العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

هرشة السنة السابعة من الزواج!

د.محمود محمود النجيري

:: مشرف سابق ::
إنضم
19 مارس 2008
المشاركات
1,171
الكنية
أبو مازن
التخصص
الفقه الإسلامي
المدينة
مصر
المذهب الفقهي
الحنبلي
[font=&quot]هرشة السنة السابعة
من الزواج!


[/font]
[font=&quot]يقال في لغتنا العربية الفصحى: تهارشت الدِيَكة. إذا تواثبت وتقاتلتْ.
ويقال أيضاً: هرَّش فلان بين الديكة، أو نحوها، إذا أغرى بينها بالعداوة كي تتقاتل·[/font]

[font=&quot]وأما في لغتنا الدارجة في مصر، فنعبر بالهرش عمن يرفع يده ليحك بها جلده أو جارحة من جوارحه، وعادة ما يحك الإنسان جلده أو أنفه أو رأسه إذا فكر تفكيراً عميقا في أمر معضل محير، فيكون ذلك فعلا منعكساً، وقد يكون يكون لازمة عصبية مَرضية·[/font]
[font=&quot]والهرشة في عرفنا اللغوي الدارج، نعني بها أيضاً شيئاً معنوياً، حين يخرج عن الإنسان تصرف طارئ، خارج عن نمط سلوكه المعهود، وغير منتظَر منه، يبعد به عن المنطق والحكمة، فيكون شاذاً أو مسيئاً، فنراه يأخذ قراراً في أمر خطير يفاجئنا به، وربما يكون له نتائجه العظيمة على حياته وحياة من حوله، مما يجعلنا نتساءل: ماذا دهاك؟ هل فكرت جيداً في هذا الأمر؟ يحسن بك أن تعيد التفكير فيه مرات![/font][font=&quot]
ولكن هل يعرف القارى هرشة السنة السابعة التي يتحدث عنها المتخصصون في الزواج؟ وهل تعرَّض لها يوماً في حياته الزوجية؟ وهل نجا منها، أو أنها حطمته؟[/font]



[font=&quot]الهرشة والخيانة والطلاق[/font][font=&quot]

[/font]
[font=&quot]يرى المتأمل أن السعادة الزوجية في زماننا نادرة أو قليلة، فعلى الرغم من كل أسباب الرفاهية، وما أنتجه تطبيق العلم من زينات وتجميل، وما تفتق عنه ذهن البشر من متاع ورياش وثياب وأثاث، وما أنتج من أدوات وآلات لتيسير الحياة في البيت وتجميلها، وتحسين صورة الإنسان وصحته ومظهره وشخصيته، إلا أن الفشل يتربص بالحياة الزوجية، والشقاق يصدع أركان الأسر، وتظهر الإحصاءات أن نسبة عشرين في المئة من الزيجات حقق السعادة فعلا·[/font]
[font=&quot]وربما يخفى على كثيرين أن أكبر ما يهدد الحياة الزوجية هو المشاعر السلبية التي تجتمع قطرة قطرة إلى أن تغرق الزوجين، وفي الوقت الذي تركن فيه الزوجة إلى الدعة، وتظن أن الزواج قائم إلى الأبد··· تتفاعل المشكلات الصغيرة تحت السطح كالنار تحت رماد، تنتظر بعض الوقود يلقي عليها، أو هبة هواء تثيرها كي تلتهب، أو كالسوس الذي ينخر في الأسنان البيضاء اللامعة إلى أن يجعلها فجأة تتهاوى سوداء هشة كهشيم المحتظر·[/font]
[font=&quot]وكثيراً ما يتصبر الزوج، ولكن كلمة خاطئة من الزوجة بعد كلمة، وإشارة بعد إشارة وفعلاً بعد فعل··· تصير في النهاية رصيداً كبيراً متراكباً يغلب صبر الزوج، ويجعله يقدم على ما كان يظن أنه مستحيل، فيهدم في لحظة بيته بيده أو بلسانه، والسبب تراكمات أخطاء الزوجة الصغيرة التي تجمع منها مثل الجبل، فناء به عاتق الزوج، كما بين شاعرنا الحكيم·[/font]
[font=&quot]لا تحقرن صغيرة .... إن الجبال من الحصى[/font]
[font=&quot]فلحظة الانفصال إذن لا تأتي فجأة من دون مقدمات، ولكنها حصاد أيام وأعوام من الحياة الزوجية غير الموفقة، وهذه الأعوام - في الغالب- تكون سبعاً، مما يجعل دارسي الزواج يطلقون عليها: هرشة السنة السابعة من الزواج، وهي هرشة فعلاً، لأنها لحظة فيها قدر كبير من سوء التقدير، والتعجل في اتخاذ القرار، والمبالغة في الانفعال، وعدم النظر في العواقب، وبعض من الجنون الوقتي.
وهذا يعني أحد أمرين، كلاهما شر من الآخر: الخيانة وهي انفصال معنوي داخل البيت، والطلاق وهو إنهاء لعقدة النكاح·[/font]

