د. هشام يسري العربي
:: متخصص ::
- إنضم
- 11 أكتوبر 2008
- المشاركات
- 165
- التخصص
- الفقه المقارن
- المدينة
- نجران
- المذهب الفقهي
- حنبلي
في مثل هذا اليوم منذ ست سنوات (26/4/2004) رحل عنا العلامة الفقيه الأصولي المرحوم الأستاذ الدكتور/ محمد بلتاجي حسن- أحد كبار الفقهاء الذين ملأوا الأرض علمًا وفقهًا.
الدكتور/ محمد بلتاجي الذي كان عميدًا لكلية دار العلوم بجامعة القاهرة تسع سنوات متتالية، ورئيسا لقسم الشريعة الإسلامية بها.
هذا الرجل الذي تخرج على يديه المئات ممن صاروا بعد ذلك أساتذةً كبارًا ورؤساءَ أقسامٍ بل وعمداءَ كليات.
شَرُفَتْ محافظةُ كفرِ الشيخِ بولادته بها سنة 1939م، ثم تعدَّى الشرفُ إلى مدينة طنطا التي شهدت تعليمه بالمعهد الأحمدي الذي كان بمثابة جامعة عريقة.
وسجل له التاريخُ أنه كان أصغرَ الحاصلين على الشهادة الثانوية الأزهرية سنًّا في تاريخ الأزهر.
وليس هذا بغريب فإنه ابنُ الشيخ بلتاجي حسن بلتاجي، وحفيدُ الشيخ حسن بلتاجي مصطفى، أحدِ شيوخ الفقه الشافعي بالمعهد الأحمدي.
التحق الدكتور/ محمد بلتاجي بدار العلوم ليكون الثالثَ على دفعته سنة 1962م، فعُيِّن معيدًا بقسم الشريعة بها ليبدأ رحلته في التلمذة على أكابر علماء الشريعة في ذلك الوقت: الشيخ محمد أبو زهرة، والشيخ علي الخفيف، والشيخ علي حسب الله، والدكتور/ مصطفى زيد والدكتور/ زكريا البري، والدكتور/ بدران أبو العينين وأضرابهم، وحصل على الماجستير في الشريعة الإسلامية سنة 1966م، فالدكتوراه سنة 1969م، ولم يلبث أن حصل على الأستاذية وصار رئيسًا لقسم الشريعة سنة 1982م، ثم انتُخِب عميدًا للكلية سنة 1986م، وأُعيد انتخابُهُ ثلاثَ مراتٍ حتى سنة 1995م حينما تم تعديلُ نظامِ العِمَادةِ ليكون بالتعيين بدلا من الانتخاب.
عكف الدكتور/ محمد بلتاجي على العلوم الشرعية دراسة وتأليفا وتدريسا وإشرافا ومناقشة، فترك للأمة تراثًا متميزًا يتسم بالعمق والأصالة وحسن السبك والصياغة وسبرِ أغوارِ المعضِلاتِ والوقوفِ ضدَّ التياراتِ المنحرفةِ التي تريد النيلَ من شريعة الإسلام. كما ترك للأمة علماءَ يكفيهم فخرًا وشرفًا أنهم درسوا على يديه وتمتعوا بالجلوس تحت قدميه.
أقلُّهم الفقيرُ إلى الله الذي حظي بالتلمذة للدكتور/ بلتاجي ثلاثة أعوام متتالية في مرحلة الليسانس، وحظي بتدريسه له مادتين كاملتين في مرحلة الدراسات العليا، ولعل هذا لم يقع لغيره- مع لفيف من زملائه وأقرانه- فقد كان رحمه الله يجلس إلينا بما يقرب من خمس ساعات متصلة تمرُّ كأنها خمسُ دقائق.
بل بلغ من إخلاصه للعلم وطلابه ووفائه برسالته أنه طلب منا أن نعد بحوثًا فقهيَّةً نقديَّةً لمباحثَ اختارها لنا من كتبه؛ ليعوِّدنا المناقشة والموضوعية، قائلا: «تعلَّمُوا ذلك فيَّ».
أيُّ رجلٍ كان الدكتور/ بلتاجي الذي قل أن يجود الزمان بمثله !
تتجددُ الذكرى كل عام فلا تزيدنا إلا حبًّا له وذكرًا ووفاءً، وافتقادًا له ولرؤية وجهه الذي ما كنا نملأ أعينَنَا منه هيبةً وإجلالا له، ونزداد قوةً وحماسًا على المُضِيِّ في طريق العلم كما علَّمَنا وأرادَ لنا.
