أبو عبد الله المصلحي
:: متخصص ::
- إنضم
- 4 فبراير 2010
- المشاركات
- 785
- التخصص
- شريعة
- المدينة
- ------
- المذهب الفقهي
- اهل الحديث
بسم الله الرحمن الرحيم
يلاحظ المتتبع لتاريخ اصول الفقه ومدارسه وجود ركود في البحوث والدراسات المتعلقة بالمقاصد في المدة الزمنية الواقعة بين الشاطبي وابن عاشور. وقد ذكر بعض الباحثين سبب خمول كتاب الموافقات وعزوف الناس عنه كما اشار الى ذلك الشيخ عبد الله دراز في مقدمته لكتاب الموافقات. وباحثون أخر، وينظر ايضا مقدمة الموافقات للشيخ مشهور ال سلمان، ص17. ولايشذ عن ذلك سوى محاولات معدودة في هذا الميدان. اشار اليها اليوبي في كتابه مقاصد الشريعة الاسلامية وعلاقتها بالادلة الشرعية وما ذكره من مصادر في الهامش ص70.
وافضل من رايته ذكر اسباب عزوف الناس عن الموافقات هو الدكتور حمادي العبيدي في كتابه الشاطبي ومقاصد الشريعة ص107-108.
ونلخصها في:
1- مباحث الموافقات مبتكرة فهي غريبة على الناس.
2- اعتياد العلماء على نمط معين في دراسة اصول الفقه مكتفين بها.
3- صعوبة اسلوب الشاطبي.
4- العكوف على المتون والمختصرات.
ومع هذا الحال في الخمول في مجال المقاصد عموما فانه تدور في بال القارئ تساؤلات عدة في هذا المضمار، يمكن ان نذكر منها ما ياتي:
1- سلمنا جدلا ان تلك الاسباب في عدم الاعتناء بالموافقات صحيحة، لكن لماذا لم يهتم المالكية بذلك والشاطبي منهم ؟ اذ لم يزالوا يفتخرون به امام المذاهب الاخرى بوجود رجل منهم بهذه العقلية.
2- لماذا خفت ضوء المقاصد في هذه الحقبة؟ فان الاسباب اعلاه تبين عدم ذيوع الموافقات. لكننا نتكلم عن علم المقاصد نفسه، اين مكانه من التاليف والتصنيف في مؤلفات من جاء بعد الشاطبي ؟
3- القرن التاسع والعاشر شهدا كثيرا من العلماء والمجتهدين فهل وصل اليهم كلام الشاطبي وتجاهلوه ام لم يصل اليهم ؟ وحتى لو لم يصل اليهم فما هي اسهاماتهم في المقاصد ؟ وما هو دورهم في هذا المجال ؟ هل كتبوا شيئا ولم يصل الينا ؟ اننا لانتكلم عن مائة سنة، بل عن خمسة قرون !!!
4- كيف كانت مناهج الفتيا والتدريس في تلك الحقبة ؟ هل كانت على استقامة او في درب الخطأ ؟ فان كانت على استقامة فاين منزلة المقاصد التي تغنى بها الشاطبي ؟ وان كانت مسيرة العلم في تلك المدة الزمنية على خطا فاين خيرية هذه الامة وعصمتها من الضلال ؟
5- اسئلة واسئلة واسئلة ، آخذ بعضها بركاب بعض...
وكل الكتب التي طالعتها في المقاصد لم تبحث وتدرس هذه القضية بل تكتفي بمجرد الاشارة الى نظم الموافقات ونحوها.
فهي حقبة مجهولة في تاريخ المقاصد.
ولانمتلك عنها معطيات كافية، لافي المصنفات، ولافي العلماء الذين اهتموا بالمقاصد.
لعل ذلك يثير همة الباحثين الى تناول هذه القضية بالبحث والدراسة.
ويمكن ان يبدأ الباحث بجرد اسماء الكتب المفقودة التي لم تصل الينا في مجال المقاصد.
ويجعل ذلك نقطة بداية لتناول هذا الموضوع.
والكلام في الذهن كثير لكن اكتفي بذلك.
وقبل هذا كله وبعده..
فانا ناظر الى الإثراء، متشوف الى الاغتناء .