العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

البَحثُ عَن دَمعَة !!

إنضم
12 يناير 2010
المشاركات
863
الجنس
ذكر
الكنية
أبو مُـعـاذ
التخصص
فقه
الدولة
السعودية
المدينة
خميس مشيط
المذهب الفقهي
حنبلي
السلام عليكم , هذه خاطرة للأخ الشيخ سامي المسيطير أحببت نقلها للفائدة
حديث مع النفس

تقبل القلوب في رمضان ... إلى علام الغيوب ...

وتقبل النفوس ... إلى من يعلم خافية الصدور ...

وتقبل الأفئدة ... إلى خالقها ومثبتها ...

يا نفس إقبالك في هذا الشهر الكريم .... لابد أن يُستغل ..

لا يكن شهر رمضان ... كبقية شهور العام ...


المنافسة ... المسابقة ... المداومة ...

راجع صاحبنا نفسه ... تأمل في حاله ... تحسر على ضعفه ... وتقصيره في حق الله تعالى ...

عزم على أن يكون شهر رمضان هذا ... شهر .. تحول ، وتغير ، وتبدل ، وتحسن ...

أخذ على نفسه العهد والميثاق ... ودعى الله أن يعينه .. وييسر له ما قد أقبل عليه .... أو ما يعزم الإقبال عليه ...

أراد في هذا الشهر الكريم ... أن يغسل الران الذي غطى قلبه ...

الران الذي حرمه لذة العبادة ..

الران الذي منعه نعيم الطاعة ...

أراد أن يحيا حياة جديدة ... طيبة ... هانئة ... نقية ... مع توبة صادقة ... لله تعالى ...


بحث صاحبنا عن إمام يصلي معه ... ويكون ممن يقف مع الآيات ... ويحرك القلوب بها ...

وجده ... !

ثم ذهب إلى صلاة التراويح مبكرا ...

اقترب صاحبنا من الإمام ... ثم صلى تحية المسجد ... وأكثر من الدعاء بأن يصلح الله له قلبه ...

وأن يرزقه دمعة حرّى صادقة ... لا رياء فيها ولا سمعة ...

يتمنى أن يبكي من خشية الله ...

ومن منا لا يتمنى ذلك ؟ّ.


سلّم صاحبنا من النافلة ... ثم قرأ ما تيسر من كتاب الله ...

مع مجاهدة النفس في التدبر والتأمل والتخشع ... مع كتاب الله ..

دخل الإمام ... ثم صلى الفريضة .... ثم أعقبها بصلاة التراويح ...

وقف الإمام مع آيات من كتاب الله ... تدبرها ... وتأملها ... ثم خشع معها ... ثم بكى ...

تأمل صاحبنا ... لماذا يبكي الإمام ؟!.

حاول أن يقف مع الآيات كما وقف إمامه ... فلم يقدر ، ولم يستطع ...

وفي أثناء ذلك ... بكى من عن يمينه ..!!

مما بثّ فيه الحماس ، وجعله يجاهد نفسه للبكاء بإصرار ... ومع هذا ... لم يستطع ... !!

ثم أحسّ بمن عن شماله يهز كتفيه ... تأثرا ... وبكاءً ... وخشوعا ...

سبحان الله ... لماذا يبكي الناس!؟ ... لماذا لا أبكي ؟!... لماذا لا أتأثر ؟!...

لماذا ... لا تخرج الدمعة ؟!.

حاول ... وجاهد ... واشتد تأمله ... وتدبره ... فلم يقدر .. ولم يستطع ...


كثُر صوت البكاء في المسجد ...

من في يمينه يبكي ... ومن على شماله يبكي ... ومن خلفه يبكي ... وفي أرجاء المسجد ... الناس تبكي ... وتخشع ... وتتأمل ....

رثى لحال نفسه ... فدعى الله ...

يارب ... يارب ... يارب ... دمعة ! ....

يارب ... دمعة واحدة ...!

يارب ... دمعة ...!


ركع الإمام ...

وصاحبنا يؤنب نفسه ... ويوبخها ... ويعاتبها ...

ويدعو الله في سجوده ... فيقول : ( اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع ، ومن قلب لا يخشع ، ومن نفس لا تشبع ، ومن دعوة لا يستجاب لها )

ألهذا الحد بلغ الران مبلغه ... ؟!

الآن عرفت أثر تلك المعاصي الخفية ... والتي أخفيتها عن الناس ...

فوجدتُ مغبتها ... وأثرها ... في قلبي ...

عرفتُ أثرها ... فحُرمت من نعمة البكاء من خشية الله ...

يانفس ... البكّائون كُثُر ... أليس فيكِ من الخير ما يجعلكِ منهم ؟! .

الناس تبكي ... وتتأثر ... وتخشع ... وتتدبر ....

وأنتِ في موقف المتفرج ... المشاهِد ... المتحسِر ...

أليس هذا من الحرمان ...؟!.

جاهدت نفسي في البحث عن دمعة ... واحدة ...

ولا زال البحث عنها ... وبقي من رمضان أكثر من مضى ...


فأسأل الله أن يذيقنا طعمها ... ولذتها ... وحلاوتها ...



---

هي خاطرة ... فأرجو قبولها ... مع اعتذار ... لمن لاتعنيه هذه الخاطرة .
 

بشرى عمر الغوراني

:: فريق طالبات العلم ::
إنضم
29 مارس 2010
المشاركات
2,121
الإقامة
لبنان
الجنس
أنثى
الكنية
أم أنس
التخصص
الفقه المقارن
الدولة
لبنان
المدينة
طرابلس
المذهب الفقهي
حنبلي
رد: البَحثُ عَن دَمعَة !!

بارك الله بكم،خاطرة رائعة، لكنها موجعة..
وقد كنتُ كتبتُ هذه القصيدة الصغيرة في الملتقى، أول انتسابي له، سأعيد نقلها هنا لمناسبتها للموضوع، عبّرتُ فيها عن هذه الدمعة الغالية في لحظة من لحظات الخشوع في الصلاة:
فلول وحشة في لحيظة أنس
لحظات أنس قد بكيت بها و إن.. عادت إلي لما حزنت و لا شقيت
هي لذة الدنيا و غاية حسنها.. إني لأرجوها دواما ما حييت
هي أنعم الرحمان يجزلها لمن.. عزم الوصال و هده ضر مقيت
تجتثه العبرات من جفواته.. و يهزه الخفقان في فرح مميت
برئ الفؤاد من النفاق لحيظة.. يا ليتها كانت تدوم لما عييت
بالحب تغمرني و بالأشواق تل.. فحني و بالبركات منها قد شفيت
فإليك أشكو يا مليكي رغبتي.. أمنن علي بها إلهي ما بقيت
 
أعلى