , خاصة أن عددا من علماء الأندلس هاجروا إلى المغرب.


البند الثالث :أثر هذه المدارس في تطور المذهب.
تتلمذ على ابن زياد في القيروان الإمام أسد بن الفرات , فأراد الإستزادة فرحل إلى المدينة حيث سمع من مالك , ثم رحل إلى العراق ودرس على أبي يوسف القاضي , واختص بمحمد بن الحسن ملازما له , حتى إذا أدرك من مذهبهما بغيته عاد إلى مصر يعد وفاة مالك , فعرض على ابن القاسم "مشروعا علميا" بأن يجيب على اختيارت أبي حنيفة ومذاهبه بما سمعه من مالك أو بما يراه إن تعذر السماع , فظهر أول كتاب فقهي في المذهب بعد الموطأ سماه أسد باسم (الأسدية) جمعت بين المنهج العراقي في تفصيل المسائل وطبق عليها المذهب المالكي في مسائل الأحكام.(22) ولأن مالكا كان عازفا عن منهج الحنفية وكذا طلبته فلم تلق الأسدية قبولا بل قال الناس : جئتنا بأخال , وأحسب , وتركت الآثار , وما عليه السلف"(23).
على أن سحنونا لاحظ فيها آراء تخالف ما عليه الفتيا , فرجع بها إلى ابن القاسم مقترحا عليه إعادة النظر والتصحيح والترجيح , وبذلك رد سحنون الفقه المالكي إلى طريقته المدنية الأولى : فقها ومنهجا , مع الحفاظ على ما أفاده أسد من منهج أهل العراق.
وبهذا الثلاثي : أُلفت أكثر الكتب اعتمادا في المذهب , وأصبح ابن القاسم وسحنون حجري الزاوية في المذهب , ولذلك قيل : إنهما مهندسا المذهب.
وفي المقابل : فقد أثرت المدرسة المصرية في العراقية من خلال مؤلفات ابن عبد الحكم , فقد روى الأبهري –وهو عراقي- سماع ابن عبد الحكم المصري وقرأ مختصره خمسمائة مرة والأسدية خمسا وسبعين مرة(24).
وكذلك في المدرسة الأندلسية حيث أضحى قول ابن القاسم هو الذي يحكم به في محاكم قرطبة (25) , بل ما خالفوا رأي ابن القاسم إلا في ثماني عشرة مسألة فقط , مخالفين رأي مالك في أربع مسائل فقط (26).


