كيف تقرأ لابن حزم دون أن تتلبس بشيء من حدته؟

[منيب العباسي]

من المشهور أن ينصح الفقهاء طالب العلم بعدم البداءة بقراءة كتاب المحلى لابن حزم..
لأنه يربي قارئه ولابد أن يكون ناراً مضرَمة تحرق كل مخالف بسليط القول
وتنسفه بغليظ العبارة..لاسيما من يدمن النظر فيها
وثم طريقتان للوقاية من آثار المس بحدة الإمام..فإنه في بعض الأحيان يصف مخالفيه
بعبارات تصل للمروق عن الدين..ولاسيما الحنفية..في حين سلم منه الإمام أحمد تقريبا..
لأنه أشد الأئمة عناية بالأثر..
-الطريقة الأولى..طريقة نفسية..وهي أن تضحك أو تقهقه حين تقع على هذه العبارات! مستحضراً بذلك
سيلان قلمه كالصواعق المرسلة..فيكسح كل من لاح له أنه خالف الأثر وقدم الرأي..وهذا الضحك لا على سبيل السخرية -معاذ الله- ولكن هو أمر مضحك وفيه طرافة حقاً
-والثانية..أن تدرك أن ابن حزم نفسه اعتذر عن هذه الحدة بمرض كان يعانيه في الطحال كما قال..أفسد عليه مزاجه..مع ما كان له من خصوم يحاربونه..فهذا مما يؤثر على "النفسية"..(لا يقضي القاضي حين يقضي وهو غضبان)..وتعلم كيف تعامل جماهير العلماء مع تراثه فأفادوا من علمه عرياً عن حدته
على أني لا أدعو للبرود مهما كانت المسألة محل الخلاف..فلابد من التفريق بين ما يسوغ فيه الخلاف ومالا يسوغ..ونصرة الحق واجبة..والتعصب لله ورسوله متعين..كل ذلك بالهدي النبوي ومن أخصه :الحكمة..
قد جعل الله لكل شيء قدرا

 

[عبد الرحمن بن عمر آل زعتري]

أرجو أن تنسحب هذه الأحكام -من باب العدل- على كثير من الشافعية والمالكية والحنفية !

فإذا زُعم أن التأثر بابن حزم يكون من جهة الشدة : فابن العربي أشد منه! والجصاص أكثر!

ومن جهة أخرى : فيخشى التأثر بأباطيل عند معظمين في الأصول والفقه والتفسير...​