العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

الندوات الفقهية

إنضم
29 أكتوبر 2007
المشاركات
9,059
الكنية
أبو فراس
التخصص
فقه
المدينة
جدة
المذهب الفقهي
مدرسة ابن تيمية الحنبلية لذا فالمذهب عندنا شيء والراجح شيء آخر تماماً!.
الندوات الفقهية


إن ثمة تكاليف باهضة تستلزم اجتماع أهل العلم في بقعة ما ليبحثوا مسألة ما، وفي الغالب يكون جنس المدعويين من المشاهير الذين ليس لديهم وقت للبحث والمناقشة، فواجب حضور الدعوات والندوات يستغرق حصص ساعات الحياة بالكامل!!.
وإذا اجتمعوا كانت بجعبتهم أوراق مكتوبة محررة يتلوها الواحد تلو الآخر على السامعين، وقد يستعمل أحدهم قدراته الخطابية في تفتيت ملل القراءة النصية!!
أما المناقشات فتكون محدودة بزمن قصير، والغالب أنه ليس من ورائها طائل، فالعمدة على المكتوب في الأوراق، وقد تسبب أسئلة الهواء الطلْق أخطاء طازجة وحارة أيضاً!!
ثم يجتمع الجميع في حب ووئام في سفر ممدودة مما لذ وطاب، في زمن يستغرق نصف زمن الندوة!!.
وثمة ندوات أخرى فيها لطافة، وهي التي ترعاها الفضائيات!!
بنظري أن أهم إنجاز يمكن إضافته إلى هذه الندوات أنها دفعت الباحثين للكتابة في موضوعات الندوة، فكانت سبباً في إضافة كمية قد تكون نوعية في عالم البحث والطباعة.
أما إنضاج المسائل في مطابخ الندوات، فهي تفتقد عنصراً مهماً، وهو الطبَّاخ، الذي يدير الندوة، ويقلب أفكارها، ويقف عند معقدها، ليحلها، ويستدعي حلوها ليكسر مرها.
إن وقوف المؤسسات الاقتصادية ممثلة بالبنوك التقليدية والمصارف الإسلامية وراء الجانب الاقتصادي من عقد الندوات واللقاءات وتشكيل اللجان كان له أثر واضح في إثراء المكتبة الفقهية بالعديد من المنتجات الفقهية الخاصة بهذا الباب.
إن وقوف المؤسسات الرسمية وراء تفنيد الإرهاب، واجتثاث التطرف، وعقد المؤتمرات لأجل ذلك على أعلى المستويات كان له أثر بارز في حضور هذا المعنى في الندوة وفي المدرسة وفي المسجد.
إن وقوف مؤسسات "الشيخ المشغول"، و"الإمام الرمز" لإبراز إنتاجه، كان له دور فاعل في تأسيس ممالك واسعة الإرجاء في إبراز فقه الشيخ صوتاً وصورة، وفي كل همسة ولمسة.
فمَنْ يا تُرى لمؤسسات فقهية محضة ترعى المدارس الفقهية لإنتاج الفقه؟
أين حرارة الرجال؟
أين عزائم الفقهاء؟
أين أموال الأثرياء؟
كان الرجل يأتي ويجدد أمة بمفردة!!
فكان الرجل بأمة!!
يجدد لها دينها وعلمها وفقهها وأصولها، وعقديتها وفكرها، ويصحح مسارها، ويقوم معوجها.
واليوم يقف أمم الفقهاء عاجزين بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى عن تجديد بابٍ من أبواب الفقه.
إن أوقاف المسلمين صرفت إلى غير ما هي أولى به.
إن همم الرجال أسرت في إنتاجات الخط الواحد.
ولن تضيف الندوات الفقهية إسهاماً فاعلاً في إدارة الفقه المعاصر ما لم تكتسب مقومات المجددين، الذين جردوا عملهم لله، فكانت أعمالهم خالصة محضة.
ولن نعدم خيرا، ولن نقطع الأمل، وهذه الأمة كالغيث لا يدري الخير في أوله أو آخره

{ قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ }


اللهم صل على محمد السراج المنير

 
التعديل الأخير:
إنضم
29 أكتوبر 2007
المشاركات
9,059
الكنية
أبو فراس
التخصص
فقه
المدينة
جدة
المذهب الفقهي
مدرسة ابن تيمية الحنبلية لذا فالمذهب عندنا شيء والراجح شيء آخر تماماً!.
في نظري أننا نملك في اللحظة الراهنة كل مقومات النجاح الأساسية ولسنا نفتقد سوى "إرادة الرجال" في "صفاء الغاية".
 
أعلى