العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

قراءة في النتائج العلمية المدوَّنة في نهاية الكتب

إنضم
29 أكتوبر 2007
المشاركات
9,059
الكنية
أبو فراس
التخصص
فقه
المدينة
جدة
المذهب الفقهي
مدرسة ابن تيمية الحنبلية لذا فالمذهب عندنا شيء والراجح شيء آخر تماماً!.
قراءة


في النتائج العلمية


المدوَّنة في نهاية الكتب



عناصر المقالة:


1- تاريخ خاتمة الكتب في دواوين أهل العلم العتيقة والمعاصرة.


2- الفرق بين النتيجة المختصة والنتائج العامة.


3- تعريف النتائج العامة.


4- أهمية النتائج.


5- ماهية النتائج العامة وماذا يوضع فيها.


6- طريقة تقويم النتائج.


7- النظر في النتائج المسجلة في نهاية الكتب من جهة صحتها ونجاحها وفعاليتها.


8- محاولة التفكير في فرص نجاح هذه الطريقة والاستفادة منها بشكل مباشر.


9- البحث عن الطريقة الصحيحة في تقويم النتائج المعينة.


10- البحث عن الطريقة السليمة في الاستدراك على النتائج المدوَّنة في نهاية الكتب بشكل مباشر.


..............................................................



وسنحاول بعون الله وتوفيقه كتابة هذه المقالة ذات العناصر العشر تباعاً، وأتمنى من الإخوة إثراء هذا الموضوع البكر الذي هو خاصَّة هذا الموقع المبارك لا أقول من بين المواقع العلمية، ولكن من بين الواقع العلمي، هذا بحسب ما أجد من حولي، فإن لم يكن ما ذكرتُ صحيحا فإن العتب على النظر.

وأكرر طلبي للإخوة بإثراء الموضوع بالنقل والتوثيق والاقتراح والمناقشة بل حتى برسم الآمال المعقودة على إحكام النتائج العلمية في القسم الخاص له من هذا الموقع: قسم التقارير العلمية والنتائج الفقهية.
 
التعديل الأخير:
إنضم
29 أكتوبر 2007
المشاركات
9,059
الكنية
أبو فراس
التخصص
فقه
المدينة
جدة
المذهب الفقهي
مدرسة ابن تيمية الحنبلية لذا فالمذهب عندنا شيء والراجح شيء آخر تماماً!.
بسم الله الرحمن الرحيم


