العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

اقتناص الفرائد من كتاب الفوائد لابن القيم

بشرى عمر الغوراني

:: فريق طالبات العلم ::
إنضم
29 مارس 2010
المشاركات
2,121
الإقامة
لبنان
الجنس
أنثى
الكنية
أم أنس
التخصص
الفقه المقارن
الدولة
لبنان
المدينة
طرابلس
المذهب الفقهي
حنبلي
بسم الله الرحمن الرحيم

قد قرأتُ خلال بضعة أشهر عدّة كتب لابن القيم، تلك التي تغيث اللهفان من مصايد الشيطان، وترشده نحو مدارج السالكين، وتدخله روضة المحبين، وهو في ركب العبودية لله...فما أروعها من فوائد!

لذا أحببتُ أن أنقل لكم نُتَفاً من كتاب الفوائد، ألفيتُها درراً مكنونة، فاقتنصتُها لأهديكم إياها، آملة منكم أن تقرؤوها بقلوبكم الواعية، ثم تُهدونها من تحبّون.(ولا تنسوني من دعائكم الطيّب)

الفريدة الأولى:

"وقد خلق الله سبحانه وتعالى النفس شبيهة بالرحى الدائرة التي لا تسكن، ولا بدّ لها من شيء تطحنه، فإن وضع فيها حَبٌّ طحنتْه، وإن وُضع فيها تراب أو حصى طحنتْه. فالأفكار والخواطر التي تجول في النفس هي بمنزلة الحَبّ الذي يُوضع في الرحى، ولا تبقى تلك الرحى معطّلة قطّ، بل لا بدّ لها من شيء يُوضع فيها، فمن الناس من تطحن رحاه حبّاً يخرج دقيقاً ينفع به نفسه وغيره، وأكثرهم يطحن رملاً وحصىً وتِبناً ونحو ذلك، فإذا جاء وقت العجن والخبز تبيّن له حقيقةُ طحينه."
 

متولى أمين حلوة

:: مشارك ::
إنضم
31 مايو 2010
المشاركات
248
الجنس
ذكر
التخصص
طب الأطفال
الدولة
saudia
المدينة
الأحساء - الهفوف
المذهب الفقهي
غير متمذهب
رد: اقتناص الفرائد من كتاب الفوائد لابن القيم

وفيكم بارك الله
ما قصده ابن القيم بالقدر هو مجري القدر جل جلاله
فلا تُؤخذ كل الألفاظ على ظواهرها

بارك الله فيكم على موضوعكم المتناول لأصول الرقائق و مسائل من التوحيد ، و إذا تكلم فيهما ابن القيم شيخ الإسلام المجتهد المطلق" كما وصفه دكتور بكر بن عبد الله أبو زيد" فهو الذي يشد لكلامه رحال القلوب ، فرضي الله عن ابن قيم الجوزية و أسكنه فسيح جناته ...
--------------
أحب أن ألفت نظركم المكرم - حفظكم الله - إلى أن مسألة الاستدراك هنا لا تتعلق بالظاهر أو المؤول " و كلاهما معنيان يتفرعان عن اللفظ ، فإذا كان المعنى راجحاً فهو الظاهر ، و إذا كان مرجوحاً فهو المؤول"..لأننا لم نختلف حول معنى للفظ هنا.. لأن الإرادة مسندة للقدر في كلام ابن القيم..

و لكن المسألة متعلقة بغير ذلك ، و هى : هل القدر له إرادة؟ و هذه مسألة متفرعة على مسألة : هل المعانى لها إرادة ؟؟

هذه هى وجهة مسألتنا ، و لا نتيمم وجهة الظاهر و غيره..

فهل يصح أن يقال المعانى لها إرادة؟

الجمادات نعم لها إرادة لكن المعانى لا..

