العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

خاطرة ( منهج النقد بالكهانة )

إنضم
23 مارس 2008
المشاركات
677
التخصص
الحديث وعلومه
المدينة
برمنجهام
المذهب الفقهي
شافعي
خاطرة (منهج النقد بالكهانة )



في الأسبوع الماضي أهداني شيخنا المحقق أبو محمد عبد الله بن يوسف الجديع الطبعة الجديدة من كتابه " العقيدة السلفية في كلام رب البرية وكشف أباطيل المبتدعة الردية" ، الكتاب رائع جدا في طبعته الجديدة مضمونا وشكلا، متينٌ في طريقة دفاعه عن عقد أهل السنة وأصحاب الحديث، مرجع مهم في بابه، جمع بين النقل الموثق والرأي المحقق، ونهج فيه مؤلفه-جزاه الله خيرا-نهج الأئمة المحققين من السلف تأصيلا وتقريرا، وهو يعتبر من أقوى الكتب التي فندت بدعة المتكلمين من جهمية ومعتزلة وأشعرية لاسيما في بابه، وقد اعترف الأشعرية أنفسهم بخطورته عليهم ضمنا في بعض ملتقياتهم...

وقد قلت لبعض الأصحاب: يكفيك من هذا الكتاب مقدمتة الماتعة لوحدها والتي لوظفرت بهذا الكتاب، فقرأت هذه المقدمة فقط لوجدت كما يقولون " كل الصيد في جوف الفرا"، فمقدمته التي جاءت في 48صفحة تصلح أن تكون لوحدها رسالة في تأصيل قواعد المنهج السلفي منهج أهل الحديث، فهي تشمل جملة مسائل علمية في تقرير الاعتقاد الحق سبيل الجماعة من الصحابة والتابعين والأئمة المهديين، فضلاً عن بقية الكتاب ومافيه من علم وتأصيل، ومناقشة وتحرير.

أعود مع عنوان الخاطرة فأقول: بينما أنا أستمتع بقراءة هذا الكتاب تذكرت ما ردده بعض الناس قبل مدة في بعض الملتقيات وسمعته من بعضهم، ممن يمارسون النقد للآخرين بطريقة هي أشبه بطريقة الكهان...
هكذا أستطيع أن أسمي هذا النقد، نقدٌٌ من قبيل الكهانة، تكهن هؤلاء قبل أن يَطبع الشيخ الجديع كتابه بأنه سيغير منهجه العقدي وسيحرف ويبدل ما قرره في كتابه" العقيدة السلفية" في طبعته الجديدة أو كما قال هؤلاء الكهنة، مع أن الكتاب لم يخرج يومئذ من المطبعة بعد، وبناء على مثل هذه التكهانات أقذع بعض هؤلاء في السب والشتم ، وهي مسطورة في بعض المنتديات، وقد سئُلت شخصيا أكثر من مرة عن نية الشيخ الجديع في تغيير كتابه" العقيدة السلفية"، وكنت أنفي لعلمي بالشيخ ، ومعرفتي بعقيدته، ثم إني سألت الشيخ نفسه وأجابني بالنفي القاطع قبل سنين ..
ويأبى الله إلا أن يفضح هؤلاء النقدة الكهنة المتخرصين، فيطبع الكتاب طبعته الجديدة والأخيرة، ويصدر الكتاب عن "مؤسسة الريان"، وإذا بما قاله هؤلاء وأمثالهم إنما هو زورٌ وبهتان وتخرص بالباطل، ونقد بالظن والهوى، بعيد كل البعد عن العلم والعدل. فجاء ت مقدمة الكتاب بما يقوي منهج المؤلف الأثري الذي درج عليه في السابق، وبماينصر اعتقاد السلف أصحاب الحديث الذي يدين الشيخ الجديع به.، وبما يدحض كهانات هؤلاء...

وحتى جاء في فصل الرد على الأشعرية ما زاده الشيخ على الطبعة السابقة بما يعزز ما قرره فيهم قديما ، وبما يفند بدعتهم، ويوهن باطلهم ، ويقضي على منهجهم في هذا الباب.


فما أعجب هذا الصنف الذي يتكهن حتى في النقد ثم لا يستحي أن يحشر الواحد منهم نفسه في ركاب العلماء، وينزّل مقالاته الطاعنة في أعراض مخالفيه منزلة نقد أحمد وابن المديني وابن أبي حاتم والترمذي والدارقطني، بل يعتقد هؤلاء أنهم على طريقة هؤلاء الأئمة والعلماء سائرون، مع أن كلامهم في الأعراض هو من جنس هذه التكهنان بعيدا كل البعد عن الأدب والتثبت فضلاً عن البرهان والحجة، و العلمية والموضوعية، فطريقتهم حقا كما قلت :طريقة أشبه بأن تكون طريقة كهنة وعرافين ،وليست طريقة علماء أتقياء ربانيين.
 
التعديل الأخير:
أعلى