العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

نجيب محفوظ من منظور أدبي ديني

إنضم
29 مايو 2010
المشاركات
159
التخصص
مقاصد الشريعة
المدينة
حلب
المذهب الفقهي
شافعي
نَجيب مَحفوظ وروَاية


وأولاد حَارتنا تحت المطرقة



عرضٌ وتعليقٌ وإضاءة

اعتمدت في قراءة الرواية على الرواية مباشرة وهي نشرت في دار نشر لبنانية وهي الطبعة الوحيدة





























قّسم نجيب محفوظ روايته إلى خمسة فصول:


الفصل الأول :أدهم


العرض:
في هذا الفصل يعالج محفوظ قصة أب اسمه " الجبلاوي" ولديه أبناء هم " أدهم وإدريس ورضوان وعباس", والمكان قصر الجبلاوي الكبير بما فيه من زوجات وخدم وما يلزم وما لا يلزم .
تبدأ القصة حين يقوم الجبلاوي باستدعاء أبنائه ويختار من بينهم أدهم لإدارة الوقف مفضلاً إياه على البقية/ ص12 / فيقوم إدريس بالاعتراض / ص13 / فيبين له الجبلاوي سبب اختيار أدهم وهو" أنه يعرف أسماء المستأجرين و يعرف الكتابة والحساب " /ص14/ فيستمر مع ذلك إدريس في المعارضة فيغضب الجبلاوي عليه ويطرده من القصر الكبير /ص16/ ويقوم أدهم بإدارة الوقف ويعيش عيشة هنيئة حيث يقضي أكثر أوقاته في الحديقة ,وفي ذات يوم يلتقي بالمصادفة ب"أميمة" التي يتزوجها فيما بعد /ص26 /.
وبعد فترة يقوم إدريس بتدبير حيلة يخرج بها أدهم من القصر حين يتوسل إليه بشكل مثير للشفقة أن يطلع له على ما له ولأولاده من مستقبل مكتوب في "الحجة" ففي الحجة كل شيء /ص38 / ,ولكن أدهم يتردد في البداية في تلبية طلب إدريس فتقوم أميمة بحسم هذا التردد لصالح إدريس مغرية زوجها أن يطلع على الحجة فيطلع أيضاً بنفس الوقت على ما هو المكتوب لأدهم ولأولاده ويخضع أدهم لرغبة الزوجة ويدخل إلى غرفة الحجة عند الفجر وهو الوقت الذي اعتاد فيه الجبلاوي أن ينزل إلى الحديقة ,ولكن ما إن يدخل إلى الغرفة حتى يأتي الجبلاوي فيكتشف مخالفة أدهم لأوامره فيقوم بطرده وزوجته من القصر غير عابئ بالتوسلات ولا تارك فرصة لأدهم ليبين الأسباب /ص 49 /,وما إن يخرج حتى يجد على مقربة من باب القصر إدريس وهو يرقّص خصره لنجاحه في الحيلة و طرد أدهم من القصر الذي طرد هو منه بسبب أدهم كما يقول ص50 فتنشأ بينهما عداوة جديدة زيادة على ما كان بينهما من قبل /ص55 /.
يرزق أدهم بولدين "همّام وقدري" وفي يوم من الأيام يقوم قدري بقتل همّام حسداً من عنده لأن الجبلاوي قبل أن يعيش همام معه في القصر, ولكنه بعد قتله يندم على فعلته فيدفن أخاه ويعود إلى البيت /ص95 /.
ثم يموت أدهم و أميمة وإدريس في أوقات متقاربة ويكبر الأولاد وتكبر الحارة / ص112/.
التعليق:
تتبين في هذه القصة ملامح سيرة آدم عليه السلام بوضوح لا يدع مجالاً للشك أن محفوظ استقى هذه المعلومات من تاريخ الأنبياء ولم يزد على أن غير الأسماء وتصرف في صياغة القصة وحبكتها , ومن يطلع على هذا الفصل سيتبين له ذلك دون أن يحتاج إلى معرفة واسعة بالدين , بل إن هذه المعلومات هي الذاكرة الشعبية التي اعتمد عليها محفوظ في نسج الرواية. وبالعودة إلى آيات القرآن الكريم نرى ذلك بوضوح .

