سهير علي
:: متميز ::
- إنضم
- 17 يوليو 2010
- المشاركات
- 805
- الجنس
- أنثى
- الكنية
- أم معاذ
- التخصص
- شريعة
- الدولة
- بريطانيا
- المدينة
- برمنجهام
- المذهب الفقهي
- شافعية
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذا الموضوع موجود في هذا الرابط: http://www.mmf-4.com/vb/showthread.php?t=7945، للأخ الفاضل فهد بن عبد الله القحطاني.
هذا الموضوع موجود في هذا الرابط: http://www.mmf-4.com/vb/showthread.php?t=7945، للأخ الفاضل فهد بن عبد الله القحطاني.
هل أحد أسباب غرس تعظيم الله تعالى في قلوب عباده -والله أعلم - يُستدل من قوله تعالى على لسان سيدنا نوح (فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا*يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا*وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا*مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا*وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا*أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا).
فوالله أعلم أن الآيات تدل على عدة أشياء مرجعها إلى تعظيم الله في القلوب.
أولا: الاستغفار:
1- لأنه إقرار للبشرية التي قد فطرنا الله تعالى عليها، وهي إننا جميعا نُخطئ، فنحن غير معصومين.
2- الاعتراف بالذنب هو دليل على عدم التكبر، لأن الكبرياء لله تعالى وحده.
3- القدوم على الله بالذل والخضوع في الاستغفار، فهذا يضع العبد في المرتبة التي أنزله الله إياها، كما يدل على معرفة قدره تعالى وعلو شأنه.
4- الإقرار بافتقار العبد وحاجته لربه، إن هذا مثل العقد المبرم بين شريكين، ألا وهو: الافتقار إلى الله بسؤال المغفرة، أمامه رزق منتوع لكل ما تشتهيه النفس، والناتج عن هذه الشراكة، معرفة قدر الله عز وجل، وهذه المعرفة تؤدي إلى تعظيمه تعالى في قلب عبده، وحصول مراد العبد من ربه.
ثانيا: عدم حصول الإقرار بالبشرية والاعتراف بالذنب والخضوع لله والإقرار بالافتقار إلى الله، فهذه الأشياء تؤدي - والعياذ بالله - إلى عدم توقير الله تعالى، وبالتالي عدم تعظيمه في قلب العبد.
ثالثا: التدبر والتفكر في خلق الله: فهو أحلى وأجمل باب للتعبد وتعظيم الله في قلوب عباده، لأنه يهذب النفس ويجدد الإيمان ويغسل النفس من الحقد والغرور والنفاق والحسد، ويهدي الطباع ويُعين على الصبر ويدفع للبر، ومكارم الأخلاق.
وقد ورد في الأثر كيفية استدلال إعرابي بفطرته وإدركه لوجود ربه عندما سُئِل: ما الدليل على وجود الرب؟ فقال: (سبحان الله، إن البعرة تدل على البعير، والأثر يدل على المسير، فسماء ذات أبراج، وأرض ذات فجاج، وبِحار ذات أمواج، ليل داج، ونهار ساج، ألا يدل ذلك على اللطيف الخبير). لأنه متى علم وأيقن العبد أن له إله يرجع إليه في كل شيء لأن هذا الإله قدير وعظيم وقادر ويعطي ويمنع ويرحم، فإنه في هذه الحالة قد عظم الله تعالى في قلبه.
أليس هذا تعظيم لله تعالى في قلب عبده، أن يتعرف عليه سبحانه من خلال صنعه، فيعرف ويقر بقدره؟
والله أعلم.