العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

التبكير بتفصيل "الخُطة" بشارة بـ "فض الرُّقَع المحترمة"

إنضم
29 أكتوبر 2007
المشاركات
9,059
الكنية
أبو فراس
التخصص
فقه
المدينة
جدة
المذهب الفقهي
مدرسة ابن تيمية الحنبلية لذا فالمذهب عندنا شيء والراجح شيء آخر تماماً!.
التبكير بتفصيل "الخُطة" بشارة بـ "فض الرُّقَع المحترمة"


يصر مجالس الأقسام على تقديم خُطة مفصَّلة للبحث الذي لا يزال أفكاراً تتوالد، فيضطر الباحث مكرها على تقديم خطة مفصلة للبحث من أجل تقديمه للمجلس للنظر في الموافقة عليها أو لا، وهاهنا ملاحظات:

أولاً: كيف يطالب الباحث بتقديم خطة مفصلة تستهلك منه جهدا كبيرا قد يستمر عدة أشهر وهو لا يدري عن مصيره! فأين حق الشعوب في تقرير مصيرها؟

ثانياً: كيف يطالب بتقديم خطة مفصلة، وهو بعد لا زال يفكر في تأسيس مشروع بدا له جدواه؟

ثالثاً: أليس من المفترض أن يقدم خطة تحكي أهمية الموضوع، والخطوط العريضة التي يعتزم القيام بها للخروج بنتائج مهمة للموضوع، فإن وافقوا عليه، فهذا هو النصر المؤزر، وما بعد ذلك يحلها ألف حلال!.

رابعاً: إن تقديم خطة مفصلة حرفياً للموضوع من منهجه وأبوابه وفصوله ومباحثه ومطالبه ومسائله يعني بصراحة أنه لن يضيف شيئاً، وإنما سيملأ فراغات الخطة!!.

خامساً: إن تقديم خطة مفصلة لبحثه يعني أنه سيهمل جوانب مهمة للبحث لن تتضح معه إلا من خلال الاحتكاك المباشر في معمعة البحث.

سادساً: إن تقديم خطة مفصلة لبحثه يعني أنه سيتورط في جملة موضوعات شائكة كان في غنىً عنها، ولم تتضح له إشكالياتها إلا بعد حين.

سابعاً: إن سبب الإصرار على تقديم خطط مفصلة هو أن الأبحاث المقدمة مكشوفة معروف غرضها وأهدافها، فهي مناقشة عدد محدد من المسائل لتبيين القول الراجح، سواء سميت اختيارات أو فروق أو قواعد أو نظريات!
حتى في هذه المشاريع المكشوفة فإن تقديم خطط مفصلة لها آثار سلبية للباحث فسيتضح له أن أهمل جوانب دون جوانب ومسائل دون مسائل وفروق دون فروق وقواعد دون قواعد ونظريات دون نظريات، ويا حسرة ولات حين!.

ثامناً: أقترح إنشاء لجنة حيوية مستمرة في أقسام الدراسات العليا من مجموعة متميزة من الأساتذة العارفين بمواد البحث ومسالكه، فتعقد لقاءاتها أسبوعياً بالباحثين، وتحمل على عاتقها، ترشيدهم إلى الموضوعات المناسبة للبحث، وعلى إعطاء المشورة المباشرة والكافية فيما يقترحونه من موضوعات، وفي هذا تحريك لعجلة تسجيل الموضوعات، وليس من المناسب أن يظل الباحث عدة أشهر ليعرف هل فكرة بحثه في حيز المقبول، أو أنها في "الحفظ والصون"!.

تاسعاً: لعل من المسؤولية المناسبة أن يكون على مجالس الأقسام تقديم مبررات علمية في حال رفض الموضوع الذي تقدم صاحبه بدراسة مستوفية عنه، محدِّداً فيه الإضافة العلمية، وليس من التوازن في شيء أن يُكلَّف الباحث بعمل دراسة معمَّقة، مع الدراسات السابقة، وأن يستوفي أطراف الخُطة، وأن يحدد فيها محل إضافته في البحث، ثم بعد ذلك يردّ الموضوع بحجج لا تتناسب مع الجهد الذي بذله الباحث حتى كاد أن يلفظ معه أنفاسه؛ ألا نخاف عليه مِن الإحباط؟ وأن تخرَّ قواه، فيتهادم ما بناه، أم أن الطالب لا حيلة له، مغلوبٌ على أمره، وأساتذته أدرى بشأنه!.
 