قال تعالى :" وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً


قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا " 30 البقرة.


وقال:"وعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا " {31}.


وقال:"وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ".{34} .


وقال:"وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلاَ مِنْهَا رَغَداً حَيْثُ شِئْتُمَا وَلاَ تَقْرَبَا هَـذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الْظَّالِمِينَ {35} فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُواْ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ {36}.


فلم يزد محفوظ على أن أطلق على" الله-جبلاوي" وعلى"آدم- أدهم"وعلى"إبليس- ‏إدريس"وعلى"أميمة-حواء"وعلى"الملائكة-رضوان وعباس"وعلى "الأرض -الوقف " وعلى "اللوح المحفوظ-الحجة".


ويُستدرك أن القرآن لم يشر إلى أن حواء أغرت آدم بالأكل من الشجرة , بل أشار إلى كلاً من آدم وحواء عصيا ربهما , والذي أشار إلى ذلك هو التعاليم اليهودية والذاكرة الشعبية.


وأما قتل قدري "قابيل" لهمام "هابيل" ابني أدهم فنجده أيضاً بوضوح في سورة المائدة .


قال تعالى" وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِن أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ {27} لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَاْ بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لَأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللّه رَبَّ الْعَالَمِينَ {28} إِنِّي أُرِيدُ أَن تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُون مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَلِكَ جَزَاء الظَّالِمِينَ {29} فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ {30}


فَبَعَثَ اللّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءةَ أَخِيهِ قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَـذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ {31}سورة المائدة.











الفصل الثاني : جبل



العرض:


جبل رجلٌ من آل حمدان ,وآل حمدان طائفة مستضعفة ضاع حقها في الوقف الذي تسلط عليه الناظر /ص121/ ومع ذلك يعدون أنفسهم "أبناء الجبلاوي"/ ص125/ يعيش جبل في بيت الناظر حيث التُقط من حفرة ماء ورُبي في بيت الناظر الذي لم يولد له أولاد وكانت زوجة الناظر تعتبره ولداً لها . يشاهد جبل ذات يوم "دعبس" وهو من آل حمدان و"قدرة" وهو فتوة يحمي الناظر يقتتلان فيستغيث دعبس بجبل فيغيثه ويضرب قدرة فيقتله دون أن يقصد بضربه القتل/ص139/ ويبقى الأمر سراً وبعد فترة يقتتل دعبس ذاته مع رجل آخر فيتقدم جبل لحل النزاع فظن دعبس أن جبل يريد ضربه فخاف منه فقال:يا جبل هل تريد أن تقتلني كما قتلت قدرة؟/ص151/فينكشف أمره ويضطر للهرب /ص152/ .


بعد مسافة من المسير يصل جبل إلى مكان مأهول بالسكان ,وحين يصل يجد الناس مزدحمين على حنفية الماء ويرى فتاتين تحاولان ملأ صفيحتين من الماء لكن لا تستطيعان لشدة الزحام فتأخذه الشهامة ويملأ لهما /ص154/.فيقوم والد الفتاتين"البلقيطي" باستضافة جبل لشهامته وغربته/ص158/ . والبلقيطي رجل متقدم بالسن عنده أفاعِِ يقوم باللعب بها أمام الناس (سيرك) مما يؤمن له نوعاً من الدخل المعاشي ولأن جبل ليس بيده حرفة فإنه يتعلم هذه الحرفة /ص170 / بعد أن يتزوج إحدى الفتاتين /ص168/ .


وبعد فترة من الزمن يعود جبل وزوجته إلى ربوع آل حمدان ويلتقي بالجبلاوي الذي يطلب منه إصلاح الأمور في الحارة والمطالبة بحق آل حمدان في الوقف /ص177/ ,وقد طلب جبل من الجبلاوي أن يراه فقال له : لن تستطيع رؤيتي ما دام الظلام /ص178/.



التعليق :


أيضاً هنا تظهر الذاكرة الدينية ويظهر الاقتباس من القصة القرآنية مع تحريف الأسماء وبعض التفاصيل فجبل هو موسى وآل حمدان بنو إسرائيل والناظر فرعون والخ........


ويمكن أن نتذكر الآيات التالية:



أ –استضعاف آل حمدان "بني اسرائيل":قال تعالى في سورة القصص:" إِنَّ


فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِّنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ {4}.



ب –وجود جبل"موسى في بيت الناظر"فرعون"واتخاذ زوجته له ابناً , قال تعالى في سورة القصص:" فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَنًا إِنَّ


فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ {8} وَقَالَتِ امْرَأَتُ فِرْعَوْنَ قُرَّتُ عَيْنٍ لِّي وَلَكَ لَا تَقْتُلُوهُ عَسَى أَن يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ {9}.



ج –قتله للرجل خطأً ثم هربه بعد أن انكشف أمره , قال تعالى في سورة القصص:" وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ مِّنْ أَهْلِهَا فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلَانِ هَذَا مِن شِيعَتِهِ وَهَذَا مِنْ عَدُوِّهفَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِن شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ فَوَكَزَهُ مُوسَىفَقَضَى عَلَيْهِ قَالَ هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُّضِلٌّ مُّبِين {15} قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ {16} قَالَ رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونظَهِيرًا لِّلْمُجْرِمِينَ {17} فَأَصْبَحَ فِي الْمَدِينَةِ خَائِفًا يَتَرَقَّبُ فَإِذَا الَّذِي اسْتَنصَرَهُ بِالْأَمْسِ يَسْتَصْرِخُهُ قَالَ لَهُ مُوسَى إِنَّكَ لَغَوِيٌّ مُّبِينٌ {18} فَلَمَّا أَنْ أَرَادَ أَن يَبْطِشَ بِالَّذِي هُوَ عَدُوٌّ لَّهُمَا قَالَ يَا مُوسَى أَتُرِيدُ أَن تَقْتُلَنِي كَمَا قَتَلْتَ نَفْسًا بِالْأَمْسِ إِن تُرِيدُ إِلَّا أَن تَكُونَ جَبَّارًا فِي الْأَرْضِ وَمَا تُرِيدُ أَن تَكُونَ مِنَ الْمُصْلِحِينَ {19} وَجَاء رَجُلٌ مِّنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَى قَالَ يَا مُوسَى إِنَّ الْمَلَأ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ {20} فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفًا يَتَرَقَّبُ قَالَ رَبِّ نَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ {21}.



د –سقايته للفتاتين وزواجه بإحداهما, قال تعالى في سورة القصص:"‏ وَلَمَّا وَرَدَ مَاء مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِّنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِن دُونِهِمُ امْرَأتَيْنِ تَذُودَانِ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاء وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ {23} فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ {24} فَجَاءتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاء قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا فَلَمَّا جَاءهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ قَالَ لَا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ {25} قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ {26} قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَى أَن تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْرًا فَمِنْ عِندِكَ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ {27} قَالَ ذَلِكَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ أَيَّمَا الْأَجَلَيْن قَضَيْتُ فَلَا عُدْوَانَ عَلَيَّ وَاللَّهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ {28}‏.



ولعل اختيار محفوظ اسم الجبلاوي لله وجبل لموسى جاء من النسبة للجبل الذي تحدث عنه القرآن حين التقى موسى بالله وكلمه وطلب منه أن يراه قال الله تعالى :" وَلَمَّا جَاء مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَن تَرَانِي وَلَـكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ موسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ {143}‏سورةالأعراف.


ويركز محفوظ في هذا الفصل على دور جبل في إنقاذ آل حمدان الذين يظنون أنهم أفضل الخلق "شعب الله المختار" /ص178-203/.



الفصل الثالث :رفاعة


العرض:


خرجت أمه حاملاً به ومعها زوجها الذي يعمل نجاراً /ص219/ فيولد خارج الحي وبعد فترة طويلة تعود به أمه وزوجها إلى الحارة , ويتعرف في الحارة على " كودية زار" /ص229/ فيتعلم منها طريقة استخراج العفاريت /ص232 / ويكلمه الجبلاوي كما كلم من قبله جبل ويوصيه بالحارة وإصلاحها /ص 247 / فيركز اهتمامه على المرضى الذين يحاول شفاءهم /ص250/ ويصطفي من مرضاه أربعة حيث يعلمهم مداواة المرضى .


