الامام يوسف القرضاوي مولده ونشأته
ولد الشيخ الدكتور يوسف مصطفى القرضاوي في مصر بتاريخ9/9/1926م ونشأ فيها،حفظ القرآن الكريم وجوّده وهو دون العاشرة، أتم تعليمه في الأزهر الشريف. حصل على الشهادة العالية من كلية أصول الدين عام 1953م، وعلى إجازة التدريس عام 1954م، وكان ترتيبه الأول في كليتيهما،وفي سنة 1960م حصل على الدراسة التمهيدية العليا المعادلة للماجستير في شعبة علوم القرآن والسنة من كلية أصول الدين. ، كما حصل على الدكتوراه بمرتبة الشرف الأولى عام 1973م .
التعليم
حفظ القران الكريم وهو دون العاشرة، وقد التحق بالأزهر الشريف حتى تخرج من الثانوية و كان ترتيبه الثاني على مملكة مصر حينما كانت تخضع للحكم الملكي ثم التحق الشيخ بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر ومنها حصل على العالية سنة 1953 وكان ترتيبه الأول بين زملائه وعددهم مائة وثمانون طالبًا . حصل على العالمية مع إجازة التدريس من كلية اللغة العربية سنة 1954م وكان ترتيبه الأول بين زملائه من خريجي الكليات الثلاث بالأزهر، وعددهم خمسمائة. حصل يوسف القرضاوي على دبلوم معهد الدراسات العربية العالية في اللغة والأدب في سنة 1958، لاحقا في سنة 1960 حصل على الدراسة التمهيدية العليا المعادلة للماجستير في شعبة علوم القرآن والسنة من كلية أصول الدين، وفي سنة 1973 م حصل على (الدكتوراة) بامتياز مع مرتبة الشرف الأولى من نفس الكلية، وكان موضوع الرسالة عن "الزكاة وأثرها في حل المشاكل الاجتماعية".
بعد تخرجــه
عمل بعد تخرجه في مراقبة الشؤون الدينية بالأوقاف، وإدارة الثقافة الإسلامية بالأزهر، ثم أعير إلى قطر مديراً لمعهدها الديني، فرئيساً مؤسساً لقسم الدراسات الإسلامية بكليتي التربية فعميداً مؤسساً لكلية الشريعة والدراسات الإسلامية، ومديراً لمركز بحوث السنة والسيرة الذي كلف بتأسيسه ولازال يديره .
تطورات هامة في حياة الشيخ
مات والده وعمره عامان فتولى عمّه تربيته. تعرض يوسف القرضاوي للسجن عدة مرات لانتمائه إلى الإخوان المسلمين. دخل السجن أول مرة عام 1949في العهد الملكي ، ثم اعتقل ثلاث مرات في عهد الرئيس المصري جمال عبدالناصر في يناير سنة 1954م، ثم في نوفمبر من نفس السنة حيث استمر اعتقاله نحو عشرين شهراً، ثم في سنة 1963م. . وفي سنة 1961، سافر الشيخ يوسف القرضاوي إلى دولة قطر وعمل فيها مديراً للمعهد الديني الثانوي، وبعد استقراره هناك حصل الشيخ يوسف القرضاوي على الجنسية القطرية ،وفي سنة 1977 تولى تأسيس و عمادة كلية الشريعة و الدراسات الإسلامية بجامعة قطر و ظل عميداً لها إلى نهاية 1990 ، كما أصبح الشيخ يوسف مديراً لمركز بحوث السنة والسيرة النبوية بجامعة قطر ولايزال قائماً بإدارته إلى يومنا هذا.
القرضاوي والإخوان
انتمى الشيخ لجماعة الإخوان المسلمين وأصبح من قياداتها المعروفين ويعتبر الشيخ منظر الجماعة الأول، كما عرض عليه تولي منصب المرشد عدة مرات لكنه رفض ، وكان يحضر لقاءات التنظيم العالمي للإخوان المسلمين كممثل للإخوان في قطر إلي أن استعفي من العمل التنظيمي في الإخوان
وقام الدكتور القرضاوي بتأليف كتاب الإخوان المسلمون سبعون عاما في الدعوة والتربية والجهاد (كتاب) يتناول فيه تاريخ الجماعة منذ نشأتها إلى نهايات القرن العشرين ودورها الدعوي والثقافي والاجتماعي في مصر وسائر بلدان العالم التي يتواجد فيها الإخوان المسلمون.
وأبدي القرضاوي ترحيبه بتولي الإخوان حكم مصر وأنهم "الجماعة الإسلامية الوسطية المنشودة" حسب وصفه، وإعتبر مشروع الإمام حسن البنا هو "المشروع السني الذي يحتاج إلي تفعيل"، ووصف الإخوان المسلمين بأنهم "أفضل مجموعات الشعب المصري بسلوكهم وأخلاقياتهم وفكرهم وأكثرهم استقامة ونقاء".
شغله في الدعوة الإسلامية
اشتغل القرضاوي بالدعوة منذ فجر شبابه، وشارك في الحركة الإسلامية، وأوذي في سبيلها بالاعتقال عدة مرات، في عهد الملكية وعهد الثورة ..وتنوع عطاؤه بتنوع مواهبه، فهو خطيب مؤثر، يقنع العقل ويهز القلب .. وكاتب أصيل لا يكرر نفسه ولا يقلد غيره .. وفقيه تميّز بالرسوخ والاعتدال، فشرّقت فتاواه وغرّبت. . وعالم متمكن في شتى العلوم الإسلامية، جمع بين علوم أهل النظر، وعلوم أهل الأثر..وشاعر حفظ شعره الشباب الإسلامي وتغنى به في المشرق والمغرب.
مؤلفــاته و فكـره
جاوزت مؤلفات القرضاوي الثمانين، وقد لقيت قبولاً عاماً في العالم الإسلامي، وطبع بعضها عشرات المرات، وترجم عدد كبير منها إلى اللغات الإسلامية، واللغات العالمية. أما مقالاته ومحاضراته وخطبه ودروسه فيصعب حصرها. وصفه الذين كتبوا عنه بأنه من المفكرين الإسلاميين القلائل، الذين يجمعون بين محكمات الشرع ومقتضيات العصر، وبأن كتاباته تميزت بما فيها من دقة الفقيه، وإشراقة الأديب، ونظرة المجدد، وحرارة الداعية.من أبرز دعاة ( الوسطية الإسلامية ) التي تجمع بين السلفية والتجديد. وتمزج بين الفكر والحركة، وتركز على فقه السنن، وفقه المقاصد، وفقه الأولويات، وتوازن بين ثوابت الإسلام ومتغّيرات العصر، وتتمسك بكل قديم نافع، كما ترحب بكل جديد صالح تستلهم الماضي، وتعايش الحاضر، وتستشرف المستقبل.
زياراته
زار عدداً كبيراً من الأقطار الإسلامية في أسيا وأفريقيا، والتجمعات والأقليّات الإسلامية في سائر القارات، ودعي إلى المحاضرة في عدد من الجامعات الإسلامية والعالمية، كما شارك في عدد جم من المؤتمرات والندوات العلمية داخل العالم الإسلامي وخارجه. عضويته في مجامع علمية
عضو في عدة مجامع ومؤسسات علمية ودعوية وعربية وإسلامية وعالمية، منها: المجمع الفقهي لرابطة العالم الإسلامية بمكة، والمجمع الملكي لبحوث الحضارة الإسلامية بالأردن، ومركز الدراسات الإسلامية بأكسفورد، ومجلس أمناء الجامعة الإسلامية العالمية بإسلام أباد، ومنظمة الدعوة الإسلامية بالخرطوم، ورئيس لهيئة الرقابة الشرعية في عدد من المصارف الإسلامية.
الجوائز التي حصل عليها
حصل على جائزة البنك الإسلامي للتنمية في الاقتصاد الإسلامي لعام 1411هـ. كما حصل على جائزة الملك فيصل العالمية بالاشتراك في الدراسات الإسلامية لعام 1413هـ.، وحصل على جائزة العطاء العلمي المتميز من رئيس الجامعة الإسلامية العالمية بماليزيا لعام 1996م. وحصل على جائزة السلطان حسن البلقية ( سلطان بروناي الإسلامي لعام ) في الفقه 1997م نشاطاته
* رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
* رئيس المجلس الأوروبي للإفتاء و البحوث.
* عضو مجمع البحوث الإسلامية في مصر.
* يدير موقع الشبكة الإسلامية "إسلام أونلاين على الانترنت
* عضو مجمع الفقه الإسلامي التابع لرابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة .
* رئيس هيئة الرقابة الشرعية لمصرف قطر الإسلامي ومصرف فيصل الإسلامي بالبحرين .
* عضو مجلس الأمناء لمنظمة الدعوة الإسلامية في أفريقيا.
* نائب رئيس الهيئة الشرعية العالمية للزكاة في الكويت .
* عضو مجلس الأمناء لمركز الدراسات الإسلامية في أكسفورد .
منعه من دخول بعض الدول
رفضت سلطات بريطانيا منح الشيخ يوسف القرضاوي تأشيرة الدخول إلى أراضيها بسبب فتواه بتأييد العمليات التفجيرية داخل إسرائيل والتي يعتبرها عمليات استشهادية في حين تعتبرتها بريطانيا إرهابية ورفضت دخول القرضاوي إلى بريطانيا بسبب تبريره لتلك العمليات. وله في الشعر
مع اشتهاره بالعلم والفتوى والتفقه فإن له من القصائد والأشعار الجميلة المتفرقة والتي لم تجمع بعد في صعيد واحد أو ديوان، ويميز شعره بجزالة الأسلوب ووضوح المعاني، ويتناول عادة القضايا الإيمانية وطلب تحرير الأقصى وفضائل الأخلاق .. وهذا جزء من قصيدة مشهورة عنه:
أنا عائد .. أنا عائد، أقسمت أني عائد..
والحق يشهد لي ونعم الشاهد
ومعي القذيفة والكتاب الخالد ..
ويقودني الإيمان نعم القائد
يا ثالث الحرمين يا أرض الفدا ..
آليت أجعل منك مقبرة العدى
ذقت الردى إن لم أعد لك سيدًا..
طعم الردى دون الحياة مشردًا
وللشيخ أيضا قصيدته المشهورة ملحمة الإبتلاء (نونية القرضاوي) وكان قد ألفها عندما أعتقل في السجن الحربي مع الإخوان المسلمين والقصيدة تزيد عن 300 بيت - لمطالعة النونية من موقع القرضاوي
* ومنها
مقتطفات من ملحمة الإبتلاء
(د.يوسف القرضاوي)
تالله ما الدعوات يهزمها الردى يوما وفي التاريخ بر يميني
ضع في يدي القيد، ألهب أضلعي بالسيط ضع عنقي علي السكين
لن تستطيع حصار فكري ساعة أو نزع إيماني ونور يقيني
فالنور في قلبي وقلبي في يدي ربي وربي ناصري ومعيني
سأعيش معتصما بحبل عقيدتي وأموت مبتسما ليحيا ديني
ملحمة الابتلاء رائعة القرضاوي نونية القرضاوي ملحمة ألفت داخل السجن الحربي في القاهرة عام 1955م وهي تحكي قصة سجين قضى نحو عشرين شهراً في السجن الحربي ... إنها تصوير بسيط لبعض ما قاساه المسلمون الذين عذبوا في هذا السجن الرهيب.
