يحيى رضا جاد
موقوف
- إنضم
- 17 نوفمبر 2009
- المشاركات
- 439
- التخصص
- باحث إسلامي
- المدينة
- الجيزة
- المذهب الفقهي
- مستقل
التيسير من مقاصد الشريعة, لا شك في ذلك, ومن ثم فإني أدعو العلماء والمفتين إلى التيسير ما وجد إلى ذلك سبيل قويم؛
أولاً: اتباعاً لهدي القران الكريم: "وما جعل عليكم في الدين من حرج" [الحج78], "وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين" [الأنبياء107], "يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر" [البقرة185], "يريد الله أن يخفف عنكم" [النساء28], "لا يكلف الله نفسا إلا وسعها" [البقرة286].
وثانياً: اتباعاً لهدي النبي (ص): "يسروا ولا تعسروا, بشروا ولا تنفروا" [متفق عليه], "إن هذا الدين يسر, ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه, فسددوا وقاربوا.." [رواه البخاري], "إياكم والغلو في الدين, فإنما هلك من كان قبلكم بالغلو في الدين" [رواه أحمد والنسائي وصححه الألباني], "هلك المتنطعون" [رواه مسلم], "إنما بعثتم ميسرين, ولم تبعثوا منفرين" [رواه الترمذي وصححه الألباني].
فالتيسير والتخفيف هو منهج هذا الدين الرباني القويم. ولذلك شرعت الرخص في المرض والسفر .. وأجيز تناول المحرمات عند المخمصة والضرورة .. وأبيح التيمم لمن لم يجد الماء .. ولذلك أيضاً: أنكر النبي (ص) على من تنطع وغلا, فرد علي ابن مظعون إرادته التبتل [متفق عليه] .. وأنكر على معاذ إطالته الصلاة بالناس, فقال: "أفتان أنت يا معاذ ؟! " [رواه البخاري].
فكل مسألة خرجت عن الرحمة إلى ضدها, وعن الحكمة إلى عكسها, فليست من شريعتنا في شيء. فشريعتنا حنيفية سمحة, رحمة كلها, وحكمة كلها, وعدل كلها, لأنها ظل الله في أرضه, وحكمته الدالة عليه, تراعي طاقة الإنسان وإمكانياته وظروفه.
وقد وعى ذلك الصحابة رضوان الله عليهم, فكانوا أميل إلى الأخذ بالأيسر.. حيث ارتتوا من نهر النبوة, وتربوا في مدرسة الوحي. ثم خلف بعدهم خلف كانوا أميل إلى الأأخذ بالأحوط, حتى زادت كمية الأحوطيات كلما نزلنا من عصر إلى عصر, وكثرت وتراكمت حتىلا أصبحت أشبه بالاصار والإغلال التي بعث النبي(ص) –أصلاً- ليضعها عن الناس "ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم" [الأعراف157].
ولست أعني بالتيسير أن نلوي أعناق النصوص, أو أن نجترئ على قواعد الشرع على نحو ما يفعل المتسيبون الهدامون ... بل الذي أعنيه: هو أن نضع في اعتبارنا حين نجتهد مصالح الناس وحاجاتهم التي لم ينزل الله شرعه إلا لتحقيقها على أكمل وجه.
ولله در الإمام سفيان الثوري حيث يقول: " إنما الفقه الرخصة من ثقة. وأما التشديد فيحسنه كل أحد ". [المجموع للنووي
1/42].
إن التيسير ليس يعني الانفلات من الشرع وأحكامه .. ومعارضة النصوص .. ونشر الفساد في الأرض .. بل يعني اتباع النصوص وفهمها في ضوء مقصد التيسير الكلي الذي جاءت به شريعة الإسلام
أولاً: اتباعاً لهدي القران الكريم: "وما جعل عليكم في الدين من حرج" [الحج78], "وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين" [الأنبياء107], "يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر" [البقرة185], "يريد الله أن يخفف عنكم" [النساء28], "لا يكلف الله نفسا إلا وسعها" [البقرة286].
وثانياً: اتباعاً لهدي النبي (ص): "يسروا ولا تعسروا, بشروا ولا تنفروا" [متفق عليه], "إن هذا الدين يسر, ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه, فسددوا وقاربوا.." [رواه البخاري], "إياكم والغلو في الدين, فإنما هلك من كان قبلكم بالغلو في الدين" [رواه أحمد والنسائي وصححه الألباني], "هلك المتنطعون" [رواه مسلم], "إنما بعثتم ميسرين, ولم تبعثوا منفرين" [رواه الترمذي وصححه الألباني].
فالتيسير والتخفيف هو منهج هذا الدين الرباني القويم. ولذلك شرعت الرخص في المرض والسفر .. وأجيز تناول المحرمات عند المخمصة والضرورة .. وأبيح التيمم لمن لم يجد الماء .. ولذلك أيضاً: أنكر النبي (ص) على من تنطع وغلا, فرد علي ابن مظعون إرادته التبتل [متفق عليه] .. وأنكر على معاذ إطالته الصلاة بالناس, فقال: "أفتان أنت يا معاذ ؟! " [رواه البخاري].
فكل مسألة خرجت عن الرحمة إلى ضدها, وعن الحكمة إلى عكسها, فليست من شريعتنا في شيء. فشريعتنا حنيفية سمحة, رحمة كلها, وحكمة كلها, وعدل كلها, لأنها ظل الله في أرضه, وحكمته الدالة عليه, تراعي طاقة الإنسان وإمكانياته وظروفه.
وقد وعى ذلك الصحابة رضوان الله عليهم, فكانوا أميل إلى الأخذ بالأيسر.. حيث ارتتوا من نهر النبوة, وتربوا في مدرسة الوحي. ثم خلف بعدهم خلف كانوا أميل إلى الأأخذ بالأحوط, حتى زادت كمية الأحوطيات كلما نزلنا من عصر إلى عصر, وكثرت وتراكمت حتىلا أصبحت أشبه بالاصار والإغلال التي بعث النبي(ص) –أصلاً- ليضعها عن الناس "ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم" [الأعراف157].
ولست أعني بالتيسير أن نلوي أعناق النصوص, أو أن نجترئ على قواعد الشرع على نحو ما يفعل المتسيبون الهدامون ... بل الذي أعنيه: هو أن نضع في اعتبارنا حين نجتهد مصالح الناس وحاجاتهم التي لم ينزل الله شرعه إلا لتحقيقها على أكمل وجه.
ولله در الإمام سفيان الثوري حيث يقول: " إنما الفقه الرخصة من ثقة. وأما التشديد فيحسنه كل أحد ". [المجموع للنووي
1/42].
إن التيسير ليس يعني الانفلات من الشرع وأحكامه .. ومعارضة النصوص .. ونشر الفساد في الأرض .. بل يعني اتباع النصوص وفهمها في ضوء مقصد التيسير الكلي الذي جاءت به شريعة الإسلام