سيدي محمد ولد محمد المصطفى ولد أحمد
:: قيم الملتقى المالكي ::
- إنضم
- 2 أكتوبر 2010
- المشاركات
- 2,243
- التخصص
- الفقه المقارن
- المدينة
- كرو
- المذهب الفقهي
- مالكي
هذه التراجم التي أبثها سبب كتابتها طلب من بعض الإخوة الكرام
وليعلم الناس عن هؤلاء القوم الذين بذلوا حياتهم في العلم فمن حقهم علينا أن نذكر عنهم شيئا ولو كان قليلا في حقهم
فنقول :
هو محمد بن عبد الرحمن البكري الغلاوي يتصل نسبه بأبي بكر الصديق رضي الله عنه
ولد في شنجيط وانتقلت أسرته إلى الحوض قال في أحد أنظامه :
نظمه ذو العجز والتفريط == محمد النابغة الشنجيطي
وخاله عبد الله بن أحمد بن الحاج حماه الله الغلاوي ناظم الرسالة والأخضري والخزرجية النقاية وغير ذلك قال النابغة في بعض أنظامه :
ثم يقول شيخنا وخالي == عبد الإله في زمان خال
وكان النابغة مفرط الذكاء ورويت عنه في ذلك حكايات تدل على أنه نبغ في صغره من ذلك ما روي أنه كان رديف خاله المذكور وهو صغير فالتقيا بالمختار ابن بونه على جناح سفر فانتهز ابن بونه فرصة اللقاء ليعرض نظمه على الألفية المعروف بالاحمرار على عبد الله بن حماه الله ولما انفصل الردف عن ركب ابن بونه إذا بالنابغة يحفظ النص عن ظهر قلب ولقبه " النابغة " له قصة وهي أنه كان مع خاله في نخله وكان يقرئه القرآن وعمره سبع سنوات فظل يوما يأكل الرطب ثم راحا في المساء للحي فحلبت للشيخ عبد الله ناقة فبادر الصبي فارتغى من اللبن فهرع خاله ليكفه خوفا عليه من التخمة فقال بديهة :
وليس في الرغوة ضر يوجد == لقوله جل فأما الزبد
يشير لقوله تعالى ( فأما الزبد فيذهب جفاء ) فقال خاله هذا الطفل نابغة فصار هذا لقبه من ذلك الحين
وقد طاف النابغة بلاد شنقيط في التزود من العلم
فزار القبلة فقال :
إني خرجت من ارض الحوض هيمانا == ولا أريد سوى أبناء ديمانا
أبغي زيارتهم من بعد كتبهم == نعم المزور ونعم الكتب أيمانا
وزار ولاته فقال في ختام كتابه العدة في أحكام الردة :
وافى ختامه أذان المغرب == في قصر والاة بأرض المغرب
وقال في بعض أنظامه يذكر من يدعي ما لا تصدقه شواهد الامتحان :
نظمته للعلماء الجلة == ردا لكل طالب للحلة
وعلمه وعوعة وجعجعه == وهو في كل العلوم إمعه
ومن تزبب وهو حصرم == ومن تفضل وهو معدم
تحككت عقربة بالأفعى == واستنت الفصلان حتى القرعى
قد هزلت حتى بدا بيت الطويل == وسام كل مفلس نص خليل
وقال أيضا في منظومة أخرى :
فإن عثرت فالجواد يعثر == وذاك في ظرف الزمان يكثر
ومن أتى بالنص من خليل == صيرت عين نصه دليلي
وقال في مسألة تعرف بالتندغية أنشبت خلافا بينه وبين شيخه ابن أحمد العاقل وحاصلها أن امرأة واعدت رجلا أن تتزوجه ولا تتزوج غيره وركنا على ذلك فلما كان قريبا من عقدها عقد عليها آخر ودخل بها وادعى الأول أن عقده كان قبل الثاني فقال ابن العاقل إن الأول أولى بها وقال النابغة بالعكس فقال :
حلفت بالبيت وبالمثاني == ما التندغية لغير الثاني
لكونه خطب أيما بلا == علم بمانع لها فقبلا
من بعد إيجاب من الولي == الاخص وفق شرعة النبي
ولما توفي شيخه المذكور ولد أحمد العاقل قال قصيدة طويلة يرثيه فيها كل أشطارها الأخيرة تقريبا مضمة من الألفية ومنها :
يا أسف الدين وكل عاقل == على وفاة شيخنا ابن العاقل
يا أسف المنطق والكلام == كم بهما أصبح من كِلام
لموته قد ريعت ألف روع == على أصول الفقه والفروع
من ذا الذي يعرف سر الحرف == فذاك ذو تصرف في العرف
من ذا الذي من بعده يقول من == يصل إلينا يستعن بنا يعن
لما نعوه وذكرت فضلهْ == كلي بكى بكاء ذات عضلهْ
وبت ساهرا بليل أليل == مروع القلب قليل الحيل
قلت لجلد مضمر أي جزع == فلا تكن جلدا وتظهر الجزع
وقلت لما قال لي أين المفر == أيا ابن أمى يا ابن عمى لا مفر
حياته عارضة وصفيه == فألغين عارض الوصفيه
لو كان غير الله حيا قد بقا == لكان أولى من سواه بالبقا
أو كان يفدى بكذا ما ذهبا == لو كان مثل ملء الأرض ذهبا
لكن مثل الشيخ عند من غبر == ملتزم فيه تقدم الخبر
ولذلك قال المختار بن حامدن إنه أضاف للشعر فنا جديدا بهذه القصيدة فقال :
الحمد لله وبعد فالنا == بغة زاد في القريض فنا
إذ ضمن الأعجاز من ألفيه == مقاصد النحو بها محويه
وهي قصيدة طويلة
توفي النابغة عليه الرحمة والرضوان سنة 1245هـ
مصادر الترجمة :
- الوسيط في أدباء شنجيط
- مقدمة بوطليحية للمحقق يحيى بن البراء
والله أعلم