العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

هل من الحقيقة أنه ( لا مشاحة في الاصطلاح)

إنضم
3 ديسمبر 2010
المشاركات
231
التخصص
دراسات إسلامية
المدينة
صنعاء
المذهب الفقهي
لا مذهبي
هل من الحقيقة أنه ( لا مشاحة في الاصطلاح)



لا ينبغي لكل من شاء أن يضع ما شاء من الأسماء وافقت الشرع أو خالفته فإذا نقضت قوله قال لك هذا اصطلاحي ولا مشاحة في الاصطلاح
قال الله تعالى :  قَالَ قَدْ وَقَعَ عَلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ رِجْسٌ وَغَضَبٌ أَتُجَادِلُونَنِي فِي أَسْمَاءٍ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا نَزَّلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ  الأعراف 71
و قال الله تعالى :  إِنْ هِيَ إِلا أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الأنْفُسُ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنْ رَبِّهِمْ الْهُدَى  النجم 23

وفي الحديث [ عَنْ شُعْبَةَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا بَكْرِ بْنَ حَفْصٍ يَقُولُ سَمِعْتُ ابْنَ مُحَيْرِيزٍ يُحَدِّثُ عَنْ رَجُلٍ مَنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ يَشْرَبُ نَاسٌ مِنْ أُمَّتِي الْخَمْرَ يُسَمُّونَهَا بِغَيْرِ اسْمِهَا ] النسائي 5658

وقَالَ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ غَنْمٍ حَدَّثَنِي أَبُو مَالِكٍ الأشْعَرِيُّ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: [ لَيَشْرَبَنَّ نَاسٌ مِنْ أُمَّتِي الْخَمْرَ يُسَمُّونَهَا بِغَيْرِ اسْمِهَا ]. أبو داود برقم 3688
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: [ لا تُسَمُّوا الْعِنَبَ الْكَرْمَ وَلا تَقُولُوا خَيْبَةَ الدَّهْرِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الدَّهْرُ] * البخاري6182

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِي اللَّه عَنْهم قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: [ وَيَقُولُونَ الْكَرْمُ إِنَّمَا الْكَرْمُ قَلْبُ الْمُؤْمِنِ] البخاري 6183*

عن عَبْدُاللَّهِ بْنُ مُغَفَّلٍ الْمُزَنِيُّ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: [ لا تَغْلِبَنَّكُمُ الْأَعْرَابُ عَلَى اسْمِ صَلَاتِكُمُ الْمَغْرِبِ قَالَ الأعْرَابُ وَتَقُولُ هِيَ الْعِشَاءُ] البخاري 563 *


قال محمد علي التهاوني :
الإسم هو اللفظ المفرد الموضوع للمعنى وهو يعم جميع أنواع الكلمة , والمسمى هو المعنى الذي وضع الإسم بإزائه والتسمية هي وضع الإسم للمعنى موسوعة كشاف اصطلاحات الفنون والعلوم 1/181
وقال ابن تيمية :
[فالنبى قد بين المراد بهذه الألفاظ بيانا لا يحتاج معه الى الاستدلال على ذلك بالاشتقاق وشواهد إستعمال العرب ونحو ذلك فلهذا يجب الرجوع فى مسميات هذه الاسماء الى بيان الله ورسوله فإنه شاف كاف] - مجموع الفتاوى 7/287
وقال : [وقد قيل ان أكثر اختلاف العقلاء من جهة اشتراك الاسماء] مجموع الفتاوى 5/217
وقال: [لم نحتج إلى ألفاظ مبتدعة فى الشرع محرفة فى اللغة ومعانيها متناقضة فى العقل فيفسد الشرع واللغة والعقل كما فعل اهل البدع من اهل الكلام الباطل المخالف للكتاب والسنة] مجموع الفتاوى 5/ 430
وقال : [ ومعرفة حدود الاسماء واجبة لأنه بها تقوم مصلحة بني آدم في النطق الذي جعله الله رحمة لهم لا سيما حدود ما أنزل الله في كتبه من الأسماء كالخمر والربا فهذه الحدود هي الفاصلة المميزة بين ما يدخل في المسمى ويتناوله ذلك الاسم وما دل عليه من الصفات وبين ما ليس كذلك ولهذا ذم الله من سمى الاشياء بأسماء ما انزل الله بها من سلطان فأنه اثبت للشيء صفة باطلة كإلهية الاوثان فالاسماء النطقية سمعية واما نفس تصور المعاني ففطري يحصل بالحس الباطن والظاهر وبادراك الحس وشهوده ببصر الانسان بباطنه وبظاهره وبسمعه يعلم اسماءها وبفؤاده بعقل الصفات المشتركة والمختصة والله أخرجنا من بطون امهاتنا لا نعلم شيئا وجعل لنا السمع والابصار والافئدة فأما الحدود المتكلفة فليس فيها فائدة لا في العقل ولا في الحس ولا في السمع الا ما هو كالاسماء مع التطويل أو ما هو كالتمييز كسائر الصفات ولهذا لما رأوا ذلك جعلوا الحد نوعين نوعا بحسب الاسم وهو بيان ما يدخل فيه ونوعا بحسب الصفة أو الحقيقة أو المسمى] مجموع الفتاوى 9/59
وقال: [فالجهمية من المتلفسفة والمعتزلة وغيرهم يبنون على هذا وقد يسمون أنفسهم الموحدين ويجعلون نفي الصفات داخلا في مسمى التوحيد ومبني ذلك على أصل واحد وهو أنهم سموا أقوالهم بأسماء ما أنزل الله بها من سلطان إن هي إلا أسماء سموها هم وآباؤهم وجعلوا مسمى الأسماء الواردة في الكتاب والسنة أشياء أخر ابتدعوها هم فألحدوا في أسماء الله وآياته وحرفوا الكلم عن مواضعه وقد ذكر تلبيسهم وتمويههم وإلحادهم أئمة السلف والخلف] بيان تلبيس الجهمية ج: 1 ص: 463

ومن ذلك سموا الله عز وجل (واجب الوجود)
ثم جاء ابن سينا فقال :
[ وواجب الوجود بذاته عقل وعاقل ومعقول فهو بما هو هوية مجردة عقل، وبما يعتبر له أن هويته المجردة منسوبة إلى ذاته فهو معقول، وبما يعتبر له أن هويته المجردة تعقل ذاتها فهو عاقل.
وواجب الوجود عشق وعاشق ومعشوق، وذلك لأن كل جمال ملائم وخير مدرك فهو محبوب ومعشوق، وكلما كان الإدراك أتم والمدرك أشد خيرية كان العشق أتم وأكمل، وإذا كان واجب الوجود مبدأ كل جمال وبهاء واعتدال، كان عاشقا لذاته ومعشوقا لذاته، وكونه عشقا وعاشقا ومعشوقا] تاريخ الفلسفة العربية، دكتور جميل صليبا، ص 226-227

وقال الغزالي عن العقل: [ وقد سماه الله نوراً في قوله تعالى:  الله نور السماوات والأرض مثل نوره كمشكاة  ] - إحياء علوم الدين (1 / 121)..
وقال: [ حتى أن العقل الذي هو المبدع الأول لا يكون واحدا صرفا بل فيه اعتباران ولهذا صدر منه أكثر من الواحد ] معارج القدس,ص / 67..

فالمبدع الأول عندهم هو الله والعقل هو المبدع الأول فأصبح العقل عندهم هو الله فإذا أنكرت عليهم قالوا لك لا مشاحة في الاصطلاح.
ويقولون: ( توراة ): تجليات الأسماء الصفاتية فإن قلت لهم التوراة اسم الكتاب الذي أنزله الله على موسى قالو لك لا مشاحة في الاصطلاح.
ولقد سمعت بأذني من يصف عليًا رضي الله عنه بقوله : هو الأول والآخر والظاهر والباطن فلما أنكرت عليه قال أنا أقصد أول من أسلم وآخر الخلفاء الراشدين والظاهر على مرحب يوم فتح خيبر والباطن في فراش الرسول صلى الله عليه وسلم يوم الهجرة فلما رددت على هذا الهراء انبرى آخر متعالم ليقول : لا مشاحة في الاصطلاح.
ويدعوا أناس إلى الديمقراطية فتنكر عليهم فينبرون مدافعين أن الديمقراطية هي الشورى ولا مشاحة في الاصطلاح
ويكتبون (صلعم ) مختصر: ( صلى الله عليه وسلم)
فإذا أنكرت رفع الفيتو في وجهك: لامشاحة في الاصطلاح.
فاللعب بالأسماء والمسميات والمصطلحات كان من أسباب ضلال الأولين والآخرين وأما الآن حيث نفوذ الصحافة والإعلام فقد ازداد الخطب بهذا التضليل, حيث يسمون الربا فائدة, والخمر مشروبات روحية, والزناة نجوماُ وفنانين والزنا ممارسة الحب والمجرمين رسل السلام والمسلم رجعياً, والمجاهد إرهابياً, والمرتد تقدمياً, والعدو المحتل صديقاً, والزنديق مفكراً إسلامياً, والكفرة روَّاداً للصحوة الإسلامية, فهل ستبقى هذه المقولة حمارًا تركب عليه طليعة الدجال ونحن نتمتم لا مشاحة في الاصطلاح. والقائمة طويلة وطويلة جداً وإنما ذكرت نموذجاً ومثالاً والله المستعان على ما يصفون.
 

د. عبدالحميد بن صالح الكراني

:: المشرف العام ::
طاقم الإدارة
إنضم
23 أكتوبر 2007
المشاركات
8,144
الجنس
ذكر
الكنية
أبو أسامة
التخصص
فقـــه
الدولة
السعودية
المدينة
مكة المكرمة
المذهب الفقهي
الدراسة: الحنبلي، الاشتغال: الفقه المقارن
إنضم
3 ديسمبر 2010
المشاركات
231
التخصص
دراسات إسلامية
المدينة
صنعاء
المذهب الفقهي
لا مذهبي
رد: هل من الحقيقة أنه ( لا مشاحة في الاصطلاح)

جزاك الله كل خير أخي المشرف الكريم على ما قدمت ونفعت ودللت.
 
أعلى