المسألة الثالثة : أهم مصنفات هذا الدور وخصائصها.
إن عامة الكتب المشهورة في هذا الدور لا تعدو كونها سماعات ومرويات الطلبة من الإمام مالك , وقد يضاف إليها الآراء الشخصية والترجيحات والإستنباطات , ولا يخرج عن هذا الطابع إلا كتاب المؤسس وهو الموطأ.
وفيما يلي عرض لأهم تلك الكتب :
  1. الموطأ :
يقول الإمام مالك في سبب تأليفه للموطأ : "لقيني أبو جعفر المنصور –يعني في الحج- فقال : إنه لم يبق للناس عالم غيري وغيرك . فأما أنا فقد شُغلت بالسياسة , واما أنت فضع للناس كتابا في السنة والفقه : تجنب فيه رخص ابن عباس , وتشديدات ابن عمر , وشواذ ابن مسعود , ووطئه توطئا . قال مالك : فعلمني كيفية التأليف"(27).
ومن أسباب اختيار مالك لهذا الإسم (الموطأ) : أنه كتاب قد صنفه رحمه الله ووطأه للناس , كما أنه قد واطأه عليه فقهاء المدينة بعد عرضه عليهم.
وقد بوبه رحمه الله فأحسن تبويبه وترتيبه وجمع فيه بين الفقه والحديث .
ويمكن حصر عناصر مادته العلمية فيما يلي :
  1. أحاديث مرفوعة.
  2. أحاديث مرسلة.
  3. أخبار منقطعة.
  4. البلاغات : وهي قول الإمام (بلغني أن رسول الله قال ..).
  5. أقوال الصحابة والتابعين الفقهاء.
  6. استنباطات الإمام المستندة إلى العمل أو القياس أو قواعد الشرع0
وقد روي الموطأ بروايات متعددة تزيد على الثلاثين لكثرة تلاميذ الإمام وأكبرها رواية القعنبي(28), واشتهر بين المالكية رواية يحيى بن يحيى الليثي وبين الحنفية رواية محمد بن الحسن الشيباني. 2
-كتاب خير من زنته : لعلي بن زياد التونسي العبسي (183هـ).
كان علي أول من ألف كتابا في مسائل الفقه والفتاوى التي تكلم بها مالك بن أنس سماه (خير من ونته)(29) , وقد كان مائلا –كما سبق وقلتُ- إلى طريقة الحنفية في التاصيل والتحليل , فأثر ذلك على منهجه الفقهي وإن كان ملتزما بمذهب مالك.
2- سماع عبد الرحمن بن القاسم (191هـ) :
ضمت الأسدية/ المدونة أكثر سماعات ابن القاسم عن مالك , فقد كان يجيب بقول مالك لا يحيد عنه , حتى لو كان بلاغا بلغه.
3- كتب أبو عبد الله زياد بن عبد الرحمن (ابن شبطون) .
له كتاب (سماع زياد) : وهو كتاب في فتاوى مالك , وكتاب الجامع في الفقه.
4- كتب أشهب بن عبد العزيز (204هـ).
له :
-سماعاته : وعددها عشرون كتابا (30).
-مدونة أشهب : ألفها على نسق الأسدية , مخالفا لابن القاسم في أكثر آرائه , ولم يكن يوافق مالكا في كل ما يذهب إليه : بل كان يجتهد برأيه في القضايا التي تلقى إليه , ووما يؤيد هذا ما حدث لما "جلس أشهب يوما بمكة إلى ابن القاسم , فسأله رجل بمكة , فتكلم فيها عبد الرحمن , فمعر له اشهب وجهه , وقال : ليس كذلك , ثم أخذ يفسرها , ويحتج فيها . فقال ابن القاسم : الشيخ يقوله –عافاك الله- يعني مالكا . فقال أشهب : لو قاله ستين مرة"(31).
5- كتب عيسى بن دينار (212هـ).
له :
-الهداية أو الهدية: من أجمع الكتب للمعاني الفقهية على المذهب وأرفعها, وقد عد ابن حزم هذا الكتاب من مفاخر الأندلس في رسالته المشهورة.
6- كتب عبد الملك بن الماجشون (212هـ).
لابن الماجشون –كما سبق – منهج فقهي متميز يعتمد على الأحاديث وإن خالف ما عليه العمل , وقد رويت أراؤه في الفقه في واضحة ابن حبيب , وأول من أدخل منهج ابن الماجشون للقيروان : حماد بن يحيى السجلماسي تلميذ سحنون (32). له سماعات , ومؤلف في الفقه.


