العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

المباحث اللغوية المؤثرة على الآراء الفقهية

منيب العباسي

:: متخصص ::
إنضم
17 يناير 2010
المشاركات
1,204
التخصص
----
المدينة
---
المذهب الفقهي
---
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله..
أحب أن تكون هذه الصفحة موئلاً في سد هذا الباب
راجيا أن يثريها الجميع..
وأبدأ بشيء مشهور من باب الطهارة..
قال تعالى "وامسحوا برؤوسكم وأرجلكم إلى الكعبين"

قال الموفق في المغني: ( قولهم : " الباء للتبعيض " غير صحيح ، ولا يعرف أهل العربية ذلك ، قال ابن برهان : من زعم أن الباء تفيد التبعيض فقد جاء أهل اللغة بما لا يعرفونه )

قلت:جزم ابن برهان بأنها لا تأتي للتبعيض لا يحسم الخلاف كما قد يُظن, فإن الشافعي لم يفهم من الآية وجوب التعميم ,فإما أنه فهم منها التبعيض, فتنتقض دعوى ابن برهان, وإما أنه فهم منها الإلصاق ,لكن رأى أن الإجزاء حاصل بمسح جزء من الرأس بأدلة أخرى ,
لكن الراجح وجوب مسح عامة الرأس, للمشهور في معنى الباء وأنها للإلصاق ,بضميمة الهدي النبوي فلم يقتصر قط عليه الصلاة والسلام على مسح بعض رأسه إلا أن يكون لابساً عمامته فلا دلالة فيه .وهذا مهيع حسن في الترجيح حين يحتدم الخلاف أعني أن تلاحَظ السنة الفعلية فهي ترجمان القول المجمل.
 

د. أريج الجابري

:: فريق طالبات العلم ::
إنضم
13 مارس 2008
المشاركات
1,145
الكنية
أم فهد
التخصص
أصول الفقه
المدينة
مكة المكرمة
المذهب الفقهي
المذهب الحنبلي
رد: المباحث اللغوية المؤثرة على الآراء الفقهية

للفائدة..
 

محمد بن عبدالله بن محمد

:: قيم الملتقى الشافعي ::
إنضم
15 مايو 2008
المشاركات
1,245
الإقامة
المملكة العربية السعودية
الجنس
ذكر
الكنية
أبو منذر
التخصص
اللغة العربية
الدولة
المملكة العربية السعودية
المدينة
الشرقية
المذهب الفقهي
الشافعي
رد: المباحث اللغوية المؤثرة على الآراء الفقهية

أشكر لك فتح هذا الموضوع الشائق
ومن اختلافهم بسبب اختلاف الرواة في الرفع والنصب اختلافهم في قوله صلى الله عليه وسلم: (ذكاة الجنين ذكاة أمِّه)
وباب حروف المعاني باب عريض جدا، وأمثلته كثيرة
 

منيب العباسي

:: متخصص ::
إنضم
17 يناير 2010
المشاركات
1,204
التخصص
----
المدينة
---
المذهب الفقهي
---
رد: المباحث اللغوية المؤثرة على الآراء الفقهية

تفاجأت بترشيح الموضوع فجزى الله الإدارة والإخوة الكرام آدم جون دايفدسون المتخصصة الدرَة سيدي محمد ولد محمد المصطفى ولد أحمد طالبة ماجستير وأشكر الدكتورة إن شاء الله المتخصصة لإحيائها الموضوع ,فإني كتبته من قديم منذ أن التحقت بركب الفقهاء التحاق حب لا استحقاق..وإن كنت أرجو أن أنظم في سلك العلماء الربانيين يوماً..والله المستعان وعليه التكلان , وشكرا للأخ الفاضل محمد الدكتور إن شاء الله تعالى ..على مشاركته الكريمة
 

سيدي محمد ولد محمد المصطفى ولد أحمد

:: قيم الملتقى المالكي ::
إنضم
2 أكتوبر 2010
المشاركات
2,243
التخصص
الفقه المقارن
المدينة
كرو
المذهب الفقهي
مالكي
رد: المباحث اللغوية المؤثرة على الآراء الفقهية

( زادك الله حرصا ولا تَعُْدُْ ) روي بهما فعلى الضم لا تعُد لهذا الفعل وعلى السكون لا تَعْدُ في مشيك أي لا تسرع
وقد قاله النبي صلى الله عليه وسلم للصحابي الذي وجده راكعا فركع ثم دب إلى الصف
والله أعلم
 

منيب العباسي

:: متخصص ::
إنضم
17 يناير 2010
المشاركات
1,204
التخصص
----
المدينة
---
المذهب الفقهي
---
رد: المباحث اللغوية المؤثرة على الآراء الفقهية

قال الله تعالى "فاغسلوا وجوهم وأيديكم إلى المرافق"
"إلى" والخلاف في وظيفتها أي حول ما إذا كان معناها يقتضي أن يدخل ما بعدها فيما قبلها أم لا؟ كما لو قلت :
سرت من مكة المقدسة إلى المدينة المشرفة ؟ فهل تدخل المدينة في حصول سيرك بها ؟
إن دل السياق على دخول ما بعدها فيما قبلها فبها كقوله تعالى "فنظرة إلى ميسرة" أو كقول القائل :أبجّل الصحابة.. من أقلهم قدرا إلى أبي بكر الصديق, ولكن قد لا يستفاد قرينة سياقية
ففيه أقوال :-
1-فأكثر النحويين أن ما بعدها لا يدخل فيما تغيّاه القائل إنما هو حد لما قبل الغاية لا الغاية نفسها
فلو فرض أن هناك خطاً على حدود المدينة فالمعنى أن السائر بلغ هذا الحد فحسب
2-وقيل بل يدخل ما بعدها فيما قبلها فتفيد "إلى" تحقيق دخول المدينة في مراد المتكلم في حصول السير فيها
3-وثم قول فيه لطافة قال به أبو العباس المبرد النحوي وغيره وهو أن ما بعدها إذا كان من جنس ما قبلها دخل في المعنى وإلا.. فلا
وبهذا وجهوا قول الله تعالى"ثم أتموا الصيام إلى الليل"فالليل ليس من جنس النهار فخرج ..بخلاف المرفق داخل في مسمى اليد فدخل
4-وقيل دخول ما بعدها في معنى الفعل قبلها منوط بدليل في السياق أو خارجي فهي بمثابة المجمل الذي يحتاج لبيان بحسب كل موضع وذهب إليه الزمخشري وغيره..وقيل غير ذلك
هذه أشهر الأقوال وثم غيرها..فمن رأى أن ما بعدها لايدخل فيما قبلها مطلقاً ,أخرج المرافق من الوجوب
وقال به زفر من الحنفية والطبري ورواية عن مالك وذهب إليه ابن حزم وحجتهم هي هذه المسألة اللغوية أي ما تفيده "إلى" من معنى , وذهب الجمهور إلى وجوب إدخال المرافق في الغسل واستدلوا على ذلك بغير وجه منها الرد عليهم من جهة اللغة بترجيح القول (2) أو (3) ومنهم من قال بأنها بمعنى "مع" وهذا إذن معنى آخر لـ"إلى" غير منتهى ابتداء الغاية واستدلوا بنحو قول الله"ولا تأكلوا أموالهم إلى أموالكم"قالوا:أي مع أمع أموالكم..ومن سبل ردهم اللغوية أن يقولوا :إذا كان صدر الكلام وهو هنا "الأيدي" يدخل فيه ما بعد إلى (أي أن المرافق تدخل في مسمى الأيدي) فالغاية هنا لإخراج ما بعد المرافق
ومعنى كلامهم:اليد تشمل أطراف الأصابع إلى الكتف ..فحين يقول والحالة هذه"إلى المرافق" يكون التقدير :من أطراف الأصابع إلى الكتف مسقطا ما بعد الغاية وهو هنا المرافق فما فوق..
وقد يردون بأن إلى مجملة بينتها السنة .. ومن أقوى ما ورد فيه حديث مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه توضأ فغسل يديه حتى أشرع في العضد..ثم قال:هكذا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ..ولله أعلم
 
أعلى