قراءة في النتائج العلمية المدوَّنة في نهاية الكتب

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين.
اعتاد فئام كثيرة من كتبة العصر الحديث في مختلف المجالات العلمية على تخصيص ورقة أو ورقتين أو عدة أوراق قليلة في نهاية البحث لتسجيل "خاتمة البحث".
وليس لدي معلومات محددة عن الزمن الذي بدأ فيه اعتبار هذه الطريقة، وهل كانت نتيجة لالتزام الطريقة الغريبة في التصنيف والترتيب؟
ولكن لا ريب أن أثر الرسائل العلمية وإلزام الجامعات وحثها على تسجيل نتائج الكتب كان له أثر كبير وبالغ في اعتبار هذه الطريقة وانتشارها.
أما إن أردنا أن نستقصي "خاتمة الكتاب" في دواوين أهل العلم المتقدمة فإن د. يحيى الجبوري قد كفانا ذلك في كتابه "منهج البحث وتحقيق النصوص، أنقل كلامه بطوله:
وقد " كان المؤلفون القدامى يفعلون ذلك، ويتفاوت مفهومهم للخاتمة من مؤلف إلى آخر، فمنهم من يعني بالخاتمة أنه الجزء الأخير من الكتاب.
كما نجد ذلك في قول المبرد:
"هذا كتاب قد وفَّيناه جميع حقوقه ...ونحن خاتموه بأشعار ظريفة، وآخر ذلك الذي به آيات من كتاب الله عز وجل."
وقد يعني بعض المؤلفين بالخاتمة الفصول أو الموضوعات الأخيرة من الكتاب كما يتضح ذلك في قول الثعالبي الذي يستعمل كلمة الخاتمة صراحة، قال: "خاتمة الكتاب، يشتمل على ذكر أقوام مختلفي الترتيب، متفاوتي التاريخ"
وقد يضيف المؤلف موضوعات إلى الكتاب يجعلها في نهاية الكتاب، وكأنه قد فاته أن يذكرها في صلب الكتاب، من ذلك ما نجده عند ابن الأثير في كتابه المثل السائر إذ يقول:
"وذا فرغت من تصنيف هذا الكتاب، وحررت القول في تفصيل أقسام الفصاحة والبلاغة والكشف عن دقائقها وحقائقها فينبغي أن أختمه بذكر فضيلتهما"
وقد جعل القلقشندي الخاتمة تتضمن أبوابا طويلة من الكتاب، فهو يعني أنها الأبواب الأخيرة التي يختتم بها كتابه الكبير يقول: "الخاتمة: في ذكر أمور تتعلق بديوان الإنشاء غير أمور الكتابة، وفيها أربعة أبواب."
فالخاتمة هنا وفي غيرها من الكتب تتضمن موضوعات لها علاقة بالكتاب، أي أن مفهوم الخاتمة هو الموضوعات الأخيرة في الكتاب، وليس هذا هو المقصود بالخاتمة التي عرفت فيما بعد، وإن جاء اسم الخاتمة صراحة كأنه عنوان.
وفي كتب أخرى تأتي الخاتمة في نهاية الكتاب فيها مضمون الخاتمة المعروف، كإطراء الكتاب، وبيان جهد المؤلف، أو الاعتذار عن نقص أو غير ذلك، دون تسمية هذا الكلام خاتمة، أو ورود اسم (الخاتمة ) من ذلك التنويه والإطراء الذي أنهى به ابن المدبر رسالته العذراء في قوله:
"وهذه الرسالة عذراء، لأنها بكر معان، لم تفترعها بلاغة الناطقين، ولا لمستها أكف المفوهين...فاجعلها مثالا بين عينينك، ومصورة بين يديك، ومسامرة لك في ليلك ونهارك"
ومن ذلك الكلمة الاعتذارية التي أنهى بها الوشاء كتابه الموشى إذ يقول:
"هذه جملة ما بلغنا، وفيها كفاية لمن اكتفى وبيان لمن تبين واقتفى، وما استوعبنا كل ما انتهى إلينا، ولو قصدنا إلى تكثير لما استصعب علينا، وإنما قصدنا التخفيف لا التأليف، والاقتصار والاختصار، وليس كل ما سمعناه ذكرناه".
من هذا نتبين أن القدامى قد عرفوا الخاتمة، عرفوها على أنها نهاية الكتاب، أو استدراك أو اعتذار، ولم تكن الخاتمة واحدة عند كل المؤلفين، ولم تكن عامة لديهم، بل وجدت في بعض الكتب دون غيرها."([1])
.......................................................
([1]) منهج البحث وتحقيق النصوص" د. يحيى وهيب الجبوري.
 