قال تعالى : (فوجدا فيها جداراً يريد أن ينقض ) فأثبت له إرادة على ظاهر المعنى ، و هو مؤيد بقوله تعالى: ( و إن من شيئ إلا يسبح بحمده و لكن لا تفقهون تسبيحهم ) و لا يسبحون إلا إن كانوا مريدين للتسبيح..
كما قال تعالى ( قالتا أتينا طائعين ) فأثبت لهما قولاً و ثبت بذلك إرادة مطلق القول ، و إرادة كلام معين له معنى معين..

المهم : مسألتنا لا تتعلق بالظاهر ، و إذا قيل الظاهر ، فقد قال الشوكانى :-
" و أجمع الصحابة على العمل بظواهر الألفاظ " من إرشاد الفحول..
و نحن نتكلم على تركيب لا لفظ ، تركيب فيه إسناد فعل للقدر ، لا لفظ نختلف على معناه..

و لكى أقرب الصورة لحضرتك ، أقول : هل القدر له إرادة ؟؟
لا بل أقول : هل القدر يتكلم ؟ أو هل له إرادة الكلام ؟؟و نقيس على ذلك ما ثبت للجمادات و الأعيان..ثبت للكائنات التسبيح و إرادة التسبيح ، فهل ثبت جنس ذلك للقدر و الموت و الحياة ؟
لا
لأن القدر محل للحوادث لا مريد للحوادث..
و آسف على الإطالة
 

بشرى عمر الغوراني

:: فريق طالبات العلم ::
إنضم
29 مارس 2010
المشاركات
2,121
الإقامة
لبنان
الجنس
أنثى
الكنية
أم أنس
التخصص
الفقه المقارن
الدولة
لبنان
المدينة
طرابلس
المذهب الفقهي
حنبلي
رد: اقتناص الفرائد من كتاب الفوائد لابن القيم

الأستاذة المتميزة ( بشرى ) جزاكم الله خيرا ونفع بما تكتبين .



ولعظم هذه القضية ، فإن المتأمل لكتاب ربنا - جل جلاله - يجد في خطابه لنا في هذه القضية سُلك مسلك مغاير لما عليه خطاب القرآن ؛ فإن خطاب القرآن - كما هو معلوم - بلفظ المؤمنين وتدخل المؤمنات تغليبا ، لكن في هذه القضية لم يكتف بـ ( قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ) بل ( وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ) ، والله المستعان .

أختي الكريمة الصمت
بارك الله بك
وشكراً لتعقيبك
سبحان الله
كنتُ نويتُ أن أطلب من الأعضاء الفضلاء أن يعلّقوا على الفوائد التي تعجبهم أكثر، بما تُجيشه تلك الخواطر في نفوسهم، علّ الإفادة تعظم.
 

بشرى عمر الغوراني

:: فريق طالبات العلم ::
إنضم
29 مارس 2010
المشاركات
2,121
الإقامة
لبنان
الجنس
أنثى
الكنية
أم أنس
التخصص
الفقه المقارن
الدولة
لبنان
المدينة
طرابلس
المذهب الفقهي
حنبلي
رد: اقتناص الفرائد من كتاب الفوائد لابن القيم

بارك الله فيكم على موضوعكم المتناول لأصول الرقائق و مسائل من التوحيد ، و إذا تكلم فيهما ابن القيم شيخ الإسلام المجتهد المطلق" كما وصفه دكتور بكر بن عبد الله أبو زيد" فهو الذي يشد لكلامه رحال القلوب ، فرضي الله عن ابن قيم الجوزية و أسكنه فسيح جناته ...
--------------
أحب أن ألفت نظركم المكرم - حفظكم الله - إلى أن مسألة الاستدراك هنا لا تتعلق بالظاهر أو المؤول " و كلاهما معنيان يتفرعان عن اللفظ ، فإذا كان المعنى راجحاً فهو الظاهر ، و إذا كان مرجوحاً فهو المؤول"..لأننا لم نختلف حول معنى للفظ هنا.. لأن الإرادة مسندة للقدر في كلام ابن القيم..