وبعد فترة يحاول الفتوات قتله فيهرب ,ولكن تخونه زوجته /ص293/ ويلوذ أصحابه بالفرار /ص294/ ويقتله الفتوات حين صاح أول ديك /ص 292-295/.


ثم اخُتلف بعد ذلك في موته ودفنه ,فقال قوم لقد رفع الجبلاوي جثته إلى حديقة القصر /ص304/ وغالى قوم من أتباعه( الرفاعيين ) فتجنبوا الزواج استعادة لسيرته /ص305/وهناك من تزوج وأخذ حقه في الوقف /ص 305/.



التعليق:


واضح هنا أن رفاعة هو عيسى عليه السلام ,وهنا يستقي محفوظ أخباره من التعاليم الدينية الإسلامية والمسيحية حول معجزة عيسى في الطب أو رفعه كما يعتقد المسلمون أو حول قتله أو صلبه كما يعتقد المسيحيون . ويمكن أن نتذكر الآيات التالية:


أ –شفاء عيسى للمرضى:قال الله تعالى على لسان عيسى:" وَأُبْرِئُ الأكْمَهَ والأَبْرَصَ وَأُحْيِـي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللّهِ...................الآية {49} آل عمران.



ب –اصطفاؤه أربعة من مرضاه (الحواريين):قال الله تعالى:" فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُم الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللّهِ آمَنَّا بِاللّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ {52}‏آل عمران.



ج – الاختلاف حول صلبه ويعتقد المسلمون أن الله رفعه إليه ونجاه :قال الله تعالى:"إذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ {55} آل عمران.



د – تحريم بعضهم الزواج على أنفسهم :قال الله تعالى:" وَرَهْبَانِيَّة ابْتَدَعُوهَا..... ............الآية{27} الحديد.


ويركز محفوظ في هذا الفصل على أن أهم ما يتصف به جبل هو الرِقة ص237-244-245-245-249/./



الفصل الرابع :قاسم



العرض :


وهو طفل يتيم يعيش في كنف عمه زكريا /ص310/ ويساعد عمه في النفقة فيرعى الغنم /ص317/ وبين الأغنام نعجة لقمر وهي السيدة الوحيدة التي تملك مالاً في الحارة /ص320/ .


وفي يوم من الأيام يستطيع قاسم وقد أصبح شاباً أن يحل مشكلة كادت تجعل الأحياء تقتتل /ص325-329/ ثم يتزوج بعها قمر وهي في الأربعين من العمر /ص321 /340/ .


وفي ذات يوم يلتقي بشكل مفاجئ بخادم الجبلاوي (قنديل) /ص351 / فيكلفه بأمر الجبلاوي بإصلاح الحارة مشيراً إلى أن جميع أبناء الحارة أحفاد الجبلاوي على السواء /ص 353/. فتصدقه بمقاله قمر وكذلك صادق وهو صديق له قديم وحسن وهو ابن عم له والخادمة (ولذا فقد وعد قمر والخادمة بإعطاء المرأة والعبيد من الوقف /ص 370/). ثم يتوالى المصّدقون الذين يشكل بهم عصابة , ولاشتداد ملاحقتهم يهربون واحداً تلو الآخر /ص398/ .ثم يهرب هو ذاته ويتزوج بعد هروبه من فتاة صغيرة السن (بدرية) 12 سنة /ص 415/ .


يحدث فيما بعد قتال بين قاسم وعصابته وبين الفتوات في حارته ولأكثر من مرة /ص417-425/ إلا أن النصر يكون له في نهاية المطاف فيعود هو ومن معه إلى الحارة منتصرين على الظلم /ص440/ .


يموت قاسم فيخلفه صاحبه صادق ,ويرى قوم أن حسن أولى بالنظارة لقرابته من قاسم /ص447/.



التعليق:


وهذا الفصل ليس بحاجة إلى كثير تعليق ويكفي أن تبدل الأسماء لتخرج بالنتيجة وهو أن قاسم ليس هو سوى محمد صلى الله عليه وسلم و (قنديل-جبريل) و( صادق – أبو بكر ) و (حسن – علي بن أبي طالب ) و( قمر –خديجة) و (بدرية –عائشة ) . وهذا ليس بحاجة إلى إثبات ولكن لا بأس بمن يريد الاستزادة أن يرجع إلى أي كتاب في السيرة النبوية أو فقهها.


ونرى محفوظ في هذا الفصل يركز على القوة وأن قاسم رئيس عصابة (يشبه البلطجي) /ص366-388/.









الفصل الأخير :عرفة



العرض:



وعرفة رجل جاء إلى الحارة قبيل العصر /ص449/ بعد أن سادت في الحارة شعارات المساطيل/ ص 448/ وهو فتى غريب يتبعه قزم اسمه (حَنَش) , وعرفة مجهول الأب يمكن له أن يدعي أنه ابن رجل من رفاعة أو جبل أو قاسم , كل ذلك حسب مصلحته /ص451/ .


أهم أعماله السحر الذي لا حد لقوته ,والنبابيت بجانبه لعب أطفال /ص462 / , أقل ما يقدمه السحر هو هدايا يتقدم بها عرفة لكبار السن مما يؤمن لهم السعادة /ص 458 /, ويصل عرفة بسحره هذا إلى إنتاج زجاجة سحرية معبأة ومحكمة الإغلاق تستطيع قتل الفتوات/ ص469/ , وقد وصل إليها بعد تجارب عدة /ص 477 / .


يتسلل عرفة ذات يوم إلى قصر الجبلاوي للإطلاع على الأسرار فيلتقي فجأة بخادم الجبلاوي فيقوم بقتل الخادم /ص493/ ويحزن الجبلاوي لمقتل الخادم فيموت متأثراً بحزنه/ ص499/ ,و يستمر عرفة في صنع الزجاجات السحرية /ص 511 / ويحاول –عبثاً- رد الحياة للجبلاوي وقتل الموت/ ص 535/.



وفي آخر صفحة من الرواية يحكي محفوظ أن بعض الشبان بدؤوا يختفون من الحارة وقد اهتدوا إلى مكان حنش الذي هرب بأسرار الزجاجة السحرية - بعد موت عرفة بنفس السلاح الذي قَتل به الجبلاوي – وهو يعلمهم السحر استعداداً ليوم الخلاص المنشود /ص552/.



التعليق:



لعل هذا الفصل هو فصل الرموز المشتقة من الواقع, وهو ما يعطي للرواية بعدها الروائي الاصطلاحي ,وفي هذا الفصل يعالج محفوظ مشكلة الإنسان المعاصر . فعرفة هو الإنسان العاِلم المعرفي ,ومجيئه كان قبيل العصر أي حين كاد النهار أن ينتهي وهو آخر الزمان وقد سُبق بفترة الظلام التي عاش فيه العالم كل أنواع الجهل والتخلف ,ولعل محفوظ يريد تقسيم العالم إلى معسكرين , تابعٍ ومتبوع ,فعرفة هو القوي (الدولة الغربية المعاصرة –الاحتلال-) وحنش هو( الدولة التابعة الضعيفة المحتلة) .


عرفة يؤمن بالعلم(السحر) والعلم فقط ولا يهمه الدين (جبل ورفاعة وقاسم) إلا بمقدار ما يخدمه ,وبالتالي ينتحل صفة رفاعي أو جبلي أو قاسمي حسب الظروف , ولعلنا هنا نتذكر ما فعله نابليون حين دخل مصر ووزع منشوراً باللغة العربية مبدوءاً ببسم الله الرحمن الرحيم ,وكذلك ما شاع بين العرب أن فاتحاً عظيماً سيخلصهم من الظلم اسمه "حج محمد هتلر" .


والسحر هو العلم الذي يقدم لكبار السن "الفياجرا" ويقدم لعرفة السلاح الناري ابتداءً والنووي انتهاءً .


