العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

تمرين عملي على قراءة كلام أهل العلم

منيب العباسي

:: متخصص ::
إنضم
17 يناير 2010
المشاركات
1,204
التخصص
----
المدينة
---
المذهب الفقهي
---
هذا مثال يسير , ثم ماهو أجود منه ,على إحسان القراءة لكلام أهل العلم من كبار المحققين
فهؤلاء يعتنى بكلامهم على وجه يغاير كلام غيرهم ,فما أكثر حملة الفقه وما أقل الفقهاء..
ولم أتخيره ولا اقتنصته ,إنما صادفني دون تقصّ مني..فالمقصود بيان النفَس الذي ينبغي
أن تكون عليه القراءة الناقدة البصيرة لطلبة العلم ,فقد يقرا الكتاب رجلان وبين استفادتيهما
من نفس الكتاب كما بين السماء والتراب..
-------

يقول الإمام الشافعي : "وكل حديث كتبته منقطعا فقد سمعته متصلاً أو مشهورا عمن روي عنه بنقل عامة من أهل العلم يعرفونه من عامة ,ولكني كرهت وضع حديث لا أتقنه حفظا ,وغاب عني بعض كتبي وتحققت بما يعرفه أهل العلم مما حفظت فاختصرت خوف طول الكتاب فأتيت ببعض مافيه الكفاية"
من مقدمة كتابه القيّم :الرسالة
---
التعليق:-
1-استعمال الشافعي لمصطلح " المنقطع" في الحديث الذي في إسناده سقط, (وقد استعمل المقطوع أيضا في ذات المعنى ) فدل على أن هذا اللفظ المصطلحي قديم وهو أعم من استعمال بعض المتأخرين.
2-حرص الإمام على بيان أنه يعتني بصحة الأحاديث كأنه تنبأ بأحد يستدرك عليه فاستبقه وقال :إنما وضعته منقطعاً لسبب فهو متصل عندي من وجه آخر وهذا يشبه رد الإمام مسلم على اعتراض أبي زُرعة عليه أنه خرج في كتابه لأمثال قَطَن وأحمد بن عيسى فقال :إنما أدخلت من حديث أسباط وقطن وأحمد ما قد رواه الثقات عن شيوخهم إلا أنه ربما وقع إلي عنهم بارتفاع...وأصل الحديث معروف من رواية الثقات" فسوّغ عمله بطلب العالي دون النازل مادام قد صح أصله.
3-ولكن الشافعي اعتذر عن صنيعه بأمر آخر وهو كراهة الغلط بسبب عدم إتقان ضبط هذه الأحاديث وهذا من كمال عقله من وجهين ,الأول تحيزه إلى طريق السلامة دون الوقوع في التخليط فيحسب عليه والثاني تواضعه الجبلي الذي لا يشوبه من التكلف أو التصنع شيء.
4-فهو إذن لم يذكر إلا ما أتقنه ,وهذه فائدة مهمة.
5-بيان أثر الكتب في الضبط فمن يروي من كتاب لا يغلط عادة,بخلاف من يروي من حفظه فقد يهم مهما كان حافظاً.
6-بين أن كتابه مختصر وفيه فائدتان , الأولى :-
معرفة مدلول الاختصار عند السلف فمجلد بحجم كتاب الرسالة يعد مختصراً في مباحثه التي كتبت من أجله وهذا يعطيك تصورا جيدًا عن أعرافهم
والثاني:أن مسألة تطلب الاختصار مخافة الطول ليست مسألة حادثة ,بل هي في حسبان ألئك الأقدمين مع علو همتهم وأفضلية زمانهم في الجملة.
7-أنه أفصح عن الراوية مع كون الكتاب في الأصول أصالة ,فهذا بيان لمنهج هذه الحقبة في تواليفهم
وأنها معتمدة على ذكر الآثار المسندة تحت ما يناسبها من أبواب, وفيه بيان وثاقة عرى العلوم في ذياك الزمان فكتب العقيدة كتب حديث أيضا, وكذلك كتب الحديث هي كتب فقه..إلخ
8-تعبير "المشهور " في كلامه ودلالته وهو مخالف للمعنى الاصطلاحي الضيق في كتب المتأخرين.
9-ويلحظ جزالة سبك العبارات في كلامه.
10-دقته في التوصيف فقال "فأتيت ببعض مافيه الكفاية" فالكفاية أكبر مما أتى به .

فتأمل كيف اشتملت عبارة قصيرة لم أضعها على سبيل الانتقاء بل هكذا خبط عشواء ,على هذه المعاني وهي محتملة للمزيد,ولما يشرع في لب الكتاب بعد!
أظن أنه بنحو هذه القراءة لكتب أهل العلم عامة وكبار المحققين خاصة تعود بإذن الله مكتنزاً بخيرات حسان مظفراً بفوائد جمة قد يفيدك بعضها في حسم جدل كبير
والله الموفق
 

منيب العباسي

:: متخصص ::
إنضم
17 يناير 2010
المشاركات
1,204
التخصص
----
المدينة
---
المذهب الفقهي
---
ولك وجزاك خيراً على دعائك الطيب أخي المالكي
 
أعلى