و لكن المسألة متعلقة بغير ذلك ، و هى : هل القدر له إرادة؟ و هذه مسألة متفرعة على مسألة : هل المعانى لها إرادة ؟؟

هذه هى وجهة مسألتنا ، و لا نتيمم وجهة الظاهر و غيره..

فهل يصح أن يقال المعانى لها إرادة؟

الجمادات نعم لها إرادة لكن المعانى لا..

قال تعالى : (فوجدا فيها جداراً يريد أن ينقض ) فأثبت له إرادة على ظاهر المعنى ، و هو مؤيد بقوله تعالى: ( و إن من شيئ إلا يسبح بحمده و لكن لا تفقهون تسبيحهم ) و لا يسبحون إلا إن كانوا مريدين للتسبيح..
كما قال تعالى ( قالتا أتينا طائعين ) فأثبت لهما قولاً و ثبت بذلك إرادة مطلق القول ، و إرادة كلام معين له معنى معين..

المهم : مسألتنا لا تتعلق بالظاهر ، و إذا قيل الظاهر ، فقد قال الشوكانى :-
" و أجمع الصحابة على العمل بظواهر الألفاظ " من إرشاد الفحول..
و نحن نتكلم على تركيب لا لفظ ، تركيب فيه إسناد فعل للقدر ، لا لفظ نختلف على معناه..

و لكى أقرب الصورة لحضرتك ، أقول : هل القدر له إرادة ؟؟
لا بل أقول : هل القدر يتكلم ؟ أو هل له إرادة الكلام ؟؟و نقيس على ذلك ما ثبت للجمادات و الأعيان..ثبت للكائنات التسبيح و إرادة التسبيح ، فهل ثبت جنس ذلك للقدر و الموت و الحياة ؟
لا
لأن القدر محل للحوادث لا مريد للحوادث..
و آسف على الإطالة

الأخ الفاضل
جزاكم الله خيراً

قد كتبتم في توقيعكم: ليس الشأن أنك تريد الله إنما الشأن أنك تريد ما يريد الله

والقدر هو مما يريده الله
وأنا أريد ما يريده الله
فليس يهمّني بعدُ أن أبحث في مسألة: هل للقدر إرادة أم لا طالما هو تابع لمراد الله!
فأنا أنفر من تلك المسائل الكلامية فرار الآبق من سيّده
قد يكون ما ذكرتم مجانياً للصواب، وقد يكون من الصواب
أترك التعليقات للإخوة والأخوات المتخصصين
 

متولى أمين حلوة

:: مشارك ::
إنضم
31 مايو 2010
المشاركات
248
الجنس
ذكر
التخصص
طب الأطفال
الدولة
saudia
المدينة
الأحساء - الهفوف
المذهب الفقهي
غير متمذهب
رد: اقتناص الفرائد من كتاب الفوائد لابن القيم

الأخ الفاضل
جزاكم الله خيراً

قد كتبتم في توقيعكم: ليس الشأن أنك تريد الله إنما الشأن أنك تريد ما يريد الله

والقدر هو مما يريده الله
وأنا أريد ما يريده الله
فليس يهمّني بعدُ أن أبحث في مسألة: هل للقدر إرادة أم لا طالما هو تابع لمراد الله!
فأنا أنفر من تلك المسائل الكلامية فرار الآبق من سيّده
قد يكون ما ذكرتم مجانياً للصواب، وقد يكون من الصواب
أترك التعليقات للإخوة والأخوات المتخصصين
بارك الله فيكم
و هذا هو رأي المتخصصين من العلماء الكبار
-------------
كثيرا ما نقرأ في الكتب والمجلات مقالات ترد فيها عبارات مثل (من سخرية القدر) أو (من سذاجة الأقدار) أو (شاءت الأقدار) فهل هذه العبارات صحيحة وبم تنصحون الذين يستعملونها في كتاباتهم جزاكم الله خيراً؟
بسم الله والحمد لله.. قول الإنسان من سخرية القدر أو من سذاجة القدر منكر من القول بل كفر وضلال واستهزاء بقدر الله سبحانه وتعالى، أما قول بعض الناس شاءت الأقدار أو شاء القدر أو شاءت إرادة الله أو عناية الله فكلام لا يجوز وفيه سوء تعبير، والصواب أن يقال شاء الله سبحانه أو شاء ربنا سبحانه أو نحو ذلك من العبارات التي فيها إسناد المشيئة لله لا إلى صفاته.
http://www.ibnbaz.org.sa/mat/4226