التعديل الأخير:
إنضم
29 أكتوبر 2007
المشاركات
9,059
الكنية
أبو فراس
التخصص
فقه
المدينة
جدة
المذهب الفقهي
مدرسة ابن تيمية الحنبلية لذا فالمذهب عندنا شيء والراجح شيء آخر تماماً!.
نرجع إلى ما نحن بصدده فنقول: سنحاول في هذا البحث المقتضب التعرف على ماهية هذه الخاتمة أو النتائج ، والنظر في النتائج المسجلة في نهاية الكتب من جهة صحتها ونجاحها وفعاليتها، ومحاولة التفكير في فرص نجاح هذه الطريقة والاستفادة منها بشكل مباشر، كما نقصد من طرح هذا الموضوع البحث عن الطريقة الصحيحة في تقويم النتائج المعينة، وطريقة الاستدراك عليها بشكل مباشر، فأسأل الله عز وجل التوفيق والإعانة ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
النتيجة العلمية لها تناولان:
1- التناول المختص بالمسألة المعينة.
2- التناول العام لمجموع النتائج التي تم تحصيلها من البحث.
التناول الأول: النتيجة المختصة المباشرة من معالجة قضية ما في ثنايا البحث: هذا النوع من النتائج من الأهمية بمكان ضبط معالمه، وهو وإنْ لم نقصده بهذا الموضوع ابتداء، ولم نرغب أن نصمد له صمدا إلا أن ضرورة استكمال القسمة الثنائية للنتيجة محتمة للتعريج عليه، ثم إننا لن نستطيع أن نتجاوز هذه النتائج المختصة لأن نتائج الكتب لا تقوم إلا على مجموع هذه النتائج فهي النواة التي تقوم عليها النتائج العامة للبحث العلمي، الذي حل ميعاد الشروع في بحثه.
التناول الثاني: التناول العام لمجموع النتائج التي تم تحصيلها من البحث:
فإنه يختلف عن الاستنتاجات التفصيلية المبنية مباشرة على البراهين فالبحث يتكون من المادة العلمية مثل البراهين وعلى هذا تبنى النتائج ومناقشاتها.
ولعلنا نصطلح بتسمية هذا النوع بـ "النتائج العلمية" على صيغة الجمع تمييز لها عن القسم الأول.
والنتائج العلمية: هي مجموعة النتائج التي خرج بها الباحث من دراسته، وقد تكون نتيجة مباشرة سبق أن سجلها الباحث في دراسته، ويمكن أن تكون محصلة من مجموع هذه النتائج التي سجلها الباحث في بحثه، وبهذا يمكن القول:
إن النتائج العلمية المسجلة في نهاية البحث على قسمين:
1- نتائج مباشرة سبق للباحث تسجيلها في رسالته.
2- نتائج متحصلة من مجموع نتائج الكتاب.
وبهذا نعرف أيضاً: أن هذه النتائج ليست هي مجرد تسجيل لمستخلصات البحث فقد تكون مضمنة لنتائج جديدة لا محل لتسجيلها إلا في نهاية هذه الرسالة، فهي إضافة علمية جديدة قد تكونت من مجموع نتائج البحث أو نتيجة لدراسات قام بها الطالب في بحثه أو نضجت أفكارها أثناء بحثه استطاع أن ينظم من مجموعها هذه النتائج
وفي هذا يقول د. عبد العزيز الربيعة معرفاً الخاتمة: "المراد بالخاتمة هنا: آخر البحث مما يرسم خلاصته ويوضح نتائجه ويرصد توصياته."([1])
..............................................................
([1]) البحث العلمي لـ د. عبد العزيز الربيعة.
 
التعديل الأخير:
إنضم
29 أكتوبر 2007
المشاركات
9,059
الكنية
أبو فراس
التخصص
فقه
المدينة
جدة
المذهب الفقهي
مدرسة ابن تيمية الحنبلية لذا فالمذهب عندنا شيء والراجح شيء آخر تماماً!.
ما ينبغي أن يوضع في الخاتمة:
للناس اتجاهات شتى في تسجيل مضمون الخاتمة، يقول د. عبد العزيز الربيعة:
"1- فبعضهم يجعلها محض تكرار لما كتبه في البحث، لكن على طريقة التلخيص.
2- وبعضهم يجعلها موضوع مسألة أو مبحث عن صميم موضوع البحث، نسي بحثه في صلب الموضوع، وأراد أن يتداركه بكتابته في الخاتمة.
3- وبعضهم يجعلها نصيحة عامة للمسلمين أو خاصة لفئة منهم.
4- وبعضهم يجعلها موضعا لوثائق اعتمد عليها في بحثه.
ولكن المقصود بالخاتمة لا يساعد على هذه الاتجاهات.
ومن أجل تحقيق المقصود بالخاتمة ينبغي أن يوضع فيها ما يأتي:
1- خلاصة البحث:
يرسم الباحث خلاصة البحث وذلك بالتعرض لعناوينه الرئيسية وموضوعاته وأفكاره الرئيسية بصورة مختصرة.
وعليه وهو يعرض ذلك أن يعلم أن أهم شيء في البحث هو نتائجه التي انتهى إليها لذلك يعرض هذه الخلاصة وكأنها مقدمات يقصد منها أن تقود إلى أهم شيء في البحث، وهو نتائجه.
وفي سبيل ذلك ينبغي التركيز على بعض النقاط الرئيسية والأفكار ذات الصلة الوثيقة بنتائج البحث وتحليلها.
2- أهم النتائج التي انتهى إليها البحث:
يرسم الباحث صورة سريعة لما استطاع أن يسهم به في خدمة العلم بهذا الإنتاج.
ويرسم في هذه الصورة مواطن الكشف والتجديد في البحث، وآراءه ووجهات نظره سواء بالنسبة لجوهر الموضوع أم بالنسبة لجزئياته، ويرسم النتائج التي انتهى إليها البحث، ومدى قوة هذه النتائج أو ضعفها.
3- المقترحات التي هدي إليها البحث:
كذلك يرسم الباحث مقترحات وتوصيات عن أمور جديرة بالاهتمام والإبراز وجذب انتباه القارئ انقدحت في ذهنه من خلال بحثه، وهي تستأهل البحث، لكن "لم يتمكن من ظروف ما من القيام بها، ويوصي من تمكنه أهليته وظروفه أن يسير بها في مرحلة إلى الأمام"
"ويشترط أن تكون هذه المقترحات والتوصيات ذات صلة وثيقة بالنتائج التي أمكن الوصول إليها، وأن تكون محددة تحديدا دقيقا، وتتجلى مهارة الباحث في الربط بين ما يتوصل إليه من نتائج البحث بدون مبالغة أو حشو...وبذلك يفتح الباحث أمام غيره من الباحثين آفاقا جديدة للدراسة والبحث، ويضع أمامهم مشكلات يمكن الاستفادة بها في بحوث قادمة"([1])
..................................................................
([1]) البحث العلمي لـ د. عبد العزيز الربيعة.
 
إنضم
29 أكتوبر 2007
المشاركات
9,059
الكنية
أبو فراس
التخصص
فقه
المدينة
جدة
المذهب الفقهي
مدرسة ابن تيمية الحنبلية لذا فالمذهب عندنا شيء والراجح شيء آخر تماماً!.
وقد غرَّد د. عبد الوهاب أبو سليمان في الكلام عن خاتمة البحث في ثلاثة من كتبه:
1) كتابة البحث العلمي ومصادر الدراسات الإسلامية، وكرر نفس النتيجة في كتابه الآخر : كتابة البحث العلمي ومصادر الدراسات التاريخية".
2) "منهج البحث في الفقه الإسلامي".
3) "كتابة البحث العلمي صياغة جديدة".
في كل كتاب يسجل ما خطر له في ساعته لذا جاء كلامه عن الخاتمة في هذه الكتب الثلاثة متنوعا ومنتظما في نفس الوقت، وكأنه بناء واحد قد انتظمت أدواره، ولو كان غير د. عبد الوهاب أبو سليمان لكان غالب الظن أن لا يجاوز أن ينقل في كتابه الجديد ما كان قد سجَّله في سابقه، هذا إن لم يكتف بالإحالة، ولكنها الهمة الوثّابة التي انبثقت من نفس حرة أصيلة ففاضت منها تلك العيون نهلة عذبة.
يقول د. عبد الوهاب أبو سليمان في كتابه "منهج البحث في الفقه الإسلامي":
"خاتمة البحث الفقهي تعني انتهاء الموضوع واكتماله بذكر النتائج التي يتوصل إليها الباحث من خلال رحلته العلمية الطويلة المضنية التي عاشها أياما وليالي، بل أمضى من أجلها الشهور والسنين.
إنها تعني الأفكار والإخراج.
إنها المضمون والمعنى الرفيع، في الأسلواب الواضح المشرق الذي تتجلى فيه روح الشريعة الإسلامية ومقاصدها، منسجمة مع قواعدها العامة، وأصولها الثابتة في مرونة وواقعية ووسطية واعتدال.
الخاتمة ذات العناصر الواضحة والأفكار الشرعية المستنيرة هي التي تحقق تطلعات القارئ وتشبع طموحاته.
إنها نهاية الموضوع فينبغي العناية بها فكرا وأسلوبا ومنهجا؛ ذلك إنها إحدى العناصر التي تقدر بها جودة البحث، وترتفع بها قيمته العلمية.
ومن الضروريات التي لا تحتاج إلى تذكير العناية بتحرير البحث وتهذيبه في تأن وروية، يقول الإمام أبو زكريا يحيى النووي رحمه الله تعالى:
"ثم ليحذر أن يخرج للناس تصنيفه إلا بعد تهذيبه وتحريره وإعادة النظر فيه وتكريره."([1])"([2])
--------------
ويقول أبو سليمان في كتابه الآخر: "كتابة البحث العلمي صياغة جديدة":
"خاتمة البحث هي النتيجة المنطقية لكل ما جرى عرضه ومناقشته، وهي المساهمة الأصلية، والإضافة العلمية الجديدة التي تنسبب للباحث بلا مزاحمة أو منافسة إنها تذهب إلى أبعد من قضايا البحث، ومقدماته، حيث تعلن فيها الأحكام وتقرر النتائج.
يتم هنا عرض الموضوع الرئيس، والتعرض لبعض الموضوعات، والنقاط، والتحليلات التي سبقت مناقشتها، ولكن بصورة مختصرة وكأنها مقدمات، أو مبررات يقصد منها التمهيد للنتيجة أو النتائج بشكل طبيعي.
يوصي في الخاتمة أحيانا بإجراء بحث لبعض الموضوعات على نطاق أوسع، أو الاهتمام ببعض النقاط المهمة.
قد تضمَّن الخاتمة اقتباس نص مهم له أثره في الإقناع بنتيجة البحث.
