رد: هل الحكم بكراهيه الشي يعني حرمته؟
قد وردت لفظة الكراهة في الكتاب والسنة على معنيين
الاول : التحريم الذي يعاقب فاعله ويثاب تاركه
الثاني : بمعنى الذي لايعاقب فاعله ويثاب تاركه
ومنها
: قوله تعالى : " كل ذلك كان سيئه عند ربك مكروها " فهذا صريح بان المقصود محرم لان ما ذكر من الكبائر
وقوله تعالى (( وكره إليكم الكفر والفسوق والعصيان )) هنا بمعنى ال
وحديث احلفوا بالله و بروا و اصدقوا ، فإن الله يكره أن يحلف إلا به
رواه عبدالله بن عمر المحدث:
وصححهالالباني في : السلسلة الصحيحة - 1119
ومن الامثله على الثاني :
قوله صلى الله عليه وسلم (( إن الله حرم عليكم ثلاثا ... إلى قوله : وكره لكم ثلاثا قيل وقال وكثرة السؤال وإضاعة المال )) رواه البخاري ومسلم ، وقال النووي : وفي قوله صلى الله عليه وسلم : ( حرم ثلاثا وكره ثلاثا ) دليل على أن الكراهة في هذه الثلاثة الأخيرة للتنزيه , لا للتحريم . والله أعلم .
وقوله :عن ابي سعيد الخدري رضي الله عنه لم نعد أن فتحت خيبر . فوقعنا ، أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، في تلك البقلة . الثوم . عن والناس جياع . فأكلنا منها أكلا شديدا . ثم رحنا إلى المسجد فوجد رسول الله صلى الله عليه وسلم الريح . فقال : " من أكل من هذه الشجرة الخبيثة شيئا فلا يقربنا في المسجد " فقال الناس : حرمت . حرمت . فبلغ ذاك ، النبي صلى الله عليه وسلم فقال : " أيها الناس ! إنه ليس بي تحريم ما أحل الله لي . ولكنها شجرة أكره ريحها " .
رواه مسلم - : 565
وايضا فان لفظة الكراهه كانت عند السلف والائمة اذا اطلقت فانها تعني التحريم
واما عند المتاخرين فانه يقصد به الكراهة التي يثاب تاركها ولا يعاقب فاعلها
وقد تكلم على هذا ابن القيم رحمه الله في اعلام الموقعين الجزء الاول وبين ان الكراهة عند السلف للتحريم ثم انتقد المتاخرين على استخدامها للكراهة التي لا تنعني التحريم
ومن هذا نستفيد ان هذه اللفظه من قبل عصر الامام ابن القيم تستخدم للكراهة التي تعني ثواب التارك وعدم عقوبة الفاعل وهذا الاستخدام الذي عليه اهل الفتوى في هذا العصر
والله تعالى اعلم
والقول الاقرب اننا ننظر في القرائن حول هذه الكلمة فان سياق الكلام يتضح من خلاله مراد القائل
وخاصة ماقاله السلف وكذا الائمة والله اعلم