7- مختصرات عبد الله بن عبد الحكم بن أعين (214هـ).
له ثلاث مختصرات جمع فيها سماعاته من مالك وكبار أصحابه , :
  1. المختصر الكبير : اختصر فيه سماعاته عن أشهب وغيره.
  2. المختصر الأوسط : وفيه أربعة آلاف مسألة , وقد اقتبس منه ابن أبي زيد في نوادره.
  3. المختصر الصغير: يحتوي على ألف ومائتي مسألة , وقد قصره على علم الموطأ , واقتبس منه ابن أبي زيد في نوادره.
8- كتب عبد الملك بن حبيب السلمي (238/ 239هـ).
كان من المناصرين لمنهج ابن الماجشون , ألف كتبا حسانا من اشهرها الواضحة : ومنهجه فيها أنه يأتي بالترجمة ويورد أحاديث بسنده ثم يتكلم عقب الحديث بشرح الغريب وفقه الحديث. كما تميزت الواضحة بعرضها للخلاف المذهبي وأقوال الفقهاء المالكية...وهي ثاني أمهات الفقه المالكي.
ويعتبر ابن حبيب أشهر الممثلين للخط المدني في بيئة أندلسية ذات توجه مصري.
9- مدونة سحنون (240هـ).
أصبح اسم (المدونة) علما على الصيغة الأخيرة المنقحة المهذبة لما عرف من قبل بالأسدية , أو مدونة أسد , والصيغة الجديدة هي التي تلقاها سحنون من القاسم. وهي أولى أمهات الفقه المالكي.
ولا يشك أحد في ان الفضل لا يتعدى أسدا في أسبقيته للتفكير في صياغة منهج فقهي جديد , يمزج بين منهج العراقيين الفرضي ومنهج الحجاز الأثري , وقد عورض معارضة شديدة يلخص الشيخ محمد الفاضل بن عاشور السباب في سببين :
الأول : تداخل المذهبين أدى إلى وقوع أخلال جاءت قادحة فيما يطلب في كتب الأحكام من الصحة المطلقة.
الثاني : اعتاد الفقهاء بناء الفقه على الأحاديث والآثار, وهي غير الطريق التي جاء بها أسد (أرى – أخال – أحسب..).
10- المستخرجة من الأسمعة (العتبية) : لمحمد بن أحمد العتبي (255هـ).
وهي عبارة عن حصر شامل لمعلومات فقهية يرجع معظمها لابن القاسم العتقي عن مالك بن أنس , وهي برواية من جاؤوا بعده مباشرة , كما أنها تحتوي على آراء تلاميذ مالك (33) , وقد اختُلف فيها قبولا ورفضا بين مالكية الوقت لإكثار صاحبها من المسائل الشاذة والغريبة والروايات المطروحة..
ولولا ابن رشد لما بقي للعتبية مجال في الساحة العلمية , ذلك أنه قام بعملية نقدية في كتاب أسماه "البيان و التحصيل" , فأصبحت المستخرجة خيرا وبركة.
وهي ثالثة الأمهات .
11- ثمانية أبي زيد : لعبد الرحمن بن إبراهيم بن عيسى , ويعرف بابن تارك الفرس (258هـ).
كان رحمه الله مناصرا لخط ابن حبيب وابن الماجشون المدني , ألف ثمانية كتب جمع فيها أسئلته لمشايخه المدنيين . وقد حفظ الباجي في المنتقى كثيرا من الإقتباسات الفقهية من الثمانيات.
12-الموازية : لمحمد بن إبراهيم المعروف بابن المواز (269هـ).
كانت الموازية أشهر كتاب فقهي إبان القرن الرابع الهجري في شمال إفريقيا , وتتميز بالقصد إلى بناء فروع أصحاب المذهب على أصولهم, وهو منهج لم يُسبق إليه إذ كان الغالب جمع الروايات فقط. وهي رابع الأمهات.


فصل : الكتب المعتمدة المشهورة في هذه الفترة.
اجتبى علماء المالكية أربعة كتب أطلقوا عليها اسم (الأمهات). وهي :
1-المدونة : مصرية \قيروانية.
2– الواضحة : أندلسية.
3-العتبية : أندلسية.
4– الموازية : مصرية.
ثم عندهم (الدواوين) وهي الأمهات السابقة , ويضيفون إليها :
  1. المختلطة : وهي المدونة نفسها لكن قبل مرحلة تحقيق ومراجعة سحنون.
  2. المجموعة : لابن عبدوس وهي خامسة الدواوين.وهي : تونسية \قيروانية
  3. المبسوط : سادس الدواوين , ومنه تعرف طريقة العراقيين في التأليف والفقه, وقد أفاد منها الباجي وابن أبي زيد في النوادر.وهو عراقي التأليف والمنهج.
على ان المدرسة العراقية اعتمدت كتبا أخرى , واهتمت بها بالغ الإهتمام, وهي :
1- مختصرات ابن عبد الحكم : وتعتبر البنية الأساسية –عند العراقيين-إلى جانب الموطأ في الإجتهاد والترجيح.