كأن محفوظ يريد القول إن هذا الإنسان المعاصر استطاع أن يقتحم على الله "الجبلاوي" قصره "سماواته" وأن يقتله وأن ذلك من متطلبات العلم وأن العقل العلمي ملحد بالضرورة حيث يشير إلى أن هذه جريمة لم يكن بالإمكان تفاديها /ص495/.وأن هذا الإنسان لم يتأثر بقتل الله بل استمر يصنع كل ما يسعده في الحياة بل ويفكر في قتل الموت ذاته .ا.ه































الرواية من الناحية الفنية:



1


إن الرواية بالشكل الذي عرضناه وبالطريقة التي كتبها محفوظ لا تمت إلى الحارة المصرية بأي شكل من الأشكال , فضلاً عن تمثيلها لها بالكامل , مع أنها أخذت اسم الحارة المصرية وشيئاً من كلام الشارع المصري ولهجته وأمثاله , فلم تبدأ الحارة المصرية برجل يحمل كل هذه القسوة ويعيش في قصر تاركاً أبناءه يعيشون في بيوت بسيطة في الخلاء المظلم ,وإن كانت الحارة قد بدأت به فعلى أي الناس كان يعمل فتوة كما اتهمه إدريس . ثم ما هذا الأب المصري المهمل لعائلته , ثم هو ذاته الحامل همها وهم إصلاحها ولكن لا يزيد على أن يوكل أحد أبناءه بإصلاح الأمور في الحارة .



2


وهذا الابن البار الذي كلفه الجبلاوي بإصلاح الأمور لا ينظر إليه الناس إلا على أنه مريض نفسياً ,أو صاحب عقدة نفسية ,وليس على أنه صاحب مشروع إصلاحيّ للجميع أو على أساس أنه زعيم سياسيّ وطنيّ.



3


ومن هنا نعتقد أن محفوظ لم يزد على أن وضع في باله سير الأنبياء(آدم وموسى وعيسى ومحمد) عليهم الصلاة والسلام وترك لنفسه حرية الصياغة والحوار بما يوصله إلى هدفه المحدد مسبقاً حول الدين والأنبياء.



4


وبناءً عليه نجد خللاً هائلاً وهو أنه كان يفترض ويتوجب على محفوظ أن يكمل الرواية بالاعتماد على تاريخ الأنبياء , وذلك بإضافة فصل آخر يتمكن فيه بطل الرواية من إعادة الجبلاوي للحياة (عودة أوربا والغرب للدين) و(عودة الأحزاب الدينية إلى الواجهة السياسية والاجتماعية ) ومن ثَمّ قيام حرب بين أتباع جبل ورفاعة وقاسم ضمن تحالفات عالمية بما يؤهل الحارة للخراب الذي لا يمكن معه إعادة الحياة الطبيعية للحارة. وهذه الحرب تؤمن بها كل الأديان السماوية كلٌ بما يتناسب مع مصادره التي يستقي منها. ولكن لأن هذا يؤيد عودة الدين إلى الواجهة وهو مالا يوده محفوظ فإنه أعرض عنه تاركاً نقصاً حاداً في الرواية.



5


ويحق لنا أن نتساءل :هل كان محفوظ في أولاد حارتنا روائياً أم مؤرخاً دينياً ؟ فإن كان روائياً فما هو سر كل هذا التوافق مع تأريخ الأنبياء ؟؟ وإن كان مؤرخاً دينياً فأين التوثيق والمصداقية ؟؟ وإن كان روائياً مؤرخاً فهل بالضرورة - في الرواية التاريخية- الإساءة للأشخاص التاريخيين علماً أنهم أنبياء ؟ وهل هناك رواية تاريخية أصلاً ؟؟؟.



6



وأخيراً: هل سرق محفوظ "أولاد حارتنا" من غوته [1] في مسرحيته "فاوست"؟؟. وفاوست هو الإنسان الأوربي بعد خروجه من العصر الوسيط (غرفة مظلمة )- كما في المسرحية- ودخوله عصر النهضة بقدراته السحرية و"مفستو فيليس"هو الشيطان الذي يتحدى الله في مشهد سماوي يعرض مسرحياً وأن العالم من اختصاص الشيطان وأن الله لم يزد على أن خلق العالم وأهمله.


أم أن المسألة لم تزد على توافق بين محفوظ وغوته في النظرة للحياة والكون والإنسان ؟؟؟ أم كلا الأمرين معاً ؟؟؟ .


