- إنضم
- 14 سبتمبر 2008
- المشاركات
- 73
- التخصص
- تشغيل على ماكينات
- المدينة
- القاهرة
- المذهب الفقهي
- الحديث والاثر
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وأشهد أن محمدا عبده ورسوله وبعد :
لا شك أن فهم النصوص الشرعية بناء على ما تشتهيه النفس ويستهويه الهوى من أبطل الباطل وأخطر المخاطر فإن مخالفة الهوى واجب على كل مسلم يخاف مقام ربه ( وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى (40) فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى ) [ النازعات : 40 - 41] ، ومن تأمل في الآية وجد أن اجتناب الهوى من لاوزم مخافة الله على أن الواو تفسيرية لما قبلها فتكون الآية وأما من خاف مقام ربه بأن نهى النفس عن الهوى فإن الجنة هي المأوى
وقد قابل الله رب العالمين ذلك بمن طغى فوجب اجتناب الهوى ولو كان في الدين - كما يصوره الشيطان -
ولذا : فإن المرء ليهتم لحال بعض الإخوة غلبهم الهوى في فهم بعض النصوص الشرعية ألا وهي النصوص الواردة في باب الزواج واختيار الزوج فحديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " تُنْكَحُ الْمَرْأَةُ لِأَرْبَعٍ لِمَالِهَا وَلِحَسَبِهَا وَجَمَالِهَا وَلِدِينِهَا فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ " يستدل به كثير من الإخوة على طلب جمل المرأة والحديث لا يسعفهم فيما يستهون لأن النبي صلى الله عليه وسلم يخبر أولا عن واقع المستنكحين ثم طرح أهل الدنيا أرضا وأرشد إلى ما فيه صلاح الدنيا والآخرة ( فاظفر بذات الدين ) دعك من أولئك النسوة جميعا وابحث عن ذات الدين واظفر بها ، وتأمل في قوله : " فاظفر " كناية عن الفوز بما يصعب الفوز به .
ولم يقل النبي صلى الله عليه وسلم : " فمن ظفر بالأربع تربت يداه " .
وتستهويه نفسه إلى فهم حديث " يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ مَنْ اسْتَطَاعَ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ " أن يتزوج الجميلة ! قائلا كيف تغض بصري وتحفظ فرجي إن لم تكن جميلة ؟!
ألا انكسر فإن الزواج لا يغض بصرا ولا يحفظ فرجا بل الذي يغض البصر ويحفظ الفرج هو الصوم وهذا يظهر من الحديث جليا إن تركنا الهوى جانبا فالحديث لم يقل : " فإنه يغض البصر ويحفظ الفرج " ، وإنما قال ( أغض وأحفظ ) صيغة أفعل التفضيل أي معين على الغض و الحفظ أما من أراد أن ينظر فإن الزواج لا يمنعه ولا يحكمه بل إنك ترى كثيرا من المتزوجين مفتونا بالنظر إلى النساء وقد تكون تحته أجمل نساء العالمين لكنه كما يقال : " الممنوع مرغوب " كما أن هذه يزينها الشيطان والأخرى يقبحها في عينه ! فلم يمنعه الزواج من النظر لأنه ما فهم كلام رسول الله كما ينبغي
وليس له أن يستدل بحديث : " إذا نظر إليها سرته " فالحديث ضعيف ، وإن حسنه بعض أهل العلم إلا أنه حجة عليه إذ الحديث بتمامه : " ألا أخبرك بخير ما يكنز المرء ؟ المرأة الصالحة، إذا نظر إليها سرته ، وإذا أمرها أطاعته، وإذا غاب عنها حفظته " ، فهي المرأة الصالحة هذا هو الأصل ولن تكون صالحة إلا ان تكون ذات دين ! إذ أن الصلاح المعتبر شرعا هو صلاح الدين !، وأقسم برب الأرض والسموات على أنه لو كانت تحته أجمل نساء العالمين ولم تكن ذات خلق ودين فلن تسره لأن السرور مبناه الرضا وكيف يرضى عن جميلة بغير دين ، وزينة المرأة الحقيقة في دينها لذلك كان تمام الحديث وإن أمرها أطاعته وإن غاب عنها حفظته هذا هو مراد الشارع ومقصود الشريعة لا ندري أين طار به هذا المفتون ؟ !!
