العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

أسباب انتشار النقاب في مصر

أبو عبيدة الغامدي

:: مخالف لميثاق التسجيل ::
إنضم
6 فبراير 2009
المشاركات
46
التخصص
إسلامية
المدينة
بيشة
المذهب الفقهي
حنبلي
أسباب انتشار النقاب في مصر

اختفى الحجاب من مصر تدريجيًّا مع دعوة تحرير المرأة، وزاد انحساره بعد قيام ثورة يوليو، وفي الستينات والسبعينات لم يعد له أثر، فكانت المرأة المصرية في تلك الحقبة تسير على خطى المرأة الغربية في ملبسها ومخبرها أيضًا، وعلى أيدي فتيات الصحوة الإسلامية في أواخر السبعينات عاد الحجاب مرة أخرى وعلى استحياء ظهر النقاب أيضًا.
كان لتلك العودة ردة فعل مختلفة الأبعاد بين مؤيد ومعارض، وساخط ومرحب، ولكن التيار الجديد اكتسح؛ حتى صار الحجاب بأشكاله المتعددة هو السائد، وزاد عدد المنتقبات، في بداية الأمر كانت الفتاة المنتقبة هي فتاة جامعية، وناشطة إسلامية في مجال الدعوة، وكانت تجتهد ليوافق سلوكها مظهرها، ويصبح الالتزام الديني حجر الأساس في حياتها ككل، وانتشر وقتها شعار (الإسلام منهج حياة).
اليوم وبعد مرور نحو 30 عامًا على عودة النقاب ليغطي الوجوه المصرية مرة أخرى؛ نلاحظ زيادة كبيرة جدًّا وغير متوقعة في الإقبال على ارتدائه، مع اختلافات كثيرة في الصورة العامة عن بداياتها.
بالطبع فإن (الدافع الديني) هو السبب الرئيس لزيادة انتشار النقاب، وخاصة مع بث القنوات الدينية عبر الفضائيات، وظهور العديد من الدعاة المؤثرين، والذين صاروا هم قادة الرأي الحقيقيين وخاصة بالنسبة للمرأة، ولأن التليفزيون يصل لكل مكان؛ فقد أصبحنا نشاهد النقاب في القرى والنجوع، وفي كل المستويات التعليمية والاقتصادية، كذلك فإن التقارب والتواصل المستمر مع المجتمع السعودي من خلال الحج والعمرة، والسفر للعمل؛ أيضًا كان له دور بارز في التأثر بنموذج المرأة السعودية.
لكن السلوك الإنساني أكثر تعقيدًا من أن يتغير بفعل مؤثر واحد فقط، فهناك مؤثرات أخري، وإن كانت ثانوية، وتظهر في بعض الحالات دون غيرها؛ إلا أنها تعزز وتعضد السلوك، وتجعله يتزايد، كما أن التطبيق في حد ذاته يفرز أثارًا لا يمكن إغفالها.
السبب الأول: ظهور الجيل الثاني من بنات الصحوة الإسلامية.
ثلاثون عامًا كفيلة بظهور جيل جديد تربى في بيوت ملتزمة، فتيات السبعينات صرن أمهات لبنات في سن الشباب، وهؤلاء البنات سرن على خطى أمهاتهن، كانت الأرض معبدة والطريق ممهد أمام بنات الجيل الجديد، اللائي تفتحت عيونهن على رؤية النقاب يغطي وجوه الأم والخالة والعمة، وصار بالنسبة لهن تحصيل حاصل، وكذلك زوجات الأبناء الشباب، وهناك الكثير من الأسر المصرية الملتزمة حاليًا النقاب فيها هو القاعدة.
السبب الثاني: الهيبة والمكانة التي يمنحها النقاب.
بشكل تلقائي تعامل المرأة المنتقبة بالمزيد من الاحترام والتقدير، ويمنحها مكانة وهيبة تحفز غيرها على ارتدائه.
السبب الثالث: الاستجابة لرغبة الزوج.
حالات كثيرة تم ارتداء النقاب استجابة لرغبة الزوج، الذي يشعر أنه يقوم بحماية زائدة لزوجته، ويحافظ على خصوصيتها، وهي تستجيب لطلبه بسعادة، وتعتبره دليلًا على الحب والحماية.
السبب الرابع: تزايد الميل للاستقرار في البيت.
فشل المشروع العلماني في مصر، ولم تعد المرأة راغبة وحريصة على الوظيفة الحكومية، لأسباب عديدة: منها قلة فرص العمل، وضعف الأجور، وتمزقها بين العمل والبيت؛ ولذلك تزايد ميل الفتيات للاستقرار في البيت، وممارسة دورها الفطري كزوجة وأم وربة بيت، وخاصة بعد المعاناة والمهانة التي شهدتها الأجيال السابقة من العاملات، وبالتالي صار ارتداء النقاب يحمل في طياته اختيارها الجديد. [ المصدر مفكرة الإسلام ]
بالطبع هناك أسباب أخرى أقل أهمية، ويمكن القول أن المجتمع النسائي أعيد تشكيله وفقًا للحجاب، وأصبحت كل الخدمات المرتبطة بالمرأة تراعي ذلك (مصففات شعر للنساء فقط، قاعات أفراح منفصلة، محلات ملابس للمحجبات، أماكن ترفيه وشواطئ للمحجبات).
انتشار الحجاب والنقاب ظاهرة صحية محمودة بلاشك، ولكن مثل كل الظواهر الاجتماعية حين تتسع بشدة، وتنتشر في كافة الطبقات والمستويات؛ فإن هناك بعضًا من مظاهر الضعف تتسلل إليها، لعل أهمها أن يتحول الحجاب من عبادة إلى عادة.
ولتلافي ذلك يجب أن تتذكر المرأة دائمًا أن تغيير المظهر يسير، والأصعب هو مراقبة السلوكيات، والحرص على أن تتوافق دائمًا مع تعاليم الشريعة، والحمد لله الذي هدى المسلمات للالتزام بالزي الإسلامي، وبقي أن نتذكر جميعًا شعارنا الأول (الإسلام منهج حياة). المصدر : مفكرة الإسلام
 

المرفقات

  • _new_tantbirlosarkozy_390_310_.jpg
    _new_tantbirlosarkozy_390_310_.jpg
    32 KB · المشاهدات: 0
أعلى