رد: تساؤل
ما يتعلق به المعاني التي تتم بها الصلاة
نقلته من مختصر المنهاج القاصدين :
"
[FONT=times new roman(arabic)]1[FONT=times new roman(arabic)]ـ فصل [فى فضائل الصلاة][/FONT][/FONT]
[FONT=times new roman(arabic)]وأما الصلاة فإنها عماد الدين وغرة الطاعات. وقد ورد فى فضائل [FONT=times new roman(arabic)]الصلاة أخبار كثيرة مشهورة، ومن أحسن آدابها الخشوع.[/FONT][/FONT]
[FONT=times new roman(arabic)]وقد[FONT=times new roman(arabic)]روى عن [/FONT][FONT=times new roman(arabic)]عثمان رضى الله عنه ، عن النبى صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال : “ما من امرئ [/FONT][FONT=times new roman(arabic)]تحضره صلاة مكتوبة، فيحسن وضوءها وخشوعها وركوعها إلا كانت كفارة لما قبلها[/FONT][FONT=times new roman(arabic)]من [/FONT][FONT=times new roman(arabic)]الذنوب ما لم يأت كبيرة، وذلك الدهر كله “[/FONT][FONT=times new roman(arabic)].[/FONT][FONT=times new roman(arabic)][/FONT][/FONT]
[FONT=times new roman(arabic)]وله فى حديث أيضا عن النبى صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال:[FONT=times new roman(arabic)]“ [/FONT][FONT=times new roman(arabic)]من صلى ركعتين لا يحدث فيهما [/FONT][FONT=times new roman(arabic)]نفسه غفر له ما تقدم من ذنبه “[/FONT][FONT=times new roman(arabic)].[/FONT][FONT=times new roman(arabic)][/FONT][/FONT]
[FONT=times new roman(arabic)]وكان ابن الزبير رضى الله عنهما إذا قام فى الصلاة كأنه عود من [FONT=times new roman(arabic)]الخشوع، وكان يسجد فتنزل العصافير على ظهره لا تحسبه إلا جذع حائط، وصلى يوماً في [/FONT][FONT=times new roman(arabic)]الحِجْر[/FONT][FONT=times new roman(arabic)]
(7)[/FONT][FONT=times new roman(arabic)] فجاء حجر قذافة[/FONT][FONT=times new roman(arabic)]
(8)[/FONT][FONT=times new roman(arabic)] فذهب ببعض ثوبه فما انفتل.[/FONT][/FONT]
[FONT=times new roman(arabic)]وقال ميمون بن مهران : ما رأيت مسلم ين يسار ملتفتاً فى صلاة قط،[FONT=times new roman(arabic)]ولقد انهدمت ناحية من المسجد ففزع أهل السوق لهدتها، وإنه لفى المسجد يصلى فما[/FONT][FONT=times new roman(arabic)]التفت، وكان أهل بيته إذا دخل المنزل سكتوا، فإذا قام إلى الصلاة تكلموا وضحكوا.[/FONT][/FONT]
[FONT=times new roman(arabic)]وكان علي بن الحسن رضى الله عنهما إذا توضأ اصفر لونه ، فقيل له :[FONT=times new roman(arabic)]ما هذا الذى يعتادك عند الوضوء ؟ فقال: أتدرون بين يدي من أريد أن أقوم[/FONT][FONT=times new roman(arabic)][/FONT][FONT=times new roman(arabic)]؟[/FONT][/FONT]