1 - مقاييس اللغة , لسان العرب : مادة (ذهب) .

2 - الإختلاف الفقهي في المذهب المالكي , لعبد العزيز الخليفي ص43

3- حاشية علي بن أحمد العدوي على الخرشي 1/ 35.

4- الفواكه الدواني 1\24.

5- أبو العباس أحمد بن أحمد الغبريني , عنوان الدراية ص100-101.

6- مواهب الجليل 1\24 – حاشية العدوي 1\34-35 – الفواكه الدواني 1\23.

7 - الإختلاف في المذهب المالكي لناصر الخليفي ص 47.

8- محمد بن عرفة الدسوقي , حاشية الدسوقي على الشرح الكبير 1\26.

9- محمد الطاهر بن عاشور , كشف المغطى من المعاني والألفاظ الواقعة في الموطأ ص8

10- تسهيل دراية الموطأ ص23-24.

11- تسهيل دراية الموطأ ص23.

12- ترتيب المدارك (1\190-191) , (3\292).

13- ترتيب المدارك 3\242.

14- الذخيرة 1\33.

15- التسولي : البهجة في شرح التحفة 2\133 – الجواهر الثمينة في بيان أدلة عالم المدينة ص115.

16- الإمام مالك , لأبي زهرة ص 218.

17- الجواهر الثمينة 212- 213.

18- ترتيب المدارك 3\387.

19- مواهب الجليل 1/ 40.

20- ترتيب المدارك 4/ 282.

21- أزهار الرياض 3/ 22.

22- الصراع المذهبي بافريقية لعبد العزيز المجدوب ص51.أعلام الفكر الإسلامي ص27.

23- ترتيب المدارك 3/ 298.

24- ترتيب المدارك 6/ 186.

25- نفح الطيب 4/ 202.

26- اصطلاح المذهب المالكي ص88

27- الفكر السامي 1\336.

28- تنوير الحوالك ص 9.

29- ترتيب المدارك (1\80-81).

30- ترتيب المدارك 3\264.

31- السابق 3\266.

32- دراسات في مصادر الفقه المالكي ص183.

33- دراسات في مصادر الفقه المالكي ص118.
 
إنضم
25 يونيو 2008
المشاركات
1,762
الإقامة
ألمانيا
الجنس
ذكر
التخصص
أصول الفقه
الدولة
ألمانيا
المدينة
مونستر
المذهب الفقهي
لا مذهب بعينه
يتبع ...

علما أنني أعتمد أساسا على كتابين هما : اصطلاح المذهب المالكي , وكتاب : الإختلاف الفقهي في المذهب المالكي.
 
إنضم
29 أكتوبر 2007
المشاركات
9,059
الكنية
أبو فراس
التخصص
فقه
المدينة
جدة
المذهب الفقهي
مدرسة ابن تيمية الحنبلية لذا فالمذهب عندنا شيء والراجح شيء آخر تماماً!.

طليعة العلم

:: فريق طالبات العلم ::
إنضم
25 أبريل 2010
المشاركات
670
التخصص
فقه
المدينة
في السعودية
المذهب الفقهي
حنبلي
الأخ عبدالرحمن
تابع فأنا بانتظار الباقي
فلدي بحث عن المذهب المالكي
وأهم المحاور المطلوبة في البحث هي :
نشأة المذهب ، والتعريف بالامام مالك
شيوخه وتلاميذه ، وأصول المذهب وطريقته في الاستنباط
وأهم المصادر العلمية للمذهب والتعريف بها
خصائص المذهب ومصطلحاته الفقهية
وأماكن وجود المذهب في عصرنا
فأرجو أن تساعدني في ذلك
وجزاكم الله خيرا
 
أعلى