[font=&quot]وليست سبع سنوات حدا فاصلاً لهذه الهرشة التي تهرش الزوج، بل قد يكون أقل من ذلك أو أكثر: عشراً، أو ستاً، أو حتى خمساً··· ولكن كل زواج تقريباً يتعرض لهرشة في وقت من الأوقات، ولا أظن أن زوجاً واحداً، لم يفكر يوماً ما، في لحظة ما، في الطلاق، وهذا عجيب!
وأكثر من ذلك أقول: إنها ليست هرشة واحدة، ولكنها هرشات تعرض للحياة الزوجية، وتتكرر كل خمس أو سبع سنوات، أو أدنى من ذلك أو أكثر![/font]

[font=&quot]وهذا يدعونا إلى أن نبحث أسباب هرشة السبع سنوات، وكيف نتجنبها، وننجو من خطرها؟[/font]


[font=&quot]آفات الحياة الزوجية وتهاوي الأحلام[/font][font=&quot]
[/font]


[font=&quot]يشغل عقل الفتى والفتاة أحلام وردية رومانسية حالمة عن الحب والزواج، وهي أحلام لا تنتمي إلى الواقع بصلة، ولذلك يتوقع كل منهما من الزواج الكثير، ثم بعد الزواج يصدمها الواقع، وتذهب السكرة وتأتي الفكرة، وتتهاوى الأحلام الوردية أمام مشكلات الحياة ومصاعبها، وتتكشف الحقائق التي كانت خافية، فالحياة لا تحتمل الرومانسية طوال الوقت، إذ إنها تتطلب الجد والاجتهاد، والتضحية من أجل الأسرة، والتوافق الزوجي·[/font]
[font=&quot]تنتظر الفتاة عادة كثيراً من العواطف الجياشة وكلمات الحب الدافئة من زوجها، وقد يكون الفتى تربى في أسرة جافة العواطف، متبلدة الأحاسيس، فينشأ غير قادر على التعبير عن عواطفه وأحاسيسه·[/font]
[font=&quot]وهنا تصدم الفتاة وتسأل نفسها: أين وعود الحب، والكلام الجميل الذي كان قبل الزفاف؟ [/font]
[font=&quot]ولا شك أن الحلم غير الحقيقة، ففي الحلم يرى الإنسان الأشياء كما يشتهي، فنحن الذين نلون أحلامنا كما يحلو لنا، أما الحقيقة فمن الصعب تجميلها في العشرة الزوجية اليومية··· قد يمكن للمرأة مثلاً أن تضع شيئا من الأصباغ على وجهها لتخفي بعض عيوبه، ولكنها لا يمكن أن تفعل ذلك في بيتها طوال الوقت، كما أنها لا يمكن أن تخفي عصبيتها مثلاً دائماً، ولا تستطيع التحكم كثيراً في عاداتها التهام كميات كبيرة من الثوم والبصل برائحته النفاذة الكريهة···
ومن الطبيعي أن يراها الزوج أحيانا في بعض مباذلها، وتتصاعد منها رائحة الطبيخ، وقد تظهر شعثة الشعر غير مهندمة، أو يجد فمها الجميل ينطق بكلمات بذيئة أو سوقية، وهنا تتهاوى الأحلام، ويقول لنفسه مذهولاً: إنها ليست الفتاة التي أحببتها وارتبطت بها·[/font]

