العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

قال خليل: (وعن سنة يعيد في الوقت)

إنضم
29 أكتوبر 2007
المشاركات
9,059
الكنية
أبو فراس
التخصص
فقه
المدينة
جدة
المذهب الفقهي
مدرسة ابن تيمية الحنبلية لذا فالمذهب عندنا شيء والراجح شيء آخر تماماً!.
يقول الفقيه المالكي خليل بن إسحاق في فصل في سجود السهو في مختصره المشهور:
(وعن سنة يعيد في الوقت)

آمل شرح العبارة ببيان قاعدة المالكية في هذا الباب وما مأخذها عندهم؟ وما هي فروعها؟ وهل هي محل اتفاق بينهم؟ وهل وافقهم عليها أحد من أصحاب المذاهب الأخرى؟
 

أحمد محمد عروبي

:: متخصص ::
إنضم
29 ديسمبر 2009
المشاركات
133
التخصص
الفقه وأصوله
المدينة
وزان
المذهب الفقهي
المالكي
رد: قال خليل: (وعن سنة يعيد في الوقت)

يقول الفقيه المالكي خليل بن إسحاق في فصل في سجود السهو في مختصره المشهور:
(وعن سنة يعيد في الوقت)
آمل شرح العبارة ببيان قاعدة المالكية في هذا الباب وما مأخذها عندهم؟ وما هي فروعها؟ وهل هي محل اتفاق بينهم؟ وهل وافقهم عليها أحد من أصحاب المذاهب الأخرى؟
أقول أخي الكريم :
هذا معطوف على كلامه السابق في مبطلات الصلاة حيث يبدأ بقوله : "
وبطلت 1بقهقة وتمادى المأموم إن لم يقدر على الترك: كتكبيره للركوع بلا نية إحرام 2وذكر فائتة 3وبحدث 4وبسجوده لفضيلة أو لتكبيرة 5وبمشغل عن فرض وعن سنة يعيد في الوقت 6وبزيادة أربع..."
فتلك تتعلق ب
المبطل الخامس في ترتيب كلامه ويعني :
أن من تلبس بما يشغله أي يمنعه كالحقن وهو حصر البول أو الحقب وهو حصر الغائط أو الغثيان...
فهذا المشغل إما أن يمنعه عن أداء الفرض أو السنة في الصلاة
فإن كان الأول أبطل الصلاة وأوجب الإعادة أبدا وإن شغله عن السنة أعاد ما دام في الوقت أي بعد الوقوع ندبا .
وهذا التفصيل منهم مبني على أصل المالكية في مراعاة الخلاف
فأصل هذه المسألة حديث :" لاصلاة بحضرة طعام ولا وهو يدافعه الأخبثان"
قال أبو عمر ابن عبد البر في الاستذكار : " في هذا الباب حديث حسن أيضا قد ذكرناه بإسناده في التمهيد وهو حديث عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لا يصلي أحدكم بحضرة الطعام ولا هو يدافعه الأخبثان يعني البول والغائط
وقد أجمعوا أنه لو صلى بحضرة الطعام فأكمل صلاته ولم يترك من فرائضها شيئا أن صلاته مجزية عنه وكذلك إذا صلى حاقنا فأكمل صلاته
وفي هذا دليل على أن الصلاة بحضرة الطعام إنما هو لأن لا يشتغل قلب المصلي بالطعام فيسهو عن صلاته ولا يقيمها بما يجب عليه فيها وكذلك الحاقن وإن كنا نكره لكل حاقن أن يبدأ بصلاته في حالته فإن فعل وسلمت صلاته جزت عنه وبئس ما صنع والمرء أعلم بنفسه فليست أحوال الناس في ذلك سواء ولا الشيخ في ذلك كالشاب والله أعلم "
ثم ذكر الخلاف في الابتداء به في الصلاة فقال :" وقد روي من حديث الشاميين في هذا الباب حديث لا حجة فيه لضعف إسناده منهم من يجعله عن أبي هريرة ومنهم من يجعله عن ثوبان عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لا يحل لمؤمن أن يصلي وهو حاقن جدا ( 2 )
وقد ذكرناه بإسناده في التمهيد
وروي عن عمر فيه كراهية
وعن علي مثل ذلك
وعن بن عباس أنه قال لأن أصلي وهو في ناحية من ثوبي أحب إلي من أن أصلي وأنا أدافعه
وعن عبد الله بن عمر مثله
وعن سعيد بن جبير معناه
وعن نافع مولى بن عمر كراهيته
وعن عكرمة مثله
كل هؤلاء يكرهون للحاقن الصلاة
وروي عن المسور بن مخرمة فيه رخصة
وعن طاوس أنه قال إنا لنصره صرا ونضغطه ضغطا
وعن إبراهيم النخعي أنه قال لا بأس به ما لم يعجله عن الركوع والسجود
وعن أبي جعفر محمد بن علي وعطاء بن رباح والشعبي أنهم قالوا لا بأس أن يصلي وهو حاقن
وذكر أبو بكر قال حدثنا أبو معاوية عن واصل قال قلت لعطاء أجد العصر من البول وتحضر الصلاة أفأصلي وأنا أجده قال نعم إذا كنت ترى أنك تحبسه حتى تصلي " الاستذكار - (ج 2 / ص 298)