وقد الفها القرضاوي في ظروف عصيبة داخل السجن حيث لم يكن يسمح بالورقة و القلم
وانما حفظها الشباب داخل السجن فكانوا لها رواة سجلوها بعد خروجهم
وتبلغ عدد أبياتها أربعة وتسعين ومائتين
ثار القريض بخاطري فدعوني
أفضي لكم بفجائعي وشجوني
فالشعر دمعي حين يعصرني الأسى
والشعر عودي يوم عزف لحوني
كم قال صحبي أين غر قصائدي
تشجي القلوب بلحنها المحزون
وتخلّد الذكرى الأليمة للورى
تتلى على الأجيال بعد قرون
ما حيلتي والشعر فيض خواطرٍ
ما دمت أبغيه ولا يبغيني ؟
واليوم عاودني الملاك فهزني
طرباً إلى الإنشاد والتلحين
ألهمتها عصماء تنبع مندمي
ويمدها قلبي وماء عيوني
نونية والنون تحلو في فمي
أبداً فكدت يقال لي ذو النونِ
صورت فيها ما استطعت بريشتي
وتركت للأيام مايعييني
أحداث عهد عصابة حكموا بني
مصرَ بلا خلقٍ ولا قانون
أنست مظالمهم مظالم من خلوا
حتى ترحمنا على نيرون
حسبوا الزمان أصمّ أعمى عنهم
قد نوّموه بخطبةٍ وطنين
ويراعة التاريخ تسخر منهمو
وتقوم بالتسجيل والتدوين
وكفى بربك للخليقة محصياً
في لوحه وكتابه المكنون
يا سائلي عن قصتي اسمع لها
قصص من الأهوال ذات شجون
أمسك بقلبك أن يطيرمفزعاً
وتولّ عن دنياك حتى حين
فالهول عاتٍ والحقائق مرةٌ
تسمو على التصوير والتبيين
والخطب ليس بخطب مصر ٍ وحدها
بل خطب هذاالمشرق المسكين
في ليلة ليلاء من نوفمبرٍ
فـُزّعت من نومي لصوت رنين
فإذا كلاب الصيد تهجم بغتةً
وتحوطني عن شمألٍ ويمين
فتخطفوني من ذوي وأقبلوا
فرحاً بصيدٍ للطغاة سمين
وعزلت عن بصر الحياة وسمعها
وقذفت في قفص العذاب الهون
في ساحة (الحربي) حسبك باسمه
من باعث للرعب قد طرحوني
ما كدت أدخل بابه حتى رأت
عيناي ما لم تحتسبه ظنوني
في كل شبر للعذاب مناظرٌ
يندى لها -والله - كل جبين
فترى العساكر والكلاب معدة
للنهش طوع القائد المفتون
هذي تعض بنابها وزميلها
يعدو عليك بسوطه المسنون
ومضت علي دقائق وكأنها
مما لقيت بهن بضع سنين
يا ليت شعري ما دهانِ؟ وماجرى؟
لا زلت حياً أم لقيت منوني؟
عجباً أسجن ذاك أم هوغابةٌ
برزت كواسرها جياع بطون ؟
أأرى بناء أم أرى شقيّ رحى
جبارة للمؤمنين طحونِ؟
واهاً أفي حلم أنا أم يقظةً
أم تلك دار خيالة وفتون ؟
لا لا أشك هي الحقيقة حية
أأشك في ذاتي وعين يقيني ؟
هذي مقدمة الكتاب فكيف ما
تحوي الفصول السود من مضمون ؟
هذا هو (الحربي) معقل ثورة
تدعو إلى التحرير والتكوين
هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز ) للمساعدة في تخصيص المحتوى وتخصيص تجربتك والحفاظ على تسجيل دخولك إذا قمت بالتسجيل.
من خلال الاستمرار في استخدام هذا الموقع، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط.