العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

وسط بين طرفيـن في (هيئـات الصـلاة المسنونة)

أبوبكر بن سالم باجنيد

:: مشرف سابق ::
إنضم
13 يوليو 2009
المشاركات
2,540
التخصص
علوم
المدينة
جدة
المذهب الفقهي
الحنبلي
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبـه. أما بعد:

فمن الأمور التي وقع فيها إفراط وتفريط، وغلو وتساهل، ما يتعلق بأفعال الصلاة وهيئاتها المسنونة.

وقد يكون بعضها مستحباً عند جمع من أهل العلم، غير مستحب عند آخرين منهم.

ولذا كان التنبيه على البعد عن طرفين مذمومين:
أولهما: فريق غلا وتشدد، وحرَّم المخالفة، وحكم بالإثم على من ترك بعض هذه الهيئات على أنه ليس لهذا المتشدد فيما قال سلف يسند إليه، بل تَعْجَبُ كل العجب إذا رأيته يحكم ببطلان صلاة مخالفه، أو بابتداعـه، بل قد يهجره لذلك.

والثاني: فريق تساهل في شأنها، ومنع من أن يتباحث الناس فيها بحجة أنها ليست من المهمات، ولا ينبغي أن تنشَر حولها الكتب، ولا أن يقف عندها الفقهاء في شروحهم؛ لأن الواجب أن ننصرف إلى ما هو مهم، ولأن هذه المسائل تسبب العداوة والتفرق.

والوسط أن يقال: إن هذه المسائل من الدين، وقد جاء الشرع ببيانها، وحث على تعلمها والائتساء برسول الله -صلى الله عليه وسلم- فيها، لكن على أن نبحث هذه المسائل مقتصدين، وأن نراعيَ فيها الخلاف السائغ فنثبته ولا ننكره، ونحفظ لهذا القول مكانه ولا نحقرَه، وأن لا نعنف المخالف ولا نهجرَه، ونضع المسنونات في مكانها لا أن نحكم عليها بأحكام الفرائض، ولا أن نفرط في العمل بها وقد جاءت عن صاحب الشرع.. وليست العداوة ناجمةً عن بحث هذه المسائل وتعليمها كما يظن أولئكم، بل عن البعد عن الوسط المنشود في ذلك.

وبالله التوفيق
 
التعديل الأخير:
أعلى