فاللهم اسقِ قبرَه بسحائب رحمتك وارفع درجتَهَ في عِلِّيين واحشره مع النبيين؛ إنك نعم المجيب، ومن عبادك قريب، وأنت البرُّ الرحيم.
الدكتور/ محمد بلتاجي الذي كان عميدًا لكلية دار العلوم بجامعة القاهرة تسع سنوات متتالية، ورئيسا لقسم الشريعة الإسلامية بها.
هذا الرجل الذي تخرج على يديه المئات ممن صاروا بعد ذلك أساتذةً كبارًا ورؤساءَ أقسامٍ بل وعمداءَ كليات.
شَرُفَتْ محافظةُ كفرِ الشيخِ بولادته بها سنة 1939م، ثم تعدَّى الشرفُ إلى مدينة طنطا التي شهدت تعليمه بالمعهد الأحمدي الذي كان بمثابة جامعة عريقة.
وسجل له التاريخُ أنه كان أصغرَ الحاصلين على الشهادة الثانوية الأزهرية سنًّا في تاريخ الأزهر.
وليس هذا بغريب فإنه ابنُ الشيخ بلتاجي حسن بلتاجي، وحفيدُ الشيخ حسن بلتاجي مصطفى، أحدِ شيوخ الفقه الشافعي بالمعهد الأحمدي.
التحق الدكتور/ محمد بلتاجي بدار العلوم ليكون الثالثَ على دفعته سنة 1962م، فعُيِّن معيدًا بقسم الشريعة بها ليبدأ رحلته في التلمذة على أكابر علماء الشريعة في ذلك الوقت: الشيخ محمد أبو زهرة، والشيخ علي الخفيف، والشيخ علي حسب الله، والدكتور/ مصطفى زيد والدكتور/ زكريا البري، والدكتور/ بدران أبو العينين وأضرابهم، وحصل على الماجستير في الشريعة الإسلامية سنة 1966م، فالدكتوراه سنة 1969م، ولم يلبث أن حصل على الأستاذية وصار رئيسًا لقسم الشريعة سنة 1982م، ثم انتُخِب عميدًا للكلية سنة 1986م، وأُعيد انتخابُهُ ثلاثَ مراتٍ حتى سنة 1995م حينما تم تعديلُ نظامِ العِمَادةِ ليكون بالتعيين بدلا من الانتخاب.
عكف الدكتور/ محمد بلتاجي على العلوم الشرعية دراسة وتأليفا وتدريسا وإشرافا ومناقشة، فترك للأمة تراثًا متميزًا يتسم بالعمق والأصالة وحسن السبك والصياغة وسبرِ أغوارِ المعضِلاتِ والوقوفِ ضدَّ التياراتِ المنحرفةِ التي تريد النيلَ من شريعة الإسلام. كما ترك للأمة علماءَ يكفيهم فخرًا وشرفًا أنهم درسوا على يديه وتمتعوا بالجلوس تحت قدميه.
أقلُّهم الفقيرُ إلى الله الذي حظي بالتلمذة للدكتور/ بلتاجي ثلاثة أعوام متتالية في مرحلة الليسانس، وحظي بتدريسه له مادتين كاملتين في مرحلة الدراسات العليا، ولعل هذا لم يقع لغيره- مع لفيف من زملائه وأقرانه- فقد كان رحمه الله يجلس إلينا بما يقرب من خمس ساعات متصلة تمرُّ كأنها خمسُ دقائق.
بل بلغ من إخلاصه للعلم وطلابه ووفائه برسالته أنه طلب منا أن نعد بحوثًا فقهيَّةً نقديَّةً لمباحثَ اختارها لنا من كتبه؛ ليعوِّدنا المناقشة والموضوعية، قائلا: «تعلَّمُوا ذلك فيَّ».
أيُّ رجلٍ كان الدكتور/ بلتاجي الذي قل أن يجود الزمان بمثله !
تتجددُ الذكرى كل عام فلا تزيدنا إلا حبًّا له وذكرًا ووفاءً، وافتقادًا له ولرؤية وجهه الذي ما كنا نملأ أعينَنَا منه هيبةً وإجلالا له، ونزداد قوةً وحماسًا على المُضِيِّ في طريق العلم كما علَّمَنا وأرادَ لنا.
فاللهم اسقِ قبرَه بسحائب رحمتك وارفع درجتَهَ في عِلِّيين واحشره مع النبيين؛ إنك نعم المجيب، ومن عبادك قريب، وأنت البرُّ الرحيم.