ففي الحالة الأولى أي فضل لمحفوظ حتى تعطى روايته كل هذا الحجم إلا فضل السارق إن كان شريفاً (مدعوماً)في مجتمع ما قبل الإسلام وما يماثله[2] ؟.


وفي الحالة الثانية ما هو موقف أتباع الأديان من محفوظ ؟ .

والطامّة الكبرى في الحالة الثالثة .
















الرواية من الناحية الدينية:

1. ما مدى مصداقية قول نجيب محفوظ إن روايته لم تستمد من الدين ولم تستفد من تاريخ الأنبياء ؟.
2. وما حكم الأديان في تسمية محفوظ الله بالجبلاوي باسم الإبداع وحرية المبدعين ؟.
3. وما هو الموقف الديني ممن سمى الله جبلاوي ثم وصفه بأنه ليس أكثر من أب أهمل شؤون الأسرة غير عارف بما يجري , منطوٍ ومنعزل على نفسه .
4. وكذلك ما هو الموقف الديني ممن يصف أحد الأنبياء ب"كودية زار" والآخر ب" حاوٍ ومرب للأفاعي " والثالث ب"البلطجي المؤسس للعصابات".
5. ثم يكشف في الفصل الأخير أن الله لا يستحق إلا القتل من قبل الإنسان المعاصر العلمي باسم العلم والمعرفة .
وإذا كان من الصحيح أن أوربا استغنت عن الدين-النصراني السائد فيها- وأزاحته من طريقها وأقامت العلمانية محله فإنه ليس من الصحيح أنها لم تخسر شيئاً بل خسرت الكثير وهاهي تحصد الخسائر.
§ 50 ألف باحثة بريطانية تقدمت باحتجاجات شديدة للتمييز ضد المرأة .
§ أكثر من 500 ألف بلاغ اعتداء جنسي في عام واحد في أسبانيا .
§ 93% من النساء الأسبانيات يستعملن حبوب منع الحمل وغالبهن عازبات .
§ يغتصب يومياً في أمريكا 1900 فتاة 200 منهن من قبل آبائهن .
§ 70% من الزوجات في أمريكا يعانين الضرب المبرح و4000 حالة قتل للزوجات من قبل أزواجهن .
§ بلغت نسبة الطلاق في أمريكا 60% من عدد الزيجات [3].
كان محفوظ يستطيع القول أن عرفة بعد قتله للجبلاوي أصابه مرض لم يعرف سببه ولم يجد له علاجاً ولكان ذلك أولى من جعل الجريمة ضرورية دون أن يعطله ذلك عن شيء.
6. وأخيراً هل أصبح سب المقدس والتطاول عليه سمة ضرورية من سمات الإبداع وجزءاً لا يتجزأ منه , وأقرب الطرق إلى الشهرة والعالمية وحصد الجوائز والمكافآت كما فعل سلمان رشدي من قبل ؟؟, لعل هذا هو السر وراء إعطاء محفوظ حجماً كبيراً في كتاباتنا ومناهجنا وصحفنا وإذاعاتنا .

طارق يوسف المحيميد -حلب–منبج-عين النخيل
ماجستير شريعة إسلامية – أم درمان - السودان
سنة رابعة - لغة عربية - جامعة حلب
ملاحظة :من باب المجاراة استخدمنا الأسماء التي استخدمها محفوظ لله والأنبياء للوصول إلى النهاية .


الإحالات

1 - يوهان فولغفانغ فون غوته :الأديب والفيلسوف الألماني ,ولد في فرانكفورت في 28/8/1749م وتوفي في 1832م التقى بنابليون عام 1808م .

[2] - قال النبي " ص " إنما أهلك الذين من قبلكم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد .

[3] - مقال للدكتور نور الدين عتر في مؤتمر الاجتهاد بين التجديد والتفريط –الملتقى الإسلامي الأول 2004 م دمشق – مؤسسة الرسالة بيروت - لبنان.
 

مجتهدة

:: متميز ::
إنضم
25 أبريل 2008
المشاركات
931
التخصص
فقه وأصول..
المدينة
000000
المذهب الفقهي
حنبلية على اختيارات الشيخ ابن عثيمين-رحمه الله-.
أعتقد أن الدهر طواها، أليس كذلك؟!!
 
أعلى