اقتناص الفرائد من كتاب الفوائد لابن القيم

[بشرى عمر الغوراني]

بسم الله الرحمن الرحيم​

قد قرأتُ خلال بضعة أشهر عدّة كتب لابن القيم، تلك التي تغيث اللهفان من مصايد الشيطان، وترشده نحو مدارج السالكين، وتدخله روضة المحبين، وهو في ركب العبودية لله...فما أروعها من فوائد!

لذا أحببتُ أن أنقل لكم نُتَفاً من كتاب الفوائد، ألفيتُها درراً مكنونة، فاقتنصتُها لأهديكم إياها، آملة منكم أن تقرؤوها بقلوبكم الواعية، ثم تُهدونها من تحبّون.(ولا تنسوني من دعائكم الطيّب)

الفريدة الأولى:

"وقد خلق الله سبحانه وتعالى النفس شبيهة بالرحى الدائرة التي لا تسكن، ولا بدّ لها من شيء تطحنه، فإن وضع فيها حَبٌّ طحنتْه، وإن وُضع فيها تراب أو حصى طحنتْه. فالأفكار والخواطر التي تجول في النفس هي بمنزلة الحَبّ الذي يُوضع في الرحى، ولا تبقى تلك الرحى معطّلة قطّ، بل لا بدّ لها من شيء يُوضع فيها، فمن الناس من تطحن رحاه حبّاً يخرج دقيقاً ينفع به نفسه وغيره، وأكثرهم يطحن رملاً وحصىً وتِبناً ونحو ذلك، فإذا جاء وقت العجن والخبز تبيّن له حقيقةُ طحينه."

 

[متولى أمين حلوة]

رد: اقتناص الفرائد من كتاب الفوائد لابن القيم

كنا في المجلس تتوارد علينا أمثال تلك المسائل فلا يحملن أحد منا تذكير أخيه محمل الظن السيئ به ، و لا يمتنع عنده كون المفضول يذكِّر الفاضل و لو حتى من بديهيات المسائل ، لوقوع عارض السهو و الذهول و غيره

أما منشأ ظنى في تذكيري فسببه :-

استحضار الدعوة التى يقولها الملك لمن يدعو لأخيه بظهر الغيب فلا يعلق على المشيئة..يقول الملك :" و لك بمثل "..
و أيضاً تبادر الفورية في المجازاة إلى الذهن ، فالذهن " ذهني القاصر " تبادر إليه كون الراد يسارع على الفور بالمجازاة المثلية للدعوة و لم يتبادر لذهنى كونها ترجئ المجازاة على نحو التراخي..

و لكن لما جاء كلام شيخنا و معلمنا الدكتور عبد الحميد ، علمتُ أن احتمالاً آخر قد يرِد و فوق كل ذي علم عليم

لكن الله يعلم مني اقتصار غرضي على التذكير و لم يمنعنى كون أختنا أفضل مني من جهات عديدة مثل كونها أسبق مني و أنشط " و غير ذلك ، أحسبها كذا و لا أزكيها على رب العالمين " ، وفقها الله عز و جل و زادها جداً و حرصاً و اجتهاداً ،
و انتفاء سوء الظن بأختنا يشهد له تفاعلي مع طلبها التقني في موضوع سابق ، و ما أفعل ذلك إلا بدافع المدارسة و التعلم و الإفادة و الاستفادة..

و للفاضلة الكريمة الزهراء أقول : ما أظن أن الدرس و حلق العلم يكون في طياته ذب و دفاع حيث لا تهمة و لا منافسة ، بل تذكير و نقاش و نصح لا أكثر..

و أرجو المسامحة على شيئ ما أردت به إلا الذكرى التى تنفع المؤمنين ، و لتلك الذكرى وجه في العلم كما ظننت بفهمي القاصر الذي انطبع عندي أن كل راد و مجازٍ أخاه بدعائه يقصد الفور لا التراخي كما يقع لنا و كما يقع منا ، على الأقل من باب المماثلة للداعي الأول الذي يقصد الفور كذلك ، و استحباب المسارعة في الخيرات أصل عام ، و لورود الأثر غير معلق فالاقتداء و التأسي به أكمل.
و العلم عند رب العالمين..
و جزى الله خيراً من فهمنى حرفاً في العلم ، أقول له بوركت و بورك قلمك و كلامه على العين و الرأس و لا يقع إلا موقع المحبة في القلب..
و أسأل الله أن يعلمنى كما علم إبراهيم و أن يفهمنى كما فهم سليمان و أن يرزقنى الأناة و الحلم و زيادة محبة معلمينا و أن يتقبل مني الدعاء لهم بكل خير..
-----
و قالت عائشة رضي الله عنها : مهما يكتم الناس يعلمه الله؟!
قال النبي صلى الله عليه و سلم : "نعم"

 

[بشرى عمر الغوراني]

رد: اقتناص الفرائد من كتاب الفوائد لابن القيم

الأخ الفاضل متولي
لا أدري لماذا ضخّمتم الموضوع؟!
فالنصيحة لا تحتاج إلى تبرير وإذن واعتذار!
بارك الله بكم..

 

[بشرى عمر الغوراني]

رد: اقتناص الفرائد من كتاب الفوائد لابن القيم

الفائدة الخامسة والثلاثون:

فرح إبليس بنزول آدم من الجنة، وما علم أن هبوط الغائص في اللجّة خلف الدرّ صعود!

 

[بشرى عمر الغوراني]

رد: اقتناص الفرائد من كتاب الفوائد لابن القيم

الفائدة السادسة والثلاثون:

القواطع مِحن يتبيّن بها الصادق من الكاذب، فإذا خُضتَها انقلبتْ أعواناً تُوصلك إلى المقصود.