العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

الاجتهاد عند الشاطبي - رحمه الله -

إنضم
25 يونيو 2008
المشاركات
1,762
الإقامة
ألمانيا
الجنس
ذكر
التخصص
أصول الفقه
الدولة
ألمانيا
المدينة
مونستر
المذهب الفقهي
لا مذهب بعينه
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين ، أما بعدُ :
فإن الغاية من تعلم المعارف الشرعية الخادمة ، والغرض من امتلاك ناصيتها : القدرة على استنباط الأحكام الشرعية فيما تردد بين طرفي النفي والإثبات مما لا يمكن الجزم معه بشئ إلا بعد استفراغ الجهد ، وبذل الوسع ، وترديد النظر فإذا استدَّ حصل المطلوب ، وإلا فإن الوزر موضوع عمن كان من أهل الشأن كما هو مقرر.

وإنه لمن المعلوم أن مبحث الاجتهاد النظري غايته الوصول إلى اجتهاد واقعي ، ولو قضى المرء دهره في مطالعة المتون ومراجعة الشروح محررا لشروط الاجتهاد ومحاله وأنواعه لما صار مجتهدا ، وإذ ذاك يكون قد أضاع عمره في علم لم ينفع ، وبدد وقته في مبحث لم يفد...

على أننا إن وجهنا أنظارنا إلى جميع الأنحاء لعلمنا أن "النظري" لا ينافي "التطبيقي" ، وقوائم هذا تقوم على سواعد ذاك ، وأن بعض ما نستشنعه من الخلل الواقع اليوم إنما أساسه غبش نظري ، وخلط منهجي ، وجمود معرفي .

والواقع أن أحسن من تُلتمس عنده الهداية في أمر الاجتهاد، وأفضل من يستشار في حكمه : الإمام أبو إسحاق الشاطبي .

فإن الرجل قد أضاف فأحسن ، وحرر فأجاد ، وناقش فأمتع ...

ومصداق هذه الإنشائيات تراه مسطرا فيما يأتي من العلميات.
 
التعديل الأخير:
إنضم
25 يونيو 2008
المشاركات
1,762
الإقامة
ألمانيا
الجنس
ذكر
التخصص
أصول الفقه
الدولة
ألمانيا
المدينة
مونستر
المذهب الفقهي
لا مذهب بعينه
رد: الاجتهاد عند الشاطبي - رحمه الله -

[font=&quot]قلتُ فيما مضى إن أبا إسحاق أفضل من حرر مباحث الاجتهاد ، وهو الحقُّ..
-[font=&quot]فإنك لو رجعتَ إلى مظان هذا العلم من كتب الأصول لن تجدَ ما يُشفي غليلك[/font] [font=&quot]أيها الطالب للنور إلا قبسات علمية لا تشكل بناء علميا ، بل غايتها : قضايا[/font] [font=&quot]لها ارتباط بمبحث الاجتهاد لا أقل ولا أكثر[/font] :
[font=&quot]ينطبق[/font] [font=&quot]هذا على أبي محمد بن حزم ، وأبي الوليد الباجي ، وأبي المعالي الجويني ،[/font] [font=&quot]وأبي الوفاء الحنبلي ، وأبي المظفر السمعاني ...في اختلاف طفيف ، وإنما[/font] [font=&quot]القدر الذي يجمعهم[/font]:
[font=&quot]بحث[/font] [font=&quot]لمسألة التصويب والتخطئة ، والزراية على الجاحظ والعنبري والمريسي فيما[/font] [font=&quot]ادعوه ، والكلام على اجتهاد النبي عليه السلام ، وأسطر قليلة في شروط[/font] [font=&quot]الاجتهاد ، وآداب الافتاء ، وحكم تقليد عامي لعامي ، أو عالم لعالم[/font] ...
[font=&quot]أما[/font] [font=&quot]الغزالي : فإن له وجهة أخرى ، والرجل قد أبدى قدرا من العظمة في كل[/font] "[font=&quot]المستصفى" واتخذ من دون الأصوليين ملجأ ، ولم تكن براعته في القطب الرابع[/font] ([font=&quot]الاجتهاد) بأقل من براعته في القطب الأول (الحكم) إلا أنني لن أتكلم عنه[/font] [font=&quot]الآن ، لأن كلامي عن تصور الشاطبي هو كلام عن تصور الغزالي ، لا فرق بين[/font] [font=&quot]التصورين ، والشاطبي متبع للغزالي في أكثر ما يذهب إليه. ولعلي أفتح موضوعا[/font] [font=&quot]آخر للموازنة بين الإمامين[/font].
[/font]
 
التعديل الأخير:
إنضم
25 يونيو 2008
المشاركات
1,762
الإقامة
ألمانيا
الجنس
ذكر
التخصص
أصول الفقه
الدولة
ألمانيا
المدينة
مونستر
المذهب الفقهي
لا مذهب بعينه
رد: الاجتهاد عند الشاطبي - رحمه الله -

المهم أنه لما جاء الإمام الشاطبي أحدثَ ثورة علمية خلَّدها في كتاب "الموافقات" دون أن يخرج عن إرث الغزالي ، الذي لا يكاد يذكره في الموافقات إلا مقدرا لرأيه ومناصرا لقوله([1]) .
ولا بأس من إيراد كلام الشيخ محمد الفاضل بن عاشور في حق هذا السفر ، وإن كان الكتاب شاهدا لنفسه بتلك العظمة!: "لقد بنى الشاطبي ـحقا ـبهذا التأليف هرما شامخا للثقافة الإسلامية ، استطاع أن يشرف منه على مسالك وطرق لتحقيق خلود الدين وعصمته ، قل من اهتدى إليها قبله.
...وظهرت مزيةُ كتابه ظهورا عجيبا في قرننا الحاضر والقرن قبله ، لما أشكلت على العالم الإسلامي ـ عند نهضته من كبوته ـ أوجه الجمع بين أحكام الدين ومستجدات الحياة العصرية"([2]) .
[FONT=&quot]
[/FONT]


[FONT=&quot][1][/FONT]
- ذكر الأستاذ الريسوني أن الشاطبي ذكر الغزالي نحوا من أربعين مرة ، وفي أكثرها يذكره بالتأييد والموافقة ، بخلاف بقية الأصوليين خاصة الرازي فإنه كثير النقد له ( "نظرية المقاصد" : 321).

[FONT=&quot][2][/FONT]
- نقلا عن :"نظرية المقاصد عند الشاطبي" لأحمد الريسوني" : 352 – 353.

[FONT=&quot]
[/FONT]
 
أعلى