[font=&quot]ومن المقرر أن كلا من الزوجين له شخصية مختلفة عن الآخر، وهذا طبيعي لأنه نشأ في بيئة مختلفة، وتكون تكوينا مختلفاً··· وفي فترة ما قبل الزفاف لا يرى كل منهما هذه الاختلافات، وتطغى أحاسيس النشوة على نور البصيرة، فلا يرى في الآخر إلا الجوانب الحسنة، ثم بعد المعايشة تحت سقف واحد، تبدو الحقائق، وتظهر ماثلة لا يمكن التجمل فيها ولا الاخفاء، فالإنسان له طباعه وعاداته وأخلاقه التي لا يستطيع أن يتخلى عنها بسهولة، فإذا لم يتقارب الزوجان، ولم يحاولا الائتلاف والتوافق، فلا بد من خطر الشقاق·[/font]
[font=&quot]وأحيانا ترى الزوجة زوجها وقد خلع عنه ثوب الرجل المثالي المهذب، وأخذ يسب ويسخط، وربما ضربها، أو ذكر أهلها بالسوء، أو أخذ يسهر مع أصدقائه ليلة بعد أخرى خارج المنزل، تاركا إياها وحيدة بين جدران خاوية، حينئذ تحس بأنه زواج فاشل، وأنها لم تتزوج الرجل المناسب الذي يسعدها ويشاركها حياتها وأحاسيسها·[/font]
[font=&quot]تكره المرأة في زوجها أن يكون سيء الخلق، بذئ اللسان، ضعيف الشخصية، مغروراً متكبراً لا يقبل النقاش والحوار·[/font]
[font=&quot]ويكره الرجل في زوجته أن تكون نكدة، تحب الجدال والشجار، ولا تهدأ إلا بعد أن تثير كثيراً من العواصف والزوابع، أو أنها لا تأخذ زينتها في بيتها، ولا تهتم بالنظافة في بيتها ونفسها وأولادها، أو أنها تعرض عن المعاشرة الزوجية ولا تتجاوب فيها، وتظهر برودة ونفرة منها·[/font]
[font=&quot]ويأسف الرجل أشد الأسف إن اكتشف بعد الدخول أن زوجته غبية جاهلة، لم تُعَدّ للزواج، ولم تعرف شيئاً من شؤونه، ولا قدرة لها على إدارة بيته ولا القيام بمطالبه، ولا تفهم حقيقة الزواج ومعناه، ولم تنضج عواطفها للزواج بعد، فتتخبط في بيته، لا تعرف ماذا تفعل، ولا ما تقول، فتسيء بدلا من أن تحسن، فيتصبر الزوج رغبة في إصلاحها والأخذ بيدها، فقد ينجح أحياناً، وكثير ما يفشل، ويضطر في النهاية إلى التخلص منها مهما كلفه الأمر من مال ومعاناة·[/font]
[font=&quot]وقد كان الأولى بأبويها إعدادها للزواج نفسياً وعقلياً واجتماعياً·[/font]
[font=&quot]وجدير بالذكر أن هرشة السنة السابعة لا تأتي من الزوجين فقط، ولكن يسهم فيها في كثير من الأحيان أسرتا الزوجين، وذلك بالشقاق بين الأسرتين، وطحن الزوجين بينهما، وتمزيق أواصر الأسرة الجديدة، أو بالشجار بين الزوج وعائلة الزوجة···
وسواء انضمت الزوجة إلى زوجها في هذا الصراع أو انضمت إلى عائلتها فإن الشقاق حال، وهذا الشجار ينزع القشرة التي كانت تحفظ البيضة من الفساد، فإذا لم يكن بين الزوجين تفاهم وحب، وفي شخصيتها حكمة ونضج، فإن الخلافات العائلية تنعكس عليها، وتسمم حياتهما، وتجعلهما في مهب الريح·[/font]



[font=&quot]علاج الملل والخرس الزوجي[/font][font=&quot]
[/font]


