العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

أبيات في مناقب الإمام مالك وبعض كلامه صفة تحديثه وفتواه رحمه الله

سيدي محمد ولد محمد المصطفى ولد أحمد

:: قيم الملتقى المالكي ::
إنضم
2 أكتوبر 2010
المشاركات
2,243
التخصص
الفقه المقارن
المدينة
كرو
المذهب الفقهي
مالكي
قال العلامة محمد حبيب الله الشنقيطي في نظمه دليل السالك :
هاك مسائل تفيد السالك == بعض مناقب الإمام مالك
فمالك أخذ عن تسعمائه === من علماء التابعين منبئه
وقيل ستمائة ممن تبع === لهم ومنهم غيرها فيما اتبع
وأكثر الحديث عنها حتى === شهد سبعون له فأفتى
وإذ حوى العلم جلوسه اشتهر === لدرسه وهو ابن سبعة عشر
وكان في التدريس ذا حالين === في وصف ذاك متباينين
فإن يك الدرس حديث اغتسل === ولبس الجديد وللطيب جعل
وقام بالوقار والخشوع === إلى الحديث كامل الخضوع
معظما حديث خير الرسل === فنال من ذاك مقامه العلي
وحاز من تعظيمه أن وصلا === إلى مقام حار فيه العقلا
إذ لدغته عقرب مرارا === وكان يصفر لها اصفرارا
ويلتوي من أجل لدغها ولم === يقطع أحاديث النبي لذا الألم
فهكذا قد كان أهل الصدق === في الامتثال واتباع الحق
وإن يكن فقها فكيفما وجد === يجلس والحق بكل يعتمد
وكان خائفا من الجبار === ملازم الفكر والاعتبار
وقال من أحب أن يجيب عن === كل سؤال حيما السؤال عن
فليعرض النفس على الجحيم === وجنة الفردوس والنعيم
ثم يجيب كل من قد سأله === وحيث لا فلا يجيب مسأله
وفي اثنتين وثلاثين امتنع === من الجواب في سؤال قد وقع
عن أربعين بعدها ثمانيه === وكان في كل العلوم داهيه
وقال ينبغي لمن تحلى === بالعلم واسمه عليه دلا
توريث لا أدري لمن يجالسه === حتى يكون ديدنا يمارسه
ومن كلامه المفيد غايه === العلم لا بكثرة الروايه
العلم نور في القلوب يضعه === رب السماوات لبعض يرفعه
وكان في الهيبة مثل الملك === كما مع المنصور عنه قد حكي
وكان لا يروي سوى الصحيح === مع التأني ومع التنقيح
وحيث شك في الحديث طرحه === إذ ليس يروي غيرما قد نقحه
ومنعه الرشيد من أن يحملا === على الموطإ الرعايا أولا
ثم ليعلقنّه في الكعبه === دل على الزهد ورفع الرتبه
كما قديما رامه المنصور === فرده إمامنا المشهور
ووصفه بعالم المدينه === فيه من الفوائد الثمينه
أن حديث يوشك الذي اشتهر === وكان في امتداحه نصا ظهر
ليس من المذاهب المتبعه === منازع فيه له فاتبعه
ولم يقع ضرب بأكباد الإبل === لغيره كمثل ما له فعل
ثم الإمام أحمد الشهم الرضا === كان عراقيا وفيه قبضا
كذا أبو حنيفة المرضي === والشافعي أصله مكي
وكان في مصر أخيرا سكنا === إلى الوفاة وبها قد دفنا
وبالمدينة إمامنا استقر === حياته ودفنه بها اشتهر
ومن كلامه الذي عنه ذكر === من نقله يفيد أرباب الفكر
ومن له علم الفروع سبقا === بلا تصوف فقد تفسقا
وصوفي منفرد تزندقا === وجامع بينهما تحققا
حرره زروق في قواعد === تصوف وزبدة الفوائد
ولم يقع مالك في التدليس قط === كما بتدريب السيوطي انضبط
ونجل عبد للسلام قال ما === نفى بلاغه إمام العلما
إن صح عند متقني فن الأثر==كمن له الحفظ مع الضبط اشتهر
مثل البخاري ومسلم فمن === قلده رجوعه له قمن
ومن كلامه الذي عنه نقل === من بالعلوم وأساسها اشتغل
المرء قبل الأربعين الأولى === له التعلم لوجه المولى
وبعدها يطوي فراش النوم === إلى العبادة كفعل القوم
إذ غالب في موت هذي الأمه === كما روى عن النبي الأئمه
ما بين ستين وسبعين سنه === وقد يجي بغير هذي الأزمنه
وليس عنه من محيد لأحد === كما به الذكر الحكيم قد ورد
نقله في المدخل ابن الحاج عن === مالك الحبر الإمام المؤتمن
وقال بعض من إلى العلم جنح === ورجح الذي به العلم رجح
العمر كله أوان للطلب === وبعد سبعين ابن زياد طلب
قلت وحفظه المتون يطلب === وهو لتحصيل العلوم أقرب
إذ لا يعد العلم في القماطر === علما كما نحاه قول الشاعر
ليس بعلم ما حوى القمطر === ما العلم إلا ما حواه الصدر

انتهى ما اخترته من منظومة دليل السالك لمحمد حبيب الله الشنقيطي عليه الرحمة والغفران
وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
 
أعلى