هذه هي أهم مصادر استنباط الأحكام عند الأحناف.
ومن المعلوم أن الإمام أبي حنيفة لم يدون كتابا جامعاً في أصول الفقه كالرسالة للشافعي، وكذلك لم يرد أن أحداً من أصحاب أبي حنيفة دوّن كتاباً في أصول الفقه، وإن كان قد ورد أن أبا حنيفة وبعض أصحابه كتبوا بعض المباحث المتفرقة في أصول الفقه.
إلا أن عدم وجود هذه الأصول مدونة لا يعني أن أبا حنيفة بنى فقهه على غير أصول وقواعد، ذلك أن تأخر تدوين هذه الأصول لا يعني عدم وجودها.
يدل على ذلك التراث الفقهي الضخم المنقول عن الإمام وأصحابه، فهذه الفروع الفقهية يدرك المتأمل فيها أن بينها ترابطاً وتماسكاً يدلان على أن واضع هذه الفروع يتعلق بقواعد لا يخرج عنها.
ثم إن العلماء الذين جاءوا فيما بعد ودونوا أصول المذهب الحنفي إنما استنبطوا هذه القواعد من خلال الفروع المنقولة عن الإمام وأصحابه، حيث لاحظوا أن مجموعات من الفروع تنتظمها قواعد معينة، ولولا أن هذه القواعد كانت معتمدة عند الإمام وأصحابه لما جاءت تلك الفروع متسقة ومترابطة. وأول من دون أصول الفقه على طريق الحنفية أبو الحسن الكرخي (ت 340هـ).
أما أشهر الكتب المؤلفة في أصول المذهب الحنفي على طريقة الفقهاء فهي:
1- رسالة الكرخي في الأصول ، لأبي الحسن الكرخي (ت 340)، وهي رسالة صغيرة في أصول الفقه أقرب إلى القواعد الفقهية.
2- أصول الفقه لأبي علي الشايش (ت 344هـ)، وهو أقدم كتاب وصلنا في أصول الفقه
3- الجدل في أصول الفقه لأبي منصور الماتريدي (ت 330)
4- الفصول في الأصول، لأبي بكر الرازي الجصاص (ت 370هـ)
5- تأسيس النظر، لأبي زيد الدبوسي (ت 430هـ)، بين فيه أصول الخلاف بين الحنفية وغيرهم
6- كنز الوصول إلى معرفة الأصول، لفخر الإسلام البزدوي (ت 482هـ)، وهو من أشهر كتب الأصول عند الحنفية، وأكثرها اعتمادا لذا كثرت عليه الشروح.
7- (أصول السرخسي) ، للإمام أبي بكر السرخسي (ت 483هـ)، وقد توسع فيه بالشواهد والأدلة حتى أصبح من أوسع كتب الأصول عند الحنفية
8- ميزان الأصول في نتائج العقول لأبي بكر السمرقندي (ت 538هـ)
9- المنتخب في أصول المذهب لأبي عبد الله الحسام الأخيسكي (ت 644هـ) اعتمده الحنفية بالشرح والتعليق وكثرت عليه الشروح.
10- المغني في أصول الفقه لجلال الدين الخبازي (691 هـ) وهو كتاب مختصر سهل العبارة ، وله شروح عديدة.
11- (بديع النظام الجامع بين أصول البزدوي والإحكام)، لابن الساعاتي (ت 694هـ)، لخص فيه كتاب الإحكام للآمدي وزاد عليه من أصول البزدوي. وهو أول كتاب جمع بين الطريقتين في الأًصول.
12- منار الأنوار للإمام حافظ الدين النسفي (ت 710هـ)، وله شروح عديدة منها كشف الأسرار للمؤلف نفسه.
وبعد ذلك تتالت المؤلفات التي قامت بالشرح والتعليق على الكتب السابقة. فظهرت مؤلفات كثيرة على طريقة الفقهاء هذه من مختصرات ومطولات وشروح وحواشي، ألفت كتب خاصة في بيانها.
المراجع:
1- خلاصة تاريخ التشريع الإسلامي- عبد الوهاب خلاف
2- تاريخ التشريع الإسلامي- السبكي، السايس، البربري
3- تاريخ التشريع الإسلامي- مناع القطان
4- دراسة في الفقه وأصوله- مصطفى الخن
5- المدخل إلى مذهب أبي حنيفة- أحمد سعيد حوى
6- أصول الفقه – عبد الوهاب خلاف
7- المذهب الحنفي- أحمد بن محمد النقيب
8- الأئمة الأربعة- محمد عمارة