[font=&quot]قد يقول الزوجان: لا جديد في حياتنا الزوجية، يلقى كل منا الآخر بنفس الوجه ونفس الكلمات وربما بنفس الثوب، بين جدران أربع، وأثاث لا يتغير، حتى حفظ كل منا الآخر، وعرف ردود أفعاله، وتوقع الكلمات التي سيرد بها على ما سيقول، فربما سكت وخرس لذلك·[/font]
[font=&quot]إن الملل والرتابة عدوا الحياة الزوجية، وهو الذي يأتي بالفشل والشقاق، ويجعل الزوج يهرب من البيت والمرأة تسكن إلى الحزن والكآبة·[/font]
[font=&quot]وقد يكون صحيحاً أن نشبه هرشة السنة السابعة بالأنواء الشتوية المثقلة بالأمطار والرعد والبرق والغيوم التي تدهمنا بعد جو صحو وشمس مشرقة، ومن المعلوم أن هذه الأنواء تأتي في أيام محددة في فصل الشتاء، ويستعد لها الناس استعداداً خاصاً، لذا كان من حسن الفطن الاستعداد لتقلبات الحياة الزوجية وغيومها ورعودها وصواعقها، بالحوار الهادئ، وتعزيز جوانب التواصل والتوافق مع الطرف الآخر، وطرح السلبيات جانباً، وتجنب الهموم والشكوى والنقد والنكد والمبالغة في المطالب المادية والمقارنة بالآخرين، مع تجميل النفس وتحسينها، وليت كل زوج يفتش في نفسه عن أسباب الفشل، وألا يسمح للآخرين بهدم عشه الجميل، والتدخل في شؤونه الزوجية·[/font]
[font=&quot]إنه من الضروري أن ينشأ حوار فكري يضمن فسحة للطرفين متساوية في التعبير عن آرائه في الطرف الآخر وفي العلاقة الزوجية التي تجمعهما، وما فيها من إيجابيات وسلبيات والطريق إلى تلافي العيون في زواجهما، وكيفية الإصلاح، وأن يتسم هذا الحوار بالصراحة والصدق والإخلاص والرغبة في تجاوز الأزمات، لا الرغبة في الانتصار على الطرف الآخر وإحراجه·[/font]
[font=&quot]ومن الضروري أيضا أن يفتش كل من الزوجين في نفسه أولا عن أسباب الشقاق قبل أن يتهم الطرف الآخر··· فيسأل نفسه: هل أنا عدواني، مستفز، مسيطر، فاقد لروح التعاون والحنان والذهن المتفتح؟ وإذا كانت الإجابة بنعم، فليبدأ بإصلاح عيوبه أولاً··· وهذا يحتاج إلى قدر كبير من الصدق مع النفس، فغالباً ما لا يرى الإنسان عيوبه، ويلقي بكل اللوم على الآخرين، ويضخم عيوبهم.
ومن الخير أن يتعاون الزوجان على تجديد حياتهما معاً، فإدخال نمط جديد من التعامل بينهما، يتفقان فيه على أن يكون كل منها رفيقاً بصاحبه، مهذباً في ألفاظه، يعامله برقة، ويستخدم الكلمات التي يفضلها، ويشعره دائما بحبه وحنانه ودفء عواطفه، ولا يهمل في ذلك صغيرة ولا كبيرة، فالسعادة تأتي من الأشياء الصغيرة كما تأتي من الأشياء الكبير··· والحب يتغذى على كلمة رقيقة وإيماءة لطيفة، ولمسة حانية، وهمسة صافية·[/font]

[font=&quot]وهذا العلاج لا يتأتي إلا بالتغيير المستمر، حتى يظهر كل طرف في كل يوم بجديد ممتع شكلاً وجوهراً، وتجديد الجو المحيط بالزوجين، والكلمات التي يتبادلانها، والموضوعات التي يتحدثان فيها، فيمكن للزوجة أن تسعى إلى خلق جو متجدد دائما في الأسرة، وذلك بظهورها بمظهر لائق جديد في ملبسها وزينتها وتسريحة شعرها، وغير ذلك من الإضافات التي يظنها بعض الزوجات هامشية، ولكنها في الحقيقة مهمة في الحياة الزوجية·[/font]
[font=&quot]ومن التجديد أن يبدأ الزوجان حواراً جديداً كلما أتيحت الفرصة، مع تغيير أسلوب الحديث وحتى نطق الكلمات وتنغيمها، فالرجل يحب أن يكون صوت زوجته شجياً في مسمعه، وأن يشتري الزوجان كتباً جديداً يقرآنها ويديران الحوار حولها، وأن يزورا الأقارب والمعارف والجيران، ويتحاورا معهم، وأن يتعرفا على أصدقاء جدد للأسرة، كما يقترح القيام برحلات إلى أماكن جديدة، وتناول الطعام أحياناً خارج المنزل في أماكن هادئة وسهرات ممتعة بريئة·[/font]
[font=&quot]ولعلنا بذلك ننجو من هرشة السنة السابعة في الزواج، التي أثبت الواقع أنها ليس مجرد هرشة، ولكنها عضَّة سامة، قد تودي بالزواج، وتهدم الأسر. فاحذروها![/font]
 
التعديل الأخير:

د. عبدالحميد بن صالح الكراني

:: المشرف العام ::
طاقم الإدارة
إنضم
23 أكتوبر 2007
المشاركات
8,144
الجنس
ذكر
الكنية
أبو أسامة
التخصص
فقـــه
الدولة
السعودية
المدينة
مكة المكرمة
المذهب الفقهي
الدراسة: الحنبلي، الاشتغال: الفقه المقارن
رد: هرشة السنة السابعة من الزواج!

نعوذ بالله من الهرشة!
شكراً دكتورنا الفاضل على هذا المقال البديع.
 

الهمة العلياء

:: متخصص ::
إنضم
3 يونيو 2010
المشاركات
150
التخصص
فقه
المدينة
الرياض
المذهب الفقهي
حنبلي
رد: هرشة السنة السابعة من الزواج!

جزاكم الله خيرا استاذنا الفاضل على هذه المقال، لولا أن النظرة السوداوية أطلت قليلا بين ثناياه !
كقولكم : (يرى المتأمل أن السعادة الزوجية في زماننا نادرة أو قليلة)، ففي ظني لا نستطيع أن نقول أنها نادرة ونحن نجري الإحصاءات على زيجات لم تسلك أصلا الطريق الموصل للسعادة، أثناء الاختيار، ثم بعد بداية الحياة..
وفي ظني لو أجرينا إحصاءا بمعايير واضحة نرى أنها محققة للتواءم، والانسجام، سنجد أعدادا كثيرة وفقها الله لبناء أسري صحيح.
و بمناسبة الأعوام السبعة، ففي مقابل ما ذكرتم يقسم بعض المتخصصين مراحل الزواج العمرية إلى أقسام:
مرحلة التعارف (1-3) سنوات.
مرحلة التآلف (3-5) سنوات.
مرحلة التفاهم (5-7) سنوات.
مرحلة التكاتف، ما بعد السبع سنوات..
وأظن أن نجاح كل مرحلة مرتبط بالتي قبلها، مع أننا في الحياة الاجتماعية لا يمكن أن نحدد رقما فاصلا، لكنه أمر تقريبي.
ومما هو جدير بالاهتمام ما ذكرتم من أن المشكلات الصغيرة تتفاعل، والأمر المهم أن لا تبقى المشكلة الصغيرة حبيسة لسان صاحبها، بل يتحدث بها للطرف الآخر حتى تنتهي وتتلاشى!
ويبقى العامل الأهم في نجاح كل علاقة إنسانية زواجا كانت أو غيره هو "حسن الخلق" بعد توفيق الله وفتحه.
وما أجمل أن يكون أساس التعامل مع الناس عموما قوله تعالى:"خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين"
وقول رسوله صلى لله عليه وسلم: "رحم الله رجلا سمحا إذا باع، سمحا إذا اشترى، سمحا إذا اقتضى"
ونقطة أخيرة ذكرتموها وهي "الحوار الفكري" والتفاهم، وأتساءل كثيرا كيف يتحقق هذا في زيجات غير متكافئة فكريا، ولا علميا، ولا تواجد فيها قواسم مشتركة إلا ما ندر!
ومع ذلك فكثير من جداتنا كانت بينهم وبين أزواجهن فوارق عمرية وفكرية كبيرة، ومضت حياتهم على أحسن حال، ويبقى التوفيق بيد رب العالمين، وعلى العبد بذل السبب..

شكر الله لكم .
 

مجتهدة

:: متميز ::
إنضم
25 أبريل 2008
المشاركات
931
التخصص
فقه وأصول..
المدينة
000000
المذهب الفقهي
حنبلية على اختيارات الشيخ ابن عثيمين-رحمه الله-.
رد: هرشة السنة السابعة من الزواج!

بارك الله فيكم...

أتساءل!! الرجل الذي ذكرتم بهذه النفسية تجاه زوجته، ماذا سيفعل إذا رق عظمها، وتغير لونها، وباتت طريحة الفراش، حسياً أو معنوياً... ألن يصحبها بالمعروف؟ وهل سيأخذ بقول بعض الفقهاء بانه لايلزمه علاجها ولاتجهيزها إذا ماتت؟؟

ثم أليس المهم في الحياة الزوجية المودة والرحمة، حتى قد يستحيل الرجل كأنه أب حانِ على زوجته؟؟ وهي كذلك..

 

مجتهدة

:: متميز ::
إنضم
25 أبريل 2008
المشاركات
931
التخصص
فقه وأصول..
المدينة
000000
المذهب الفقهي
حنبلية على اختيارات الشيخ ابن عثيمين-رحمه الله-.
رد: هرشة السنة السابعة من الزواج!

ومع ذلك فكثير من جداتنا كانت بينهم وبين أزواجهن فوارق عمرية وفكرية كبيرة، ومضت حياتهم على أحسن حال، ويبقى التوفيق بيد رب العالمين، وعلى العبد بذل السبب..

شكر الله لكم .
لا أستطيع أن أجزم بذلك...
فقد كانت جدتي لا تؤاكل جدي ولاتشرب أمامه ولاتطيل الجلوس معه مهابة واحتراماً!!!؟؟؟ (سمعت ولم أره)

فهل هذه حياة؟؟؟

رحمهما الله...
 

بشرى عمر الغوراني

:: فريق طالبات العلم ::
إنضم
29 مارس 2010
المشاركات
2,121
الإقامة
لبنان
الجنس
أنثى
الكنية
أم أنس
التخصص
الفقه المقارن
الدولة
لبنان
المدينة
طرابلس
المذهب الفقهي
حنبلي
رد: هرشة السنة السابعة من الزواج!

جزاكم الله خيرا استاذنا الفاضل على هذه المقال، لولا أن النظرة السوداوية أطلت قليلا بين ثناياه !
كقولكم : (يرى المتأمل أن السعادة الزوجية في زماننا نادرة أو قليلة)، ففي ظني لا نستطيع أن نقول أنها نادرة ونحن نجري الإحصاءات على زيجات لم تسلك أصلا الطريق الموصل للسعادة، أثناء الاختيار، ثم بعد بداية الحياة..
وفي ظني لو أجرينا إحصاءا بمعايير واضحة نرى أنها محققة للتواءم، والانسجام، سنجد أعدادا كثيرة وفقها الله لبناء أسري صحيح.
و بمناسبة الأعوام السبعة، ففي مقابل ما ذكرتم يقسم بعض المتخصصين مراحل الزواج العمرية إلى أقسام:
مرحلة التعارف (1-3) سنوات.
مرحلة التآلف (3-5) سنوات.
مرحلة التفاهم (5-7) سنوات.
مرحلة التكاتف، ما بعد السبع سنوات..
وأظن أن نجاح كل مرحلة مرتبط بالتي قبلها، مع أننا في الحياة الاجتماعية لا يمكن أن نحدد رقما فاصلا، لكنه أمر تقريبي.
ومما هو جدير بالاهتمام ما ذكرتم من أن المشكلات الصغيرة تتفاعل، والأمر المهم أن لا تبقى المشكلة الصغيرة حبيسة لسان صاحبها، بل يتحدث بها للطرف الآخر حتى تنتهي وتتلاشى!
ويبقى العامل الأهم في نجاح كل علاقة إنسانية زواجا كانت أو غيره هو "حسن الخلق" بعد توفيق الله وفتحه.
وما أجمل أن يكون أساس التعامل مع الناس عموما قوله تعالى:"خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين"
وقول رسوله صلى لله عليه وسلم: "رحم الله رجلا سمحا إذا باع، سمحا إذا اشترى، سمحا إذا اقتضى"
ونقطة أخيرة ذكرتموها وهي "الحوار الفكري" والتفاهم، وأتساءل كثيرا كيف يتحقق هذا في زيجات غير متكافئة فكريا، ولا علميا، ولا تواجد فيها قواسم مشتركة إلا ما ندر!
ومع ذلك فكثير من جداتنا كانت بينهم وبين أزواجهن فوارق عمرية وفكرية كبيرة، ومضت حياتهم على أحسن حال، ويبقى التوفيق بيد رب العالمين، وعلى العبد بذل السبب..