الخاتمة هي الجزء النهائي في نصوص الرسالة الذي يترك الانطباع الأخير لدى القارئ تحتاج إلى عناية شديدة في ترتيب الأفكار، وجودة الصياغة، واختيار الجمل، والعبارات، يحس القارئ من خلالها أنه وصل إلى نهاية البحث بطريقة طبيعية، متدرجة دون تكلف.
إن القارئ مكث طويلا في انتظار النتائج في هذا الفصل؛ ليحصل في النهاية على شيء له قيمته، وأهميته، يختلف تماما عما سبق من فصول، هي في الحقيقة مقدمات، وبراهين قصد منها التوصل إلى الإقناع بما يذكر هنا.
البحث كله لا يعني شيئا إذا لم تكن له نتيجة، أو نتائج لها قيمتها العلمية، أو الفكرية أو الاجتماعية."([3])
---------------------------
وثالثة هذه النقول وخاتمتها عن د. عبد الوهاب أبو سليمان في ما سجله قلمه الرشيق عن الخاتمة هو ما ذكره في كتابه "كتابة البحث العلمي ومصادر الدراسات الإسلامية" وكذا كتابه الآخر: "كتابة البحث العلمي ومصادر الدراسات التاريخية" إذ قال حفظه الله:
"خاتمة البحث أهم جزء فيه ، والبحث كله لا يعني للقارئ شيئا حتى تقدم له النتيجة أو النتائج التي توصل إليها من البحث، والتي يجري عرضها في الخاتمة.
هذا الجزء من البحث يجري التعرض لموضوعاته بصورة مختصرة وكأنها مقدمات يقصد منها أن تقود إلى النتيجة أو النتائج في شكل طبيعي، وفي سبيل هذه الغاية يتطلب الأمر الكثير من التحليل والتركيز على أهمية بعض النقاط الرئيسية بحيث تلامس تفكير واهتمامات القراء.
بالإضافة إلى أنه لا بد من وقفة تأمل بالنسبة لتفريعات الموضوع والأفكار العامة ذات الصلة الوثيقة بنتيجة البحث أو خاتمته.
نتيجة البحث هي لا شك المساهمة الأصيلة والإضافة العلمية التي تنسب للباحث بلا مزاحمة أو منافسة.
إنها الدليل الواضح الملموس على قيمة البحث والدراسة ، ليس هذا فحسب بل إنها المرآة الحقيقية لمستوى الباحث ومقدار فهمه للمادة العلمية التي يعرضها على القراء.)
وهي أيضاً: آخر ما يلامس نظر القراء فلا بد من إحكامها فكرا وأسلوبا وصياغة وترتيبا حتى يكون الانطباع الأخير ذا أثر بالغ في نفس القارئ."
يقول صاحب كتاب "لمحات في المكتبة والبحث والمصادر":
بعد الانتهاء من عرض الموضوع عرضا علميا وتدوينه، يكتب الباحث خاتمة له، يراعي فيها الإيجاز، فيذكر أهم النتائج التي حققها الموضوع، أو الآراء والاقتراحات التي يراها الباحث جديرة بالاهتمام والابراز وجذب انتباه القارئ إليها.
على ألا يجعل خاتمة بحثه تكرارا لما جاء فيه.
وجل الباحثين يكتبون مقدمة أبحاثهم بعد تمامها وكمالها فيذكر الباحث الأسباب التي حملته على دراسة الموضوع، ويبين منهجه في بحثه فيفصل الأبواب والفصول ويشير إلى جهود المشرف عليه كما ينوه بالشكر لكل من قدم له خدمة طيبة من أجل بحثه.
وبهذا يقف مطالع المقدمة والخاتمة على منهج الموضوع وأهميته ونتائجه من غير أن يقضي وقتا طويلا في التعرف إلى ذلك بتقليبه وتصفحه."([4])
...................................................................