[FONT=times new roman(arabic)]وأعلم: أن للصلاة أركانا وواجبات وسنناً، وروحها النية والإخلاص [FONT=times new roman(arabic)]والخشوع وحضور القلب، فان الصلاة تشتمل على أذكار ومناجاة وأفعال ، ومع عدم حضور[/FONT][FONT=times new roman(arabic)]القلب لا يحصل المقصود بالأذكار والمناجاة، لأن النطق إذا لم يُعِربُ عما فى الضمير [/FONT][FONT=times new roman(arabic)]كان بمنزلة الهذيان ، وكذلك لا يحصل المقصود من الأفعال، لأنه إذا كان المقصود من [/FONT][FONT=times new roman(arabic)]القيام الخدمة، ومن الركوع والسجود الذل والتعظيم، ولم يكن القلب حاضراً، لم يحصل [/FONT][FONT=times new roman(arabic)]المقصود، فان الفعل متى خرج عن مقصوده بقى صورة لا اعتبار بها ، قال الله تعالى:[/FONT][FONT=times new roman(arabic)][/FONT][FONT=times new roman(arabic)]
{ لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم }[/FONT][FONT=times new roman(arabic)][الحج : 37][/FONT][FONT=times new roman(arabic)]والمقصود أن الواصل إلى الله سبحانه وتعالى هو الوصف الذى استولى على القلب حتى حمل [/FONT][FONT=times new roman(arabic)]على امتثال الأوامر المطلوبة، فلا بد من حضور القلب فى الصلاة، ولكن سامح الشارع في [/FONT][FONT=times new roman(arabic)]غفلة تطرأ لأن حضور القلب فى أولها ينسحب حكمه على باقيها.[/FONT][/FONT]
[FONT=times new roman(arabic)]والمعاني التي تتم بها حياة الصلاة[FONT=times new roman(arabic)]كثيرة[/FONT][FONT=times new roman(arabic)].[/FONT][FONT=times new roman(arabic)][/FONT][/FONT]
[FONT=times new roman(arabic)]المعنى الأول:[/FONT]
[FONT=times new roman(arabic)]حضور القلب [FONT=times new roman(arabic)]كما ذكرنا ، ومعناه أن يفرغ القلب من غير [/FONT][FONT=times new roman(arabic)]ما هو ملابس له ، وسبب ذلك الهمة، فإنه متى أهمك أمر حضر قلبك ضرورة فلا علاج [/FONT][FONT=times new roman(arabic)]لإحضاره إلا صرف الهمة إلى الصلاة، وانصراف الهمة يقوى ويضعف بحسب قوة الإيمان [/FONT][FONT=times new roman(arabic)]بالآخرة واحتقار الدنيا، فمتى رأيت قلبك لا يحضر فى الصلاة، فاعلم أن سببه ضعف [/FONT][FONT=times new roman(arabic)]الإيمان، فاجتهد فى تقويته.[/FONT][/FONT]
[FONT=times new roman(arabic)]والمعنى الثاني:[/FONT]
[FONT=times new roman(arabic)]التفهم لمعنى الكلام [FONT=times new roman(arabic)]فإنه أمر وراء حضور القلب، لأنه [/FONT][FONT=times new roman(arabic)]ربما كان القلب حاضراً مع اللفظ دون المعنى ، فينبغي صرف الذهن إلى إدراك المعنى [/FONT][FONT=times new roman(arabic)]بدفع الخواطر الشاغلة وقطع موادها، فان المواد إذا لم تنقطع لم تنصرف الخواطر[/FONT][FONT=times new roman(arabic)]عنها.[/FONT][/FONT]
[FONT=times new roman(arabic)]والمواد، إما ظاهرة: وهى ما يشغل السمع والبصر، وإما باطنة :[FONT=times new roman(arabic)]وهو أشد كمن تشعبت به الهموم فى أودية الدنيا، فإنه لا ينحصر فكره فى فن واحد، ولم [/FONT][FONT=times new roman(arabic)]يغنه غض البصر، لأن ما وقع فى القلب كاف فى الاشتغال به.[/FONT][/FONT]
[FONT=times new roman(arabic)]وعلاج ذلك إن كان من المواد الظاهرة، بقطع ما يشغل السمع والبصر،[FONT=times new roman(arabic)]وهو القرب من القبلة، والنظر إلى موضع سجوده ، والاحتراز فى الصلاة من المواضع [/FONT][FONT=times new roman(arabic)]المنقوشة، وأن لا يترك عنده ما يشغل حسه ، فإن النبى صلى الله عليه وآله وسلم لما[/FONT][FONT=times new roman(arabic)]صلى فى أبجانية[/FONT][FONT=times new roman(arabic)]