التعديل الأخير:
إنضم
19 نوفمبر 2009
المشاركات
61
التخصص
أصول الفقه
المدينة
القصيم
المذهب الفقهي
حنبلي
رد: التبكير بتفصيل "الخُطة" بشارة بـ "فض الرُّقَع المحترمة"

مسألة وضع خطة تفصيلية من أهم أسباب عدولي عن بحث موضوع ؛ لم أهتم بأصول الفقه ابتداءً إلا من أجله !
هذا مع تصوري التام لمسائل البحث ، لكن التصور شيء والكتابة شيء آخر !
فتارةً أجعل البحث في بابين ، وتارة أجعل فصول الباب أبوابًا مستقلة ، وتارة أرى أن أحد الأبواب لا يمكن بحثه إلا في رسالة مستقلة فأعدل عنه ، ...إلخ إلى أن كفيت نفسي هذا بالعدول عن الموضوع كله !
وفي أحد بحوث السنة المنهجية أعدت كتابة الخطة أكثر من عشر مرات ، في كل مرة زيادة ونقص ودمج وفصل وتقديم وتأخير ؛ وهو بُحيث لا يتجاوز المئة صفحة لو كمل ، ثم عدلت عن إكماله مكتفيا بمقدماته ، فماذا سأصنع بالرسالة !

لماذا لا تكتفي الأقسام العلمية بما يثبت أن الفكرة البحثية فيها مادة علمية كافية ؛ ما فائدة إلزام الباحث بتقديم خطة مفصلة ؟ إذا كان من هدف ذلك أيضا التأكد من أهلية الباحث لموضوعه ؛ فهذا أولا : غير حاصل من الخطة ، فكثير من الطلاب يقدم خططًا تفصيلية لبحث هو لم يجمع مادته أصلا وإنما اطلع على فهارس عناوين قريبة ، وثانيًا : يمكن تحصيله بوسيلة أخرى ، مثل الاعتماد على تقارير المشرف الأولية ، أو أن يطلب من الباحث تقديم نموذج من عمله بعد ستة أشهر من إقرار الموضوع إلى المجلس ؛ فإما أن يقر بصورة نهائية أو يرفض ، أو يكون بالخطة كذلك ؛ لكن مع المرونة والواقعية ومراعاة تخصص الباحث في موضوعه وإدراكه لما فيه أكثر من غيره ، وعدم (التحكم) ؛ مع ذلك كله في قبول التعديلات المقترحة من الباحث .

لعله لا حل مع هذا الواقع غير الفاضل إلا أحد أمور ثلاثة : إما اللجوء إلى التحقيق ولو بدون قناعة أو وجود ما يستحق أن يصرف الطالب فيه بعض عمره ، وإما اختيار الموضوعات ذات الخطة الجاهزة كما أشار الشيخ فؤاد ، وهذه في الغالب لا تقدم جديدًا ومادتها مبحوثة مرارًا بعناوين أخرى ، وإما أن لا يتقدم بالموضوع إلا بعد أن يبحثه بحثًا تامًّا ؛ فيتقدم بالفكرة والخطة ، ثم إذا قبلت يراجعه ثم ينتظر تمام الحد الأدنى من زمن إنجاز الرسالة ليقدمه ويناقشه !
والحل الأخير أجده واقعيَّا ؛ خاصة إذا اهتدى الباحث إلى موضوع من النوع الذي لا يمكن أن يرفض لأهميته وجِدَته وما يقدمه للعلم (وكأني بالشيخ أبي فراس ينكر وجود هذا النوع عند بعض الأقسام العلمية) .
 
التعديل الأخير:

انبثاق

:: مخضرم ::
إنضم
5 يونيو 2010
المشاركات
1,228
التخصص
الدراسات الإسلامية..
المدينة
بريدة
المذهب الفقهي
حنبلي
رد: التبكير بتفصيل "الخُطة" بشارة بـ "فض الرُّقَع المحترمة"

ربما يكون المقصد : أن يتضح للقسم تمكن الطالب من موضوع الرسالة !
ومع ذلك :
يُنشر في الجريدة الرسمية، ويُرسل إلى كل من يهمه الأمر نسخة، لعلهم يراجعون أنفسهم، لعلهم ينتهون، لعلهم يَرحمون، فإن من لا يَرحم لا يُرحم.....