([1]) إرشاد طلاب الحقائق إلى معرفة سنن خير الخلائق صلى الله عليه وسلم. تحقيق نور الدين العتر ط. دار البشائر.

([2]) في كتابه "منهج البحث في الفقه الإسلامي" لـ د. عبد الوهاب أبو سليمان.


([3]) "كتابة البحث العلمي صياغة جديدة" لـ د. عبد الوهاب أبو سليمان.

([4]) لمحات في البحث العلمي ص (111).
 
إنضم
29 أكتوبر 2007
المشاركات
9,059
الكنية
أبو فراس
التخصص
فقه
المدينة
جدة
المذهب الفقهي
مدرسة ابن تيمية الحنبلية لذا فالمذهب عندنا شيء والراجح شيء آخر تماماً!.
يقول د. عبد العزيز الربيعة في كتابه "البحث العلمي" - وهو أوسع من تكلم عن خاتمة الكتاب بحسب ما اطلعت عليه من تواليف البحث العلمي، وحاول الربيعة بجدية واضحة أن يستوعب الكلام عن الخاتمة من عدة زوايا-
يقول حفظه الله:
الاستغناء عن الخاتمة:
نقل عن ثريا ملحس في كتابه "منهج البحوث العلمية للطلاب الجامعيين:
"وقد يستغنى في بعض الحالات عن عن الخاتمة، وإنما يتوقف ذلك على موضوع البحث وطبيعته لأن هناك بحوثا لا تحتاج إلى خاتمة خاصة لسببين أولهما:
لتجنب التكرار
إذ إن النتائج قد ذكر في المقدمة.
وثانيهما: لأن الموضوع المختار قد لا يحتاج بطبيعته إلى الخاتمة:
مكان الخاتمة وكتابتها:
في نهاية البحث تالية للهوامش إن أفردت في آخر البحث
وتكون الخاتمة قبل الملحقات إن وجدت وقبل وفهرس المصادر
وقت كتابتها:
بعد الانتهاء من بحث الموضوع وكتابته.
 
إنضم
29 أكتوبر 2007
المشاركات
9,059
الكنية
أبو فراس
التخصص
فقه
المدينة
جدة
المذهب الفقهي
مدرسة ابن تيمية الحنبلية لذا فالمذهب عندنا شيء والراجح شيء آخر تماماً!.
يقول صاحب كتاب "لمحات في المكتبة والبحث والمصادر":
بعد الانتهاء من عرض الموضوع عرضا علميا وتدوينه، يكتب الباحث خاتمة له، يراعي فيها الإيجاز، فيذكر أهم النتائج التي حققها الموضوع، أو الآراء والاقتراحات التي يراها الباحث جديرة بالاهتمام والابراز وجذب انتباه القارئ إليها.
على ألا يجعل خاتمة بحثه تكرارا لما جاء فيه.
وجل الباحثين يكتبون مقدمة أبحاثهم بعد تمامها وكمالها فيذكر الباحث الأسباب التي حملته على دراسة الموضوع، ويبين منهجه في بحثه فيفصل الأبواب والفصول ويشير إلى جهود المشرف عليه كما ينوه بالشكر لكل من قدم له خدمة طيبة من أجل بحثه.
وبهذا يقف مطالع المقدمة والخاتمة على منهج الموضوع وأهميته ونتائجه من غير أن يقضي وقتا طويلا في التعرف إلى ذلك بتقليبه وتصفحه.([1])
.........................................................................
([1]) لمحات في البحث العلمي ص (111).
 
إنضم
29 أكتوبر 2007
المشاركات
9,059
الكنية
أبو فراس
التخصص
فقه
المدينة
جدة
المذهب الفقهي
مدرسة ابن تيمية الحنبلية لذا فالمذهب عندنا شيء والراجح شيء آخر تماماً!.
والآن لعلنا نتوقف قليلا حتى ننظر في تعليقات الإخوة على هذا الموضوع وإثرائهم له بالنقول والإضافات والمناقشات والاقتراحات على ما سبق ذكره.
وفقنا الله وإياكم لما يحبه ويرضى
 
إنضم
29 أكتوبر 2007
المشاركات
9,059
الكنية
أبو فراس
التخصص
فقه
المدينة
جدة
المذهب الفقهي
مدرسة ابن تيمية الحنبلية لذا فالمذهب عندنا شيء والراجح شيء آخر تماماً!.
بارك الله فيك
 

سمية

:: فريق طالبات العلم ::
إنضم
22 سبتمبر 2008
المشاركات
508
التخصص
فقه وأصوله
المدينة
00000
المذهب الفقهي
00000
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

بارك الله فيكم على طرح هذا الموضوع الخطير- إن صح التعبير - .

أقول الخطير لأن الباحث عندما يجد نفسه بعد جهد سنين طويلة قد وصل لخاتمة البحث، يشعر بسعادة فياضة وراحة كبيرة تمحو تعب السنين التي قضاها منكباً على أوراقه وكتبه، معتكفاً في محراب العلم، ولكن هذه السعادة كثيراً ما تجر الباحث إلى الإسراع في كتابة خاتمة بحثه، دون تركيزأو تؤدة، فتكون العواقب وخيمة على البحث، بمعنى أنه حتى و إن كان البحث جيداً في محتواه، فإن الخاتمة الغيرمضبوطة قد تنقص من قيمته.

ولنترك الدكتور : إسماعيل سالم عبد العال يدلو بدلوه حول الموضوع من كتابه :
البحث الفقهي: طبيعته - خصائصه - أصوله - مصادره، الصفحة:74

يقول:
تعد خاتمة البحث هي المطاف الأخير للبحث الذي تعرض فيه النتائج التي تم التوصل إليها، و الجديد من الإضافات التي كانت أملاً فصارت واقعاً.
و قد يسبق عرض النتائج بعض التقريرات و التحليلات عن الموضوع، و المشكلات التي صادفت الباحث ليبين مدى الجهد الذي بذله للوصول إلى هذه النتائج.
وليبذل الباحث غاية جهده وعنايته في كتابة الخاتمة؛ إذ يغلب – كما يقول الدكتور أحمد شلبي – أن يطلع على الخاتمة القارئ قبل اطلاعه على البحث أو الرسالة ليقرر ما إذا كانت تستحق القراءة أولا.
ويعقب النتائج التوصيات التي يرى الباحث أنها جديرة بالاهتمام، فقد تتضمن العناية بكتاب معين، ولفت النظر إليه أو المطالبة بطبعه بشكل معين، أو العناية ببعض الأفكار التي تحتاج لدراسة أوسع و أشمل، وينبه الدارسين إليها.
لا قيمة للبحث إذا لم تكن له غاية شريفة، ونتيجة قيمة،وهي لا تخرج عن :" اختراع معدوم، أو جمع متفرق، أو تكميل ناقص،أو تفصيل مجمل،أو تهذيب مطول،أو ترتيب مخلط أو تعيين مبهم،أو تبيين خطأ."
 

د. عبدالحميد بن صالح الكراني

:: المشرف العام ::
طاقم الإدارة
إنضم
23 أكتوبر 2007
المشاركات
8,134
الجنس
ذكر
الكنية
أبو أسامة
التخصص
فقـــه
الدولة
السعودية
المدينة
مكة المكرمة
المذهب الفقهي
الدراسة: الحنبلي، الاشتغال: الفقه المقارن
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

بارك الله فيكم على طرح هذا الموضوع الخطير- إن صح التعبير - .

أقول الخطير لأن الباحث عندما يجد نفسه بعد جهد سنين طويلة قد وصل لخاتمة البحث، يشعر بسعادة فياضة وراحة كبيرة تمحو تعب السنين التي قضاها منكباً على أوراقه وكتبه، معتكفاً في محراب العلم، ولكن هذه السعادة كثيراً ما تجر الباحث إلى الإسراع في كتابة خاتمة بحثه، دون تركيزأو تؤدة، فتكون العواقب وخيمة على البحث، بمعنى أنه حتى و إن كان البحث جيداً في محتواه، فإن الخاتمة الغيرمضبوطة قد تنقص من قيمته.
وعليك السلام ورحمة الله وبركاته ...
تنبيه في محلِّه؛ لا سيَّما وقد يستعجل الباحث في تسليم رسالته؛ ويكون مكدوداً في آخر محطَّات بحثه؛ فيستعجل ما حقُّه التأدة والأناة.

بوركتم يا أعضاء الملتقى على إضافاتكم النيِّرة.
 
إنضم
29 أكتوبر 2007
المشاركات
9,059
الكنية
أبو فراس
التخصص
فقه
المدينة
جدة
المذهب الفقهي
مدرسة ابن تيمية الحنبلية لذا فالمذهب عندنا شيء والراجح شيء آخر تماماً!.
شكر الله لكم إثراءكم ، وبانتظار المزيد.
 
أعلى