العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

خطوط عريضة لابد منها عن أبي عيسى الترمذي وكتابه" الجامع"

إنضم
23 مارس 2008
المشاركات
677
التخصص
الحديث وعلومه
المدينة
برمنجهام
المذهب الفقهي
شافعي
خطوط عريضة لابد منها عن أبي عيسى الترمذي وكتابه" الجامع"

من الأهمية بمكان أن نكتب ولو خطوطاً عريضةً مختصرة في ملتقانا"ملتقى المذاهب الفقهية والدرسات العلمية" عن أبي عيسى الترمذي وعن كتابه " الجامع المختصر من السنن ومعرفة الصحيح والمعلول وما عليه العمل " وذلك لأهمية هذا الكتاب الذي صنفه الإمام الحافظ الناقد الفقيه أبو عيسى محمد بن عيسى الترمذي، وقد أبدع فيه لمّا أبرز الصناعتين، فجمع فيه بين الصناعة الفقهية بتمكن، والصناعة الحديثية بتمكن،فأذهل بما وضعه فيه من علم العلل والجرح والتعديل، والتصحيح والتضعيف النقاد العلماء، وأدهش بما ضمنه من المذاهب والأقوال وما عليه العمل الفقهاء النبهاء، فتحدث المحدثون كثيرا عن غزارة العلم الكثير الذي فيه، وأشاد الفقهاء بالفوائد الجمة التي حواها سفره المبارك.
رأي الإمام ابن العربي
قال عنه ابن العربي المتوفى سنة ست وأربعين وخمسمائة من هجرة من له الشرف والعز عليه الصلاة والسلام، قال هو يتحدث عن كتب الحديث في "عارضة الأحوذي"
(وليس فيهم مثل كتاب أبي عيسى حلاوة مقطع، ونفاسة منزع، وعذوبة مشرع، وفيه أربعة عشرعلمًا، وذلك أقرب إلى العمل وأسلم: أسند، وصحّح، وضعّف، وعدّد الطرق، وجرح، وعدَّل،وأسمى، وأكنى، ووصل، وقطع، وأوضح المعمول به، والمتروك، وبين اختلاف العلماء فيالرد والقبول لآثاره، وذكر اختلافهم في تأويله، وكل علم من هذه العلوم أصل في بابهوفرد في نصابه، فالقارئ له لا يزال في رياضٍ مونقة، وعلوم متفقة متسقة، وهذا شيء لايعمه إلا العلم الغزير والتوفيق الكثير، والفراغ والتدبير".
وكلام ابن العربي هنا ينبغي أن يلحظ فهو شهادةٌ ممن اعتنى بجامع الترمذي ودرسه ، وشرحه وعرف ما فيه.
رأي الإمام الشوكاني
وقال الإمام الشوكاني رحمه الله -في ترجمة الترمذي كما في" نيل الأوطار":
" وله تصانيف في علم الحديث وكتابه الجامع أحسن الكتب وأكثرها فائدة وأحكمها ترتيبًا وأقلها تكرارًا وفيه ما ليس في غيره من ذكر المذاهب ووجوه الاستدلال والإشارة إلى ما في الباب من الأحاديث وتبيين أنواع الحديث من الصحة والحسن والغرابة والضعف وفيه جرح وتعديل وفي آخره كتاب العلل قد جمع فيه فوائد حسنة"
رأي العلامة أحمد شاكر
يقول العلامة أحمد شاكركما في مقدمة تحقيقه "لجامع الترمذي" أن جامع الترمذي يمتاز بثلاثة أمور، هذه الأمور لا تجدها في شيء من كتب السنة الستة:
أولها: أنه يختصر طرق الحديث اختصارًا لطيفـًا ، فيذكر واحدًا ويومئ إلى ما عداه ، يقول الشيخ أحمد شاكر : " بعد أن يروي الترمذي حديث الباب يذكر أسماء الصحابة الذين رويت عنهم أحاديث في هذا الباب ، سواءً أكانت بمعنى الحديث الذي رواه ، أم بمعنى آخر ، أم بما يخالفه ، أم بإشارة إليه ولو من بعيد " . ولا شك أن هذا يدل على إطلاع واسع وحفظ عظيم.
ثانيـًا : أنه في أغلب أحيانه يذكر اختلاف الفقهاء وأقوالهم في المسائل الفقهية ، وكثيرًا ما يشير إلى دلائلهم ، ويذكر الأحاديث المتعارضة في المسألة ، وهذا المقصد من أعلى المقاصد وأهمها ، فإن الغاية من علوم الحديث ، تمييز الصحيح من الضعيف ، للاستدلال والاحتجاج ، ثمَّ الاتباع والعمل .
ثالثـًا : أنه يُعْنَي كل العناية في كتابه بتعليل الحديث ، فيذكر درجته من الصحة أو الضعف ، ويفصل القول في التعليل والرجال تفصيلاً جيدًا ، وبذلك صار كتابه هذا كأنه تطبيق عملي لقواعد علوم الحديث ، خصوصـًا علم العلل وصار أنفع كتاب للعالم والمتعلم ، وللمستفيد والباحث في علوم الحديث .

هذه تقدمة ذكرت فيها أمثالة لرأي جماعة من أهل العلم في جامع أبي عيسى الترمذي لا للحصر وإنما كمثال، وسنذكر نبذة مختصرة عن أبي عيسى الترمذي ثم عن منهجه، واصطلاحاته...


يتبع
 
التعديل الأخير:
إنضم
23 مارس 2008
المشاركات
677
التخصص
الحديث وعلومه
المدينة
برمنجهام
المذهب الفقهي
شافعي
إنضم
23 مارس 2008
المشاركات
677
التخصص
الحديث وعلومه
المدينة
برمنجهام
المذهب الفقهي
شافعي
من هو الترمذي ؟

هو : محمد بن عيسى بن سورة بن موسى بن الضحاك أبو عيسى السلمي الترمذي الضرير.
الإسم : محمد
الكنية: أبو عيسى
اللقب : السُّلَمي الترمذي الضرير .
أما السلمي فنسبة إلى قبيلة سُليم وهي قبيلة عربية، ولكن هل النسبة إليهم نسبة ولاء أوأنه صليبة منهم، لا يوجد دليل على هذا أو ذاك، فلذا لا يُجزم بذا أو ذاك.
وأما الترمذي فهي نسبة إلى ترمذ، وهي : مدينة تقع اليوم في أفغانستان .
وأما الضرير فلأنه أضر في كبره بعد رحلته للعلم كما قال الحافظ الذهبي في سير أعلام النبلاء(13/270)