فقول المالكية بالتمييز في الإبطال بين الإشغال عن فرض والإشغال عن سنة مبني على أصلهم في الاستحسان ورعاية لقول المخالف في عدم الإبطال مطلقا فاختاروا عدم الإبطال فقط في ترك السنة مع استحباب الإعادة في الوقت...
أما حجية هذين الأصلين فالخلاف فيهما مشهور ومعروف والله اعلم

 

أحمد محمد عروبي

:: متخصص ::
إنضم
29 ديسمبر 2009
المشاركات
133
التخصص
الفقه وأصوله
المدينة
وزان
المذهب الفقهي
المالكي
تصحيح خطأ

تصحيح خطأ

أنبه إلى خطأ وقع لي في عد المبطلات وهو :
"2وذكر فائتة"

وهذا غير صحيح لأن ذكر الفائتة في الصلاة معطوف على ما يتمادى فيه المأموم مع الإمام حيث أتى به خليل استطرادا
فيكون الصحيح من العد هو :


"وبطلت 1بقهقهة وتمادى المأموم إن لم يقدر على الترك: كتكبيره للركوع بلا نية إحرام وذكر فائتة، 2وبحدث 3وبسجوده لفضيلة أو لتكبيرة 4وبمشغل عن فرض وعن سنة يعيد في الوقت 5وبزيادة أربع..."
ويكون رقم المبطل المتحدث عنه هو الرابع
فمعذرة !!

غير أني لا أدري هل ذلك كاف في جوابك اخي فؤاد
أو ما يزال يحتاج إلى توضيح ؟؟

 
إنضم
29 أكتوبر 2007
المشاركات
9,059
الكنية
أبو فراس
التخصص
فقه
المدينة
جدة
المذهب الفقهي
مدرسة ابن تيمية الحنبلية لذا فالمذهب عندنا شيء والراجح شيء آخر تماماً!.
رد: قال خليل: (وعن سنة يعيد في الوقت)

بارك الله فيكم ونفع بكم.
في أحكام القرآن للجصاص: كل موضع يقول فيه مالك: إنه يعيد في الوقت هو استحباب ليس بإيجاب.
نقله عنه دبيان الدبيان في أحكام الطهارة 1/450
وذكر أنه قد يستدل له بقصة المسيء صلاته فإنه طلب منه الإعادة في الوقت ولم يطلب منه إعادة كل ما صلى.
 

سمية

:: فريق طالبات العلم ::
إنضم
22 سبتمبر 2008
المشاركات
508
التخصص
فقه وأصوله
المدينة
00000
المذهب الفقهي
00000
رد: قال خليل: (وعن سنة يعيد في الوقت)

بارك الله فيكم ونفع بكم.
في أحكام القرآن للجصاص: كل موضع يقول فيه مالك: إنه يعيد في الوقت هو استحباب ليس بإيجاب.
نقله عنه دبيان الدبيان في أحكام الطهارة 1/450
وذكر أنه قد يستدل له بقصة المسيء صلاته فإنه طلب منه الإعادة في الوقت ولم يطلب منه إعادة كل ما صلى.

القاعدة من استقراء القاضي إسماعيل في المبسوط، قال: كل مايرى مالك الإعادة فيه في الوقت فإنما هو استحباب.
شرح التلقين، للمازري: 2/453.
 
أعلى