أيها الإخوة تعالوا إلى ميزان الشرعية وزنوا به فهو القسطاس المستقيم ، فإن أوامر النبي صلى الله عليه وسلم اتجهت جميعها إلى الخلق والدين لأنه هو الأساس الذي يبني عليه الإنسان بيته فلا بد منه ولا مندوحة عنه ، وكل بيت لا يكون أساسه الدين فهو أوهن من بيت العنكبوت ، وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم كلا الطرفين بهذا الميزان فقال للرجل فاظفر بذات الدين وقال للمرأة إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه هذا هو الميزان وهذا هو الأساس وهذا هو الحق الحقيق
ووالذي نفسي بيده لا أدري أي سعادة تكون في البيت إن لم تكن المرأة ذات دين وخلق أيسرك أخي الكريم أن تكون تحتك أجمل النساء لكنها متكبرة ، لكنها سيئة الخلق لا ترد يد لامس ولا تكف صوت هامس ! لا تحفظ لك سرا ولا تصون لك عرضا ، كيئبة الطباع عصبية المزاج
اسمع مني يا حبيب إن كان الميزان عندك هو الجمال فلتذهب إلى نساء ( الكورنيش والهرم ) وابتعد عن نساءنا نساء المسجد والحرم فلن تجد فيهن بغيتك
إن كنت لا تغض بصرك عن المحرمات فإن العيب فيك أنت لا في أخواتنا الفضليات
أيها الإخوة الأعزاء والأخلاء الفضلاء اتركوا ذاك الميزان الجائر وهلموا إلى ميزان الشرعية فاظفروا بذات الدين وتزوجوا الودود
فلكم احترق قلبي على إخواني كلما أرسلتهم إلى أخت فاضلة من الأخوات ذوات الدين والخلق والعلم
والسبب أنها ليست جميلة ويزخرف القول ( لم أجد قبولا ) !! والحقيقة أنه لم يجد ( ..... ) !
وإن لله وإنا إليه راجعون
والله المستعان وعليه التكلان
وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم
وكتب
أبو زياد محمد آل يعقوب النوبي
غفر الله له
لا شك أن فهم النصوص الشرعية بناء على ما تشتهيه النفس ويستهويه الهوى من أبطل الباطل وأخطر المخاطر فإن مخالفة الهوى واجب على كل مسلم يخاف مقام ربه ( وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى (40) فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى ) [ النازعات : 40 - 41] ، ومن تأمل في الآية وجد أن اجتناب الهوى من لاوزم مخافة الله على أن الواو تفسيرية لما قبلها فتكون الآية وأما من خاف مقام ربه بأن نهى النفس عن الهوى فإن الجنة هي المأوى
وقد قابل الله رب العالمين ذلك بمن طغى فوجب اجتناب الهوى ولو كان في الدين - كما يصوره الشيطان -
ولذا : فإن المرء ليهتم لحال بعض الإخوة غلبهم الهوى في فهم بعض النصوص الشرعية ألا وهي النصوص الواردة في باب الزواج واختيار الزوج فحديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " تُنْكَحُ الْمَرْأَةُ لِأَرْبَعٍ لِمَالِهَا وَلِحَسَبِهَا وَجَمَالِهَا وَلِدِينِهَا فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ " يستدل به كثير من الإخوة على طلب جمل المرأة والحديث لا يسعفهم فيما يستهون لأن النبي صلى الله عليه وسلم يخبر أولا عن واقع المستنكحين ثم طرح أهل الدنيا أرضا وأرشد إلى ما فيه صلاح الدنيا والآخرة ( فاظفر بذات الدين ) دعك من أولئك النسوة جميعا وابحث عن ذات الدين واظفر بها ، وتأمل في قوله : " فاظفر " كناية عن الفوز بما يصعب الفوز به .
ولم يقل النبي صلى الله عليه وسلم : " فمن ظفر بالأربع تربت يداه " .
وتستهويه نفسه إلى فهم حديث " يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ مَنْ اسْتَطَاعَ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ " أن يتزوج الجميلة ! قائلا كيف تغض بصري وتحفظ فرجي إن لم تكن جميلة ؟!
ألا انكسر فإن الزواج لا يغض بصرا ولا يحفظ فرجا بل الذي يغض البصر ويحفظ الفرج هو الصوم وهذا يظهر من الحديث جليا إن تركنا الهوى جانبا فالحديث لم يقل : " فإنه يغض البصر ويحفظ الفرج " ، وإنما قال ( أغض وأحفظ ) صيغة أفعل التفضيل أي معين على الغض و الحفظ أما من أراد أن ينظر فإن الزواج لا يمنعه ولا يحكمه بل إنك ترى كثيرا من المتزوجين مفتونا بالنظر إلى النساء وقد تكون تحته أجمل نساء العالمين لكنه كما يقال : " الممنوع مرغوب " كما أن هذه يزينها الشيطان والأخرى يقبحها في عينه ! فلم يمنعه الزواج من النظر لأنه ما فهم كلام رسول الله كما ينبغي
وليس له أن يستدل بحديث : " إذا نظر إليها سرته " فالحديث ضعيف ، وإن حسنه بعض أهل العلم إلا أنه حجة عليه إذ الحديث بتمامه : " ألا أخبرك بخير ما يكنز المرء ؟ المرأة الصالحة، إذا نظر إليها سرته ، وإذا أمرها أطاعته، وإذا غاب عنها حفظته " ، فهي المرأة الصالحة هذا هو الأصل ولن تكون صالحة إلا ان تكون ذات دين ! إذ أن الصلاح المعتبر شرعا هو صلاح الدين !، وأقسم برب الأرض والسموات على أنه لو كانت تحته أجمل نساء العالمين ولم تكن ذات خلق ودين فلن تسره لأن السرور مبناه الرضا وكيف يرضى عن جميلة بغير دين ، وزينة المرأة الحقيقة في دينها لذلك كان تمام الحديث وإن أمرها أطاعته وإن غاب عنها حفظته هذا هو مراد الشارع ومقصود الشريعة لا ندري أين طار به هذا المفتون ؟ !!
أيها الإخوة تعالوا إلى ميزان الشرعية وزنوا به فهو القسطاس المستقيم ، فإن أوامر النبي صلى الله عليه وسلم اتجهت جميعها إلى الخلق والدين لأنه هو الأساس الذي يبني عليه الإنسان بيته فلا بد منه ولا مندوحة عنه ، وكل بيت لا يكون أساسه الدين فهو أوهن من بيت العنكبوت ، وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم كلا الطرفين بهذا الميزان فقال للرجل فاظفر بذات الدين وقال للمرأة إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه هذا هو الميزان وهذا هو الأساس وهذا هو الحق الحقيق
ووالذي نفسي بيده لا أدري أي سعادة تكون في البيت إن لم تكن المرأة ذات دين وخلق أيسرك أخي الكريم أن تكون تحتك أجمل النساء لكنها متكبرة ، لكنها سيئة الخلق لا ترد يد لامس ولا تكف صوت هامس ! لا تحفظ لك سرا ولا تصون لك عرضا ، كيئبة الطباع عصبية المزاج
اسمع مني يا حبيب إن كان الميزان عندك هو الجمال فلتذهب إلى نساء ( الكورنيش والهرم ) وابتعد عن نساءنا نساء المسجد والحرم فلن تجد فيهن بغيتك
إن كنت لا تغض بصرك عن المحرمات فإن العيب فيك أنت لا في أخواتنا الفضليات
أيها الإخوة الأعزاء والأخلاء الفضلاء اتركوا ذاك الميزان الجائر وهلموا إلى ميزان الشرعية فاظفروا بذات الدين وتزوجوا الودود
فلكم احترق قلبي على إخواني كلما أرسلتهم إلى أخت فاضلة من الأخوات ذوات الدين والخلق والعلم
والسبب أنها ليست جميلة ويزخرف القول ( لم أجد قبولا ) !! والحقيقة أنه لم يجد ( ..... ) !
وإن لله وإنا إليه راجعون
والله المستعان وعليه التكلان
وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم
وكتب
أبو زياد محمد آل يعقوب النوبي
غفر الله له