العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

الاستمطار وحكمه .

أبو عبيدة الغامدي

:: مخالف لميثاق التسجيل ::
إنضم
6 فبراير 2009
المشاركات
46
التخصص
إسلامية
المدينة
بيشة
المذهب الفقهي
حنبلي
بسم الله الرحمن الرحيم
الاستمطار وحكمه .
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد :
فإن محاولة الاستمطار محاولة ليست بالقديمة جدا ،ولو أن عندي تحفظ حتى على كلمة الاستمطار لأن الاستمطار معناه الحقيقي والشرعي طلب المطر من الله سبحانه وحده لاغير ، وأنا أسمي هذه العملية محاولة إسقاط المطر من السحب الموجودة في السماء،وهم يقصدون من وراء ذلك :
1-تعجيل هطول الأمطار .
2-زيادة هطولها عن الشكل الطبيعي .
وأما طرقهم وحيلهم في ذلك فهي تعتمد على أمور من أهمها :
1-رش السحب بواسطة الطائرات برذاذ الماء ليعمل على تشبع الهواء وسرعة تكثف بخار الماء لإسقاط المطر ومع ذلك فهذه العملية تحتاج من الماء بحجم ما يسقط من المطر!!
2-قذف فتات الثلج الجاف الذي يسمى (بلورات أو ثاني أكسيد الكربون المتجمد ) ليعمل أيضا على التحام قطرات الماء التي تكون في السحب وتسقط بشكل طبيعي وهي أيضا تحتاج من الثلج بحجم ما ينزل من الثلج أو المطر.
3-رش السحب بما يسمى أيود الفضة والذي يرمز له بـ (AgJ) بواسطة طائرات عملاقة تقذفه في تيارات هوائية صاعدة لمناطق وجود السحب ، ويعد أيود الفضة من أفضل المواد التي تعمل على تجمع جزيئات الماء لكنها عملية مكلفة جدا وهذه المادة قليلة الوجود أيضا.
4-الرمي من الأرض بواسطة مدافع كبيرة وقوية جدا ، إما بالمواد المذكورة أو بغيرها مما يتاح من التقدم التقني.
الحكم الشرعي
أما عن الحكم الشرعي لما يسمى بالاستمطار أو تلقيح السحب فالذي يظهر لي التحريم وعدم الجواز وذلك للأمور التالية :
1-ظن كثير من الناس أن البشر قادرون على التصرف في الكون في كل أحواله.
2-عدم التوكل التام على الله عز وجل .
3-الاعتماد على غير الله عز وجل .
حتى إنني سمعت وقرأت أن كثير من الناس قالوا إن هذه الأمطار التي جاءت في الآونة الأخيرة (إنما كانت بفضل الاستمطار) فسبحان الله ما أقبح الجرأة على الله عز وجل . وهذا عندي يصل إلى درجة الكفر وسأذكر الدليل على ذلك ، ونحن نبرأ إلى الله عز وجل ونقول بكل صراحة ووضوح (بل مطرنا بفضل الله ورحمته سبحانه )وبهذا يرى كثير من المنصفين والباحثين في هذا المجال أنه لا فائدة من الاستمطار بل إنه يجر كثير من الويلات والمشكلات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية ناهيك عما يذكره علماء البيئة من المضار لهذا العمل ولربما كان له أثر سيئ على النبات والحيوان ، وهناك أيضا عقبات وصعوبات في تقييم النتائج لأن ذلك يعتمد على الأحوال الجوية وسرعة الرياح أو توقفه وأن هذا المطر قد ينزل دفعة واحدة فيدمر أكثر مما ينفع وكذلك البرد والثلج قد ينزل منه مجموعات كبيرة جدا فتدمر وتخرب بدلًا أن تنفع وأيضا فإن السحب تسير ولا تقف فقد يريدون المطر في مدينة معينة فيكون في مدينة أخرى أو حتى دولة أخرى فإنه لا يتحكم في هذا إلا الله وحده ، ثم إن علماء البيئة صرحوا أكثر من مرة أن النتائج كانت سلبية ولم تتم عملية واحدة تماما 100% وإليك أيها القارئ الكريم بعض الأدلة التي رأينا من خلالها التحريم.
الأدلة الشرعية من الكتاب والسنة
قال تعالى(وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ) الحجر21
قال تعالى(وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّاهُ فِي الْأَرْضِ وَإِنَّا عَلَى ذَهَابٍ بِهِ لَقَادِرُونَ ) المؤمنون 18
قال تعالى(وَالَّذِي نَزَّلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَنْشَرْنَا بِهِ بَلْدَةً مَيْتًا كَذَلِكَ تُخْرَجُونَ )الزخرف آية11
قال تعالى(إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ) لقمان 34
وقال صلى الله عليه وسلم (ما من عام بأكثر مطر من عام ولكن الله يصرفه حيث يشاء ثم قرأ (وَلَقَدْ صَرَّفْنَاهُ بَيْنَهُمْ لِيَذَّكَّرُوا فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُورًا) الفرقان آية50 والحديث صحيح اخرجه الحاكم وغيره عن ابن عباس.
وقال ابن عباس في قوله تعالى (وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ ) الواقعة 82 قال هو الاستمطار بالأنواء.
وأخرج الامام مسلم في صحيحه في باب بيان كفر من قال مطرنا بالنوء عن زيد بن خالد الجهني قال صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الصبح بالحديبية على إثر سماء كانت من الليل فلما انصرف أقبل على الناس فقال : هل تدرون ماذا قال ربكم ؟ قالوا:الله ورسوله أعلم، قال:قال أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر؛فأما من قال مطرنا بفضل الله ورحمته فذلك مؤمن بي كافر بالكواكب وأما من قال مطرنا بنوء كذا وكذا فذلك كافر بي مؤمن بالكواكب) وغير هذا من الأدلة كثير جدا.
ثم إن الأسباب الحقيقية للاستمطار هي اللجوء إلى الله والتضرع إظهار الحاجة والضعف والتخلي عن المعاصي وكثرة الاستغفار وهذا هو البديل الوحيد الصحيح الشرعي وهو الاستسقاء والتوكل على الله ، والله سبحانه وتعالى كريم وخزائنه ملأى قال تعالى (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ) الأعراف 96 وأيضا قوله تعالى (فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا* يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا* وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا ) نوح 10-12.
والله أعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
كتب هذا براءة للذمة
د.أحمد بن محمد العمودي الغامدي
رئيس مكتب الدعوة وتوعية الجاليات
وعضو المجلس البلدي في بلجرشي
[( نقلاً من موقع الشيخ : إحياء السنة )]
 
إنضم
29 أكتوبر 2007
المشاركات
9,059
الكنية
أبو فراس
التخصص
فقه
المدينة
جدة
المذهب الفقهي
مدرسة ابن تيمية الحنبلية لذا فالمذهب عندنا شيء والراجح شيء آخر تماماً!.
شكر الله لك
 
أعلى