------------
عبارات كثيرة تتردد - يقول السائل - على ألسنة بعض الناس, من هذه الأقوال: شاء الحظ التعيس, حيث أنني قرأت هذا في إحدى المجلات؟لا يجوز أن يقول: شاء الحظ، ولا شاءت قدرة الله، ، ولا شاءت إرادة الله، يقول: شاء الله سبحانه، شاء الله، شاء ربي كذا، شاء الرحمن كذا، ولا يقول: شاءت إساءة الحظ، أو شاءت إرادة الله، شاءت الظروف، كل هذا لا يجوز.
http://www.ibnbaz.org.sa/mat/21113
-----------
63.سئل فضيلته :عن حكم قول ( وشاءت قدرة الله ) و ( شاء القدر) ؟ .
فأجاب بقوله : لا يصح أن نقول ( شاءت قدرة الله ) لأن المشيئة إرادة ، والقدرة معنى ، والمعنى لا إرادة له ، وإنما الإرادة للمريد ، والمشيئة لمن يشاء ، ولكننا نقول اقتضت حكمة الله كذا وكذا ، أو نقول عن الشيء إذا وقع هذه قدرة الله أي مقدوره كما تقول : هذا خلق الله أي مخلوقه . وأما أن نضيف أمرا يقتضي الفعل الاختياري إلى القدرة فإن هذا لا يجوز ومثال ذلك قولهم ( شاء القدر كذا وكذا ) هذا لا يجوز لأن القدر والقدرة أمران معنويات ولا مشيئة لهما ، إنما المشيئة لمن هو قادر ولمن مقدر . والله أعلم .
http://www.ibnothaimeen.com/all/books/printer_16992.shtml
----------
قال دكتور بكر بن عبد الله أبو زيد في معجم المناهى اللفظية
شاءت حكمة الله :
المشيئة صفة من صفات الله تعالى والصفة تضاف إلى من يستحقها ، ولله تعالى المشيئة الكاملة والقدرة التامة ، ومشيئته سبحانه فوق كل مشيئة ، وقدرته سبحانه فوق كل قدرة . فيقال : شاء الله سبحانه ، ولا يقال : شاءت حكمة الله ، ولا يقال : شاءت قدرة الله ، ولا : شاء القدر ، ولا : شاءت عناية الله ، وهكذا من كل ما فيه نسبة الفعل إلى الصفة ، وإنما يقال : شاء الله ، واقتضت حكمة الله ، وعنايته سبحانه .
وكل هذه ونحوها ، في حرف التاء : (( تدخَّل القدر )) ، من عبارات بعض أهل عصرنا الذين لا يتورعون عن هذه وأمثالها .
----------
و علماؤنا لا يخوضون في المسائل الكلامية ، لأن هذه ليست من المسائل الكلامية قطعاً ، و الكلام فيها ليس على الوجه الذي تذهبين إليه أختنا المباركة ، و هذا مما ينبغي العناية به..
---------
و العبارة التى في توقيعى ليست كما ذهبتِ إليه حفظك الله ، لأنه ينبغي التفريق بين الإرادة القدرية و بين الإرادة الشرعية..
 

بشرى عمر الغوراني

:: فريق طالبات العلم ::
إنضم
29 مارس 2010
المشاركات
2,121
الإقامة
لبنان
الجنس
أنثى
الكنية
أم أنس
التخصص
الفقه المقارن
الدولة
لبنان
المدينة
طرابلس
المذهب الفقهي
حنبلي
رد: اقتناص الفرائد من كتاب الفوائد لابن القيم

الفائدة السادسة والعشرون:

يدخل عليك لصّ الهوى وأنتَ في زاوية التعبّد فلا يرى منك طرداً له، فلا يزال بك حتى يخرجك من المسجد.
 

