د. فؤاد بن يحيى الهاشمي
:: مشرف سابق ::
- إنضم
- 29 أكتوبر 2007
- المشاركات
- 9,059
- الكنية
- أبو فراس
- التخصص
- فقه
- المدينة
- جدة
- المذهب الفقهي
- مدرسة ابن تيمية الحنبلية لذا فالمذهب عندنا شيء والراجح شيء آخر تماماً!.
السيف والمصحف
1- الشرع المنزَّل.
2- الشرع المؤول.
3- الشرع المبدَّل.
أولاً: الشرع المنزَّل:
يقول ابن تيمية رحمه الله:
"وسيوف المسلمين تنصر هذا الشرع وهو الكتاب والسنة كما قال جابر ابن عبد الله: (أمرنا رسول الله أن نضرب بهذا - يعنى السيف - من خرج عن هذا - يعنى المصحف -)
قال تعالى: ( لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس وليعلم الله من ينصره ورسله بالغيب إن الله قوى عزيز)
فبين سبحانه وتعالى:
أنه أنزل الكتاب وأنزل العدل وما به يعرف العدل ليقوم الناس بالقسط وأنزل الحديد فمن خرج عن الكتاب والميزان قوتل بالحديد.
فالكتاب والعدل متلازمان والكتاب هو المبين للشرع فالشرع هو العدل والعدل هو الشرع ومن حكم بالعدل فقد حكم بالشرع."([1])
ثانياً: الشرع المبدَّل:
قال ابن تيمية رحمه الله:
"ولكن كثيرا من الناس ينسبون ما يقولونه إلى الشرع وليس من الشرع بل يقولون ذلك إما جهلا وإما غلطا وإما عمدا وإفتراء وهذا هو الشرع المبدل الذى يستحق أصحابه العقوبة ليس هو الشرع المنزل الذى جاء به جبريل من عند الله إلى خاتم المرسلين.
فإن هذا الشرع المنزل كله عدل ليس فيه ظلم ولا جهل قال تعالى: ( وإن حكمت فاحكم بينهم بالقسط إن الله يحب المقسطين) وقال تعالى: ( وأن احكم بينهم بما أنزل الله) فالذى أنزل الله هو القسط والقسط هو الذى أنزل الله
وقال تعالى: ( إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل)
وقال تعالى: ( إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله) فالذى أراه الله فى كتابه هو العدل."([2])
ثالثاً: الشرع المؤول:
قال ابن تيمية رحمه الله:
"وقد يقول كثير من علماء المسلمين أهل العلم والدين من الصحابة والتابعين وسائر أئمة المسلمين كالأربعة وغيرهم أقوالا باجتهادهم فهذه يسوغ القول بها ولا يجب على كل مسلم أن يلتزم إلا قول رسول الله فهذا شرع دخل فيه التأويل والاجتهاد وقد يكون في نفس الأمر موافقا للشرع المنزل فيكون لصاحبه أجران وقد لا يكون موافقا له لكن لا يكلف الله نفسا إلا وسعها فإذا اتقى العبد الله ما استطاع آجره الله على ذلك وغفر له خطأه ومن كان هكذا لم يكن لأحد أن يذمه ولا يعيبه ولا يعاقبه. "([3])
ثم عاد ابن تيمية رحمه الله من حيث بدأ في كلامه عن الشرع المنزل إذ قال:
"ولكن إذا عرف الحق بخلاف قوله لم يجز ترك الحق الذي بعث الله به رسوله لقول أحد من الخلق وذلك هو الشرع المنزل من عند الله وهو الكتاب والسنة وهو دين الله ورسوله لتكون كلمة الله هي العليا ويكون الدين كله لله لا يجاهدون على قول عالم ولا شيخ ولا متأول بل يجاهدون ليعبد الله وحده ويكون الدين له كما في المسند عن ابن عمر قال قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( بعثت بالسيف بين يدي الساعة حتى يعبد الله وحده لا شريك له وجعل رزقي تحت ظل رمحي وجعل الذل والصغار على من خالف أمري ومن تشبه بقوم فهو منهم)
وقال تعالى: ( وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله) وفى الصحيحين عن أبي موسى الأشعري قال قيل: يا رسول الله الرجل يقاتل شجاعة ويقاتل حمية ويقاتل رياء فأي ذلك في سبيل الله فقال من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله."([4])
([1]) مجموع الفتاوى - (ج 35 / ص 365)
([2]) مجموع الفتاوى - (ج 35 / ص 366)
([3]) مجموع الفتاوى - (ج 35 / ص 367)
([4]) مجموع الفتاوى - (ج 35 / ص 367)
التعديل الأخير: