العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

يا طالب العلم : إحذر من المبـالغــات !

إنضم
4 فبراير 2010
المشاركات
785
التخصص
شريعة
المدينة
------
المذهب الفقهي
اهل الحديث
الصراع بين الحقيقة والمبالغة


من العوائق بين الباحث عن الحقيقة وبين الحقيقة هو وجود المبالغات.
من مضلات البحث العلمي هي المبالغات.
وتزداد خطورتها عندما تخرج من لسان شخص مرموق.
فتشبه في خطورتها " زلة العالم ".
لأنها تتحول من أمر " جزئي " الى أمر " كلي ".
ولهذا شدد السلف رضوان الله عليهم من زلة العالم.
المبالغة تذهب بالباحث بعيدا عن الموضوعية والحيادية والعقلانية.
إنها تورث من يعتنقها خللا في النظر والفكر.
وبدلا من يعرضها لمسبار الاقتناع.
تمر بلا حساب الى مجال الاعتناق.
يسهّل ذلك تحسينُ الظن بالقائل.
واستبعادٌ مبني على التقليد.
وتسامحٌ وليد التواطؤ من أهل السير.
تلك المبالغات..
من يتبناها يصغر عقله في أعين النظار.
وتقل الثقة بدقة فكره وسداد نظره وإعمال عقله.
وأما مسارب المبالغات..
فتجدها:
في كتب التراجم والسير
سيما تراجم أهل كل مذهب لائمة المذهب
ولأصحاب المذهب
وتراجم كل صنف ولون من العلم لأصحابهم
وتجدها أيضا
في رفع شان كل علم على صنوه من العلوم الأخرى
فتقول بعد قراءة تلكم الكلمات
هذا العلم وغيره فلا
ومن جهله فلا يعتد به فلا
وتجد تلك المبالغات مرصعة بالسجع
في افتتاحيات تلك المصنفات
وكان لم يكن في الدنيا سوى هذا العلم
وتجدها أيضا
في مدح الكتب
فالشراح والمعلقون
تذهل من مقدماتهم للكتاب الذي يشرحونه
وبعضهم يسوّر الكتاب
ثم يجعله على برج عال
لايصل إليه إلا قليل من الآخرين
ولا تسال عما قيل في المتون والحواشي
فهذا قائل
من لم يحفظ هذا فما حوى شي
وذلك مادح بما لم يكن في كتب الأولين
ويشترط شروطا لمن يريد فهم كتابه
ما اشترطها الله لقرانه
لو أردنا تطبيق نهج السنن
لنفد رمل عالج
فنصيحتي
لمن رام العلم
لاشيء فوق النبع الصافي
والمنهل العذب الروي الوافي
كتاب الله وسنة رسوله الشافي الكافي
فخير الكلام
كلام الله
قال فيه ربنا
جل في علاه:
( ولقد يسرنا القران للذكر فهل من مدكر)
قال بعض السلف:
فهل من طالب علم.
فيا طالب العلم:
دع عنك اللهث وراء تلك المبالغات
والركض نحو تلك الهفوات
ولا تنجرف نحو السراب
فهذا كتاب ربنا
لم يضع لفهمه شروطا مثل شروطهم لما عقدوه من المصنفات
وما سودوه في المسودات
فلا خير في كتاب
لايسير مؤلفه على هدي القران
في التوضيح والبيان
وقد ندم النادمون على ضياع أوقاتهم في الكتب
واشغلتهم عن التأمل في القران
ومنهم ابن تيمية رحمه الله.
فيا أخي:
لاتلقِ عقلك أسيرا لكل من قال..
ولا تلغ عليك نعمة المتعال.
فتحرّ من الأرقام المذكورة في التراجم من قولهم كان يحفظ كذا..
وقولهم كان يصلي في ليله كذا..
وكان عدد الروم في المعركة كذا وعدد المسلمين كذا..
وكذلك المبالغة من المصنفين..
في شتى مجالات العلوم..
عندما يمدحون كتبهم
فكل خطيب يمدح عروسه !
وبهذا تشق طريقك نحو الحقيقة.
فهذا طريق التحقيق.
ومن رام السير وراء ما قيل ويقال.
فذاك شخص يجمع من غير تمحيص ولا تدقيق فأنى له أن يكون محققا ؟
ومنهم من توهم..
إن ردع المتعالمين لا يكون إلا بحكاية المبالغات..
زجرا لهم عن الخوض في المتشابهات...
فذاك قد اتعب نفسه فيما يقلل من هيبة العلم.
العلم:
من اسمه..
بحث وتمحيص وتدقيق وتنقيب وأسئلة وتساؤلات..
للمعلومة..
لكل قائل..
سوى:
قول الله ورسوله.

********
أخشى أن أكون قد بالغت في مقالي!!
 
أعلى