(9) [/FONT][FONT=times new roman(arabic)]لها أعلام نزعها وقال : “ إنها ألهتني آنفا[/FONT][FONT=times new roman(arabic)]عن صلاتي.[/FONT][/FONT]
[FONT=times new roman(arabic)]وإن كان من المواد الباطنة، فطريق علاجه أن يرد النفس قهراً إلى ما[FONT=times new roman(arabic)]يقرأ فى الصلاة ويشغلها به عن غيره، ويستعد لذلك قبل الدخول فى الصلاة، بأن يقضي [/FONT][FONT=times new roman(arabic)]أشغاله، ويجتهد فى تفريغ قلبه ويجدد على نفسه ذكر الآخرة وخطر القيام بين يدي الله [/FONT][FONT=times new roman(arabic)]عز وجل وهول المطلع ، فان لم تسكن الأفكار بذلك ، فليعلم أنه إنما يتفكر فيما أهمه [/FONT][FONT=times new roman(arabic)]واشتهاه ، فليترك تلك الشهوات وليقطع تلك العلائق.[/FONT][/FONT]
[FONT=times new roman(arabic)]واعلم: أن العلة متى تمكنت لا ينفعها إلا الدواء القوي، والعلة[FONT=times new roman(arabic)]إذا قويت جاذبت المصلى وجاذبها إلى أن تنقضي الصلاة فى المجاذبة، ومثل ذلك كمثل رجل [/FONT][FONT=times new roman(arabic)]تحت شجرة أراد أن يصفو له فكره، وكانت أصوات العصافير تشوش عليه وفى يده خشبة [/FONT][FONT=times new roman(arabic)]يطيرها بها، فما يستقر فكره حتى تعود العصافير فيشتغل بها، فقيل له : هذا شئ لا[/FONT][FONT=times new roman(arabic)]ينقطع ، فإن أردت الخلاص فاقطع الشجرة، فكذلك شجرة الشهوة إذا علت وتفرقت أغصانها [/FONT][FONT=times new roman(arabic)]انجذبت أليها الأفكار كانجذاب العصافير إلى الأشجار والذباب إلى الأقذار ، فذهب [/FONT][FONT=times new roman(arabic)]العمر النفيس فى دفع ما لا يندفع ، وسبب هذه الشهوات التي توجب هذه الأفكار حب [/FONT][FONT=times new roman(arabic)]الدنيا.[/FONT][/FONT]
[FONT=times new roman(arabic)]قيل لعامر بن عبد قيس رحمه الله : هل تحدثك نفسك بشيء من أمور[FONT=times new roman(arabic)]الدنيا فى الصلاة ؟ فقال: لأن تختلف الأسنة فيَّ أحبُّ إلي من أجد هذا.[/FONT][/FONT]
[FONT=times new roman(arabic)]واعلم: أن قطع حب الدنيا من القلب أمر صعب وزواله بالكلية عزيز،[FONT=times new roman(arabic)]فليقع الاجتهاد فى الممكن منه ، والله الموفق والمعين.[/FONT][/FONT]
[FONT=times new roman(arabic)]وذلك يتولد من شيئين : معرفة جلال الله تعالى وعظمته،ومعرفة حقارة [FONT=times new roman(arabic)]النفس وأنها مستعبدة، فيتولد من المعرفتين: الاستكانة ، والخشوع.[/FONT][/FONT]
[FONT=times new roman(arabic)]ومن ذلك الرجاء : فانه زائد على الخوف ، فكم من معظم ملكاً يهابه [FONT=times new roman(arabic)]لخوف سطوته كما يرجو بره.[/FONT][/FONT]
[FONT=times new roman(arabic)]والمصلى ينبغي أن يكون راجياً بصلاته الثواب، كما يخاف من تقصيره [FONT=times new roman(arabic)]العقاب.[/FONT][/FONT]