سنة ولادته : ولد عليه رحمة الله تقريباً سنة ميئين وتسعة للهجرة(209هـ) وتوفي سنة متين تسعة وسبعين(279) يعني عاش سبعين سنة.، قلنا تقريباً لأنه لايوجد دليل يحدد بالضبط سنة ولادته كما ذكر الشيخ الحميد في "مناهج المحدثين" وإنما استحرجوا تحديد سنة الولادة من قول من ترجم له وقد ناهز السبعين وبناء عليه قالوا سنة 209هـ تقريباً.
رحلاته إلى مختلف البلدان
من تتبع تراجم أهل الحديث وحفاظ السنة لاسيما أصحاب الكتب الستة يجد أن كل واحد منهم له رحلة، فقد كان من عادتهم أن يأخذوا عن أهل بلدهم ومن حولهم ثم يرحلون، ولذا أخذ الترمذي بهذه السنة المعهودة.
بدء رحلة الترمذي
بدأ الترمذي رحلته : تقريباً نحو سنة مائتين وخمسة وثلاثين للهجرة يعني حين كان عمره نحو خمسة وعشرين سنة، وهذا يدل على أنه تأخر في الرحلة ، ولهذا مع أنه دخل بغداد إلا أنه لم يسمع من أحمد بن حنبل، لكن أيضاً تأخر الترمذي في الرحلة لا يدل على أنه تاخر في الطلب.
رحل الترمذي وأطال الرحلة ، فقد بقي في الرحلة فترة طويلة إلى نحو سنة مائتين وخمسة وخمسين للهجرة ، فقد مكث تقريباً في الرحلة لطلب العلم والسماع نحو عشرين عاماً.
البلدان التي ارتحل إليها الترمذي
دخل بغداد وإن كان بعضهم نفى دخول الترمذي بغداد واستدلوا على هذا بأن الخطيب البغدادي لم يترجم له في تاريخ بغداد ولكن هذا لا يصلح دليلاً لأنه عرف أن الخطيب لم يترجم لبعض من عرف عنه يقينا أنه دخل بغداد مثل الحافظ أبي نعيم الأصبهاني وهو شيخ الخطيب ، ثم أيضاً رواية الإمام الترمذي عن البغداديين تدل على أنه دخل بغداد.
وكذلك تنقل بين مدن العراق كالكوفة ، والبصرة.
ودخل أيضاً الحجاز ويذكر له رحلة شامية أيضاً - وإن كان أيضاً لم يترجم له ابن عساكر في تاريخ دمشق - لكنه سمع من بعض شيوخها.
أشهر شيوخه :
أشهر شيوخه هم البخاري ، ومسلم بن الحجاج، والدارمي ، وأبو زرعة الرازي ، وأبو داود السجستاني صاحب السنن ، وعمرو بن علي الفلاس ، وقتيبة بن سعيد ، وعلي بن حجر ، وأحمد بن منيع البغوي، وهنّاد بن السري، وغيرهم من كبار المحدثين. .
تلامذته :
أشهر تلامذته هم:
1- أبو العباس محمد بن أحمد بن محبوب المحبوبي وهو المشهور براوية الجامع عنه.
2- الهيثم بن كليب الشاشي وهو المشهور برواية كتاب الشمائل عنه.
3- أبو ذر محمد بن إبراهيم.
4- أبو محمد الحسن إبراهيم القطان.
5- أبو حامد أحمد بن عبد الله التاجر.
6- أبو الحسن الوازري.
7- محمد بن محمد بن يحيى القراط
مصنفاته
· الجامع وهو كتابه الشهير المعروف .
· والعلل الكبير وهو كتاب مطبوع منفصل عن كتاب الجامع لأن هناك كتاب العلل الصغير ملحق بالجامع وهناك العلل الكبير وهو منفصل عن الجامع .
· كتاب الشمائل المحمدية وفيه صفات النبي عليه الصلاة والسلام الخَلقية والخُلقية وبعض خصائصه عليه الصلاة والسلام .
· تسوية أصحاب الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وهذه الكتب كلها مطبوعة وله كتب أخرى مفقودة .

الترمذي إسناده نازل وقد عُلل هذا بتأخر طلبه للرحلة.

ليس للترمذي ثلاثيات إلا حديث واحد ثلاثي ، وإسناده ضعيف لا يصح وهو حديث يقول فيه الإمام الترمذي حدثنا إسماعيل بن موسى الفزاري بن ابنة السدي الكوفي قال حدثنا عمر بن شاكر عن أنس بن مالك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ الصَّابِرُ فِيهِمْ عَلَى دِينِهِ كَالْقَابِضِ عَلَى الْجَمْرِ)

وقد قال الترمذي عقبه هذا حديث غريب من هذا الوجه، والترمذي كما سيأتي إذا قال غريب وحدها يساوي الضعف عنده ، وهذا الحديث ضعيف، ضُعف بوجود عمر بن شاكر شيخ شيخه في سنده وهو ضعيف كما قال الحافظ ابن حجر في التقريب .
هذا فيما يتعلق بترجمة الإمام الترمذي عليه رحمة الله، وسيأتي -إن شاء الله -الكلام عن "الجامع"
 
التعديل الأخير:
إنضم
22 يونيو 2008
المشاركات
1,566
التخصص
الحديث وعلومه
المدينة
أبوظبي
المذهب الفقهي
الحنبلي ابتداءا
ما شاء الله متابعون أبا عبدالله .. استمر وفقك الله
 
إنضم
22 يونيو 2008
المشاركات
1,566
التخصص
الحديث وعلومه
المدينة
أبوظبي
المذهب الفقهي
الحنبلي ابتداءا
ما شاء الله متابعون أبا عبدالله .. استمر وفقك الله
 
أعلى