بشرى عمر الغوراني

:: فريق طالبات العلم ::
إنضم
29 مارس 2010
المشاركات
2,121
الإقامة
لبنان
الجنس
أنثى
الكنية
أم أنس
التخصص
الفقه المقارن
الدولة
لبنان
المدينة
طرابلس
المذهب الفقهي
حنبلي
رد: اقتناص الفرائد من كتاب الفوائد لابن القيم

الفائدة السابعة والعشرون:

الزهد أقسام: زهد في الحرام وهو فرض عين.
وزهد في الشبهات وهو بحسب مراتب الشبهة، فإن قويت التحقتْ بالواجب، وإن ضعفتْ كان مستحبّاً.
وزهد في الفضول.
وزهد فيما لا يعني من الكلام والنظر والسؤال واللقاء وغيره.
وزهد في الناس.
وزهد في النفس بحيث تهون عليه نفسه في الله.
وزهد جامع لذلك كلّه وهو الزهد فيما سوى الله، وفي كلّ ما شغلك عنه.

وأفضل الزهد إخفاء الزهد، وأصعبه الزهد في الحظوظ.
والفرق بينه وبين الورع أن الزهد ترك ما لا ينفع في الآخرة، والورع ترك ما يُخشى ضرره في الآخرة. والقلب المعلّق بالشهوات لا يصحّ له زهد ولا ورع.
 

بشرى عمر الغوراني

:: فريق طالبات العلم ::
إنضم
29 مارس 2010
المشاركات
2,121
الإقامة
لبنان
الجنس
أنثى
الكنية
أم أنس
التخصص
الفقه المقارن
الدولة
لبنان
المدينة
طرابلس
المذهب الفقهي
حنبلي
رد: اقتناص الفرائد من كتاب الفوائد لابن القيم

الفائدة الثامنة والعشرون:

ليس للعابد مستراح إلا تحت شجرة طوبى، ولا للمحبّ قرار إلا يوم المزيد. اشتغل به في الحياة يكفك ما بعد الموت.
 

بشرى عمر الغوراني

:: فريق طالبات العلم ::
إنضم
29 مارس 2010
المشاركات
2,121
الإقامة
لبنان
الجنس
أنثى
الكنية
أم أنس
التخصص
الفقه المقارن
الدولة
لبنان
المدينة
طرابلس
المذهب الفقهي
حنبلي
رد: اقتناص الفرائد من كتاب الفوائد لابن القيم

الفائدة التاسعة والعشرون:

الناس في الدنيا معذّبون على قدر هممهم فيها.
 

بشرى عمر الغوراني

:: فريق طالبات العلم ::
إنضم
29 مارس 2010
المشاركات
2,121
الإقامة
لبنان
الجنس
أنثى
الكنية
أم أنس
التخصص
الفقه المقارن
الدولة
لبنان
المدينة
طرابلس
المذهب الفقهي
حنبلي
رد: اقتناص الفرائد من كتاب الفوائد لابن القيم

الفائدة الثلاثون:

إذا أراد الله بعبد خيراً جعله معترفاً بذنبه، ممسكاً عن ذنب غيره، جواداً بما عنده، زاهداً فيما عند غيره، محتملاً لأذى غيره، وإن أراد به شرّاً عكس ذلك عليه.
 

بشرى عمر الغوراني

:: فريق طالبات العلم ::
إنضم
29 مارس 2010
المشاركات
2,121
الإقامة
لبنان
الجنس
أنثى
الكنية
أم أنس
التخصص
الفقه المقارن
الدولة
لبنان
المدينة
طرابلس
المذهب الفقهي
حنبلي
رد: اقتناص الفرائد من كتاب الفوائد لابن القيم

الفائدة الواحدة والثلاثون:

من أراد علوّ بنيانه فعليه بتوثيق أساسه وإحكامه وشدة الاعتناء به...
فاحمل بنيانك على قوة أساس الإيمان، فإذا تشعّث شيء من أعالي البناء وسطحه كان تداركه أسهل عليك من خراب الأساس...
فإذا كمل البناء فبيّضه بحسن الخلق والإحسان إلى الناس، ثم حُطْه بسور من الحذر لا يقتحمه العدوّ ولا تبدو منه العورة، ثم أرخِ الستور على أبوابه، ثم أقفل الباب الأعظم بالسكوت عما تخشى عاقبتَه، ثم ركّب له مفتاحاً من ذكر الله به تفتحه وتغلقه. فإن فتحتَ فتحتَ بالمفتاح، وإن أغلقتَ الباب أغلقتَه به، فتكون حينئذٍ بنيتَ حصناً تحصّنتَ فيه من أعدائك، إذا طاف به العدوّ لم يجد منه مدخلاً فييأس منك.ثم تعاهدْ بناء الحصن كل وقت، فإن العدوّ إذا لم يطمع بالدخول إلى الحصن من الباب نقب عليك النقوب من بعيد بمعاول الذنوب، فإن أهملتَ أمره وصل إليك النقب، فإذا العدوّ معك في داخل الحصن فيصعب عليك إخراجه، وتكون معه على ثلاث خِلال: إما أن يغلبك على الحصن ويستولي عليه، وإما أن يساكنك فيه، وإما أن يشغلك بمقابلته عن تمام مصلحتك، وتعود إلى سدّ النقب ولمّ شعث الحصن. وإذا دخل نقبه إليك نالك منه ثلاث آفات: إفساد الحصن، والإغارة على حواصله وذخائره، ودلالة السرّاق من بني جنسه على عورته، فلا تزال تُبلى منه بغارة بعد غارة حتى يُضعفوا قواك ويُوهنوا عزمك فتتخلّى عن الحصن وتخلي بينهم وبينه.
وهذه حال أكثر النفوس مع هذا العدوّ...
ومن العجب أن هذا العدوّ يستعمل صاحب الحصن في هدم حصنه بيديه.

ملاحظة: ما بعده ثلاث نقاط دليل على الاختصار.
 

بشرى عمر الغوراني

:: فريق طالبات العلم ::
إنضم
29 مارس 2010
المشاركات
2,121
الإقامة
لبنان
الجنس
أنثى
الكنية
أم أنس
التخصص
الفقه المقارن
الدولة
لبنان
المدينة
طرابلس
المذهب الفقهي
حنبلي
رد: اقتناص الفرائد من كتاب الفوائد لابن القيم

الفائدة الثانية والثلاثون:

التوحيد ألطف شيء وأنزهه وأنظفه وأصفاه، فأدنى شيء يخدشه ويدنّسه ويؤثّر فيه، فهو كأبيض شيء يكون، يؤثّر فيه أدنى أثر، وكالمرآة الصافية جدّاً، أدنى شيء يؤثّر فيها. ولهذا تشوّشه اللحظة واللفظة والشهوة الخفيّة. فإن بادر صاحبُه وقلعَ ذلك الأثر بضدّه، وإلا استحكم وصار طبعاً يتعسّر عليه قلعه.
 

بشرى عمر الغوراني

:: فريق طالبات العلم ::
إنضم
29 مارس 2010
المشاركات
2,121
الإقامة
لبنان
الجنس
أنثى
الكنية
أم أنس
التخصص
الفقه المقارن
الدولة
لبنان
المدينة
طرابلس
المذهب الفقهي
حنبلي
رد: اقتناص الفرائد من كتاب الفوائد لابن القيم

الفائدة الثانية والثلاثون:

الجهل بالطريق وآفاتها والمقصودِ يوجب التعب الكثير مع الفائدة القليلة، فإن صاحبه إما أن يجتهد في نافلة مع إضاعة الفرض، أو في عمل بالجوارح لم يُواطئْه عملُ القلب، أو عمل بالباطن والظاهرُ لم يتقيّد بالاقتداء، أو همّة إلى عمل لم ترْقَ بصاحبها إلى ملاحظة المقصود، أو عمل لم يحترز من آفاته المفسدة له حال العمل وبعده، أو عمل غفل فيه عن مشاهدة المنّة، فلم يتجرّد عن مشاركة النفس فيه، أو عمل لم يشهد تقصيرَه فيه فيقوم بعده في مقام الاعتذار منه، أو عمل لم يُوفّه حقّه من النصح والإحسان وهو يظنّ أنه وفاه، فهذا كلّه مما يُنقص الثمرة مع كثرة التعب.
 

هشام بن محمد البسام

:: مشرف سابق ::
إنضم
22 مايو 2009
المشاركات
1,011
الكنية
أبو محمد
التخصص
شريعة
المدينة
الدمام
المذهب الفقهي
حنبلي
رد: اقتناص الفرائد من كتاب الفوائد لابن القيم

أثابكم الله وجزاكم خيرا، على جهودكم الطيبة
 

بشرى عمر الغوراني

:: فريق طالبات العلم ::
إنضم
29 مارس 2010
المشاركات
2,121
الإقامة
لبنان
الجنس
أنثى
الكنية
أم أنس
التخصص
الفقه المقارن
الدولة
لبنان
المدينة
طرابلس
المذهب الفقهي
حنبلي

متولى أمين حلوة

:: مشارك ::
إنضم
31 مايو 2010
المشاركات
248
الجنس
ذكر
التخصص
طب الأطفال
الدولة
saudia
المدينة
الأحساء - الهفوف
المذهب الفقهي
غير متمذهب
رد: اقتناص الفرائد من كتاب الفوائد لابن القيم

وللقائل مثل ما دعا إن شاء الله

بارك الله فيكِ أختنا الفاضلة على الفوائد القيمة من كلام ابن القيم

و حيث يراد الجزم لا يستحسن التعليق..

فالدعاء من المواطن التى يستحب فيها الجزم لا التعليق بالمشيئة لأن الله عز و جل يريد من الداعى العزيمة و التناهى في الطلب و الرغبة ،
فلا يقول : اللهم اغفر لفلان إن شئت ، اللهم بارك لفلان إن شئت ، اللهم وفق فلانة إن شئت ، و هكذا..

و جزاكِ الله خيراً..
 

د. عبدالحميد بن صالح الكراني

:: المشرف العام ::
طاقم الإدارة
إنضم
23 أكتوبر 2007
المشاركات
8,140
الجنس
ذكر
الكنية
أبو أسامة
التخصص
فقـــه
الدولة
السعودية
المدينة
مكة المكرمة
المذهب الفقهي
الدراسة: الحنبلي، الاشتغال: الفقه المقارن
رد: اقتناص الفرائد من كتاب الفوائد لابن القيم

بارك الله فيكِ أختنا الفاضلة على الفوائد القيمة من كلام ابن القيم

و حيث يراد الجزم لا يستحسن التعليق..

فالدعاء من المواطن التى يستحب فيها الجزم لا التعليق بالمشيئة لأن الله عز و جل يريد من الداعى العزيمة و التناهى في الطلب و الرغبة ،
فلا يقول : اللهم اغفر لفلان إن شئت ، اللهم بارك لفلان إن شئت ، اللهم وفق فلانة إن شئت ، و هكذا..

و جزاكِ الله خيراً..
معذرة على المداخلة أخي متولي.
أنا فهمت أمراً آخر قبل تعليقك؛ فلما قرأت تعليقك تعجبت من تباين الفهوم! فسبحان الله!
إنما فهمت أنها ستدعو لشيخنا ما لم تنس!
فالمشيئة أوردتها لا للدعاء وتحققه؛ وإنما لاعتبار نسيان الدعاء أصلاً!
ولا أظن أنه يغيب عن علم الأخت المسألة التي ذكرتموها.
هذا ما دار بخلدي نحو ما قرأت.
 

بشرى عمر الغوراني

:: فريق طالبات العلم ::
إنضم
29 مارس 2010
المشاركات
2,121
الإقامة
لبنان
الجنس
أنثى
الكنية
أم أنس
التخصص
الفقه المقارن
الدولة
لبنان
المدينة
طرابلس
المذهب الفقهي
حنبلي
رد: اقتناص الفرائد من كتاب الفوائد لابن القيم


الأخ الفاضل متولي
شكراً لكم على النصيحة

حضرة المشرف المفضال
شكراً على حسن الظن
 

بشرى عمر الغوراني

:: فريق طالبات العلم ::
إنضم
29 مارس 2010
المشاركات
2,121
الإقامة
لبنان
الجنس
أنثى
الكنية
أم أنس
التخصص
الفقه المقارن
الدولة
لبنان
المدينة
طرابلس
المذهب الفقهي
حنبلي
رد: اقتناص الفرائد من كتاب الفوائد لابن القيم

الفائدة الثالثة والثلاثون:

ماذا يملك مِن أمره مَن ناصيتُه بيد الله، ونفسه بيده، وقلبه بين إصبعين من أصابعه يقلّبه كيف يشاء، وحياته بيده وموته بيده، وسعادته بيده، وشقاوته بيده، وحركاته وسكناته وأقواله وأفعاله بإذنه ومشيئته؛ فلا يتحرك إلا بإذنه، ولا يفعل إلا بمشيئته. إن وكله إلى نفسه وكله إلى عجز وضيعة وتفريط وذنب وخطيئة. وإن وكله إلى غيره وكله إلى من لا يملك له ضرّاً ولا نفعاً ولا موتاً ولا حياة ولا نشوراً. وإن تخلّى عنه استولى عليه عدوّه وجعله أسيراً له. فهو لا غنى له طرفة عين، بل هو مضطرّ إليه على مدى الأنفاس في كلّ ذرّة من ذرّاته باطناً وظاهراً. فاقته تامّة إليه، ومع ذلك فهو متخلّفٌ عنه، يتبغّض إليه بمعصيته، مع شدّة الضرورة إليه من كل وجه، قد صار لذكره نسيّاً، واتخذه وراءه ظِهريّاً، هذا وإليه مرجعه، وبين يديه موقفه!!
 

بشرى عمر الغوراني

:: فريق طالبات العلم ::
إنضم
29 مارس 2010
المشاركات
2,121
الإقامة
لبنان
الجنس
أنثى
الكنية
أم أنس
التخصص
الفقه المقارن
الدولة
لبنان
المدينة
طرابلس
المذهب الفقهي
حنبلي
رد: اقتناص الفرائد من كتاب الفوائد لابن القيم

وأنا أعجب من تباين الفهوم ، وأجزم أنها تقصد الرد على من دعا لها ، واضحة ولا تحتاج توضيح ، ويمكن لصاحبة الدعاء الذب عن مقصودها .


لا داعي للعجب أختي الفاضلة
فقد قال الله تعالى في محكم التنزيل:"ولا يزالون مختلفين".
بارك الله بك
 

بشرى عمر الغوراني

:: فريق طالبات العلم ::
إنضم
29 مارس 2010
المشاركات
2,121
الإقامة
لبنان
الجنس
أنثى
الكنية
أم أنس
التخصص
الفقه المقارن
الدولة
لبنان
المدينة
طرابلس
المذهب الفقهي
حنبلي
رد: اقتناص الفرائد من كتاب الفوائد لابن القيم

الفائدة الرابعة والثلاثون:

يا آدم، ضحكك في الجنة لك، وبكاؤك في دار التكليف لنا.
ما ضرّ من كسَرَه عزّي إذا جبرَه فَضَلي، إنما تليق خِلعة العزّ ببدن الانكسار؛ أنا عند المنكسرة قلوبهم من أجلي.
 
أعلى