أبو عبيدة الغامدي
:: مخالف لميثاق التسجيل ::
- إنضم
- 6 فبراير 2009
- المشاركات
- 46
- التخصص
- إسلامية
- المدينة
- بيشة
- المذهب الفقهي
- حنبلي
مات( خالد ) أبو سليمان
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ومن أستن بسنته وعمل بها إلى يوم الدين وبعد : قال أبو سنان: دفنت ابني سنانا، وأبو طلحة الخولاني جالس على شفير القبر، فلما أردت الخروج أخذ بيدي، فقال: ألا أبشرك يا أبا سنان؟ قلت: بلى. قال: حدثني الضحاك بن عبد الرحمن بن عرزب عن أبي موسى الأشعري أن رسول الله r قال: ( إذا ماتولد العبد قال الله لملائكته: قبضتم ولد عبدي؟ فيقولون: نعم.
فيقول: قبضتم ثمرة فؤاده؟ فيقولون: نعم، فيقول: ماذاقال عبدي فيقولون: حمدك واسترجع، فيقول الله: ابنوا لعبدي بيتا في الجنة وسموه بيت الحمد). رواه الإمام أحمد والترمذي وهو حديث حسن.
وروى البخاري من حديث أبي هريرة أن رسول الله r قال: يقول الله - تعالى - : ( ما لعبدي المؤمن عندي جزاءٌ إذا قبضت صفيَّهُ من أهل الدنيا ثم احتسبه إلا الجنة) .
فقد ثبت في الصحيحين من حديث أبي سعيد الخدري أن رسول الله r قال : ( ومن يتصبر يصبره الله وما أعطي أحدٌ عطاء خيرا وأوسع من الصبر) .
بكائه r على ابنه إبراهيم .
عن أنس بن مالك ، ، قال دخلنا معرسول الله على أبي سيف القين ، وكان ظئرا لإبراهيم - عليه السلام - فأخذ رسول الله إبراهيم فقبله وشمه ثم دخلنا عليه بعد ذلك وإبراهيم يجود بنفسه فجعلت عينا رسول الله تذرفان فقال له عبد الرحمن بن عوف : وأنت يا رسول الله ؟ فقال : ( يا ابن عوف إنها رحمة ثم أتبعها بأخرى فقال إن العين تدمع والقلب يحزن ، ولا نقول إلا مايرضى ربنا وإنا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون )رواه البخاري .
أبو سيف القين هذاهو زوج مرضعه إبراهيم ابن النبي .
والقين أي الحداد أوالصانع .
وكان ظئرالإبراهيم : أي مرضعا ، وأطلق عليه ذلك لأنه كان زوج المرضعة .
عينا رسول الله تذرفان : أي يجري دمعهما .انظر فتح الباري
والتعزية مما يهوّن المصيبة.
مات ابنٌ لعبد الرحمن بن مهدي، فجزع عليه جزعاً شديداً حتى امتنع عن الطعام والشراب، فبلغ ذلك الإمام الشافعي فكتب إليه أما بعد:فَـعَـزِّ نفسك بماتـُعَـزِّ به غيرك، ولتستقبح من فعلك ما تستقبحه من فعل غيرك، واعلم أن أمضى المصائبِ فقـْـدُ سرورٍ مع حرمان أجر، فكيف إذا اجتمعا على اكتساب وزر؛ وأقول :
إني مُعَزِّيكَ لا إني على طمع من الخلود ولكن سـُنّةُ الدينِ
فما المُعزِّي بباقٍ بعد صاحبه ولا المُعزَّى ولو عاشا إلى حين
فكانوا يتهادونه بينهم بالبصرة.
حضر ابنُ السماك جنازةً فعزَّى أهلها، وقال: عليكم بتقوى الله والصبر، فإن المصيبةَ واحدةٌ إن صبر لها أهلُها، وهي اثنتان إن جزعوا؛ ولعمري للمصيبة بالأجر أعظم من المصيبة بالميت، ثم قال: لو كان مَنْ جَزِعَ على مَيِّتِهِ رُدَّ إليه لكان الصابرُ أعظمَ أجراً وأجزل ثواباً.
تَعَـزَّ فإن الصبر بالحـرِّ أجمل وليس على ريب الزمان مُعَـوّل
فلوكان يُغني أن يُرى المـرء جازعا لحادثة أو كان يُغني التذلل
لكان التّعزي عند كـل مصيبة ونائبــة بالحُـرِّ أولـى وأجملُ
ومما يُخفف من وقع المصيبة أن يتأمل العبد في ذلك الميت:
فإن كان صغيرا فربما كان في موته خير له ولوالديه إذا احتسبا الأجر وربما كان في موته خير لوالديه. كيف ذلك؟
تأمل قصة موسى مع الخضر – عليهما السلام – كيف قتل الخضر غلاماً صغيراً حتى قال موسى: (أقتلت نفسا زكية)؟ لكن ما خفي على موسى - عليه الصلاة والسلام - وأظهره الله للخضر هوحقيقة ذلك الطفل لو عاش.
قال - عليه الصلاة والسلام -: إن الغلام الذي قتله الخضر طـُبِـعَ كافرا، ولو عاش لأرهق أبويه طغياناً وكفراً. متفق عليه.
وهذا ماخشيه الخضر: {فخشينا أن يرهقهما طغيانا وكفرا * فأردنا أن يبدلهما ربهما خيرا منهزكاة وأقرب رحماً} .
وهذا من لطف الله بعباده، أن خلـّـص أبويه منه حتى لا يُرهقهما طغيانا وكفراً بالله، بل أبدلهما خيرا منه وأزكى، وقد ورد أنه سبحانه أبدلهما به وخلف عليهما جارية ولدت نبياً أو أنبياء.
إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن ، وإنا على فراقك يا ولدي ( خالد ) لمحزونون ، ولا نقول إلا ما يحب ربنا ويرضي ، فلله ما أخذ ولله ما أعطى وكل شيء عنده بمقدار ، فاللهم أجرني في مصيبتي واخلفني خيراً منها .
كنت قد أسميته ( خالد ) على عمه إلا أن المنية أخذته ، وعزمت أن أكنيه بـ : ( أبو سليمان ) وهي كنية خالد أبن الوليد سيف الله المسلول . فلا تنسوني ووالدته من خالص دعائكم .