العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

الغـاذي شبيـه بالمغـتذي

إنضم
4 فبراير 2010
المشاركات
785
التخصص
شريعة
المدينة
------
المذهب الفقهي
اهل الحديث
قال ابن تيمية رحمه الله:
وأما قول القائل: التوضؤ من لحوم الإبل على خلاف القياس.
فهذا إنما قاله لأنها لحم واللحم لا يتوضأ منه.
وصاحب الشرع قد فرق بين لحم الغنم ولحم الإبل، كما فرق بين معاطن هذه ومبارك هذه، فأمر بالصلاة في هذا ونهى عن الصلاة في هذا، فدعوى المدعى أن القياس التسوية بينهما من جنس قول الذين قالوا (( إنما البيع مثل الربا وأحل الله البيع وحرم الربا )) والفرق بينهما ثابت في نفس الأمر كما فرق بين أصحاب الإبل وأصحاب الغنم فقال:
( الفخر والخيلاء في الفدادين أصحاب الإبل، والسكينة في أهل الغنم).
وروي في الإبل: (إنها جن خلقت من جن).
وروي : (على ذروة كل بعير شيطان).
فالإبل فيها قوة شيطانية، والغاذي شبيه بالمغتذي.
ولهذا حرم كل ذي ناب من السباع وكل ذي مخلب من الطير؛ لأنها دواب عادية، وبالاغتذاء بها تجعل في خلق الإنسان من العدوان ما يضره في دينه، فنهى الله عن ذلك؛ لأن المقصود أن يقوم الناس بالقسط، والإبل إذا أكل منها تبقى فيه قوة شيطانية.
وفى الحديث الذي في السنن عن النبي (صلى الله عليه وسلم) أنه قال: ( الغضب من الشيطان والشيطان خلق من النار وإنما تطفأ النار بالماء فإذا غضب أحدكم فليتوضأ).
فإذا توضأ العبد من لحوم الإبل كان في ذلك من إطفاء القوة الشيطانية ما يزيل المفسدة، بخلاف من لم يتوضأ منها فان الفساد حاصل معه.
ولهذا يقال إن الأعراب بأكلهم لحوم الإبل مع عدم الوضوء منها صار فيهم من الحقد ما صار.
مجموع الفتاوى ج20/ ص523-524
 
أعلى