الموضوع جدير بالنظر فيه ممن يستطيع أن يفعل شيئا!
فأي حال هذا ؟!
أحد الباحثين في قسم السنة ، اعترف في مبدأ الفصل الأخير من كتابه (وهو مختصر لرسالته الجامعية) بأنه نادم على هذا الفصل ، ينتابه إحساس بالجرأة على ما لا يجترأ عليه، واعتذر بأنه ملزم به بسبب وضعِ عنوانه في خطة الرسالة ! ثم لم يتبين له عظم الخطب الذي أوقع نفسه فيه إلا بعدما غاص في البحث (كان الفصل آخر الكتاب).
ولذا جاء هذا الفصل هشا ضعيفا في صفيحات ..
والله المستعان.
 

بشرى عمر الغوراني

:: فريق طالبات العلم ::
إنضم
29 مارس 2010
المشاركات
2,121
الإقامة
لبنان
الجنس
أنثى
الكنية
أم أنس
التخصص
الفقه المقارن
الدولة
لبنان
المدينة
طرابلس
المذهب الفقهي
حنبلي
رد: التبكير بتفصيل "الخُطة" بشارة بـ "فض الرُّقَع المحترمة"

المتخصصة
icon1.png

س/أيهما أفضل أن ترد الخطة وتعدل قبل أن تبدأ في الرسالة؟؟؟ أو تقع الملاحظات عليها وتقلب رأساً على عقب يوم المناقشة؟؟؟
ج/في نظري الأول أفضل.


أختي المتخصصة
في نظري أن الثاني أفضل!
فكم من طالب نوقش حتى ظنّ أنه قد هلك، وإذ به ينال درجة الامتياز!
 

شادن عبدالله

:: متابع ::
إنضم
17 يونيو 2009
المشاركات
31
التخصص
شريعة
المدينة
الرياض
المذهب الفقهي
حنبلي
رد: التبكير بتفصيل "الخُطة" بشارة بـ "فض الرُّقَع المحترمة"

صدقت أخي الكريم، فالباحث لا تتبين له خفايا بحثه إلا بعد الدخول فيه، ولعل المجالس العلمية تعيد النظر في هذا ولو على الأقل التعديلات في عناوين المباحث والمطالب، فتكون بين المشرف والطالب.
 

طليعة العلم

:: فريق طالبات العلم ::
إنضم
25 أبريل 2010
المشاركات
670
التخصص
فقه
المدينة
في السعودية
المذهب الفقهي
حنبلي
رد: التبكير بتفصيل "الخُطة" بشارة بـ "فض الرُّقَع المحترمة"

للرفع والنفع
 

غادة آل شريف

:: متابع ::
إنضم
27 أبريل 2014
المشاركات
19
التخصص
أصول فقه
المدينة
الرياض
المذهب الفقهي
حنبلي
رد: التبكير بتفصيل "الخُطة" بشارة بـ "فض الرُّقَع المحترمة"


شكر الله لكم

فعلاً المخطط يحتاج إلى جهد كبير ، وقد يتعجل الطالب في تقديمه مستحضراً طوافه على مجالس الأقسام بضعة أشهر، وقد يخل ببعض أجزائه. ولكن ينبغي على الباحث أن لايضمن خطته مسائل لم يتأكد من علاقتها بمحل البحث؛ لأنه وحتى وقت تسليم الرسالة ستبقى هذه المسألة شوكة في حلقه إلا أن يتأولها..!
وهناك نصيحة أخرى: بعض الطلاب قد "يتحمس" أثناء إعداده لخطة بحثه فيضمن بحثه عدد كبير من المسائل، وهو طالب ماجستير، وقد لاينتبه مرشده أو القسم بأن مسائله قد تصلح رسالة دكتوراه، وعند اعتمد المخطط يفوق الطالب من حلمه الجميل على واقع يستصحبه طوال كتابته لبحثه، وقد يطلب تمديداً، بسبب أن رسالته ضخمة ..!

وفق الله الجميع.
 
إنضم
29 أكتوبر 2007
المشاركات
9,059
الكنية
أبو فراس
التخصص
فقه
المدينة
جدة
المذهب الفقهي
مدرسة ابن تيمية الحنبلية لذا فالمذهب عندنا شيء والراجح شيء آخر تماماً!.
رد: التبكير بتفصيل "الخُطة" بشارة بـ "فض الرُّقَع المحترمة"

يقول الدكتور عبد الوهاب المسيري رحمه الله: إذا كان الطالب يعرف ما سيقول فلماذا يكتب الرسالة إذن؟
https://twitter.com/DrTareqM/status/754500482513661952
 
أعلى