[FONT=times new roman(arabic)]وينبغى للمصلي أن يحضر قلبه عند كل شيء من الصلاة، فإذا سمع نداء[FONT=times new roman(arabic)]المؤذن فليمثل النداء للقيامة ويشمر للاجابة، ولينظر ماذا يجيب، وبأي بدن يحضر.[/FONT][FONT=times new roman(arabic)]وإذا ستر عورته فليعلم أن المراد من ذلك تغطية فضائح بدنه عن الخلق ، فليذكر عورات [/FONT][FONT=times new roman(arabic)]باطنه وفضائح سره التي لا يطلع عليها إلا الخالق ، وليس لها عنه ساتر ، وأنها [/FONT][FONT=times new roman(arabic)]يكفرها الندم، والحياء، والخوف.[/FONT][/FONT]
[FONT=times new roman(arabic)]وإذا استقبل القبلة فقد صرف وجهه عن الجهات إلى جهة بيت الله تعالى،[FONT=times new roman(arabic)]فصرف قلبه إلى الله تعالى أولى من ذلك ، فكما أنه لا يتوجه إلى جهة البيت إلا[/FONT][FONT=times new roman(arabic)]بالانصراف عن غيرها، كذلك القلب لا ينصرف إلى الله تعالى إلا بالانصراف عما [/FONT][FONT=times new roman(arabic)]سواه.إذا كبرت أيها المصلى، فلا يكذبن قلبك لسانك، لأنه إذا كان فى قلبك أكبر من[/FONT][FONT=times new roman(arabic)]الله تعالى قد كذبت ، فاحذر أن يكون الهوى عندك أكبر بدليل إيثارك موافقته على طاعة[/FONT][FONT=times new roman(arabic)]الله تعالى. فإذا استعذت، فاعلم أن الاستعاذة هي لجأ الى لله سبحانه، فإذا لم[/FONT][FONT=times new roman(arabic)]تلجأ بقلبك كان كلامك لغواً ، وتفهم معنى ما تتلو، وأحضر التفهم بقلبك عند قولك:[/FONT][FONT=times new roman(arabic)][/FONT][FONT=times new roman(arabic)]
{الحمد لله رب العالمين}[/FONT][FONT=times new roman(arabic)]، واستحضر لطفه عند قولك :[/FONT][FONT=times new roman(arabic)]
{الرحمن الرحيم}[/FONT][FONT=times new roman(arabic)]،[/FONT][FONT=times new roman(arabic)]وعظمته عند قولك :[/FONT][FONT=times new roman(arabic)]
{مالك يوم الدين }[/FONT][FONT=times new roman(arabic)] , وكذلك فى جميع ما تتلو.[/FONT][/FONT]
[FONT=times new roman(arabic)]وقد روينا عن زرارة بن أبى أوفى رضى الله عنه أنه قرأ فى صلاته :[FONT=times new roman(arabic)]
{ فإذا نقر فى الناقور} [/FONT][FONT=times new roman(arabic)][المدثر:8] فخر ميتاً، وما ذاك إلا لأنه صور تلك الحال [/FONT][FONT=times new roman(arabic)]فأثرت عنده التلف.[/FONT][/FONT]
[FONT=times new roman(arabic)]واستشعر فى ركوعك التواضع ، وفى سجودك الذل، لأنك وضعت النفس [FONT=times new roman(arabic)]موضعها، ورددت الفرع إلى أصله بالسجود على التراب الذى خلقت منه وتفهم منه معنى [/FONT][FONT=times new roman(arabic)]الأذكار بالدوق.[/FONT][/FONT]
[FONT=times new roman(arabic)]واعلم: أن أداء الصلاة بهذه الشروط الباطنة سبب لجلاء القلب من [FONT=times new roman(arabic)]الصدأ ، وحصول الأنوار فيه التي بها تتلمح عظمى المعبود، وتطلع على أسراره وما[/FONT][FONT=times new roman(arabic)]يعقلها إلا العالمون.[/FONT][/FONT]
فأما من هو قائم بصورة الصلاة دون معانيها، فانه لا يطلع على شئ من ذلك بل ينكر وجوده."انتهي
لم يتطرق المؤلف الي كل المعاني
انصحك بالإفادة لإمام الأسلافي طبعة المنهاج ففيه بغيتك
بارك الله فيكم