شكر الله لكم .

ما شاء الله!
كلام موزون جميل، وهو عين الصواب..
وفقك الله دوماً أختي!
 

زياد العراقي

:: مشرف ::
إنضم
21 نوفمبر 2011
المشاركات
3,614
الجنس
ذكر
التخصص
...
الدولة
العراق
المدينة
؟
المذهب الفقهي
المذهب الشافعي
رد: هرشة السنة السابعة من الزواج!

أعجبتني كلمة لأخي
التجربة في الحياة كانت لي زوجة رحمها الله قمة في الاخلاق وسلبتني باخلاقها وطول المدة معها اصبحت عشرتي معها من احسن ماعشت في عمري وكلما وقع لي معها شيء فاذا اردت ان اطفيء جمر الغضب اذا قلت نوع من هذا الكلام ينهار الجليد جليد الغضب واذا كنت اناكذالك فاذ قالت لي كذالك
منقول من هذا الرابط
[h=1]حكم قول المرأة للرجل والعكس: إني أحبك في الله[/h]
ويقصد أنه يقول لزوجته إن غضبت إني أحبك في الله وإن غضب هو كذلك تقول هي إني أحبك في الله
 

أم عبد الله السرطاوي

:: نائبة فريق طالبات العلم ::
إنضم
13 يونيو 2010
المشاركات
2,308
التخصص
شريعة/ هندسة
المدينة
***
المذهب الفقهي
الحنبلي
رد: هرشة السنة السابعة من الزواج!

كل ما سبق رائع... جزاكم الله جميعا خيرا
 

أم هبة الله

:: متابع ::
إنضم
30 ديسمبر 2012
المشاركات
95
الكنية
أم محمد
التخصص
الفقه المقارن
المدينة
جدة
المذهب الفقهي
مذهب أهل السنة والجماعة
رد: هرشة السنة السابعة من الزواج!

موضوع ماتع بارك الله فيكم.

وما أكثر هرشات المسلمين في وقت صارت فيه مطالبة النساء بالمساواة تعلو في كل ركن وزاوية من بيوت المسلمين!

رأيت بين النساء إما ملتزمة حيية تجهل أبسط ما يقيم بيتها!

وإما (جاهلة) بأبسط تعاليم الدين ومعلمها وشيخها في بيتها المسلسلات التركية والمكسيكية!

والحمد لله أنّ الكثير من المنتديات النسائية تخصصت لتثقيف النّساء وتعليم الجاهلة منهنّ بالفوارق الطبيعية بين الرجل والمرأة واحتياج كل طرف لتعلم ما يحبه الآخر وما ينفره منه.

ويبقى توفيق الله وحده وطلب معونته السبيل الوحيد والأمثل لاستقرار الحياة الزوجية.
 

ام معتز

:: مشارك ::
إنضم
26 ديسمبر 2012
المشاركات
229
الكنية
ام معتز
التخصص
علوم شرعية
المدينة
قسنطينة
المذهب الفقهي
المالكي
رد: هرشة السنة السابعة من الزواج!

بارك الله في الأستاذ الكريم محمود الا أننا في الشرق الجزائري الهراش هو اللعب والأزواج يتهارشون أي يلعبون والزوجة اللتي تهارش الزوج تضفي على البيت السعادة والمرح ...
 
إنضم
27 سبتمبر 2012
المشاركات
332
الكنية
أبو محمد
التخصص
الفقه المقارن
المدينة
رأس العين
المذهب الفقهي
المالكي
رد: هرشة السنة السابعة من الزواج!

مقال رائع، لكن تفسير الأخت أم معتز للهراش [ إيجابي وطريف]. وفق الله الجميع لما يرضيه.
وأنصح فأقول للأزواج: عليكم بالتجديد فهو مبعدة للهراش المصري مجلبة للهراش الجزائري.
 

ام معتز

:: مشارك ::
إنضم
26 ديسمبر 2012
المشاركات
229
الكنية
ام معتز
التخصص
علوم شرعية
المدينة
قسنطينة
المذهب الفقهي
المالكي
رد: هرشة السنة السابعة من الزواج!

لعل مشكلة كرة القدم بين الجزائر ومصر سببها سوء فهم الجميع للهراش...اللهم أنشر المحبة بين كل المتهارشين...
 
أعلى